أسف يمني وتنديد خليجي إثر الاعتداء الغادر على ضابطين سعوديين

توجيهات رئاسية بالتحقيق... وتعهد بملاحقة منفذ الجريمة

قوات سعودية ضمن تحالف دعم الشرعية في اليمن (أ.ف.ب)
قوات سعودية ضمن تحالف دعم الشرعية في اليمن (أ.ف.ب)
TT

أسف يمني وتنديد خليجي إثر الاعتداء الغادر على ضابطين سعوديين

قوات سعودية ضمن تحالف دعم الشرعية في اليمن (أ.ف.ب)
قوات سعودية ضمن تحالف دعم الشرعية في اليمن (أ.ف.ب)

أثار «الاعتداء الغادر» على عسكريين سعوديين، ضمن تحالف دعم الشرعية في مدينة سيئون اليمنية، استنكاراً يمنياً وخليجياً واسعاً، وسط تشديد على التحقيق، وتعهد يمني بملاحقة منفذ الجريمة التي أسفرت، الجمعة الماضي، عن استشهاد عسكرييْن وإصابة ثالث.

ووصف رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، الواقعة بـ«الاعتداء الإجرامي الإرهابي الغادر والجبان»، وقال إن منفذ الجريمة، وهو أحد منتسبي المنطقة العسكرية الأولى في الجيش اليمني، «لا يمثل الشرفاء من منتسبي القوات المسلحة اليمنية، الذين يقدرون الدور العظيم للأشقاء في قوات تحالف دعم الشرعية وتضحياتهم الجسيمة، إلى جانب الشعب اليمني، وتطلعاته في استعادة مؤسسات الدولة، وتخفيف معاناته الإنسانية، وإسقاط انقلاب الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني».

رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة اليمني (سبأ)

ووفق البيان الرئاسي اليمني، أصدر العليمي توجيهاته «بضبط الجاني، وإجراء التحقيقات في الجريمة، بالتنسيق مع قيادة القوات المشتركة في تحالف دعم الشرعية، واتخاذ الإجراءات اللازمة على مختلف المستويات».

إلى ذلك، قال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، إن ما حدث «جريمة غادرة ومدانة بكل المقاييس، ولا تُمثل منتسبي قواتنا المسلحة الذين يتشاركون مع أشقائهم معركة الوجود والمصير، للحفاظ على عروبة اليمن وأمنه واستقراره».

من جهة أخرى، تعهّدت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية، في بيان آخر، بالقبض على منفذ «الجريمة الغادرة» وتسليمه إلى العدالة. وقالت: «إن الاعتداء الغادر والإجرامي» وقع مساء الجمعة الماضي في معسكر قوات تحالف دعم الشرعية أثناء ممارسة التدريبات الرياضية.

وأكد البيان أن «منفذ الاعتداء الجبان والغادر لا يُمثل شرفاء الشعب اليمني وقواته المسلحة الذين يقدرون عالياً جهود قوات التحالف، بقيادة السعودية لدعم واستعادة الشرعية ومساندة الأعمال الإنسانية».

وأضاف بيان الجيش اليمني بالقول: «إن هذه الحادثة المدانة لن تزيد القوات المسلحة إلا يقظة وتنسيقاً مع قوات تحالف دعم الشرعية، لمواجهة التحديات المشتركة، والعبور بالبلاد نحو المستقبل الآمن والمستقر».

وأوضح أن «وزارة الدفاع ورئاسة الأركان تواصل الجهود والتنسيق مع القوات المشتركة لمتابعة التحقيقات ومعرفة الأسباب والدوافع، والعمل على سرعة القبض على منفذ الجريمة الغادرة، وتقديمه للعدالة لينال جزاءه الرادع والعادل».

من جهته، أدان المجلس الأعلى للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، «بشدة» جريمة الاعتداء على جنود تحالف دعم الشرعية، ووصفها في بيان بأنها «سلوك غادر، يقدم خدمة دنيئة لقوى معادية لمصالح الشعب اليمني».

وشدّد التكتل الحزبي اليمني على «سرعة القبض على الجاني وإحالته لمحاكمة عاجلة»، وأكد أن الجريمة «لا تخدم سوى أعداء اليمن والسعودية على حدٍّ سواء، ولن تنال من عزيمة البلدين والشعبين الشقيقين في المضي قدماً لاستعادة الأمن في ربوع اليمن، وإنهاء مشروعات الفوضى والخراب، خصوصاً المشروع الحوثي الإيراني الإرهابي».

تنديد خليجي

وأدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون اليمنية؛ ما أدى إلى استشهاد شخصين وإصابة آخر من منتسبي القوات السعودية.

وإذ أدانت الإمارات والكويت والبحرين في بيانات منفصلة الحادثة «بشدة»، أكد البديوي أن قوات التحالف تقوم بجهود كبيرة وقيّمة للمساعدة على دعم ومساندة الأعمال الإنسانية والتنموية، بما يسهم في استقرار وأمن اليمن ووحدته، وأعرب عن خالص تعازيه ومواساته لأسرتَي الشهيدين.

جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان: «رفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القانون الدولي». وأعربت عن تضامنها الكامل مع القوات السعودية، التي تشارك مع قوات التحالف في عمليات حفظ الأمن والاستقرار والسلام في اليمن، مؤكدة دعم الإجراءات التي تقوم بها السعودية لحفظ أمنها وسلامة جنودها ومواطنيها.

من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن إدانة واستنكار «الاعتداء الغادر»، وجدّدت في بيان موقف دولة الكويت الثابت في الوقوف إلى جانب السعودية ودعمها الكامل في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي، بما في ذلك جهودها المبذولة في قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن.

في السياق نفسه، أعربت وزارة الخارجية البحرينية عن خالص تعازي مملكة البحرين ومواساتها للسعودية، قيادة وحكومة وشعباً، جراء استشهاد ضابطين وإصابة آخر في «الاعتداء الغادر».

وأكد البيان البحريني دعم الجهود السعودية في قيادة قوات تحالف دعم الشرعية، وأعمالها الإنسانية والتنموية داخل اليمن، في سياق مبادراتها الرامية للتوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام لإنهاء الأزمة اليمنية، وفقاً لمرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم «2216»، وبما يلبي تطلعات الشعب اليمني في الأمن والسلام والوحدة والرخاء.


مقالات ذات صلة

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

العالم العربي واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

بينما جدد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون متهمون بتصعيد انتهاكاتهم ضد اليمنيين (إ.ب.أ)

انقلابيو اليمن متهمون بارتكاب انتهاكات ضد أقارب المغتربين

صعّدت جماعة الحوثيين في اليمن من وتيرة انتهاكاتها بحق أقارب المغتربين لا سيما المنتمون منهم إلى محافظتي إب والضالع، وذلك ضمن استهداف الجماعة الممنهج للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)

الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

بالتزامن مع الكشف عن وسائل تعذيب موحشة يتعرض لها المعتقلون بسجون مخابرات الجماعة الحوثية أكدت مصادر حقوقية استمرار الجماعة في رفض إطلاق قيادات «المؤتمر الشعبي»

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي دخان كثيف إثر استهداف مدينة الحديدة بغارات إسرائيلية رداً على هجوم صاروخي حوثي (إكس)

سفينة تبلغ عن انفجارات في محيطها قبالة الحديدة باليمن

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة على بعد 70 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة باليمن أبلغت عن عدة انفجارات في محيطها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي ممرضة في مدينة المخا تقيس محيط أعلى ذراع طفل للتحقق من تحسن حالته الصحية بعد تلقيه علاجاً لسوء التغذية (الأمم المتحدة)

سوء التغذية والشتاء يتربصان بأطفال اليمن والنازحين

يشهد اليمن زيادة في أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم، في حين ينتظر النازحون، بسبب الحرب وتطرفات المناخ، شتاء قاسياً في ظل التردي الاقتصادي.

وضاح الجليل (عدن)

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)
عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)
TT

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)
عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)

في الوقت الذي جدد فيه المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة المدعومة من إيران مستهدفة محافظتي الحديدة والبيضاء.

جاءت هذه التطورات في وقت أفادت فيه هيئة بريطانية مختصة بالأمن البحري بأن سفينة أبلغت عن تعرُّضها لهجمات لم تصبها أثناء وجودها في جنوب البحر الأحمر، حيث يشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن منذ نحو عام تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

في هذا السياق، أفاد مكتب غروندبرغ في بيان، الثلاثاء، بأنه التقى في مسقط بكبار المسؤولين العُمانيين والمتحدث باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها محمد عبد السلام.

وبحسب البيان، ناقش المبعوث الأممي التدابير اللازمة لمعالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن، وتحسين الظروف المعيشية، والاستجابة للتطورات الإقليمية. كما استكشفت المناقشات سبل تعزيز الالتزامات نحو عملية سياسية يمنية شاملة.

وفي اجتماع غروندبرغ مع المتحدث باسم الحوثيين، ذكر البيان أنه طالب أيضاً بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من المعتقلين تعسفياً.

ويأمل المبعوث الأممي أن تقود جهوده إلى تحقيق اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي ازدادت تعقيداً مع هجمات الحوثيين البحرية ضد السفن وتصعيدهم إقليمياً، وهو ما أدى إلى تجمد التوصل إلى اتفاق للسلام.

غارات غربية

ضمن العمليات التي تقودها واشنطن في اليمن منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، أقرت الجماعة المدعومة من إيران بتلقيها، الثلاثاء، غارات لليوم الرابع على التوالي، وصفتها بـ«الأميركية البريطانية».

ونقل إعلام الحوثيين أن 3 غارات استهدفت منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.

واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

وإذ لم تشر الجماعة إلى الأضرار الناجمة عن هذه الغارات، قالت إن غارة استهدفت سيارة في مديرية الصومعة في محافظة البيضاء، كما استهدفت غارتان نفذتهما طائرة أميركية من دون طيار أهدافاً في مديرية ذي ناعم والصومعة في المحافظة نفسها الواقعة إلى الجنوب الشرقي من صنعاء.

وكانت الجماعة اعترفت أنها تلقت، الاثنين، 7 غارات، وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.

وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.

صاروخ استعرضته الجماعة الحوثية في صنعاء (رويترز)

وفي حين بلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي؛ لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة، في رسالة استعراضية فُهمت على أنها موجَّهة إلى إيران بالدرجة الأولى.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

هجوم دون أضرار

في سياق التصعيد الحوثي ضد السفن، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة على مسافة 70 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة باليمن أبلغت، الثلاثاء، عن انفجارات عدة في محيطها.

وبينما أضافت الهيئة أنه لم يتم الإبلاغ عن أي أضرار بالسفينة، وأن الطاقم بخير، لم تتبنَّ الجماعة الحوثية من جهتها المسؤولية عن هذه الهجمات على الفور.

يشار إلى أنه منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

ويتهم مراقبون يمنيون الجماعة الحوثية بأنها وجدت في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية؛ إذ كان الطرفان قد وافقا، أواخر العام الماضي، على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعُمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن، وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

وخلال الأشهر الماضية تبنّت الجماعة إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

من آثار الضربات الإسرائيلية على مدينة الحديدة اليمنية الخاضعة للحوثيين (أ.ف.ب)

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة؛ وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.