جددت زيارة قام بها الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ إلى القاهرة، نهاية الأسبوع الماضي، الحديث عن توجه مصر نحو اقتناء النسخة الكورية الأحدث للمقاتلة الأميركية «F-16»، بالتزامن مع تقارير أشارت إلى عراقيل تواجه إتمام صفقة الطائرات «F-15» الأميركية إلى مصر.
وبحسب تقرير لـ«منصة الدفاع العربي»، الأحد، فإن «المباحثات العسكرية بين القاهرة وسيول تشهد تقدماً ملموساً حول ملف الطائرة المقاتلة الكورية الجنوبية الخفيفة (FA-50) المنافس الأبرز للمقاتلة الأميركية (F-16)».
وأشار التقرير إلى أن الطائرات الكورية تخضع لتطوير جذري يهدف إلى إنتاج طراز «أحادي المقعد» بالتوازي مع خطط لنقل خطوط الإنتاج إلى مصنع الطائرات المصري في حلوان.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية «يونهاب» عن الرئيس لي ميونغ، خلال زيارته إلى القاهرة، قوله إنه «شدد على حرص بلاده على توسيع التعاون الدفاعي مع مصر، الذي يشمل حالياً الإنتاج المشترك لمدافع (K-9) ذاتية الحركة، ويخطط ليشمل طائرة التدريب المتقدم والقتال الخفيف (FA-50)، إضافة إلى صاروخ (Chungyong/TAipers) المضاد للدبابات».
وأضاف لي «أن السيسي أعرب عن ثقته بتقنيات الدفاع المتقدمة لكوريا الجنوبية، وتوقع تعاوناً مفيداً للطرفين، بما في ذلك من خلال الإنتاج المشترك».
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تقرير نشره موقع «تاكتيكال ريبورت» مؤخراً، عن دخول المحادثات بين مصر والولايات المتحدة بشأن صفقة الطائرات «F-15» مرحلة جديدة من الاهتمام رغم الجمود الذي خيّم عليها طوال الأشهر الماضية، وأن المفاوضات ما زالت قائمة دون إعلان رسمي.
وتشير تقديرات شركة كوريا لصناعات الفضاء «KAI» إلى أن النسخة الجديدة من الطائرة «FA-50» سوف تحتفظ بنحو 80 في المائة من القدرات القتالية والعملياتية للمقاتلة الأميركية «F-16»، لكن بتكاليف تشغيل وصيانة أقل؛ ما يجعلها خياراً استراتيجياً لسد الفجوات اللوجيستية، وتخفيف الضغط عن مقاتلات الصف الأول بتكلفة اقتصادية.

وقال أستاذ العلوم الاستراتيجية بالأكاديمية العليا للدراسات العليا والاستراتيجية، اللواء نصر سالم، إن تنويع مصادر السلاح هو السبيل الوحيد أمام مصر للحفاظ على قوة تسليح متطورة دون قيود أو ضغوط سياسية، وهو ما يعكس الاتجاه نحو دول عديدة بينها كوريا الجنوبية وغيرها من الدول للتنقيب عن أفضل التقنيات التي يحتاجها الجيش المصري.
وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «التوجه المصري نحو كوريا الجنوبية يتطرق إلى التصنيع المشترك، وهو ما يشكل تطوراً نوعياً يمهد للتعرف على تقنيات تصنيع السلاح بالكامل محلياً»، مشيراً إلى أن «القاهرة تضع في اعتبارها أن يكون السلاح الذي تشتريه بمعدل نسخة واحدة أقل من السلاح الذي يمتلكه العدو أو يتساوى معه في القوة، وهو ما يفسر الرغبة في الحصول على طائرات (F-15) و(F-35) الأميركية».
ووفق ما نشره موقع «ديفنس ويب» المختص بشؤون صفقات السلاح فإن مصر في المراحل النهائية من المفاوضات مع كوريا الجنوبية لشراء ما يصل إلى 100 طائرة خفيفة هجومية من طراز «FA-50»، وتتضمن نقل التكنولوجيا، وإنتاج غالبية الطائرات محلياً في مصر، وتهدف إلى تحديث القوات الجوية المصرية، وتوسيع قاعدة الصناعات الدفاعية في البلاد.
لكن الباحث بـ«المركز المصري للفكر والدراسات» خبير الأمن القومي اللواء محمد عبد الواحد، يرى أن «هناك حالة من الزخم بشأن التوجهات المصرية نحو تحديث منظومة القوات الجوية سواء عبر إبرام صفقة أخرى مع فرنسا على غرار (الرافال)، أو الصفقة الكورية، أو بشأن طائرات (F-15) الأميركية، أو الطائرات (J-10) الصينية دون الاستقرار على أي منها بعد».
وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «تشعر مصر بحالة من الإحباط جراء المواقف الأميركية والغربية تجاه مدها بالتكنولوجيا المتطورة في المجال الجوي، ودائمًا ما تكون هناك اعتراضات على تسليم القاهرة صواريخ طويلة المدى خشية استخدامها ضد إسرائيل».
في وجهة نظر عبد الواحد «يبقى الخيار الكوري منطقياً على أساس أن كوريا الجنوبية تدخل في إطار منظومة السلاح الغربية دون أن تتعرض لمزيد من الضغوط الأميركية جراء توجهها لدول المعسكر الشرقي».
وتتماشى التطلعات المصرية مع أهداف كوريا الجنوبية التي تسعى إلى الاستحواذ على حصة قدرها 5 في المائة من سوق تصدير الأسلحة العالمية بحلول عام 2027، لتصبح رابع أكبر مصدر للأسلحة في العالم، وفق إدارة برنامج الاستحواذ الدفاعي الكوري (DAPA).
واستعرضت وزارة الدفاع المصرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أبرز مقاتلات «القوات الجوية» في عيدها السنوي، وتضمنت «رافال، وميغ-29، و16-F، وبلوك 52، والمروحيات الهجومية أباتشي، ومي-24».









