الحوثيون يصعّدون ضد إسرائيل... ولا أضرار مؤثرة

سفينة تجارية تعرضت لهجوم في جنوب البحر الأحمر

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)
طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)
TT

الحوثيون يصعّدون ضد إسرائيل... ولا أضرار مؤثرة

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)
طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

واصلت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران تصعيد هجماتها باتجاه إسرائيل على الرغم من عدم الإعلان عن تسجيل أي خسائر مؤثرة لهذه العمليات التي تزعم الجماعة أنها لمناصرة الفلسطينيين في غزة و«حزب الله» في لبنان.

وإلى جانب هذه الهجمات، أفادت مصادر بحرية غربية، الاثنين، بتعرض سفينة تجارية لهجوم صاروخي دون وقوع أضرار، حيث تواصل الجماعة الحوثية مهاجمة السفن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 بعد انخراطها فيما يسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران.

وأفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بأن سفينة على مسافة 60 ميلاً بحرياً إلى الجنوب الشرقي من عدن باليمن أبلغت، الاثنين، عن سقوط صاروخ على مقربة منها، مشيرة إلى أن السفينة وطاقمها بخير.

ووفق الهيئة، كانت السفينة نفسها تبحر عبر البحر الأحمر على مسافة 25 ميلاً بحرياً إلى الغرب من ميناء المخا اليمني، الأحد، عندما أبلغت عن سقوط صاروخ بالقرب منها أيضاً.

ولم تتبن الجماعة الحوثية الهجوم على الفور، لكنها منذ نوفمبر 2023، تبنّت قصف أكثر من 200 سفينة، في سياق مزاعمها لمناصرة الفلسطينيين في غزة.

وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

ورداً على التصعيد، فإن الجماعة تلقت نحو 800 غارة غربية بقيادة أميركا، أملاً في الحد من قدرتها على شن الهجمات البحرية، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

ويتهم مراقبون يمنيون الجماعة بأنها وجدت في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية؛ إذ كان الطرفان قد وافقا، أواخر العام الماضي، على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعُمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن، وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

هجوم بالمسيرات

في سياق الهجمات التي تنفذها الجماعة الحوثية باتجاه إسرائيل، زعم المتحدث العسكري باسمها يحيى سريع في بيان متلفز أن جماعته قامت، الأحد، بعملية عسكرية نوعية استهدفت مواقع إسرائيلية حيوية في تل أبيب وعسقلان.

وفي حين ادعى المتحدث الحوثي أن العملية نُفذت بعدد من الطائرات المسيَّرة وأنها حققت أهدافها، لم يتحدث الجيش الإسرائيلي عن حدوث أي أضرار.

إيران متهمة بتهريب الصواريخ والمسيَّرات وتقنية التصنيع للحوثيين (رويترز)

ويوم السبت الماضي، كانت الجماعة تبنت تنفيذ عملية عسكرية ضد هدف حيوي إسرائيلي في إيلات، بعدد من الطائرات المسيَّرة، وفق بيان لمتحدثها العسكري.

وبحسب البيان الحوثي، حققت الهجمات أهدافها، وهو ما لم يؤكده الجيش الإسرائيلي، الذي عادة ما يشير إلى الهجمات القادمة من اتجاه اليمن.

وكان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي تبنى، الخميس الماضي، في خطبته الأسبوعية تنفيذ عمليات عسكرية بـ29 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيَّرة، خلال أسبوع.

وزعم الحوثي أن جماعته شنت هجمات باتجاه العمق الإسرائيلي، وباتجاه سفن أميركية حربية في البحر الأحمر والبحر العربي، وأن الهجمات أجبرت حاملة الطائرات «إبراهام لينكولن» على الابتعاد من موقعها في البحر العربي مئات الأميال.

وبخصوص هجمات واشنطن، في الأسبوع الماضي، على مواقع الجماعة، قال الحوثي إن الضربات التي طالت محافظات عدة، لم يكن لها أي تأثير على قدرات جماعته العسكرية.

الحوثيون أعلنوا إطلاق مئات المسيَّرات والصواريخ باتجاه إسرائيل (رويترز)

وخلال الأشهر الماضية، تبنّى الحوثيون إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة؛ وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.


مقالات ذات صلة

انقلابيو اليمن يفتعلون أزمة غاز الطهي في إب

العالم العربي يمنيون ينتظرون الحصول على حصتهم من الغاز المنزلي (رويترز)

انقلابيو اليمن يفتعلون أزمة غاز الطهي في إب

يعاني أغلبية السكان في محافظة إب اليمنية منذ أسبوع من انعدام شبه كلي لغاز الطهي، وسط اتهامات لقيادات رفيعة في جماعة الحوثيين بالوقوف وراء اختفاء المادة الحيوية.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني استقبل في الرياض رئيس بعثة الحديدة مايكل بيري (سبأ)

اليمن يطالب بحزم أممي لوقف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين

شدد وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني على ضرورة اتخاذ إجراءات أممية حازمة لمنع تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، بينما تبنت الجماعة هجمات بالمسيَّرات على إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي صندوق حوثي لجمع التبرعات النقدية في أحد شوارع صنعاء (إكس)

رفض مجتمعي لجبايات الحوثيين تحت اسم «مساندة لبنان وغزة»

واجهت حملات الجباية الحوثية التي أطلقتها الجماعة تحت مزاعم التبرع للفلسطينيين في غزة و«حزب الله» في لبنان رفضاً مجتمعياً في صنعاء وبقية مناطق سيطرة الانقلاب.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي جانب من مشاركة اليمن في فعاليات قمة مؤتمر المناخ في باكو (سبأ)

تضرر 30% من الأراضي الزراعية في اليمن خلال عام

أفاد وزير المياه والبيئة اليمني، توفيق الشرجبي، بأن بلاده خسرت 30 في المائة من الأراضي الزراعية خلال عام، داعياً إلى تمويل دولي إضافي لمواجهة آثار المناخ.

«الشرق الأوسط» (تعز)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)
مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)
مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حولوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء من الخصوم السياسيين إلى معتقلات للمعارضين، بعد أن امتلأت السجون الرئيسية للجماعة بالمختطَفين من مختلف فئات المجتمع اليمني، وقدَّروا وجود الآلاف في هذه السجون المستحدَثة.

ونُقل عن المفرَج عنهم خلال لقاءات عُقدت مع نشطاء أن المنازل التي صادرها الحوثيون وتعود ملكيتها إلى مسؤولين وسياسيين يمنيين ومعارضين وتجار وبرلمانيين، باتت سجوناً لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الذين اعتُقلوا خلال الشهرين الماضيين، وأغلبهم اعتُقل بتهمة التحضير للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال البلاد.

الحوثيون حوَّلوا منازل الخصوم السياسيين إلى مخازن للأسلحة ومعتقلات (إعلام محلي)

ووفق ما نقله المعتقلون المفرَج عنهم، فإن المحققين الحوثيين أبلغوهم أنه، خلال الشهرين الماضيين، اعتُقل نحو 8 آلاف شخص، معظمهم من سكان محافظة إب (192 كيلومتراً جنوب صنعاء) التي تحولت إلى مركز لمعارضة حكم الجماعة الحوثية.

وأكد هؤلاء أن من أُفْرِج عنهم لا يزيدون على 100 شخص، بينما لا تزال البقية في تلك المعتقلات السرية.

ووفق هذه الرواية، فإن هناك مجاميع أخرى من المعتقلين توزعوا في السجون الرئيسية للمخابرات مثل سجن الأمن والمخابرات في مدينة صنعاء (الأمن السياسي سابقاً)، ومعتقل شملان في محافظة صنعاء، وأوضحوا أن من بين المعتقلين أطفالاً قصّراً تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عاماً، ويجري نقلهم من زنزانة إلى أخرى، كما يخضعون لتعبئة فكرية طائفية تحت مسمى «الدورات الثقافية» بهدف تغيير قناعاتهم المعارضة، وإفهامهم بخطأ الاحتفال بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» التي أطاحت في 1962 بنظام حكم الإمامة في شمال اليمن.

تغييب الآلاف

على الرغم من إعلان الجماعة الحوثية إطلاق سراح مجموعة من المعتقلين على دفعات، فإن نشطاء وعائلات المعتقلين نفوا ذلك، وأكدوا أن الآلاف لا يزالون مغيَّبين، وأنه لا يُعرف مواقع اعتقالهم، ولم يُسمح لهم بالاتصال بأسرهم.

وذكرت المصادر أن الحوثيين نقلوا المعتقلين من محافظة إب إلى صنعاء؛ لأن سجون المخابرات في المحافظة لا تتسع لذلك العدد، ولزيادة معاناة أسرهم لصعوبة الوصول إليهم ومتابعة قضاياهم بسبب التكلفة المالية الكبيرة للانتقال إلى صنعاء، وعدم معرفتهم بالمسؤولين هناك.

واستهجنت المصادر محاولة الحوثيين التغطية على السخط الشعبي من ممارساتهم باتهام المعتقلين بالعمالة والارتزاق.

وبيّنت أن غالبية كبيرة من هؤلاء المعتقلين هم من البسطاء مثل الباعة المتجولين أو عمال المطاعم والمقاهي أو من الطلاب والمراهقين، مع وجود عدد محدود من الكتاب والنشطاء ووجهاء القبائل والسياسيين الذين ينتمون إلى جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرة الحوثيين.

أبو حاجب عقب إطلاق سراحه من سجون الحوثيين (إعلام محلي)

ويذكر الزعيم القبلي معمر أبو حاجب أنه عندما كان في الزنزانة ظن أن الاعتقالات استهدفت أصحاب الرأي من ناقدين وكتّاب ومعارضين، لكنه ما إن خرج حتى شاهد شباباً بعمر الزهور، وشيوخاً أعمارهم تعفيهم من المساءلة، ولا علاقة لهم بالعمل السياسي، وهو ما أصابه بالدهشة.

وطبقاً لما أورده أبو حاجب، الذي أمضى أكثر من 50 يوماً في السجن، فقد زاد استغرابه عندما أبلغه كثير من الشبان أن سجون أقسام الشرطة مليئة بالمعتقلين، وأنه بعد أن امتلأت تلك السجون بالمعتقلين جرى إيداع مجاميع من هؤلاء الشبان في المنازل التي تحولت إلى معتقلات.

وذكر أن من بين من وجدهم هناك الناشطين رداد الحذيفي ومحمد المياحي ومحمد الكثيري وخليل البحم. وأكد الرجل في لقاءاته مع زائريه أن الحوثيين يصنعون داخل هذه السجون من وصفهم بـ«الثوار» الذين سيذودون عن شعبهم ضد كل باغٍ وظالم.