تايوان توبخ إيلون ماسك: لسنا للبيع ولسنا جزءًا من الصين

وزير الخارجية التايواني جوزيف وو (أرشيفية - رويترز)
وزير الخارجية التايواني جوزيف وو (أرشيفية - رويترز)
TT
20

تايوان توبخ إيلون ماسك: لسنا للبيع ولسنا جزءًا من الصين

وزير الخارجية التايواني جوزيف وو (أرشيفية - رويترز)
وزير الخارجية التايواني جوزيف وو (أرشيفية - رويترز)

قال وزير الخارجية التايواني جوزيف وو إن بلاده «ليست للبيع»، في توبيخ شديد اللهجة لإيلون ماسك، الذي قال إن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، وذلك في وقت تطرق فيه الملياردير مجدداً إلى قضية العلاقات الشائكة بين بكين وتايبيه.

وأدلى ماسك مالك منصة «إكس»، (تويتر سابقاً)، وشركة تسلا للسيارات وشبكة ستارلينك للأقمار الصناعية بتلك التعليقات خلال منتدى في لوس أنجليس، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز للأنباء.

وقال: «كانت سياستهم (بكين) هي إعادة توحيد تايوان مع الصين. ومن وجهة نظرهم، ربما يكون الأمر مشابهاً لهاواي أو شيء من هذا القبيل، مثل جزء لا يتجزأ من الصين، الذي ليس كذلك في الغالب لأن... الأسطول الأميركي في المحيط الهادي أوقف أي نوع من جهود إعادة التوحيد بالقوة».

ورد جوزيف وو في منشور على «إكس» أمس الأربعاء بأنه يأمل أن يطلب ماسك من الصين «إتاحة منصة إكس لشعبها» إذ تحظر بكين منصات التواصل الاجتماعي الغربية مثل «إكس» و«فيسبوك».

وأضاف وو: «ربما يعتقد أن حظرها سياسة جيدة، مثل إيقاف خدمات ستارلينك لإحباط هجوم أوكرانيا المضاد على روسيا»، في إشارة إلى رفض ماسك طلب أوكرانيا لتفعيل شبكة ستارلينك في مدينة سيفاستوبول الساحلية في شبه جزيرة القرم العام الماضي للمساعدة في شن هجوم على الأسطول الروسي هناك.

وقال وو: «اسمع، تايوان ليست جزءاً من جمهورية الصين الشعبية وبالتأكيد ليست للبيع».

وترفض حكومة تايوان المنتخبة ديمقراطياً بشدة مطالبات الصين بالسيادة عليها، وتقول إن شعب تايوان وحده هو الذي يستطيع أن يقرر مستقبله.

وهذه ليست المرة الأولى، التي يثير فيها ماسك، الذي كان لشركته تسلا مصنع كبير في شنغهاي، غضب تايوان.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اقترح ماسك منح بكين بعض السيطرة على تايوان لتهدئة التوترات بين الجانبين مما دفع تايبيه لتوجيه توبيخ قوي له.


مقالات ذات صلة

لماذا قرر ماسك الانسحاب من فريق ترمب؟

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح الملياردير إيلون ماسك (أ.ف.ب) play-circle

لماذا قرر ماسك الانسحاب من فريق ترمب؟

إذا كان هناك شيء واحد لم يتعلمه الملياردير إيلون ماسك في مسيرته المهنية المرموقة في مجال ريادة الأعمال فهو أن في السياسة لكل شيء ثمن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ماسك وإلى جانبه روبوت أوبتيموس الشبيه بالبشر (أرشيفية)

ماسك: تأثر إنتاج الروبوتات الشبيهة بالبشر بقيود الصين على المعادن النادرة

قال إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إن إنتاج روبوتات أوبتيموس الشبيهة بالبشر تأثر بالقيود التي فرضتها الصين على المغانط المصنوعة من العناصر الأرضية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إيلون ماسك (أرشيفية)

ماسك يتعهد تكريس مزيد من الوقت لتسلا بدءا من مايو

قال إيلون ماسك إنه سيكرس المزيد من الوقت لشركة تسلا بدءا من شهر مايو (أيار)، بعد أن أعلنت الشركة عن تراجع كبير في أرباحها خلال الربع الأول من العام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس دونالد ترمب مرحباً بالرئيس السلفادوري نجيب بوكيلي في البيت الأبيض (رويترز)

«دوج» تصل إلى الملفات الحساسة للمهاجرين في وزارة العدل

وصلت «دائرة الكفاءة الحكومية» إلى سجلات المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين لدى «العدل الأميركية»، بينما وصل وفد ديمقراطي للسلفادور مطالباً بإطلاق شخص رحّل بالخطأ.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إيلون ماسك يرتدي قميصاً عليه شعار هيئة الكفاءة الحكومية (دوج) التابعة له في حديقة البيت الأبيض 9 مارس 2025 (أ.ب) play-circle

قاضية أميركية تقيد وصول هيئة حكومية تابعة لماسك إلى بيانات الأميركيين

أصدرت قاضية أميركية حكماً يقيد وصول هيئة الكفاءة الحكومية (دوج) التابعة لإيلون ماسك إلى بيانات الضمان الاجتماعي للأميركيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كيف يُمكن أن يُدمّر تهديد الهند بقطع الأنهار باكستان؟

نهر رافي الذي تسيطر عليه الهند كما يظهر في باكستان (أ.ف.ب)
نهر رافي الذي تسيطر عليه الهند كما يظهر في باكستان (أ.ف.ب)
TT
20

كيف يُمكن أن يُدمّر تهديد الهند بقطع الأنهار باكستان؟

نهر رافي الذي تسيطر عليه الهند كما يظهر في باكستان (أ.ف.ب)
نهر رافي الذي تسيطر عليه الهند كما يظهر في باكستان (أ.ف.ب)

بعد هجوم شنّه مسلحون في كشمير، أعلنت الحكومة الهندية تعليق مشاركتها في معاهدة تُنظّم معظم المياه المُستخدمة في الزراعة الباكستانية.

احتجاج على تعليق الهند لمعاهدة مياه نهر السند في كراتشي يوم الخميس (رويترز)
احتجاج على تعليق الهند لمعاهدة مياه نهر السند في كراتشي يوم الخميس (رويترز)

وأعلنت الهند، الأربعاء، تعليق مشاركتها في اتفاقية تقاسم المياه الحيوية مع باكستان، وهو إجراء عقابي قد يُلحق كارثة بقطاعي الزراعة والاقتصاد الباكستانيين، في تقرير لـ«نيويورك تايمز»، الجمعة.

جاء القرار بعد يوم واحد من قيام مسلحين بقتل 26 مدنياً كانوا في زيارة إلى موقع سياحي في الجزء الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير. وتُطالب كل من الهند وباكستان بالسيادة على أجزاء من هذه المنطقة المتنازع عليها. ورغم أن الهند لم تُلقِ باللوم مباشرة على باكستان، فإنها أشارت إلى وجود «روابط عابرة للحدود» للمهاجمين.

يقف أحد أفراد الأمن حارساً بينما تصل المركبات التي تقل مواطنين هنوداً أثناء عودتهم إلى بلادهم من معبر واغا الحدودي بين باكستان والهند على مشارف لاهور في 25 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
يقف أحد أفراد الأمن حارساً بينما تصل المركبات التي تقل مواطنين هنوداً أثناء عودتهم إلى بلادهم من معبر واغا الحدودي بين باكستان والهند على مشارف لاهور في 25 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

معاهدة مياه نهر السند

وسبق للهند أن هدّدت بالانسحاب من «معاهدة مياه نهر السند» في فترات سابقة من تصاعد التوترات، وهي المعاهدة التي وقعها البلدان عام 1960.

وحال نفذت الهند تهديدها هذه المرة، فقد يؤدي ذلك إلى تقييد تدفق المياه المستخدمة في الري الزراعي والاستهلاك البشري في باكستان؛ حيث يُشكل القطاع الزراعي ربع اقتصادها.

عمل حربي

ورداً على ذلك، قالت الحكومة الباكستانية يوم الخميس إنها ستعدّ أي محاولة لقطع المياه «عملاً حربياً». وبصفتها الأكبر والأكثر تقدماً، قد تخسر الهند أقل بكثير من باكستان في حال انسحابها من الاتفاق، رغم أنها قد تواجه انتقادات دولية وتُسأل عن مدى التزامها بالقانون الدولي.

أنصار حزب «الرابطة الإسلامية الباكستانية» يرددون شعارات خلال مظاهرة للتنديد بتعليق الهند لمعاهدة تقاسم المياه في ملتان باكستان الجمعة 25 أبريل 2025
أنصار حزب «الرابطة الإسلامية الباكستانية» يرددون شعارات خلال مظاهرة للتنديد بتعليق الهند لمعاهدة تقاسم المياه في ملتان باكستان الجمعة 25 أبريل 2025

ما هي معاهدة مياه نهر السند؟

هي اتفاقية بين الهند وباكستان تُنظم استخدام مياه 6 أنهار وروافدها، تُعرف مجتمعةً بـ«نظام نهر السند».

وأصبحت هذه الاتفاقية ضرورية بعد استقلال الهند وباكستان عام 1947، لكنها استغرقت عقداً كاملاً من المفاوضات قبل توقيعها عام 1960 بوساطة البنك الدولي. وتُحدد المعاهدة حقوق الطرفين والتزاماتهما بشأن «الاستخدام العادل» لمياه النهر.

وتمنح المعاهدة الهند الحق في الاستخدام غير المقيد لمياه الأنهار الشرقية الثلاثة: رافي، وسوتليج، وبياس، اثنان منها يتدفقان لاحقاً إلى باكستان. أما باكستان فتمتلك السيطرة على الأنهار الغربية: السند، وتشيناب، وجيلوم، التي تمر عبر أراضٍ هندية قبل أن تصب في باكستان. وتُلزم المعاهدة الهند بالسماح بتدفق هذه المياه إلى باكستان «دون عوائق».

ولطالما عدّت المعاهدة إنجازاً يُمكن أن يكون نموذجاً لحل النزاعات المائية العالمية. لكن خلال العقد الماضي، هددت الهند باستخدامها سلاحاً في نزاعاتها مع باكستان.

فبعد هجوم مسلحين باكستانيين على قاعدة عسكرية هندية في بلدة أوري بكشمير عام 2016، قال رئيس الوزراء مودي لمسؤولي المعاهدة: «الدم والماء لا يمكن أن يتدفقا معاً». وفي عام 2019، هدّد مسؤولون هنود بتحويل مجرى الأنهار الشرقية بعيداً عن باكستان بعد تفجير انتحاري أودى بحياة عشرات الجنود الهنديين في كشمير.

ماذا يعني انسحاب الهند بالنسبة لباكستان؟

سيضع ذلك باكستان في مأزق شديد، فهي تعاني بالفعل من جفاف ونقص حاد في المياه جزئياً، بسبب الظواهر المناخية المتطرفة. ففي الشهر الماضي، حذَّرت هيئة تنظيم المياه الباكستانية من أن إقليمي البنجاب والسند -وهما من أبرز المناطق الزراعية- قد يواجهان نقصاً مائياً بنسبة 35 في المائة بنهاية الموسم الزراعي الحالي.

كما أن أمطار الموسم المرتقبة تحمل مخاطر إضافية، إذ قد تُطلق الهند كميات زائدة من المياه من الأنهار الشرقية دون سابق إنذار، ما قد يتسبب في فيضانات، وفقاً لنذير ميمون، محلل سياسات في إسلام آباد متخصص في إدارة المياه.

وأضاف أنه في حال قررت الهند حجب البيانات الهيدرولوجية -مثل توقيت الأمطار والفيضانات- قد يُضعف قدرة صغار المزارعين على التخطيط، ما يضر بالقطاع الزراعي.

هل ستتضرر الهند من قرارها؟

من المرجح أن يحظى قرار رئيس الوزراء ناريندرا مودي بدعم شعبي داخلي، في حين قد يراه المجتمع الدولي جزءاً من تصاعد التوتر بين الخصمين التاريخيين، حسب محللين.

وفي هذا الصدد، قال هابيمن جاكوب، أستاذ الدبلوماسية ونزع السلاح في جامعة جواهر لال نهرو: «هذا إجراء ذكي، شعبي، وشعبوي». وأضاف أن المجتمع الدولي سيهتم أكثر إذا تحولت التوترات إلى صراع مسلح، قائلاً: «لذا، فإن الهند لا تخسر شيئاً دولياً بتعليق المعاهدة».

ورأى آخرون أن باكستان قد تستفيد من عرض القضية بوصفها مسألة قانون دولي.

قال أنور سادات، الأستاذ المساعد في الجمعية الهندية للقانون الدولي: «لا يجوز للدول أن تتسبب في أضرار جسيمة لدول أخرى، وهذا مبدأ في القانون الدولي العرفي ملزم للجميع».

في حين رأى حسن عباس، الخبير في الهيدرولوجيا، أن باكستان ضحّت بحقوق سكان المناطق السفلى بتوقيعها المعاهدة عام 1960، قائلاً: «إجراءات الهند الأخيرة تمنح باكستان فرصة لإحالة القضية إلى محكمة لاهاي، والسعي لمراجعة شاملة لاستعادة حصتها العادلة من المياه».

وقد تصاعدت المشاعر المناهضة للهند في باكستان بسرعة يوم الخميس، وخلال خطاب ألقاه أمام محتجين في لاهور، قال حارس دار، زعيم حزب إسلامي: «لقد أعلنت الهند فعلياً الحرب على باكستان». وأضاف: «هذا هو إرهاب المياه الذي تمارسه الهند».