حملة حوثية تدهم أسواقاً في حجة وتفرض جبايات على التجار

مسلح حوثي يستهدف بائع خضراوات في إحدى أسواق مدينة حجة (فيسبوك)
مسلح حوثي يستهدف بائع خضراوات في إحدى أسواق مدينة حجة (فيسبوك)
TT

حملة حوثية تدهم أسواقاً في حجة وتفرض جبايات على التجار

مسلح حوثي يستهدف بائع خضراوات في إحدى أسواق مدينة حجة (فيسبوك)
مسلح حوثي يستهدف بائع خضراوات في إحدى أسواق مدينة حجة (فيسبوك)

انقضَّ مسلحو الجماعة الحوثية على الأسواق والمتاجر الصغيرة في محافظة حجة اليمنية، وأغلقوا عدداً منها، وصادروا عربات باعة متنقلين وسطوا على بضائعهم، ضمن حملة تعسف جديدة تهدف إلى تدمير ما تبقَّى من القطاع التجاري اليمني، وجباية مزيد من الأموال تحت مسميات غير قانونية.

وتحدثت مصادر محلية في حجة (شمال غربي صنعاء) لـ«الشرق الأوسط»، عن تنفيذ مشرفين ومسلحين يتبعون ما يُسمى مكتب الأشغال العامة في حجة حملات تعسف وجباية جديدة هي الأوسع منذ مطلع رمضان؛ استهدفت أسواقاً ومتاجر وعربات باعة متجولين بعاصمة مركز المحافظة (مدينة حجة) ومحيطها.

واستخدمت الحملة -التي أشرف على تنفيذها قيادات في الجماعة، يتصدَّرهم: هلال الصوفي المعين محافظاً للمحافظة، وعبد اللطيف الجرباني المنتحل صفة مدير الأشغال بالمدينة- أزيد من 12 آلية لاستهداف ممتلكات السكان ومصادر عيشهم.

وفي حين يزعم الانقلابيون أن استهدافهم أملاك السكان في حجة هو لإزالة ما يُسمونه العشوائيات والمخالفات والحد من الاختناقات المرورية، فإن الحملة أسفرت عن تجريف سوقين وعشرات المتاجر الصغيرة ومصادرة ما فيها من بضائع واختطاف باعة غالبيتهم من أصحاب العربات المتنقلة.

باعة أرصفة في حجة يتعرضون للابتزاز من قبل مسلحي الجماعة الحوثية (فيسبوك)

ويتحدَّث مُلاك المتاجر عن حملات جباية وابتزاز جديدة ضدهم، وصفوها بـ«الأعنف» من بين حملات الجماعة التي تستهدفهم على مدار سنوات، لافتين إلى «أن الحملة الحالية أتت ودون سابق إنذار على متاجرهم وعرباتهم وما تحويه من بضائع متنوعة».

واتهم التجار المسؤولين الحوثيين بابتزازهم، بذريعة وجود مخالفات سابقة وجديدة، مع تهديد الرافضين منهم دفع إتاوات بالاعتقال والإغلاق والإرغام بالقوة على دفع مبالغ تأديبية.

وأطلق التجار والباعة المتضررون من الاستهداف الحوثي نداءات استغاثة لوقف التعسف الذي طالهم، إذ يتهمون الجماعة بالسعي إلى استهدافهم ومصادر عيشهم وفرض مزيد من الإتاوات عليهم تحت مسميات متعددة.

استخدام الجرافات

واشتكى إبراهيم، وهو اسم مستعار لمالك سوق تجارية لـ«الشرق الأوسط»، من قيام جرافة مدعومة بدوريات أمنية ومسلحين حوثيين، بالاعتداء على سوق تتبعه وسط المدينة، بذريعة عدم التزامه بدفع الجبايات.

وقال إن تجدد الاستهداف الحوثي له، ولمصدر عيشه للمرة الثالثة خلال أقل من شهرين، هو من أجل إجباره وأصحاب المتاجر في مدينة حجة تحت قوة السلاح على دفع إتاوات جديدة، كاشفاً عن استمرار الانقلابيين عبر حملتهم في هدم وإزالة أسواق ومحال تجارية أخرى بمناطق أخرى في ذات المدينة.

جرافة حوثية تهدم محلاً تجارياً وسط مدينة حجة (إعلام حوثي)

وسبق لجماعة الحوثيين أن أطلقت قبل أشهر حملات مماثلة لابتزاز صغار التجار والباعة المتجولين وبائعي الأرصفة في عدة أسواق.

وأسفرت حملة تعسف سابقة عن إغلاق 103 محلات بمناطق متفرقة في حجة، في حين تعرضت أسواق ومتاجر أخرى بالمحافظة نفسها لعمليات دهم وابتزاز ومصادرة وتعرض ملاكها للاعتداء المباشر والاعتقال.

وكان تقرير صادر عما يُسمى مكتب الأشغال، الخاضع للجماعة الحوثية في حجة، قد اعترف باستهدافه أكثر من 633 متجراً وشركة بمركز المحافظة وعدد من المديريات التابعة لها، بالإضافة إلى جبايته تحت مسميات متنوعة ما يعادل 270 ألف دولار من سكان مديريات مركز المحافظة وعبس وبني قيس ومبين وأسلم ومستبأ والشغادرة وأفلح الشام والمحابشة.


مقالات ذات صلة

​ضربات أميركية مركّزة على مخابئ الحوثيين في صنعاء وصعدة

العالم العربي حملة ترمب ضد الحوثيين في اليمن دخلت يومها العاشر (رويترز)

​ضربات أميركية مركّزة على مخابئ الحوثيين في صنعاء وصعدة

دخلت الحملة الأميركية التي أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الحوثيين يومها العاشر غداة ضربات مركزة استهدفت صنعاء وصعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي اليمن يواجه إحدى أشد أزمات المياه حدة في العالم (الأمم المتحدة)

تحذيرات أممية من استنفاد طبقات المياه الجوفية في عدن

أطلق «البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة» تحذيراً من استنفاد طبقات المياه الجوفية لمدينة عدن خلال هذا العام، واقترح تحلية مياه البحر لمواجهة الأزمة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية أميركية على صنعاء (رويترز) play-circle

إعلام حوثي: قتلى ومصابون في هجوم أميركي على صنعاء

أفاد إعلام حوثي بسقوط قتلى وجرحى في هجوم أميركي استهدف مبنى سكنياً في مديرية معين بصنعاء، الأحد، مع استمرار الهجمات الأميركية على مناطق سيطرة الحوثيين باليمن.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مقاتلة «إف 18» تُقلع لضرب الحوثيين من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (أ.ف.ب)

غارات أميركية ليلية ضربت الحوثيين في 3 محافظات يمنية

ضربت غارات أميركية ليلية أهدافاً حوثية في 3 محافظات، فيما تبنت الجماعة مهاجمة إسرائيل بصاروخ باليستي أعلنت الأخيرة اعتراضه على غرار 4 صواريخ منذ الثلاثاء.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي تراجع كبير شهدته المساعدات الغذائية في اليمن (أ.ف.ب)

تحذيرات من عواقب إنسانية جرَّاء التصعيد العسكري في اليمن

مع ارتفاع معدلات انتشار سوء التغذية الحاد في عدة مناطق يمنية بصورة تبعث على القلق، حذَّرت منظمات دولية من عواقب التصعيد العسكري الأخير على الوضع الإنساني.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

​ضربات أميركية مركّزة على مخابئ الحوثيين في صنعاء وصعدة

حملة ترمب ضد الحوثيين في اليمن دخلت يومها العاشر (رويترز)
حملة ترمب ضد الحوثيين في اليمن دخلت يومها العاشر (رويترز)
TT

​ضربات أميركية مركّزة على مخابئ الحوثيين في صنعاء وصعدة

حملة ترمب ضد الحوثيين في اليمن دخلت يومها العاشر (رويترز)
حملة ترمب ضد الحوثيين في اليمن دخلت يومها العاشر (رويترز)

دخلت الحملة الأميركية التي أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الحوثيين، يومها العاشر، غداة ضربات مركزة استهدفت صنعاء وصعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة التي تتكتم على خسائرها على مستوى قادتها المستهدفين وقدراتها العسكرية في مسعى منها لرفع معنويات أتباعها.

وكانت الجماعة المدعومة من إيران عادت للتصعيد ضد إسرائيل منذ تعثر تنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة في غزة بين «حركة حماس» وإسرائيل، فيما أمر الرئيس ترمب بحملة حاسمة ضد الجماعة، وتوعد بـ«القوة المميتة» للقضاء عليها، وسط شكوك يمنية في جدوى الضربات إذا ما سارت على وتيرة الضربات نفسها في عهد بايدن.

ودّوت ليل الأحد ضربات مركزة على مخابئ للحوثيين ومستودع للقدرات العسكرية في صنعاء غرب المدينة، وسط تكهنات باستهداف عناصر قياديين، في حين زعمت الجماعة أن الضربات استهدفت مبنى في حي سكني في منطقة عصر بمديرية معين، وتسببت في مقتل شخص وإصابة 15 آخرين بينهم أطفال ونساء.

وفي محافظة صعدة حيث معقل الجماعة الرئيس، اعترفت وسائل إعلامها باستقبال 4 غارات ليلية على محيط مدينة صعدة، قبل أن تتبعها غارتان على مديريتي سحار وساقين، تواصلا لضربات الأيام الماضية على المحافظة المعروفة بوعورة تضاريسها.

ولم تشر الجماعة الحوثية إلى طبيعة الأهداف المقصوفة ولا إلى الأضرار البشرية والمادية، لكنّ مراقبين يتوقعون أن تكون الضربات استهدفت مخابئ محصنة تضم قدرات عسكرية من قبيل الصواريخ والمسيرات، إضافة إلى خبراء مسؤولين عن الإطلاق.

ومنذ بدء الجيش الأميركي حملته الجديدة لم يكشف عن تفاصيل الأهداف الحوثية التي يضربها غير أنه أكد أن الحملة مستمرة على مدار الساعة، وأن الهدف هو حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر.

يشار إلى أن الجماعة تلقت في عهد بايدن نحو ألف غارة أميركية وبريطانية منذ 12 يناير (كانون الثاني) 2024 حتى سريان الهدنة في غزة، دون أن يؤدي ذلك إلى وقف هجماتهم التي تقول واشنطن إنها مدعومة من إيران.

100 ضربة

استقبلت الجماعة الحوثية أكثر من 100 غارة جوية وضربة بحرية منذ 15 مارس (آذار) الحالي، استهدفت مواقع وثكنات محصنة في صنعاء وصعدة ومأرب والجوف والبيضاء وذمار وحجة، إضافة إلى مناطق متفرقة من محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر.

وإزاء ذلك أطلق الحوثيون خمسة صواريخ باليستية باتجاه إسرائيل منذ الثلاثاء الماضي، وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضها جميعها دون أضرار، كما زعمت الجماعة أنها هاجمت بالصواريخ والمسيرات حاملة الطائرات «هاري ترومان» والقطع البحرية التابعة لها، نحو ست مرات منذ بدء الضربات، دون أن يعلق الجيش الأميركي على تلك المزاعم.

ألسنة لهب ودخان تتصاعد من موقع في صنعاء إثر غارة أميركية (أ.ف.ب)

ومع دخول الجماعة على خط التصعيد ضد إسرائيل بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أطلقت نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة، دون أن يكون لها أي تأثير عسكري باستثناء مقتل شخص واحد في 19 يونيو (حزيران) الماضي حينما انفجرت مسيرة في إحدى الشقق.

وتسود مخاوف يمنية من هجمات إسرائيلية انتقامية ضد المناطق الخاضعة للحوثيين على غرار 5 موجات شهدها العام الماضي استهدفت البنى التحتية في صنعاء والحديدة، بما فيها المطار والميناء ومحطات الكهرباء.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، حتى هدنة غزة بين إسرائيل و«حركة حماس»، تبنى الحوثيون مهاجمة 211 سفينة، وأدّت الهجمات إلى غرق سفينتين، وقرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، ومقتل 4 بحارة.

وبعد دخول الهدنة بين إسرائيل و«حركة حماس» حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، كانت الجماعة أعلنت التوقف عن هجماتها البحرية وباتجاه إسرائيل، قبل أن تقفز مجدداً للانخراط في الصراع مع تعثر المرحلة الثانية من الهدنة.