المفوضية الأوروبية تندد بـ«تآكل» الديمقراطية والحقوق الأساسية في هونغ كونغ

قطب الإعلام جيمي لاي الموقوف منذ نهاية عام 2020 خلال وجوده في سجن ستانلي (أ.ب)
قطب الإعلام جيمي لاي الموقوف منذ نهاية عام 2020 خلال وجوده في سجن ستانلي (أ.ب)
TT

المفوضية الأوروبية تندد بـ«تآكل» الديمقراطية والحقوق الأساسية في هونغ كونغ

قطب الإعلام جيمي لاي الموقوف منذ نهاية عام 2020 خلال وجوده في سجن ستانلي (أ.ب)
قطب الإعلام جيمي لاي الموقوف منذ نهاية عام 2020 خلال وجوده في سجن ستانلي (أ.ب)

ندّدت «المفوضية الأوروبية»، اليوم الجمعة، بتراجع جديد للديمقراطية والحريات الأساسية في هونغ كونغ، العام الماضي، معتبرة أن مِن شأن ذلك «تعزيز الشكوك» في التزام بكين باحترام نموذج «دولة واحدة، نظامان» في هذه المنطقة.

وقالت «المفوضية الأوروبية»، في تقريرها السنوي حول هونغ كونغ: «تواصل في عام 2022 تآكل الحكم الذاتي والمبادئ الديمقراطية والحريات الأساسية، والتي كان من المفترض أن تُصان حتى عام 2047 على الأقل»، وفق الاتفاقية التي أُبرمت عند إعادة بريطانيا مستعمرتها السابقة للصين في 1997.

وانتقدت بروكسل مجدداً قانون الأمن القومي، الذي فرضته بكين على المستعمرة البريطانية السابقة في عام 2020، لوضع حدّ للتظاهرات الواسعة المؤيدة للديمقراطية، والتي أدّت إلى حملة قمع كبيرة.

وذكر التقرير أن «236 شخصاً أُوقفوا، العام الماضي، بموجب هذا القانون وغيره من القوانين المرتبطة بالأمن، في حين وُجّهت تُهم لـ145 شخصاً و5 شركات، وبلغ معدل الإدانة فيها نسبة 100 في المائة»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وبحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول)، «كان عدد من الأشخاص ينتظرون أن يحاكَموا، ولا سيّما 47 ناشطاً مؤيداً للديمقراطية شاركوا في انتخابات»، وأعضاء في «تحالف هونغ كونغ» الذي جرى تفكيكه، بالإضافة إلى قطب الإعلام جيمي لاي، الموقوف منذ نهاية عام 2020، والذي يواجه عقوبة السجن مدى الحياة؛ لاتهامه بـ«التواطؤ مع قوى أجنبية».

وتابعت «المفوضية الأوروبية»، في تقريرها: «تراجعت حرية الصحافة بشكل ملحوظ في عام 2022. أُوقف صحافيون، ووُجّهت إليهم تُهم، وعلّق عدد من الوسائل الإعلامية المستقلة أنشطتها».

وقال مسؤول السياسة الخارجية في «الاتحاد الأوروبي» جوزيب بوريل: «طوال عام 2022، استمرّ التذرّع بقانون الأمن القومي وتشريعات أخرى، لطمس المعارضة والتعددية».

على المستوى الاقتصادي، تحافظ هونغ كونغ على استقلالها النقدي والتجاري، ولا تزال وجهة مفضّلة للاستثمارات رغم الركود، وفق التقرير الذي ذكّر بأن «الاتحاد الأوروبي»، الممثل «بأكثر من 1600 شركة» في هونغ كونغ، هو ثالث أكبر شريك تجاري للمدينة.

ومع ذلك كان للتطور السياسي «تأثير سلبي على مناخ الأعمال»، خصوصاً للشركات الأجنبية، في حين شهدت هونغ كونغ انهيار ديناميتها الاقتصادية؛ بسبب القيود الصارمة ضد تفشي «كوفيد-19».

وأشار تقرير «المفوضية الأوروبية» إلى أن الاجتماع السنوي بين مسؤولي «الاتحاد الأوروبي» وهونغ كونغ لم يُعقَد في 2022 للسنة الثالثة على التوالي، بسبب قيود «كوفيد-19».



سلطات كوريا الجنوبية تستجوب الرئيس المعزول يون

TT

سلطات كوريا الجنوبية تستجوب الرئيس المعزول يون

نقل الرئيس المعزول يون إلى مكتب التحقيقات في سيول 15 يناير (رويترز)
نقل الرئيس المعزول يون إلى مكتب التحقيقات في سيول 15 يناير (رويترز)

استجوبت السلطات الكورية الجنوبية الرئيس الموقوف عن العمل، يون سوك يول، بعد القبض عليه الأربعاء فيما يتعلق باتهامات بالتمرد. وقال يون إنه وافق على الامتثال لتحقيقات وصفها بغير القانونية لتجنب «إراقة الدماء». ويعد اعتقال يون أحدث تطور مثير للاهتمام لواحدة من أكثر الدول ديمقراطية في آسيا، على الرغم من أن البلاد لديها تاريخ في محاكمة وسجن رؤساء سابقين. والاعتقال هو الأول على الإطلاق لرئيس كوري جنوبي في منصبه، كما ذكرت وكالة «رويترز».

أنصار يون يتجمعون داخل الحاجز الذي يسد الطريق المؤدي إلى مقر إقامته في 15 يناير (أ.ف.ب)

ومنذ أن صوّت نواب البرلمان لصالح عزله بعد إعلانه المفاجئ للأحكام العرفية، الذي لم يدم طويلاً، في الثالث من ديسمبر (كانون الأول)، ظلّ يون مُتحصّناً في مقر إقامته على تل في سيول، تحرسه مجموعة صغيرة من الحراس الشخصيين الذين عرقلوا محاولة اعتقال سابقة. وذكر يون، الذي تحدّى محاولات اعتقاله، أنه قدم نفسه للاستجواب لتجنّب أي أعمال عنف، بعد أن توجّه أكثر من 3000 شرطي إلى منزله لاعتقاله في الساعات الأولى، الأربعاء. وقال يون في بيان: «قررت المثول أمام مكتب التحقيقات في فساد كبار المسؤولين، على الرغم من كونه تحقيقاً غير قانوني لمنع إراقة الدماء». ويتولى هذا المكتب التحقيق الجنائي.

موكب من السيارات يصطحب الرئيس المعزول يون سوك يول تنفيذاً لمذكرة التوقيف الصادرة بحقّه (أ.ف.ب)

ورافق أحد ممثلي الادعاء يون في سيارته من منزله بمنطقة «بيفرلي هيلز» الراقية في سيول إلى مكتب التحقيقات، حيث تسلّل من مدخل خلفي ليتجنب وسائل الإعلام. وأمام السلطات 48 ساعة لاستجواب يون، ويتعين عليها بعد ذلك إصدار مذكرة اعتقال بحقه لمدة تصل إلى 20 يوماً أو إطلاق سراحه. لكنّ مسؤولاً في مكتب التحقيقات قال إن يون يرفض الحديث، وطلب أن تكون مقابلاته مع المحققين مسجلة بالفيديو، وفق «رويترز».

وقال مكتب التحقيقات إنه لا يعلم سبب رفض يون الحديث. في المقابل، ذكر محامو يون أن اعتقاله غير قانوني، ويهدف إلى إهانته علناً. وقال مسؤول في مكتب التحقيقات إن الحرس الرئاسي متمركز في طابق مكتب التحقيقات، حيث يتم استجواب يون الذي سينقل على الأرجح إلى مركز الاحتجاز في سيول، حيث احتُجزت لفترة شخصيات بارزة أخرى، مثل الرئيسة السابقة باك جون - هاي، ورئيس شركة «سامسونغ» للإلكترونيات جاي واي لي.

أثار اعتقال يون غضباً واسعاً بين أنصاره (أ.ف.ب)

وصدم إعلان يون للأحكام العرفية كوريا الجنوبية، وهزّ رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكان سبباً في فترة غير مسبوقة من الاضطرابات السياسية. وصوّت نواب البرلمان على عزله من منصبه في 14 ديسمبر. وفي سياق منفصل، تدرس المحكمة الدستورية ما إذا كانت ستؤيد عزله بشكل دائم من منصبه، أو ستحكم بأن يستعيد سلطاته الرئاسية. وبينما ذكرت محطات الأخبار المحلية أن اعتقال يون قد يتم قريباً، اندلعت بعض المناوشات بين المتظاهرين المؤيدين له والشرطة بالقرب من مقر إقامته، وفقاً لـ«رويترز».