ألقت الشرطة في كوريا الجنوبية القبض على 16 شخصاً اليوم الخميس لدخولهم مبنى يضم السفارة اليابانية في سيول، ووضعت بعضهم في حافلة بعدما رفعوا لافتات احتجاجاً على تصريف طوكيو لمياه مشعة معالجة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية في المحيط الهادي. وجاء الاحتجاج في اليوم الذي بدأت فيه اليابان تصريف المياه في خطوة أثارت انتقادات لاذعة جديدة من جميع أنحاء المنطقة، حسب ما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء.
وفور وصولهم إلى الطابق الثامن من المبنى حيث توجد السفارة، علق الأشخاص، ومعظمهم من الشبان، لافتات مكتوباً على إحداها «البحر ليس سلة مهملات اليابان» و«توقفي فوراً عن تصريف المياه الملوثة».
وقال شرطي في قسم شرطة جونجنو بالعاصمة سول إن القوات ألقت القبض على 16 شخصاً بتهمة التعدي على الممتلكات واتهمهم بمحاولة اقتحام السفارة. وتجمع نحو 50 شخصاً خارج السفارة للاحتجاج على تصريف اليابان لتلك المياه في المحيط. وقالت كوريا الجنوبية إنها لا ترى أي مشاكل علمية فيما يتعلق بتلك الخطوة لكنها حثت اليابان على التحلي بالشفافية خلال قيامها بهذه العملية المتوقع أن تستمر لعقود.
وبدأت اليابان تصريف المياه المعالجة من محطة فوكوشيما - دايشي النووية، اليوم (الخميس)، على ما أظهر مقطع مصور بثته الشركة المشغلة «تيبكو»، بينما نددت الصين بهذه الخطوة، واصفة إياها بأنها عمل «أناني وغير مسؤول»، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».
وقد تم تشغيل مضخات وفتح الصمامات لنقل المياه إلى المحيط. وهذه المياه المعالجة والمخففة جردت من غالبية المواد المشعة باستثناء التريتيوم التي لا تشكل خطراً إلا إذا وجدت بكميات كبيرة ومركزة.
ونددت الصين على الفور بهذا العمل، معتبرة أنه «أناني وغير مسؤول».
وبوشرت العملية التي تتضمن مضخات وصمامات وشبكة واسعة من القنوات بعيد الساعة 13:00 بتوقيت اليابان (الساعة الرابعة ت غ) بعد عد عسكري قصير، على ما أظهر المقطع المصور.
كما أعلنت الصين تعليق كل وارداتها من منتجات البحر اليابانية، وأفادت الجمارك الصينية في بيان أن القرار يهدف إلى «تدارك المخاطر على الأمن الغذائي الناتجة عن تصريف مياه ملوّثة من فوكوشيما في البحر وحماية صحة المستهلكين الصينيين وضمان سلامة الأغذية المستوردة».
ويتوقع أن تدوم عملية التصريف الأولى هذه نحو 17 يوماً وتشمل 7800 متر مكعب من مياه المحطة.
وتنوي «تيبكو» القيام بثلاث عمليات تصريف أخرى بحلول نهاية مارس (آذار) المقبل بكميات موازية للعملية الأولى.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية في بيان: «المحيط هو ملكية مشتركة للبشرية جمعاء ويشكل تصريف مياه ملوثة ناجمة عن محطة فوكوشيما النووية في البحر، عملاً غاية في الأنانية وعدم المسؤولية لا يراعي المصلحة العامة الدولية».