استعدادات في الهند وباكستان مع اقتراب الإعصار بيبارجوي بسرعة

رجل يركب دراجة نارية في شارع مليء بالمياه في ماندفي قبل وصول الإعصار بيبارجوي في ولاية غوجارات الغربية (رويترز)
رجل يركب دراجة نارية في شارع مليء بالمياه في ماندفي قبل وصول الإعصار بيبارجوي في ولاية غوجارات الغربية (رويترز)
TT

استعدادات في الهند وباكستان مع اقتراب الإعصار بيبارجوي بسرعة

رجل يركب دراجة نارية في شارع مليء بالمياه في ماندفي قبل وصول الإعصار بيبارجوي في ولاية غوجارات الغربية (رويترز)
رجل يركب دراجة نارية في شارع مليء بالمياه في ماندفي قبل وصول الإعصار بيبارجوي في ولاية غوجارات الغربية (رويترز)

أجلت السلطات في ولاية غوجارات غرب الهند أكثر من 75 ألفاً من سكان تجمعات سكنية ساحلية معرضة للخطر مع اقتراب الإعصار بيبارجوي القادم من بحر العرب، الذي من المتوقع أن يجتاح اليابسة في الهند مساء اليوم (الخميس).

وقالت إدارة الأرصاد الهندية إن العاصفة المصنفة بأنها إعصار بالغ القوة كان مركزها في وقت مبكر من صباح اليوم (الخميس) على بعد 180 كيلومتراً تقريباً قبالة ميناء جاكهو في ولاية غوجارات الهندية وعلى بعد 270 كيلومتراً تقريباً من كراتشي في باكستان.

أشخاص يحتمون من المطر تحت سقف المتاجر المغلقة في ماندفي بمنطقة كوتش بولاية غوجارات الغربية (رويترز)

وقالت إدارة الأرصاد، أمس (الأربعاء)، إن العاصفة فقدت بعضاً من شدتها على ما يبدو وتوقعت أن تحمل رياحاً تتراوح سرعتها القصوى بين 115 و125 كيلومتراً في الساعة.

وأضافت أن مسار العاصفة لم يطرأ عليه تغيير ومن المتوقع أن تصل لليابسة قرب ميناء جاكهو الهندي بين ماندفي في غوجارات وكراتشي الباكستانية.

وفي مدينة ماندفي الساحلية، قال شاهد من «رويترز» إن الرياح قوية بالفعل هناك لكن السماء صافية والشمس مشرقة صباح اليوم (الخميس)، وخرج الناس بصورة طبيعية للتسوق في الشوارع.

شجرة اقتلعت من جذورها بسبب الرياح القوية قبل وصول الإعصار (رويترز)

وقال مسؤول كبير في إدارة الأرصاد الهندية: «صباح الخميس وصلت سرعة الرياح إلى نحو 90 كيلومتراً في الساعة على ساحل غوجارات... السرعة ستتزايد تدريجياً في الساعات القليلة المقبلة إلى 120 كيلومتراً في الساعة وتصل إلى 135 كيلومتراً في الساعة بعد الظهيرة. نتوقع وصول (العاصفة) في المساء عندها ستكون سرعة الرياح أكثر من ذلك».

وحولت السلطات في الهند وباكستان قاعات وصالات المدارس والأبنية الحكومية لمخيمات إغاثة لإيواء النازحين.

وقالت شيري رحمن وزيرة تغير المناخ في باكستان إن كراتشي ليست معرضة لخطر داهم لكن تُتخذ إجراءات طوارئ للتعامل مع تبعات الرياح والأمطار التي من المتوقع أن تشهدها المدينة. ويقطن كراتشي نحو 20 مليون نسمة وهي مركز مالي واقتصادي في باكستان.

غيوم المطر تملأ السماء في ماندفي بمنطقة كوتش بولاية غوجارات الغربية (رويترز)

وأشارت إلى أن عمليات إجلاء طوعية ستتم في المدينة التي لا تقع في مسار عين العاصفة مثل المناطق الساحلية. وبدأ سكان المدينة في تخزين احتياجاتهم الأساسية.

وتوقعت إدارة الأرصاد الهندية، في بيان، أن تتعرض منازل في المنطقة الساحلية للتدمير التام وأن تلحق أضرار بالغة بالمحاصيل والنباتات والطرق في المنطقة وأن تشهد خدمات السكك الحديدية تعطلات.

كما علقت السلطات الهندية عمليات الصيد حتى غد (الجمعة) وأغلقت المدارس ومنعت استخدام الشواطئ.

وعلقت العديد من المنشآت النفطية البحرية وموانئ كبرى على ساحل غوجارات عملياتها.


مقالات ذات صلة

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد صورة من الأرصاد الجوية تظهر تقدم الإعصار نحو شمال غربي واشنطن (رويترز)

«إعصار القنبلة» يتسبب في انقطاع الكهرباء عن شمال غربي أميركا

اجتاحت عاصفة قوية شمال غربي الولايات المتحدة، الثلاثاء، محملة برياح عاتية وأمطار غزيرة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وسقوط الأشجار.

«الشرق الأوسط» (سياتل)
آسيا صورة بالأقمار الاصطناعية لإعصار «كونغ - ري» وهو يتطور فوق المحيط الهادي مع اقترابه من تايوان (أ.ف.ب)

وفاة شخص وإصابة 73 بسبب إعصار «كونغ - ري» في تايوان

تسبَّبت الرياح القوية والأمطار الغزيرة الناجمة عن إعصار «كونغ - ري» في وفاة شخص وإصابة 73 شخصاً بأنحاء مختلفة من تايوان، بينما فُقد سائحان من جمهورية التشيك.

«الشرق الأوسط» (تايبه)
بيئة تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)

لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات حرارة مياه المحيطات؛ مما يجعل الأعاصير أكثر قوة. ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون هناك المزيد من الأعاصير.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا أشخاص يعبرون نهراً بجوار جسر بعد أن فاض النهر بسبب الأمطار الغزيرة الناجمة عن العاصفة الاستوائية «ترامي» في لوريل بمقاطعة باتانغاس جنوب مانيلا 25 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

عاصفة تضرب شمال الفلبين وتخلّف 65 قتيلاً

ابتعدت العاصفة الاستوائية «ترامي» عن شمال غرب الفلبين، الجمعة، مسفرة عن مقتل 65 شخصاً على الأقل في انهيارات أرضية وفيضانات واسعة النطاق.

«الشرق الأوسط» (مانيلا)

ميانمار في مقدمة الدول الأكثر تضرراً من الألغام المضادة للأفراد

مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)
مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)
TT

ميانمار في مقدمة الدول الأكثر تضرراً من الألغام المضادة للأفراد

مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)
مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)

تصدرت ميانمار خلال عام 2023 قائمة الدول التي تسببت فيها الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في أكبر عدد من الوفيات والإصابات، وسط زيادة في عدد الضحايا في شتى أنحاء العالم، على ما كشف مرصد الألغام الأرضية، الأربعاء.

تسببت الألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات في مقتل أو إصابة ما لا يقل عن 5.757 شخصاً في العام الفائت (مقارنة بـ4.710 ضحايا في عام 2022)، 84 في المائة من بينهم من المدنيين، في نحو خمسين دولة، وفقاً للتقرير السنوي للمنظمة.

وتشمل الحصيلة التي ارتفعت بنسبة 20 في المائة خلال عام واحد، 1983 قتيلاً و3663 جريحاً، يضاف إليهم 111 ضحية أخرى، لا تشير إحصائيات التقرير إلى ما إذا كانوا قد نجوا أم لا.

كما تسببت الألغام المضادة للأفراد وحدها في سقوط 833 ضحية، مقارنة بـ628 في عام 2022.

وتأتي ميانمار في المركز الأول من حيث ضحايا الألغام والقنابل غير المنفجرة (1003)، متقدمة على سوريا (933) التي تصدرت الترتيب خلال السنوات الثلاث الماضية، ثم أفغانستان (651) وأوكرانيا (580)، بحسب ما جاء في التقرير.

وتم زرع العبوات الناسفة في كامل الأراضي في ميانمار التي شهدت عقوداً من الاشتباكات بين الجيش والجماعات المتمردة العرقية.

وازدادت أعمال العنف إثر الانقلاب العسكري في فبراير (شباط) 2021 ضد حكومة أونغ سان سو تشي، ما تسبب في ظهور عشرات الجماعات الجديدة المعادية للمجلس العسكري العائد إلى السلطة.

لم توقّع ميانمار على اتفاقية أوتاوا بشأن حظر وإزالة الألغام المضادة للأفراد، والتي انضمت إليها 164 دولة ومنطقة.

ويشير يشوا موسر بوانغسوان، الذي عمل على إعداد التقرير، إلى أن العدد الإجمالي للضحايا قد يكون أعلى بكثير مما تم الإعلان عنه؛ لأن جمع البيانات الميدانية يعد أمراً مستحيلاً؛ بسبب الاشتباكات، فضلاً عن وجود قيود أخرى.

وأوضح خلال مؤتمر صحافي في بانكوك: «لا يوجد نظام مراقبة طبي في البلاد يمكنه تقديم بيانات رسمية بأي شكل من الأشكال».

وأضاف: «نحن نعلم استناداً إلى الأدلة التي لم يتم التحقق منها أنها هائلة».

ويشير التقرير إلى «زيادة كبيرة» في استخدام الألغام المضادة للأفراد من قبل الجيش في ميانمار، لا سيما بالقرب من أعمدة الهواتف المحمولة وخطوط الأنابيب، والبنية التحتية».

وتقول المجموعة التي أعدت التقرير إنها عثرت على أدلة تثبت أن قوات المجلس العسكري واصلت استخدام المدنيين «لإرشاد» الجنود إلى المناطق الملغومة، على الرغم من أن القانون الدولي يجرّم هذا السلوك.

ويُتهم الجيش في ميانمار بانتظام من قبل القنصليات الغربية والمدافعين عن حقوق الإنسان بارتكاب فظائع وجرائم حرب.

وصادر معارضو المجلس العسكري الألغام «في كل شهر بين يناير (كانون الثاني) 2022 وسبتمبر (أيلول) 2024، في جميع أنحاء البلاد تقريباً»، بحسب التقرير الذي يستند إلى دراسة للصور الفوتوغرافية.

وقالت منظمة «اليونيسيف» في أبريل (نيسان) إن «كل الأطراف» استخدمت الألغام الأرضية «دون تمييز».

وأكدت جماعات متمردة أيضاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنها تزرع ألغاماً.

ومرصد الألغام الأرضية هو القسم البحثي للحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL)، وهي شبكة من المنظمات غير الحكومية.

والألغام المضادة للأفراد هي أجهزة متفجرة تستمر في قتل وتشويه الناس بعد فترة طويلة من انتهاء الصراعات والحروب.

وهي مدفونة أو مخبأة في الأرض، وتنفجر عندما يقترب منها شخص ما أو يلامسها.

وعدّت الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية، الأربعاء، قرار الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا «بالألغام المضادة للأفراد غير الدائمة» المجهزة بجهاز تدمير ذاتي أو إبطال ذاتي، لتعزيز دفاعات كييف ضد الغزو الروسي، «كارثياً».

وأوضحت المنظمة، في بيان: «يجب على أوكرانيا أن تعلن بوضوح أنها لا تستطيع قبول هذه الأسلحة ولن تقبلها».