«هدنة غزة الثانية»... 57 يوماً من الاتفاق قبل انهياره

رد فعل نساء على مقتل أحد أقاربهن في قصف إسرائيلي على شمال مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين (أ.ف.ب)
رد فعل نساء على مقتل أحد أقاربهن في قصف إسرائيلي على شمال مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين (أ.ف.ب)
TT
20

«هدنة غزة الثانية»... 57 يوماً من الاتفاق قبل انهياره

رد فعل نساء على مقتل أحد أقاربهن في قصف إسرائيلي على شمال مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين (أ.ف.ب)
رد فعل نساء على مقتل أحد أقاربهن في قصف إسرائيلي على شمال مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين (أ.ف.ب)

قصف جوي إسرائيلي مفاجئ على مناطق متفرقة من قطاع غزة خلّف مئات القتلى والمصابين، وقطع الطريق على استمرار اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، على 3 مراحل، كل مرحلة 42 يوماً، وسط جهود من الوسطاء لاستئنافه.

وقد رصدت «الشرق الأوسط» أبرز محطات تلك الهدنة الهشة، التي لم تعرف إلا تنفيذاً متعثراً لأولى مراحلها، وانكساراً بعد 57 يوماً كالتالي:

15 يناير: أعلن الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، التوصل إلى هدنة تسمح بتسليم 33 رهينة مقابل 1900 أسير فلسطيني في ثاني تهدئة منذ حرب غزة بعد أولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 استمرت نحو أسبوع.

18 يناير: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب يلوح بحقه في استئناف القتال بدعم أميركي، ويعد المرحلة الأولى «هدنة مؤقتة».

19 يناير: بدء تنفيذ المرحلة الأولى، واستئناف دخول مساعدات إغاثية للقطاع، وانتشار لافت لعناصر مسلحة من «حماس» مع تبادل الدفعة الأولى من الرهائن.

21 يناير: إسرائيل تطلق عملية عسكرية موسعة في الضفة.

25 يناير: تنفيذ الدفعة الثانية من صفقة تبادل الرهائن.

30 يناير: إنجاز الدفعة الثالثة من صفقة تبادل الرهائن.

عملية الإفراج عن ثلاثة أسرى إسرائيليين في خان يونس السبت (أرشيفية - أ.ب)
عملية الإفراج عن ثلاثة أسرى إسرائيليين في خان يونس السبت (أرشيفية - أ.ب)

1 فبراير (شباط): تنفيذ الدفعة الرابعة من صفقة تبادل الرهائن.

3 فبراير: عدم انعقاد مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة حسب ما هو مقرر، والرئيس الأميركي دونالد ترمب يستبق لقاءه مع نتنياهو في البيت الأبيض، قائلا إنه لا توجد ضمانات لصمود هدنة غزة.

8 فبراير: تنفيذ الدفعة الخامسة من صفقة تبادل الرهائن.

10 فبراير: «حماس» تعلق عمليات التبادل «حتى إشعار آخر»؛ رفضاً لانتهاكات إسرائيل، وترمب يتوعدها في مؤتمر صحافي بـ«الجحيم» ما لم تفرج عن «جميع الرهائن»، ملوحاً بـ«إلغاء» إسرائيل الهدنة.

13 فبراير: بعد تدخل الوسطاء «حماس» تعود لتنفيذ الاتفاق.

15 فبراير: تنفيذ الدفعة السادسة من صفقة تبادل الرهائن.

19 فبراير: المستشار الإعلامي لـ«حركة حماس» طاهر النونو، يؤكد استعداد الحركة «لإطلاق سراح كل الأسرى المتبقّين دفعة واحدة في مقابل إطلاق سراح كل الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من سجون الاحتلال».

21 فبراير: «حماس» تعيد إلى إسرائيل جثمان الرهينة شيري بيباس، بعد أن سلمت جثماناً خاطئاً.

22 فبراير: «حماس» تطلق سراح 6 رهائن ضمن الدفعة السابعة، غير أن إسرائيل رفضت الإفراج عن 620 أسيراً فلسطينياً، وأعلنت تأجيلاً غير محدد للإفراج، متهمة «حماس» بانتهاك الصفقة بسبب مراسم التسليم.

25 فبراير: استكمال الدفعة السابعة دون مراسم علنية، وتحت إشراف مصري عقب توصل الوسطاء لتفاهمات بين إسرائيل و«حماس».

27 فبراير: محادثات بالقاهرة لبحث استكمال وقف إطلاق النار، بحسب ما أفادت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية.

مقاتلو «حماس» مع 4 رهينات إسرائيليات قبل تسليمهن إلى فريق من «الصليب الأحمر» بمدينة غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)
مقاتلو «حماس» مع 4 رهينات إسرائيليات قبل تسليمهن إلى فريق من «الصليب الأحمر» بمدينة غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

1 مارس (آذار): انتهاء المرحلة الأولى وعدم الاتفاق على تنفيذ المرحلة الثانية.

2 مارس: نتنياهو يعلن وقف إدخال المساعدات لغزة بعد رفض «حماس»، تمديد المرحلة الأولى حسب مقترح أميركي قبلته إسرائيل.

4 مارس: القمة العربية الطارئة بالقاهرة تدعو لتثبت وقف إطلاق النار وتعتمد خطة مصرية لإعمار القطاع دون تهجير سكانه.

5 مارس: أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن مسؤولين أميركيين أجروا «محادثات ومناقشات» مع مسؤولي «حماس».

9 مارس: جولة محادثات في الدوحة غداة زيارة أجراها وفد من «حماس» للقاهرة لبحث تنفيذ المرحلة الثانية.

13 مارس: أفاد موقع «أكسيوس» الأميركي، بأن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قدّم اقتراحاً مُحدثاً لتمديد وقف إطلاق النار في غزة حتى 20 أبريل (نيسان) المقبل.

14 مارس: ذكرت «حماس» في بيان صحافي، الجمعة، أنها «تسلّمت الخميس مقترحاً من الوسطاء لاستئناف المفاوضات، تعاملت معه بمسؤولية وإيجابية، وسلمت ردّها عليه فجر الجمعة، متضمناً موافقتها على إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية، إضافة إلى جثامين 4 آخرين من مزدوجي الجنسية».

الرهينة عومير شام توف يقبّل رأس أحد عناصر «كتائب القسام» قبيل تسليمه لإسرائيل (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرهينة عومير شام توف يقبّل رأس أحد عناصر «كتائب القسام» قبيل تسليمه لإسرائيل (أرشيفية - أ.ف.ب)

16 مارس: أفاد ويتكوف، في تصريحات لـ«سي إن إن» الأميركية، بأن الجواب الذي وصل من «حماس» على مقترح «إطلاق سراح 5 أسرى أحياء بينهم مواطن أميركي (...) غير مقبول على الإطلاق»، مشجعاً الحركة أن «تكون أكثر عقلانية مما كانت عليه، خاصة أن هناك فرصة لها؛ لكنها تتلاشى بسرعة».

17 مارس: إعلام إسرائيلي يتحدث عن أن حكومة نتنياهو منحت الإذن باستئناف القتال «على مراحل»، إذا لم يحدث تقدم بالمفاوضات.

18 مارس: أكبر خرق منذ انطلاق الهدنة عقب قصف جوي إسرائيلي على مناطق عدة بغزة. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن غاراتها. فيما تعد الخارجية المصرية، القصف الإسرائيلي «انتهاكاً صارخاً لاتفاق وقف إطلاق النار».


مقالات ذات صلة

طالب مناصر للفلسطينيين بجامعة كورنيل يعتزم مغادرة أميركا خوفاً على سلامته

الولايات المتحدة​ جامعة كورنيل الأميركية (أ.ب)

طالب مناصر للفلسطينيين بجامعة كورنيل يعتزم مغادرة أميركا خوفاً على سلامته

أعلن طالب بجامعة كورنيل الأميركية، شارك في احتجاجات مناصرة للفلسطينيين وطلب منه مسؤولو الهجرة بالولايات المتحدة تسليم نفسه، عزمه مغادرة البلاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مظاهرة للحوثيين في صنعاء احتجاجاً على الغارات الأميركية (إ.ب.أ) play-circle

الحوثيون يعلنون إسقاط مسيّرة أميركية بصاروخ باليستي

قالت جماعة الحوثي، مساء الاثنين، إن «قواتها» أسقطت طائرة مسيّرة أميركية «معادية» في أجواء محافظة مأرب بشرق اليمن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي فلسطيني يحمل أمتعته بينما يفر أمس من رفح في أعقاب أمر إخلاء إسرائيلي (رويترز)

ألف قتيل في غزة خلال أسبوعين

تجاوز عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية ضد قطاع غزة، أمس، ألف قتيل منذ خرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهدنة مع حركة «حماس» قبل أسبوعين.

«الشرق الأوسط» (غزة - تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ترمب يحذر الحوثيين وإيران من أن «الآتي أعظم»

حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتمرّدين الحوثيين في اليمن والإيرانيين من أنّ «الآتي أعظم» إذا لم تتوقف الهجمات على السفن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي نازحون من رفح يصلون إلى مدينة خان يونس في أعقاب أوامر الإخلاء الإسرائيلية الجديدة بجنوب قطاع غزة في 31 مارس 2025 (أ.ف.ب)

انفجارات عنيفة تهز شمال مدينة رفح... رافقتها حركة نزوح

أفادت إذاعة «صوت فلسطين»، اليوم (الاثنين)، بسماع دوي قصف مدفعي وانفجارات عنيفة تهز شمال مدينة رفح الواقعة في جنوب قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (رفح)

12 % من اليمنيين فقط يعتمدون على الكهرباء العمومية

محلات بيع أدوات إنتاج الطاقة الشمسية انتشرت في اليمن منذ بداية سنوات الحرب (رويترز)
محلات بيع أدوات إنتاج الطاقة الشمسية انتشرت في اليمن منذ بداية سنوات الحرب (رويترز)
TT
20

12 % من اليمنيين فقط يعتمدون على الكهرباء العمومية

محلات بيع أدوات إنتاج الطاقة الشمسية انتشرت في اليمن منذ بداية سنوات الحرب (رويترز)
محلات بيع أدوات إنتاج الطاقة الشمسية انتشرت في اليمن منذ بداية سنوات الحرب (رويترز)

في حين تتمتع معظم دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتغطية شبه شاملة للكهرباء، أكد البنك الدولي أن اليمن متأخر بشكل ملحوظ في هذا الجانب، وأنه خلال 2022 حصل 76 في المائة من سكانه على الكهرباء، لكن لم يعتمد سوى 12 في المائة منهم على الكهرباء من الشبكة العمومية.

وذكر البنك في تقرير حديث أن العديد من اليمنيين متصلون بالشبكة، إلا أنهم يعانون من انقطاعات طويلة للكهرباء بسبب نقص الوقود اللازم لمحطات التوليد، مشيراً إلى أن مدينة عدن التي تتخذها الحكومة المعترف بها دولياً مقراً لها، واجهت أخيراً انقطاعاً كبيراً للكهرباء بسبب نقص إمدادات الوقود.

ووفقاً للتقرير، فإن السكان يحصلون على ساعة أو ساعتين فقط من كهرباء الشبكة يومياً، كما يعني ذلك امتلاكهم لنظام صغير يُوفّر ما يكفي بالكاد للإضاءة والمروحة وشاحن الهاتف، في إشارة إلى استخدام ألواح الطاقة الشمسية أو خزانات الطاقة المنزلية.

ووفق ما أورده البنك، فإن المتصلين بالشبكة أكثر من 90 في المائة منهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، حيث أدت الحرب التي أشعلها الحوثيون منذ عشرة أعوام إلى تدمير قطاع الطاقة وتفاقم نقص إمداداتها، مما جعل المناطق الريفية تعتمد على الكيروسين.

سنوات الحرب التي أشعلها الحوثيون دمرت محطات الكهرباء وشبكات النقل (إعلام محلي)
سنوات الحرب التي أشعلها الحوثيون دمرت محطات الكهرباء وشبكات النقل (إعلام محلي)

وهذا يؤدي - بحسب البنك - إلى تفاقم الأزمات في مجالات الرعاية الصحية والمياه والتعليم، كما أن انقطاع التيار الكهربائي يحد من قدرة الأطفال على الدراسة مساءً، ويساهم في زيادة المخاوف الأمنية والسلامة بين النساء، مما يعمّق الفوارق بين الجنسين.

مشروع الطوارئ

تناول تقرير البنك الدولي مشروع توفير الكهرباء في حالات الطوارئ في اليمن، وقال إنه ساهم في تركيب وحدات الطاقة الشمسية في المنازل شبه الحضرية والريفية والمرافق العامة الحيوية - مثل المستشفيات والمدارس - وقد أشرك المشروع القطاع الخاص، مع التركيز على مؤسسات التمويل الأصغر التي كان لها دور فعال في تطوير حلول تمويل الطاقة الشمسية.

ورأى البنك أن نقل مسؤوليات الشراء تدريجياً إلى مؤسسات التمويل الأصغر وخفض الدعم، عزّز سلسلة القيمة المحلية للطاقة الشمسية واستدامة السوق. كما سخّر آليات تمويل مبتكرة، بما في ذلك الدعم المصمم خصيصاً لظروف السوق، مما شجع على تحمل التكاليف مع تعزيز نمو القطاع الخاص. كما حسّنت برامج الدفع حسب الاستخدام من إمكانية حصول الأسر ذات الدخل المنخفض على الطاقة.

وبين عامَي 2018 و2022، سعى مشروع توفير الكهرباء الطارئ في اليمن إلى تحسين الوصول إلى الكهرباء في المناطق الريفية وشبه الحضرية باستخدام الطاقة الشمسية، والذي نفّذه مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، واستفاد منه ما يقرب من 800 ألف شخص، منهم نحو 50 في المائة من النساء، وذلك من خلال توفير أنظمة الطاقة الشمسية للمنازل والمرافق الحيوية.

800 ألف يمني استفادوا من مشروع تحسين كفاءة الطاقة (إعلام محلي)
800 ألف يمني استفادوا من مشروع تحسين كفاءة الطاقة (إعلام محلي)

وبناءً على نجاح مشروع تحسين كفاءة الطاقة في اليمن في نهاية عام 2022 ونتائجه الإيجابية التي تم من خلالها تحسين الوصول إلى الكهرباء، ودعم الأسواق المحلية، وتعزيز الاستدامة طويلة الأمد في قطاع الطاقة؛ قال البنك إن أنظمة الطاقة الشمسية عالية الجودة وصلت إلى أكثر من 117 ألف أسرة، بما في ذلك 36.157 أسرة تعولها نساء. وساهم المشروع في كهربة المرافق الحيوية، مما أفاد أكثر من 3.2 مليون شخص، وحسّن تقديم الخدمات بشكل ملحوظ.

وبحسب البنك الدولي، فإنه من خلال استبدال أنظمة الطاقة الشمسية بمولدات الديزل، نجحت المبادرة في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتحسين جودة الهواء، وتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ، كما عززت جهود تعزيز القدرات المحلية ونمو القطاع الخاص في مؤسسات التمويل الأصغر، وتضاعفت مشاركة الموظفات لتمكين المؤسسات من تحسين وصولها إلى النساء.