ترمب «ليس قلقاً من أي إجراءات انتقامية» مع تواصل الضربات ضد الحوثيين

مقاتلة «أف- 18» تقلع من حاملة طائرات أميركية متوجهة إلى اليمن (أ.ف.ب)
مقاتلة «أف- 18» تقلع من حاملة طائرات أميركية متوجهة إلى اليمن (أ.ف.ب)
TT
20

ترمب «ليس قلقاً من أي إجراءات انتقامية» مع تواصل الضربات ضد الحوثيين

مقاتلة «أف- 18» تقلع من حاملة طائرات أميركية متوجهة إلى اليمن (أ.ف.ب)
مقاتلة «أف- 18» تقلع من حاملة طائرات أميركية متوجهة إلى اليمن (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الاثنين، إنه ليس قلقا بشأن أي إجراءات انتقامية بعد العملية العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة في اليمن.

وكانت القيادة المركزية الأميركية قالت في الساعات الأولى من يوم الاثنين إن قواتها تواصل عملياتها ضد جماعة الحوثي اليمنية. وذكرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين، ليل الأحد الإثنين، بأنّ محافظة الحديدة الساحلية الخاضعة لسيطرة المتمردين في غرب اليمن تعرضت لغارتين أميركيتين، غداة غارات مماثلة استهدفت العاصمة صنعاء ومناطق أخرى بالبلاد أسفرت عن سقوط 53 قتيلا.

وأوردت هذه الوسائل وقوع «عدوان أميركي بغارتين استهدفتا محلجا للقطن في مديرية زبيد» في محافظة الحديدة الساحلية والتي سبق وتعرضت لضربات إسرائيلية العام الماضي.

هجوم ثان على حاملة طائرات أميركية

وأعلن الحوثيون، في وقت مبكر من صباح اليوم الإثنين، استهداف حاملة الطائرات الأميركية «يو أس أس هاري ترومان» للمرة الثانية خلال 24 ساعة في شمال البحرالأحمر. وقال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيان «تم الاستهداف بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة في اشتباك استمر لعدة ساعات».

وأوضح أن القوات المسلحة (التابعة للحوثيين) «نجحت في إفشال هجوم معاد كان العدو يحضر لشنه على بلدنا». وأشار سريع إلى أن «مقاتلات العدو - في إشارة إلى المقاتلات الأميركية- المحلقة اضطرت إلى العودة من حيث انطلقت بعد إطلاق صواريخ ومسيرات على حاملة الطائرات والقطع التابعة لها».

وأكد المتحدث العسكري الحوثي، أن قوات جماعته «ستمضي قدما في تنفيذ ما ورد بكلمة زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، بشأن الخيارات التصعيدية في حال استمر العدوان على اليمن». كما أكد استمرارهم في حظر مرور السفن الإسرائيلية من منطقة العمليات في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب حتى رفع الحصار عن قطاع غزة.

«رسالة لإيران»

إلى ذلك، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأحد، عن مسؤولين أميركيين القول إن الهجمات على الحوثيين التي بدأت أمس السبت صُممت لاستعراض قوة ساحقة للحد من قدرة الجماعة اليمنية على تهديد ممرات الشحن في البحر الأحمر.

وأضاف المسؤولون الأميركيون، الذين لم تفصح عنهم الصحيفة، أن الهجمات «استهدفت بشكل مباشر قيادة الحوثيين وهو خيار تجنبته إدارة (الرئيس السابق جو) بايدن». وتهدف الهجمات ضد الحوثيين أيضا إلى توجيه رسالة لإيران، بحسب المسؤولين الأميركيين.

وأبلغت مصادر الصحيفة الأميركية بأن القصف الأميركي استهدف منصات إطلاق صواريخ كانت تُنقل إلى المناطق الساحلية استعدادا لهجمات جديدة على حركة الملاحة البحرية.

وقال مسؤولون أميركيون أمس السبت إن الضربات التي تستهدف جماعة الحوثي ستستمر أياما وربما أسابيع إذا لم تتوقف هجمات الحوثيين على حركة الشحن في البحر الأحمر.



تقديرات أممية بتفاقم انعدام الغذاء في مناطق سيطرة الحوثيين

القيود حالت دون الوصول الأممي إلى 32 مديرية خاضعة للحوثيين (الأمم المتحدة)
القيود حالت دون الوصول الأممي إلى 32 مديرية خاضعة للحوثيين (الأمم المتحدة)
TT
20

تقديرات أممية بتفاقم انعدام الغذاء في مناطق سيطرة الحوثيين

القيود حالت دون الوصول الأممي إلى 32 مديرية خاضعة للحوثيين (الأمم المتحدة)
القيود حالت دون الوصول الأممي إلى 32 مديرية خاضعة للحوثيين (الأمم المتحدة)

توقع برنامج الغذاء العالمي تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحوثيين في شمال اليمن، خلال الأشهر المقبلة، نتيجة سريان العقوبات المرتبطة بتصنيف الولايات المتحدة لهذه الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية»، وقال البرنامج إن القيود التشغيلية حالت بينه وبين الوصول إلى نحو 1.5 مليون مستحق للمساعدات في تلك المناطق.

ورجح البرنامج الأممي في تحديثه الشهري عن الأمن الغذائي في اليمن، أن يؤدي سريان القيود المرتبطة بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية إلى تقييد الأنشطة التجارية والعمليات الإنسانية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود في مناطق سيطرتهم، وتصاعد الصراع، وتعطيل تدفقات التحويلات المالية، التي تُعد مصدر دخل حيوي للكثير من الأسر هناك.

وحسب التقرير، فإن أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن لا تزال عند مستويات مثيرة للقلق، مع وجود 62 في المائة من الأسر غير قادرة على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية في فبراير (شباط) الماضي.

وتُظهر هذه البيانات أن 66 في المائة من الأسر في مناطق سيطرة الحكومة غير قادرة على الوصول إلى الغذاء الكافي، في مقابل 61 في المائة من الأسر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في حين ارتفعت الزيادة السنوية بنسبة 15 في المائة و20 في المائة على التوالي، مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي.

المساعدات الأممية تصل إلى 3 ملايين يمني في مناطق الشرعية (الأمم المتحدة)
المساعدات الأممية تصل إلى 3 ملايين يمني في مناطق الشرعية (الأمم المتحدة)

ووفق بيانات «الأغذية العالمي»، فإن مستويات الحرمان الشديد من الغذاء (سوء استهلاك الغذاء) ارتفعت من 25 في المائة في فبراير (شباط) 2024 إلى 36 في المائة في فبراير 2025.

وحسب البرنامج، كانت النسبة الأعلى في مناطق نفوذ الحكومة اليمنية (38 في المائة) مقابل 35 في المائة في مناطق الحوثيين، «وتجاوزت جميع المحافظات عتبة (عالية جداً) 20 في المائة أو أكثر، بخصوص سوء استهلاك الغذاء باستثناء محافظة صنعاء، وقد سُجلت الذروة في محافظات البيضاء والضالع وشبوة.

تحديات أمام المساعدات

أوضح تقرير برنامج الأغذية العالمي أن مساعداته تصل إلى نحو 3 ملايين شخص في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في كل دورة توزيع، وأن المساعدات الغذائية وفرت بعض الراحة للأسر الضعيفة في المديريات المستهدفة، إلا أن التحديات الاقتصادية المستمرة -إلى جانب آثار موسم العجاف المستمرة- لا تزال تقوض هذه المكاسب إلى حد كبير.

أما في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، والتي بدأت الدورة الثانية من برنامج المساعدة الغذائية الشاملة للعام الحالي فيها في منتصف فبراير (شباط) الماضي، فإنها تستهدف 2.8 مليون شخص في 70 مديرية، لكن التحديات التشغيلية حدَّت من قدرة البرنامج على الوصول إلى نحو 1.5 مليون شخص في 32 مديرية بحلول منتصف مارس (آذار) الحالي.

62 في المائة من الأسر اليمنية غير قادرة على الوصول إلى الغذاء الكافي (الأمم المتحدة)
62 في المائة من الأسر اليمنية غير قادرة على الوصول إلى الغذاء الكافي (الأمم المتحدة)

وطبقاً لبيانات التقرير، فإن تدهور الأمن الغذائي يرتبط بشكل أساسي بـ«ارتفاع أسعار المواد الغذائية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، حيث تراجعت قيمة الريال بنسبة 26 في المائة، إلى جانب الفجوات الحرجة في المساعدات الإنسانية بسبب نقص التمويل للمساعدات والبرامج، وندرة الأنشطة المدرّة للدخل في تلك المناطق، والاضطرابات الاقتصادية، وتأثيرات ما يُعرف بـ«موسم العجاف» في جميع أنحاء اليمن.

وخلال أول شهرين من العام الحالي أكد التقرير الأممي انخفاض واردات الوقود عبر مواني البحر الأحمر الخاضعة لسيطرة الحوثيين بنسبة 14 في المائة مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما شهدت مواني عدن والمكلا الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية انخفاضاً بنسبة 35 في المائة على أساس سنوي.

ونبَّه البرنامج إلى أن حظر استيراد الوقود عبر المواني التي يسيطر عليها الحوثيون، والذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في مطلع أبريل (نيسان) بسبب تصنيف الجماعة منظمة إرهابية أجنبية، يثير مخاوف جدية بشأن توفر الوقود وأسعاره في تلك المناطق.