في خضم الأحوال التي آل إليها قطاع غزة، برزت دعوات لتبرع شعبي لإعادة إعمار غزة، وتقديم الدعم الإنساني، إلا أن هذه الدعوات أثارت انقساماً في مصر، بين مؤيد يرى في التبرع «واجباً إلزامياً»، ومن يرفض التوسع في تلك التبرعات وتعميمها.
ودعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، المصريين، الأحد الماضي، خلال الندوة الثقافية الـ42 للقوات المسلحة، إلى المساهمة في جهود إعمار غزة، وكلف السيسي، رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات المعنية بالدولة لدراسة إنشاء آلية وطنية لجمع مساهمات وتبرعات المواطنين.
استجابة لمبادرة فخامة الزعيم السيسيواستلهاماً لقول الله تعالى» كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ «أعلن استعدادي للتبرع الماليمن أجل إعمار #غزة #الحبيبة بمجرد تحديد آلية للتبرعومع بعض نظهر - بإذن الله - دعمنا الحقيقي والعملي لغزة #تحيا_مصر... pic.twitter.com/gRNrJNHW6r
— حسام الغمري (@HossamAlGhamry) October 19, 2025
وتجاوز حجم المساعدات، التي دخلت قطاع غزة، عبر معبر رفح طيلة عامين من الحرب، أكثر من 700 ألف طن، 70 في المائة من تلك المساعدات مصرية خالصة من الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، وفق تصريحات لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، قبل أسبوعين.

ورغم القبول الذي وجدته الدعوة الرئاسية لدى كثيرين، كونه يعد امتداداً لدور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، فإن تياراً تحدث عن «أهمية الضمانات التي تمنع تكرار سيناريوهات سابقة من سوء إدارة هذه التبرعات داخل القطاع».
وهو ما أثاره الإعلامي المصري، إبراهيم عيسى، بعد تصريحات أدلى بها بأنه لن يتبرع لغزة، رغم دعوة الرئيس التي وصفها بأنها «كريمة ونبيلة وإنسانية».
وأوضح عيسى، في فيديو نشره على صفحته الرسمية على موقع «يوتيوب»، الاثنين، أسباب عدم تبرعه، قائلاً إن «تبرعات جُمعت لشعب غزة لم تصل لمستحقيها»، كما تساءل عن الضمانات التي تكفل وصول هذه التبرعات لإعادة الإعمار، مشيراً إلى أن دخل المواطن المصري «أقل كثيراً من دخل المواطن الغزاوي»، مؤكداً في الوقت نفسه على عدم المزايدة على حب المصريين وولائهم للقضية الفلسطينية.
وأشعل الإعلامي المصري عمرو أديب النقاش حول التبرعات مجدداً، حين دعا المصريين إلى التبرع لغزة، قائلاً إن «التبرع ليس خياراً، بل مسؤولية أخلاقية في رقبة كل مصري إلى يوم الدين».
لكن الرد جاء سريعاً من علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، الذي انتقد «إلزام المصريين بالتبرع»، متسائلاً عن الضمانات التي تكفل وصول الأموال إلى مستحقيها، ومطالباً القيادات الفلسطينية وأثرياء غزة بأن يكونوا قدوة في العطاء.
حلوةً حكاية التبرع لغزة مش بمزاجك دي في رقبتك ليوم الدين ! طيب ما تتبرع انت بمزاجك غزة واهلها على رؤوسنا لكن اين الضمان ان ما حدث من قبل لن يتكرر من عمليات قامت بها حماس يرد عليها العدو بضرب غزة وتدمير البنية التحتية وهدم المبانى والمنازل وقتل المدنيين فتطلب حماس سرعة جمع...
— Alaa Mubarak (@AlaaMubarak_) October 20, 2025
وهو السجال الذي تفاعلت معه منصات التواصل الاجتماعي في مصر، والذي تراوح بين اتفاق واختلاف.
ده رائي كل المصريين،،شهداء. غزة كلنا تألمنا عليهم لكن ليه ندفع فلوس تروح لزعماء المقاومة ولايستفيد بها اهل غزة،،،طيب المصريين احق https://t.co/lo3nOmXEMO
— Azhar Eltolib (@AEltolib) October 20, 2025
كانت المنصات نفسها شهدت خلال الأيام الماضية موجة من الآراء والتعليقات التي انقسمت حول التضامن مع غزة بالتبرعات.
بعض الأصوات وبعض الكتابات ضد التبرع لغزة.. رغم أن دعوة الرئيس السيسي ليست إجبارية.. فمن يريد التبرع يشكر.. ومن لا يريد هو حر.. ولكن المشكلة إن الذين يرفضون التبرع يسيئون للفلسطينيين.. يا أخي أنت حر لا تتبرع.. لكن احترم نفسك والآخرين.
— Badawy Shaheen (@shaheen_badawy) October 21, 2025
وأكدت كثير من الأصوات أن دعم غزة هو جزء من التزام مصر التاريخي والإنساني تجاه القضية الفلسطينية، بينما ردّ البعض بأنه يجب ضمان سلامة التعامل مع تلك التبرعات عند وصولها إلى القطاع.
وعكست «السوشيال ميديا» اتجاهاً آخر بأن التضامن الخارجي يجب ألا يأتي على حساب احتياجات الداخل، خصوصاً في ظل توقعات بموجة تضخمية جديدة وارتفاع أسعار السلع والخدمات، لا سيما مع الزيادة الأخيرة في أسعار الوقود، مطلع الأسبوع الحالي، بنسب وصلت إلى 13 في المائة.
وهو الاتجاه الذي ظهر في التفاعل مع كلمات وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، مايا مرسي، بأنه «يجب إغراق قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية»، حيث أشار بعض المستخدمين إلى أن الأولوية يجب أن تكون لدعم الفئات الأكثر احتياجاً داخل البلاد.
انتي وزيرة التضامن الاجتماعي لمصر و للمصريينوبتاخد راتبك انتي ووزارتك من ضرايب وقوت المصريين...عليكي إغراق القرى والنجوع الفقيرة بالمساعداتعليكي إغراق بيوت المصريين الطبقة المتوسطة قديما اللي بقت تحت خط الفقر بالمساعدات!!تصريحات استفزازية للناس في وقت صعب https://t.co/SQCUTAik7j
— Usama Abdullah (@UsamaAbdulla7) October 18, 2025









