أميركا: تصرفات الصين «الخطيرة» في المياه الفلبينية تهدد سلامة المنطقة

خفر السواحل الصيني يحجب سفن خفر السواحل الفلبينية في ثاني توماس شول في بحر الصين الجنوبي (رويترز)
خفر السواحل الصيني يحجب سفن خفر السواحل الفلبينية في ثاني توماس شول في بحر الصين الجنوبي (رويترز)
TT

أميركا: تصرفات الصين «الخطيرة» في المياه الفلبينية تهدد سلامة المنطقة

خفر السواحل الصيني يحجب سفن خفر السواحل الفلبينية في ثاني توماس شول في بحر الصين الجنوبي (رويترز)
خفر السواحل الصيني يحجب سفن خفر السواحل الفلبينية في ثاني توماس شول في بحر الصين الجنوبي (رويترز)

أدانت الولايات المتحدة اعتراض خفر السواحل الصيني وإطلاق خراطيم مياه على سفن فلبينية، أثناء قيامها بمهمة إمداد، قائلة إن ذلك يعرض السلام والاستقرار في المنطقة للخطر بشكل مباشر.

وفي بيان صدر اليوم الأحد، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن تساند الفلبين، في أعقاب التصرفات «الخطيرة» من قبل خفر السواحل الصيني والميليشيات البحرية، في بحر الفلبين الغربي، حسب صحيفة «فلبين ستار» اليوم، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

وأضافت الوزارة: «تدخلت سفن جمهورية الصين الشعبية، التي أطلقت خراطيم المياه واستخدمت مناورات عرقلة غير آمنة، في الممارسة القانونية للفلبين في حرية الملاحة في أعالي البحار، وعرضت سلامة السفن الفلبينية وطواقمها للخطر».

من جانبها، قالت الصين اليوم إنها اتخذت «الضوابط الضرورية» ضد قوارب فلبينية دخلت مياهها بشكل «غير قانوني»، بعد اتهام مانيلا خفر السواحل الصينيين بإطلاق خراطيم المياه على زوارق خفر سواحلها في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.

وأكد المتحدث باسم خفر السواحل الصينيين جان يو: «اخترقت سفينتا إصلاح وسفينتان لخفر السواحل من الفلبين بشكل غير قانوني المياه... في جزر نانشا الصينية».

وحسب المتحدث، فإن بكين «نفذت الضوابط الضرورية وفقاً للقانون، وقامت بإيقاف السفن الفلبينية التي كانت تحمل مواد بناء غير قانونية».

وكان الجيش الفلبيني قد ذكر في وقت سابق أن سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني اعترضت سفن إمداد في بحر الصين الجنوبي، وأطلقت خراطيم المياه عليها، في أحدث حلقات سلسلة من المواجهات في المياه المتنازع عليها.

وأضاف الجيش، في بيان اليوم الأحد: «القوات المسلحة الفلبينية تدين بشدة وتعرب عن قلقها البالغ إزاء الإجراءات المفرطة والعدائية لخفر السواحل الصيني ضد السفن الفلبينية بالقرب من أيونجين شول»، في إشارة إلى الجزيرة المرجانية المعروفة أيضاً باسم «سكند توماس شول»، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

وقال الجيش إن الحادث وقع أمس السبت، حيث كانت سفن فلبينية في مهمة روتينية لتناوب القوات وإعادة الإمداد، مضيفاً أن سفينة الإمداد الثانية لم تتمكن من تفريغ حمولتها بسبب تصرفات خفر السواحل الصيني.

من جانبها، قالت الصين إن سفينتي إمداد وسفينتين تابعتين لخفر السواحل الفلبيني تخطت المياه بالقرب من جزر نانشا دون الحصول على إذن.

وذكر بيان أن خفر السواحل الصيني اعترض السفن الفلبينية، ودعا مانيلا إلى وقف أنشطتها في المنطقة على الفور.

ودخل البلدان في نزاع إقليمي في المياه الغنية بالموارد، حيث كثفت حكومة الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن الاحتجاجات على تصرفات بكين منذ توليه السلطة العام الماضي.

وتؤكد الصين أن وجودها في المنطقة شرعي، حتى بعد أن أبطلت محكمة دولية مطالباتها البحرية التوسعية في عام 2016.

وتطالب الصين بالسيادة شبه الكاملة على البحر الذي يعد ممراً تجارياً لبضائع بتريليونات الدولارات سنوياً، وسط مطالبات منافسة من بروناي وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام.

وتجاهلت بكين حكماً صادراً عام 2016 عن محكمة التحكيم الدولية الدائمة في لاهاي، نصّ على أن المطالبة التاريخية للصين بمعظم البحر لا أساس لها.


مقالات ذات صلة

قادة «الناتو»: «طموح» الصين و«دعمها روسيا» يهددان مصالحنا

خاص بوتين مع شي... الصين لن تحضر «مؤتمر السلام» في سويسرا (رويترز)

قادة «الناتو»: «طموح» الصين و«دعمها روسيا» يهددان مصالحنا

«الناتو» يوجه رسالة «قوية» و«واضحة» إلى الصين، لا سيما حيال دورها «المقلق» في حرب أوكرانيا.

نجلاء حبريري (واشنطن)
آسيا صورة جوية لبحر الصين (أرشيفية)

مدمرة يابانية دخلت المياه الصينية قرب تايوان وأثارت احتجاج بكين

دخلت مدمرة تابعة للبحرية اليابانية المياه الإقليمية الصينية بالقرب من تايوان في وقت سابق من هذا الشهر، في خطوة نادرة حدثت دون إخطار الصين.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
آسيا رئيس تايوان لاي تشينغ-تي خلال زيارته معسكراً للجيش بمدينة تاويوان في مايو الماضي (رويترز)

تايوان تعلن قواعد الاشتباك الجديدة التي ستختبرها في مناورات عسكرية

أعلن الجيش التايواني، اليوم (الثلاثاء)، قواعده للاشتباك التي تم تعديلها العام الماضي بعد عمليات اختراق نفّذتها الصين.

«الشرق الأوسط» (تايبيه )
آسيا المدمرة اليابانية «JMSDF» تستعد للرسو في ميناء مانيلا للمشاركة في التدريب البحري السنوي (إ.ب.أ)

اتفاق دفاعي مهم بين الفلبين واليابان

وقّعت الفلبين واليابان، الاثنين، ميثاق دفاع مهماً، يسمح لكل من الدولتين بنشر قوات في الدولة الأخرى؛ لتعزيز علاقاتهما بوجه صعود النفوذ الصيني.

«الشرق الأوسط» (مانيلا)
آسيا سفينة خفر السواحل الصينية «سي سي جي - 5901» (موقع سي لايت الأميركي)

لماذا تخشى الفلبين «وحش» خفر السواحل الصيني؟

ثبّتت الصين إحدى سفينتي خفر السواحل المسمتين «الوحش» داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين الأسبوع الماضي فيما وصفه مسؤول فلبيني بأنه عمل من أعمال «الترهيب».

«الشرق الأوسط» (مانيلا)

تحذير صيني للفلبين من نشر صواريخ أميركية

وزير الخارجية الصيني وانغ يي في لاوس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي في لاوس (أ.ف.ب)
TT

تحذير صيني للفلبين من نشر صواريخ أميركية

وزير الخارجية الصيني وانغ يي في لاوس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي في لاوس (أ.ف.ب)

حذر وزير الخارجية الصيني وانغ يي الفلبين من نشر الصواريخ الأميركية متوسطة المدى، قائلاً إن خطوة كهذه قد تغذي التوترات الإقليمية وتشعل سباق تسلح، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأرسلت الولايات المتحدة نظام صواريخ «تايفون» إلى الفلبين، في إطار تدريبات عسكرية مشتركة في وقت سابق من هذا العام. وقال مسؤول عسكري فلبيني لاحقاً إنه لم يتم إطلاقه خلال التدريبات، لكنه لم يذكر أي تفاصيل عن المدة التي سيبقى فيها في البلاد.

وأبلغ وانغ وزير الخارجية الفلبيني إنريكي مانالو، خلال اجتماع لـ«آسيان» في فينتيان عاصمة لاوس، أمس (الجمعة)، بأن العلاقات بين الصين والفلبين وصلت الآن إلى مفترق طرق، وأنه لا يوجد سبيل لتجنب الصراع والمواجهة سوى الحوار والتشاور.

وقال وانغ إن العلاقات بين البلدين تواجه تحديات؛ لأن الفلبين «انتهكت مراراً وتكراراً التوافق بين الجانبين والتزاماتها». وأضاف: «إذا نشرت الفلبين نظام الصواريخ المتوسطة المدى الأميركي، فسوف يخلق ذلك توتراً ومواجهة في المنطقة، ويؤدي إلى سباق تسلح، وهو ما يتعارض تماماً مع مصالح الشعب الفلبيني وتطلعاته».

واندلعت مواجهات بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، مع إصرار الصين بأحقيتها في السيادة على منطقة سكند توماس شول التي تقول مانيلا إنها تقع ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة.

وأفاد وانغ بأن الصين توصلت مؤخراً إلى ترتيب مؤقت مع الفلبين بشأن نقل وإعادة الإمدادات الإنسانية إلى جزيرة ريناي جياو، من أجل الحفاظ على استقرار الوضع البحري.