أفغانيات يطالبن بحقّهن بالتعليم عبر منبر الأمم المتحدة

صورة أرشيفية لطالبة أفغانية تحمل كرسيها وحقيبتها الدراسية قبل حكم طالبان (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لطالبة أفغانية تحمل كرسيها وحقيبتها الدراسية قبل حكم طالبان (أ.ف.ب)
TT

أفغانيات يطالبن بحقّهن بالتعليم عبر منبر الأمم المتحدة

صورة أرشيفية لطالبة أفغانية تحمل كرسيها وحقيبتها الدراسية قبل حكم طالبان (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لطالبة أفغانية تحمل كرسيها وحقيبتها الدراسية قبل حكم طالبان (أ.ف.ب)

اضطرت طالبة الهندسة سمية فاروقي للفرار من أفغانستان لمتابعة دراستها الجامعية بعد عودة حركة طالبان إلى الحكم قبل عامين ومنعها أكثر من 1.1 مليون فتاة وامرأة من التعليم.

تقيم الطالبة البالغة 21 عاما اليوم في الولايات المتحدة حيث باتت في واجهة مبادرة أطلقها، أمس الثلاثاء، صندوق «التعليم لا يمكن أن ينتظر» التابع للأمم المتحدة والرامي لمواجهة الأزمة، في ذكرى مرور عامين على سقوط الحكومة المعترف بها دوليا في كابل.

وبحسب الصحافة الفرنسية، تتصدر مبادرة «أصوات الفتيات الأفغانيات» #AfghanGirlsVoices، مناشدة عالمية لاحترام حق جميع النساء والفتيات الأفغانيات في التعلّم. واضطرت بالفعل أعداد لا تحصى من النساء والفتيات لمغادرة البلاد لمواصلة تعليمهن.

على سبيل المثال، أنهت فاروقي دراستها في المرحلة الثانوية في قطر بعدما غادرت مع تسع فتيات من فريقها المتخصص بعلم الروبوتات الذي يدعى «الأفغان الحالمون» أفغانستان عام 2021.

واليوم، تبدأ عامها الثاني في دراسة الهندسة في جامعة «ساكرامنتو ستيت» في كاليفورنيا بفضل حصولها على منحة قطرية.

أفغانستان منسية

قالت فاروقي لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف إن الحملة تهدف للفت انتباه العالم مجددا إلى الفتيات في أفغانستان ومشكلات التعليم التي تواجههن، وأضافت: «تبدو أفغانستان منسيّة».

بات إقصاء النساء شبه الكامل من الحياة العامة في أفغانستان بما في ذلك التعليم والتوظيف من بين أبرز النقاط العالقة التي تمنع المجتمع الدولي من تقديم المساعدة والاعتراف رسميا بحكومة طالبان.

وقال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن للصحافيين في واشنطن إن «الطريق تجاه أي علاقة طبيعية أكثر بين طالبان والدول الأخرى سيكون مسدودا إلا إذا، وإلى أن، يتم تعزيز حقوق النساء والفتيات إلى جانب أمور أخرى».

صورة أرشيفية لطالبات أفغانيات في مدرسة ابتدائية مفتوحة قبل حكم طالبان (أ.ف.ب)

خلص تقرير للأمم المتحدة الشهر الماضي إلى أن الظروف بالنسبة للنساء والفتيات في أفغانستان هي «الأسوأ في العالم»، وأشار إلى أن سياسات حكومة طالبان يمكن أن ترقى إلى «فصل عنصري قائم على النوع الاجتماعي».

وأكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعليم في العالم غوردن براون الذي شغل في الماضي منصب رئيس وزراء بريطانيا للصحافيين في لقاء عبر الفيديو، أمس الثلاثاء، أن وضع حقوق النساء في أفغانستان يجب أن يصنّف جريمة ضد الإنسانية وأن يخضع لملاحقة قضائية من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

وضع حقوق النساء في أفغانستان يجب أن يصنّف جريمة ضد الإنسانية وأن يخضع لملاحقة قضائية من قبل المحكمة الجنائية الدولية

غوردن براون مبعوث الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعليم

الوضع مأساوي

في 2021، بعد شهر واحد على عودتها إلى السلطة لأول مرة من 20 عاما، منعت سلطات طالبان الفتيات من ارتياد المدارس الثانوية، قبل إغلاق أبواب الجامعات أمامهن في ديسمبر (كانون الأول) 2022 لتفرض قيودا مشددة لاحقا على مشاركتهن في القوّة العاملة.

بالنسبة لفاروقي، هذه أجواء لا يمكن تحملها، وقالت «علينا التأكد من امتلاك النساء والفتيات فرصا متساوية وإمكانية الوصول إلى التعليم إذ إن التعليم مفتاح للحريّة».

وأوضحت في بيان صدر عن الأمم المتحدة الثلاثاء «حُظرت الفتيات من الأماكن العامة، المدارس والصالات الرياضية والمتنزهات، لا يسمح لهن بالقيام بشيء غير المكوث في منازلهن».

وقالت لفرانس برس إنه بالنسبة للعديد من العائلات فإن الطريق الوحيد أمام بناتهن للمضي قدما هو الزواج بغض النظر عن موافقتهن، مضيفة أن العديد من زميلاتها أُجبرن على ذلك.

وأكدت في البيان أن الاكتئاب منتشر على نطاق واسع وأن معدّل الانتحار في أوساط الفتيات ارتفع كثيرا خلال العامين الماضيين، الوضع مأساوي.

تهدف حملة «التعليم لا يمكن أن ينتظر» إلى نشر التوعية عالميا بشأن القضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الشهرين الحالي والمقبل، لتوصل أصوات الفتيات والنساء الأفغانيات تزامنا مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 و19 سبتمبر (أيلول) المقبل.


مقالات ذات صلة

شراكة سعودية – أميركية لدعم تعليم اللغتين العربية والإنجليزية بين البلدين

يوميات الشرق حظي المنتدى بجلسات علمية بين الجانبين (وزارة التعليم)

شراكة سعودية – أميركية لدعم تعليم اللغتين العربية والإنجليزية بين البلدين

السفير الأميركي مايكل راتني: المنتدى هو نتيجة عامٍ من التعاون بين سفارتنا ووزارة التّعليم السعودية.

عمر البدوي (الرياض)
الاقتصاد مسؤولو الذراع الاستثمارية لشركة «إي إف جي هيرميس» ومجموعة «جي إف إتش» المالية خلال إطلاق صندوق التعليم السعودي (إكس)

«هيرميس» تطلق صندوقاً للتعليم بـ300 مليون دولار في السعودية

أطلقت شركة «إي إف جي هيرميس» صندوقاً للتعليم السعودي (SEF) بقيمة 300 مليون دولار لبناء مشغل تعليمي عالمي المستوى في السعودية

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية جانب من اجتماع الوفدين المصري والتركي في مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالقاهرة (من حساب رئيس مجلس العليم العالي التركي في «إكس»)

مصر وتركيا تتفقان على إنشاء جامعة مشتركة في القاهرة

تم الاتفاق على إنشاء جامعة مصرية - تركية مشتركة بالقاهرة تنفيذاً لمذكرة تفاهم وُقِّعت بين الجانبين خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأنقرة في سبتمبر.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)

مصر: مقتل طالب يثير قلقاً من انتشار «العنف» بالمدارس

تجدد الحديث عن وقائع العنف بين طلاب المدارس في مصر، مع حادثة مقتل طالب في محافظة بورسعيد طعناً على يد زميله، ما أثار مخاوف من انتشاره.

محمد عجم (القاهرة)

43 قتيلًا في هجوم شمال باكستان

خلال تشييع شخص قُتل بالهجمات في باكستان الخميس... في باراشينار شمال غربي باكستان في 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)
خلال تشييع شخص قُتل بالهجمات في باكستان الخميس... في باراشينار شمال غربي باكستان في 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)
TT

43 قتيلًا في هجوم شمال باكستان

خلال تشييع شخص قُتل بالهجمات في باكستان الخميس... في باراشينار شمال غربي باكستان في 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)
خلال تشييع شخص قُتل بالهجمات في باكستان الخميس... في باراشينار شمال غربي باكستان في 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)

ارتفعت حصيلة هجومين استهدفا، أمس (الخميس)، موكبين لعائلات شيعية في شمال غربي باكستان، الذي يشهد عنفاً طائفياً، إلى 43 شخصاً من بينهم 7 نساء و3 أطفال.

وقال جاويد الله محسود، المسؤول المحلي في كورام؛ حيث وقع الهجومان، إنه بالإضافة إلى القتلى «أُصيب 16 شخصاً، منهم 11 في حالة حرجة».

وأكد شرطي في الموقع هذه الحصيلة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم الكشف عن هويته، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال مسؤول محلي آخر في باراشينار، معقل الشيعة في كورام، إن «السكان أقاموا اعتصاماً في أثناء الليل في السوق المركزية يتواصل حتى الآن».

ورداً على ذلك «قُطعت شبكة الهاتف الجوال، وفُرض حظر تجول على الطريق الرئيس» و«عُلّقت» حركة المرور.

من جهته، أشار محسود إلى أن مجلساً قبلياً «عُقد من أجل إعادة فرض السلام والنظام».

منذ يوليو (تموز)، خلّفت أعمال العنف بين القبائل الشيعية والسُّنِّية في هذه المنطقة الجبلية أكثر من 70 قتيلاً، بحسب اللجنة الباكستانية لحقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية مدافعة عن الحريات في البلاد.

وتندلع بشكل دوري اشتباكات قبلية وطائفية، ثم تتوقف حين يتم التوصل إلى هدنة من قبل مجلس قبلي (الجيرغا). وبعد أسابيع أو أشهر تتجدد أعمال العنف.

وشهدت كورام في يوليو، وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) حوادث سقط فيها قتلى.

منذ ذلك الحين تواكب الشرطة العائلات التي تنتقل إلى المناطق التي يسكنها أتباع الديانة الأخرى.

وتتعلق النزاعات بين القبائل ذات المعتقدات المختلفة، خصوصاً بمسألة الأراضي في المنطقة؛ حيث تكون قواعد الشرف القبلية قوية، وغالباً ما تسود على النظام الذي تكافح قوات الأمن للحفاظ عليه.