أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن اجتماع اليوم الخميس مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن كان «مهماً ومثمراً».
وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، أعلن رئيس الوزراء القطري أن الدوحة «أعادت التواصل» مع الحركة بعد مقتل رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار في عملية عسكرية إسرائيلية.
ورداً على سؤال حول ما إذا تواصلت قطر مع قادة «حماس» بعد مقتل السنوار، قال رئيس الوزراء القطري «لقد عاودنا التواصل معهم... مع ممثلي المكتب السياسي (لحماس) في الدوحة. لقد عقدنا بعض الاجتماعات معهم في الأيام القليلة الماضية». وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في العاصمة القطرية «أعتقد أنه حتى الآن، لا يوجد وضوح بشأن الطريق للمضي قدماً».
مضيفاً: «حذرنا منذ بدء الحرب من توسع الصراع، ونرى اليوم أن الحرب اتسعت إلى مناطق أخرى».
وأدان الحصار على شمال غزة والقصف الممنهج للمستشفيات، مشدداً على ضرورة أن يتحلى الجميع بروح المسؤولية تجاه الأبرياء والمدنيين في المنطقة.
ولفت بن عبد الرحمن: «بحثنا أهمية التوصل إلى حل مستدام للقضية الفلسطينية»، مؤكداً أن حل الدولتين هو المرجع الرئيسي لعملية السلام.
وأضاف: «منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ونحن نحاول التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة»، قائلاً: «اطلعنا على نتائج محادثات الوزير بلينكن في إسرائيل».
فريق مفاوض
وكشف الوزير عن أن وفديَن مفاوضَين أميركياً وإسرائيلياً سيزوران الدوحة للمشاركة في مفاوضات هدنة في غزة، من دون تحديد موعد.
قائلاً «هناك فريق مفاوض من الولايات المتحدة سيزور الدوحة بجانب الفريق المفاوض من الطرف الإسرائيلي وسيتم بحث ما هي السبل التي يمكن إحداث اختراق من خلالها في هذه المفاوضات».
وفي هذا السياق، نقلاً عن صحيفة «جيروزاليم بوست» فإن رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع وعدداً من الشخصيات الرئيسية سيتوجهون إلى العاصمة القطرية مطلع الأسبوع المقبل لاستئناف مفاوضات إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.
وسيلتقي برنياع رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية حسن رشاد.
الاستفادة من اللحظة
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس إن المفاوضين سيجتمعون «في الأيام المقبلة» لبحث التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، مجدداً دعوة إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) للتوصل إلى اتفاق.
وقال بلينكن للصحافيين بعد محادثات في قطر، «تحدثنا عن خيارات للاستفادة من هذه اللحظة والخطوات التالية لدفع العملية إلى الأمام، وأتوقع أن يجتمع مفاوضونا في الأيام المقبلة».
وشدد بلينكن على أنهم يرفضون بالكامل خطة الجنرالات في شمال قطاع غزة، مشيراً إلى أن «هناك فرصة للحل لأن السنوار كان العائق الذي لم يعد موجوداً الآن».
وأضاف: «يجب أن تكون لدينا خطة لليوم التالي تسمح لإسرائيل بالانسحاب من غزة، وبعدم عودة (حماس)»، مطالباً بـ«الاستمرار في تطوير خطة لما بعد انتهاء الحرب حتى تنسحب إسرائيل من غزة».
وأعرب عن تقدير بلاده لدولة قطر على دورها الرئيسي بصفتها شريكاً في إيجاد السلام، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء القطري أدى شخصياً، دوراً كبيراً في جهود إعادة الرهائن إلى بيوتهم.
وأضاف أن «هذه لحظة العمل لإنهاء الحرب وإعادة الرهائن إلى بيوتهم، وبناء مستقبل أفضل لشعب غزة»، موضحاً أن «سخاء قطر على مدى الأشهر الماضية كان كبيراً، فقد قدمت آلاف الأطنان من المساعدات لغزة».
وشدد على ضرورة ضمان وصول المساعدات إلى مَن يحتاجها في غزة، مشيراً إلى أنه طلب من إسرائيل إجراءات محددة لإيصال المساعدات إلى محتاجيها في غزة.
وأكد «أننا لن نرى مزيداً من التصعيد الكبير في المنطقة»، قائلاً: «ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة إيران، ولا نريد رؤية حلقة تصعيد مفرغة».
مساعدات أميركية
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الأميركي تقديم 135 مليون دولار إضافية من المساعدات الأميركية للفلسطينيين، تشمل المساعدات الإنسانية، وتنظيف المياه والصرف الصحي، والصحة الداخلية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وكذلك في المنطقة، مشيراً إلى أن ذلك يرفع إجمالي المساعدات الأميركية إلى 1.2 مليار دولار منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية
تأتي زيارة بلينكن في إطار جولة إقليمية بدأها الثلاثاء في إسرائيل حيث التقى مسؤولين أبرزهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قبل أن يتوجه الأربعاء إلى الرياض التي غادرها الخميس متوجهاً إلى العاصمة القطرية للحصول على تقييم لموقف «حماس» من الهدنة.
وهي الجولة الحادية عشرة لبلينكن إلى المنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عقب شنّ الأخيرة هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وتأتي بعد فشل كافة مساعيه السابقة لإنهاء الحرب المدمرة في القطاع.
لكن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر، وجد الرئيس جو بايدن نافذة جديدة لإمكان إبرام اتفاق هدنة بعدما قتلت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» يحيى السنوار في غزة.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة منفتحة على «خيارات مختلفة» لإنهاء الحرب في غزة.
وأوضح «نحن ندرس خيارات مختلفة. لم نحدد بعد ما إذا كانت (حماس) مستعدة للمشاركة، لكن الخطوة التالية هي جمع المفاوضين (...) سنعرف أكثر بالتأكيد في الأيام المقبلة».
الوضع في لبنان
وفيما يخص لبنان، أشار إلى تكثيف الجهود للتوصل إلى حل دبلوماسي هناك يسمح بتطبيق القرار 1701، مؤكداً ضرورة ملء الفراغ الرئاسي في لبنان.
وتوقع الوزير بلينكن عقد مفاوضات خلال الأيام المقبلة، قائلاً: «سنقرر مدى جدية (حماس) في المشاركة»، مشيراً إلى العمل حثيثاً للتأكد من عدم اتساع رقعة الصراع.
وأكد رفضه أي عمل يخلق الحصار، ويجوع الناس، ويفصل أجزاء من قطاع غزة عن بعضها بعض.