اعتراض شحنتي أسلحة كانتا في طريقهما إلى الحوثيين خلال يومين

شملتا مواد تدخل في صناعة المسيّرات ومكونات الصواريخ

الحوثيون يستخدمون مناطق في الساحل الصومالي لإعادة تهريب الأسلحة (إعلام حكومي)
الحوثيون يستخدمون مناطق في الساحل الصومالي لإعادة تهريب الأسلحة (إعلام حكومي)
TT

اعتراض شحنتي أسلحة كانتا في طريقهما إلى الحوثيين خلال يومين

الحوثيون يستخدمون مناطق في الساحل الصومالي لإعادة تهريب الأسلحة (إعلام حكومي)
الحوثيون يستخدمون مناطق في الساحل الصومالي لإعادة تهريب الأسلحة (إعلام حكومي)

اعترضت القوات الحكومية في اليمن شحنتي أسلحة ومتفجرات، خلال يومين بالقرب من مضيق باب المندب بالمدخل الجنوبي للبحر الأحمر، كانتا في طريقهما إلى المواني الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتضمان مواد تُستخدم في صناعة الطائرات المسيّرة، والصواريخ المحمولة.

وذكر المركز الإعلامي لقوات الفرقة الثانية عمالقة في الجيش اليمني، التي تتولى مهمة مكافحة التهريب والهجرة غير المشروعة في سواحل محافظة لحج غرب عدن، أن القوات ضبطت قارباً يحمل شحنة من الأسلحة تشمل صواعق ومتفجرات بالقرب من مضيق باب المندب، وكانت في طريقها إلى مواني الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بعد يوم على اعتراض شحنة أخرى من الأسلحة على متن أحد قوارب التهريب، يُعتقد أيضاً أنها كانت في طريقها للجماعة.

ووفق المركز الإعلامي، ضبطت دورية بحرية تابعة للحملة الأمنية المشتركة في سواحل محافظة لحج قارباً يحمل كمية كبيرة من المتفجرات والصواعق، بالقرب من مضيق باب المندب، وكانت الشحنة متجهة إلى مواني سيطرة الحوثيين في محافظة الحديدة.

جزء من مكونات شحنة أسلحة للحوثيين أوقفتها قوات يمنية حكومية (إعلام حكومي)

وأوضح المركز أن القارب كان يحمل ثلاث حاويات بداخلها مواد شديدة الخطورة من المتفجرات والصواعق وفتائل تفجير تُستخدم في صناعة الطائرات المسيّرة والصواريخ والعبوات الناسفة.

ووفق القوات الحكومية، فإن إحدى دوريات الحملة الأمنية تمكنت من ضبط القارب بعد عملية رصد وملاحقة، واعترضت طريقه بالقرب من باب المندب، حين كان متجهاً نحو مواني محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر، كما تم القبض على طاقم القارب، وتم تحريزه مع المواد التي كانت على متنه.

ذخائر متنوعة

وأتت هذه العملية بعد أن كانت الحملة الأمنية تمكنت، الجمعة، من ضبط زورق محمل بالذخائر المتنوعة في منطقة رأس العارة بسواحل محافظة لحج، وبالقرب من مجمع فندقي يمتلكه أحد المطلوبين أمنياً للسلطات بتهمة التهريب، ويُعتقد أن الشحنة كانت ستُهرّب إلى مناطق سيطرة الحوثيين.

وقالت قوات الحملة الأمنية في منطقة الصبيحة، التي يقودها العميد حمدي شكري قائد الفرقة الثانية عمالقة، إن إحدى الدوريات رصدت زورق التهريب قبل أن تقوم بضبطه، ضمن عملية تعقبها لعناصر الخطر ومهربي الممنوعات في سواحل مديرية المضاربة ورأس العارة، التابعة لمحافظة لحج. وذكرت أن القارب كان يحمل شحنة من الذخائر المتنوعة والقذائف.

مضبوطات تُستخدم في مكونات الطائرات المسيّرة والصواريخ كانت في طريقها إلى الحوثيين (إعلام حكومي)

ووفق بيان الحملة الأمنية، فإنه قد سبق لها أن ألقت القبض على مالك المجمع قبل عام وأُفرج عنه بضمانة أحد أقاربه، إلا أنه استمر في أنشطته المخالفة للقانون. وتعهدت بملاحقته وكل المطلوبين، ومواجهة أي محاولات تهدد الأمن والاستقرار.

وأوضح البيان أن الشحنة المضبوطة التي كانت على متن أحد قوارب التهريب، وتشمل ذخائر متنوعة، كانت ستشكل خطراً كبيراً لو تم استخدامها أو تهريبها. وقال إن اعتراض هذه الشحنة يأتي ضمن خطة محكمة لتعقب العناصر المتورطة في أنشطة مخالفة للقانون، خاصة أولئك الذين سبق أن أُطلق سراحهم بضمانات شخصية.

وعيد بالملاحقة

وتوعدت القوات الحكومية اليمنية كل شخص أو أي جهة تحاول زعزعة الأمن أو مخالفة القانون، ونبهت إلى أن الإفراج بضمانات لا يعني نهاية المتابعة القانونية، وأن كل من يعبث بأمن البلاد، فإن القوات ستستمر في ملاحقته مهما طال الزمن أو تغيرت الظروف. ودعت السكان إلى دعم جهودها من خلال الإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة، وقالت إن أمن الوطن وسيادته «خط أحمر لن يتم التهاون فيه تحت أي ظرف».

ومنذ أكثر من عام، أطلقت القوات الحكومية حملة لمكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية من القرن الأفريقي إلى سواحل منطقة رأس العارة بمحافظة لحج، التي كانت أهم موقع لتهريب الأسلحة والمهاجرين والممنوعات أيضاً. وتمكنت الحملة خلال فترة عملها من القبض على عدد من المتورطين في عمليات التهريب، بما فيهم من يقوم بتهريب المهاجرين، ما أدى إلى انخفاض التهريب إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، منذ أن أشعل الحوثيون الحرب في البلاد عند انقلابهم على السلطة الشرعية.

جنديان يحملان بعضاً من شحنة أسلحة إيرانية صودرت في خليج عمان (البحرية البريطانية)

وأكدت مصادر حكومية ومراكز دولية وجود تعاون وثيق بين الجماعة الحوثية، وتنظيم الشباب الصومالي المصنّف جماعة إرهابية، في مجال تهريب الأسلحة والمشتقات النفطية.

وتقول المصادر إنه يتم نقل الأسلحة والوقود إلى مناطق سيطرة التنظيم في الصومال، ويتم بعد ذلك إعادة نقل ذلك إلى الحوثيين في قوارب خشبية بعد إخفائها وسط شحنات من الأغنام والأبقار لتجنب اعتراضها، كما تستخدم الجماعتان قوارب صيد في عملية نقل الأسلحة من السواحل الصومالية إلى مواني الحديدة التي يديرها الحوثيون.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ إلى طهران أملاً في ضغوط إيرانية على الحوثيين

العالم العربي غروندبرغ يأمل أن تقود مساعيه لخفض تصعيد الحوثيين وإطلاق سراح المعتقلين الأمميين (أ.ف.ب)

غروندبرغ إلى طهران أملاً في ضغوط إيرانية على الحوثيين

على وقع التصعيد الحوثي المستمر إقليمياً وداخلياً، وصل المبعوث الأممي غروندبرغ إلى طهران أملاً في ضغط إيراني على الجماعة لخفض التصعيد، وإطلاق المعتقلين الأمميين.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)

تنديد أميركي ويمني بجرائم الحوثيين في قرية «حنكة آل مسعود»

لقي هجوم الحوثيين على قرية «حنكة آل مسعود» في محافظة البيضاء اليمنية إدانات أميركية ويمنية واسعة وسط مخاوف من ارتكاب «إبادة» بحق السكان.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي محافظ تعز أقر في لقائه مسؤولي المدينة وقيادات سياسية ضبط أسعار الإيجارات (سبأ)

مخاوف يمنية في تعز من تصاعد أزمة إيجار المنازل

أثارت حادثة إحراق مالك منزل لعائلة مستأجرة في مدينة تعز مخاوف بشأن تداعيات مثل هذه الخلافات، ما دفع السلطات إلى اتخاذ قرار بتحديد أسعار الإيجارات والرقابة عليها

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي عدد المحتاجين للمساعدات الغذائية في اليمن ارتفع إلى 19 مليون شخص (الأمم المتحدة)

شركاء العمل الإنساني في اليمن يوسّعون المساعدات النقدية

أكد شركاء العمل الإنساني في اليمن توسيع نطاق المساعدات النقدية خلال السنوات الأخيرة، إذ أصبحت شكلاً شائعاً بشكل متزايد من أشكال المساعدة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الحوثيون يتجاهلون تفشي الجوع ويرغمون السكان على حمل السلاح (إعلام حوثي)

انقلابيو اليمن يلزمون طلبة الجامعات بحمل السلاح

ألزمت الجماعة الحوثية طلبة الجامعات بحمل السلاح، كما أرغمت الإناث على الالتحاق بدورات للإسعافات الأولية بعد أيام من إرغام جميع الموظفين العموميين على التعبئة.

محمد ناصر (تعز (اليمن))

تنديد أميركي ويمني بجرائم الحوثيين في قرية «حنكة آل مسعود»

جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
TT

تنديد أميركي ويمني بجرائم الحوثيين في قرية «حنكة آل مسعود»

جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)

على وقع الحصار والهجوم العنيف الذي تشنه الجماعة الحوثية على قرية «حنكة آل مسعود» في محافظة البيضاء اليمنية، أدانت السفارة الأميركية لدى اليمن هذه الجرائم، بالتزامن مع إدانات حقوقية وحكومية واسعة.

وحسب مصادر محلية، عزز الحوثيون من قواتهم لاقتحام القرية المحاصرة منذ نحو أسبوع، مستخدمين مختلف الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة في مهاجمة منازل القرية، وسط مخاوف من «ارتكاب إبادة» في أوساط السكان، بخاصة مع قيام الجماعة، بقطع الاتصالات عن القرية.

وكان هجوم قوات الجماعة على القرية، الخميس الماضي، أدى إلى مقتل وإصابة 13 مدنياً، في حين زعم إعلام الجماعة، السبت، أن عملية الهجوم متواصلة، وأن أربعة من سكان القرية قتلوا عندما فجروا أحزمة ناسفة.

وفي بيان للسفارة الأميركية، السبت، أدانت «بشدة» الهجمات الحوثية التي تستهدف المدنيين الأبرياء في محافظة البيضاء، وقالت: «إن عمليات القتل والإصابات والاعتقالات غير المشروعة التي يرتكبها الإرهابيون الحوثيون بحق اليمنيين الأبرياء تحرم الشعب اليمني من السلام ومن المستقبل المشرق».

وعادة ما يشن الحوثيون عمليات تنكيل وقمع في محافظة البيضاء منذ احتلالها في 2014، في مسعى لإخضاع أبناء القبائل المختلفين مذهبياً، والسيطرة عليهم خوفاً من أي انتفاضة تنشأ في تلك المناطق، بخاصة في مناطق قبائل «قيفة».

115 منظمة

مع استمرار الهجمة الحوثية على القرية الواقعة في مديرية القريشية القريبة من مدينة رداع، أدانت 115 من منظمات المجتمع المدني هذه «الجريمة» بحق المدنيين والأعيان المدنية في قرية الحنكة، حيث قبيلة آل مسعود.

وقال بيان مشترك للمنظمات إن الميليشيات الحوثية قامت بمنع إسعاف المصابين، إلى جانب تدمير وإحراق عدد من الأعيان المدنية ودور العبادة وتشريد مئات الأسر بعد أيام من فرض الحصار الغاشم على أهالي القرية.

واتهم بيان المنظمات الجماعة الحوثية بقطع المياه والغذاء والأدوية عن سكان القرية، بالتزامن مع استمرار القصف بالطائرات المسيرة، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، خصوصاً بين الأطفال والنساء وكبار السن.

وقال البيان: «إن هذه الجرائم التي تشمل القتل العمد والحصار والتهجير القسري، واستهداف الأعيان المدنية ودور العبادة تأتي في سياق تصعيد عسكري من قِبل الحوثيين على مختلف الجبهات بالتزامن مع تدهور الأوضاع الإنسانية».

وطالبت منظمات المجتمع المدني في اليمن، الحوثيين، بفك الحصار الفوري، ووقف الاعتداءات العسكرية التي تستهدف المدنيين في المنطقة، كما دعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات.

هجوم وحشي

أدان معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، الهجوم الحوثي على القرية، ووصفه بـ«الوحشي»، وقال إنه «يظهر بوضوح بشاعة الجرائم التي ترتكبها الميليشيا ضد المدنيين الأبرياء، ويؤكد تعمدها إراقة الدماء، ونشر الخراب (...) دون أي اعتبار للقوانين الدولية وحقوق الإنسان».

وأوضح الوزير اليمني، في تصريح رسمي، أن الجماعة الحوثية أرسلت حملة ضخمة من عناصرها المدججين بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة، وقامت بشن هجوم على منازل وممتلكات المدنيين في القرية، إذ استخدمت قذائف الدبابات والمدفعية، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى أضرار كبيرة للمنازل والممتلكات الخاصة، وتدمير مسجد القرية.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وحسب الوزير اليمني، يأتي الهجوم الحوثي في وقت تعيش فيه المنطقة تحت حصار خانق منذ أكثر من أسبوع، في محاولة لحرمان الأهالي من احتياجاتهم الأساسية، مما يزيد من معاناتهم اليومية ويضاعف الأوضاع الإنسانية المزرية التي يعيشونها، في حلقة جديدة من مسلسل التنكيل المتواصل.

وأضاف بالقول: «هذا الهجوم المروع الذي استهدف منازل المواطنين والمساجد، وأدى إلى سقوط العديد من الضحايا، بينهم نساء وأطفال، وتدمير الممتلكات، ليس إلا انعكاساً لحقد ميليشيا الحوثي الدفين على أبناء البيضاء بشكل عام وقيفة رداع بشكل خاص، وكل من يقف ضد مشروعها الإمامي الكهنوتي العنصري المتخلف».

وأكد وزير الإعلام اليمني أن ما تعرضت له قرية «حنكة آل مسعود» يُظهر مرة أخرى كيف أن الميليشيا الحوثية لا تكترث بالقوانين الدولية، مشدداً على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، مسؤوليته في اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الهجمات الوحشية فوراً.