انتقدت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز تراس التي تزور تايوان، البوم الأربعاء، الغربيين لتساهلهم مع بكين وانتقدت سياسات رئيس الحكومة الحالي ريشي سوناك.
وتؤيد رئيسة الحكومة المحافظة التي بقيت في السلطة 50 يوماً العام الماضي، تبني خطاب حازم حيال بكين، وتريد من سوناك اعتبار الصين «تهديداً» استراتيجياً للمملكة المتحدة.
كما دعته إلى الإغلاق «الفوري» لفروع معهد كونفوشيوس، الذي تسيطر عليه الحكومة الصينية، في المملكة المتحدة وفتح مراكز ثقافية بدلا منها، بإشراف شخصيات من هونغ كونغ وتايوان، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت تراس في خطاب ألقته بركز «بروسبكت فاونديشن» في تايبيه إنّ «بعضهم يؤكدون أنهم لا يريدون خوض حرب باردة أخرى. لكننا لسنا في وضع يسمح لهم بالاختيار لأن الصين قد بدأت فعلا معركة من أجل الاكتفاء الذاتي».
واتهمت تراس في كلمتها ريشي سوناك وحكومات غربية أخرى بـ«محاولة التشبث بفكرة أنه يمكن التعاون مع الصين في شؤون مثل تغير المناخ كما لو أن كل شيء على ما يرام» في الصين. وأضافت «لكن بدون حرية وديموقراطية، لا يوجد شيء آخر. نعرف ما يحدث للبيئة أو للصحة في ظل الأنظمة الشمولية التي لا تقول الحقيقة».
ودانت بكين التي تعارض أي اتصال بين تايوان ودول أجنبية، بشدة زيارة تراس للجزيرة. وقالت سفارة الصين في لندن إنه «مشهد سياسي خطير لن يؤدي سوى إلى إلحاق الضرر بالمملكة المتحدة».
وصرح متحدث باسم السفارة الصينية في بيان أن تراس «وأمثالها يتفقون مع القوى الانفصالية الاستقلالية لتايوان لإطلاق مواجهة وتصعيد التوتر في مضيق تايوان».
ومنذ رحيلها عن السلطة مع إجبارها على الاستقالة بعد أن أغرقت البلاد في حالة من عدم اليقين الاقتصادي والمالي بميزانية اعتبرت متسرّعة ولا موارد مالية كافية لها، قامت ليز تراس بسلسلة من الرحلات إلى الخارج، شملت طوكيو وواشنطن وكوبنهاغن.
ووجهت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أليسيا كيرنز في صحيفة «ذي غارديان» انتقادات حادة لزيارتها تايوان، معتبرة أنها «أسوأ مثال للدبلوماسية على إنستغرام». ورأت أن ذلك لن يؤدي سوى إلى تفاقم مشاكل تايوان.
وقد تصاعد التوتر بشكل حاد في الأشهر الأخيرة مع بكين التي نظمت مناورات عسكرية كبيرة مرات عدة قرب الجزيرة التي تعتبرها جزءاً من الصين سيعود إليها يوماً وإن بالقوّة.
وتنظر الصين باستياء إلى التقارب الذي حدث في السنوات الأخيرة بين السلطات التايوانية والولايات المتحدة التي تقدم دعما عسكريا للجزيرة على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية بينهما.