الأونروا تدعو إلى هدنة «ولو لبضع ساعات» في شمال غزة

مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة (رويترز)
مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة (رويترز)
TT

الأونروا تدعو إلى هدنة «ولو لبضع ساعات» في شمال غزة

مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة (رويترز)
مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة (رويترز)

دعت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الثلاثاء، إلى هدنة مؤقتة للسماح للسكان بمغادرة مناطق شمال قطاع غزة، في وقت يقول فيه مسؤولون بقطاع الصحة إنهم يعانون من نقص الإمدادات اللازمة لعلاج المرضى الذين أصيبوا في الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ ثلاثة أسابيع.

وبحسب «رويترز»، قال فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، إن الوضع الإنساني وصل إلى مرحلة رهيبة، مشيراً إلى أن الجثث ملقاة على جوانب الطرق أو مدفونة تحت الأنقاض.

وأضاف، في بيان على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «الناس في شمال غزة ينتظرون الموت وحسب... يشعرون بالنبذ وفقدان الأمل والوحدة».

ومضى يقول: «أدعو إلى هدنة على الفور، حتى ولو لبضع ساعات، لتوفير ممر إنساني آمن للعائلات التي ترغب في مغادرة المنطقة والوصول إلى أماكن أكثر أمناً».

وتزامنت الدعوة مع وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل؛ بحثاً عن سبل لإحياء محاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، عقب مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، قبل نحو أسبوع.

وتطالب واشنطن بأن تسمح إسرائيل بدخول مزيد من الإمدادات الإنسانية إلى شمال غزة، وتقول إسرائيل إنها تسمح بدخول عشرات من شاحنات المساعدات، فضلاً عن تسهيل وصول المساعدات جواً، لكن مسؤولي الصحة الفلسطينيين يقولون إنه لم تصل إليهم أي مساعدات.

وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة للجيش الإسرائيلي والتي تشرف على المساعدات والشحنات التجارية إلى غزة، اليوم الثلاثاء إن 237 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه والإمدادات الطبية ومعدات المأوى من الأردن والمجتمع الدولي، تم نقلها إلى شمال قطاع غزة خلال الأيام الثمانية الماضية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن المساعدات تم نقلها بعد فحص أمني دقيق. وأضاف أن إسرائيل «ستواصل العمل وفقاً للقانون الدولي لتسهيل وتيسير الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة».

وقال مسؤولون في قطاع الصحة، اليوم الثلاثاء، إن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 70 شخصاً. وأضافوا أن ما لا يقل عن 57 من هؤلاء قتلوا في شمال قطاع غزة، وأن جثث عشرات الأشخاص الذين قتلهم الإسرائيليون متناثرة على الطرق وتحت الركام، وأن فرق الإنقاذ لا تستطيع الوصول إليها بسبب استمرار الضربات الجوية.

وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، الموجود حالياً في شمال غزة: «هناك الكثير من الجرحى استشهدوا أمامنا، ولم نستطع تقديم المساعدة لهم».

وأضاف في بيان: «لا يوجد لدينا أكفان للشهداء، وناشدنا الأهالي بالتبرع بالأقمشة العادية».

ويقول الجيش الإسرائيلي، الذي شن هجوماً ضد مقاتلي «حماس» في جباليا المجاورة هذا الشهر، إنه ينفذ عمليات إخلاء للناس عبر الطرق المحددة، ورصد عشرات المسلحين بين المدنيين المتجهين جنوباً.

وحلّقت طائرات إسرائيلية مسيرة فوق الرؤوس، مطالبة الفلسطينيين بإخلاء المناطق المحيطة ببلدة بيت لاهيا القريبة من خط الحدود، حيث انطلق الهجوم الذي بدأ حول منطقة جباليا القريبة الواقعة باتجاه الجنوب في وقت سابق من الشهر.

ويخشى كثيرون من الفلسطينيين أن يكون إخلاء البلدات الشمالية جزءاً من خطة إسرائيلية لتفريغ المنطقة من سكانها لإنشاء منطقة عازلة تمكن إسرائيل من السيطرة على غزة بعد الحرب.

وينفي الجيش أن تكون عمليات الإخلاء جزءاً من أي خطة أوسع، قائلاً إنه ينقل الناس لعزلهم عن مقاتلي «حماس».

وقال الجيش إن القوات هدمت أنفاقاً وغيرها من البنى التحتية في بيت لاهيا، وقال سكان محليون إن القتال يقتصر على ما يبدو على هجمات الكر والفر التي تشنها مجموعات صغيرة من مقاتلي «حماس». وقال أحد الفلسطينيين في المنطقة عبر تطبيق «واتساب»: «مش قتال حقيقي أو نزال متكافئ».

وقال الجناحان المسلحان لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» إنهما هاجما قوات بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف المورتر.

جودة الحياة في غزة تراجعت 70 عاماً

قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اليوم الثلاثاء، إن الحرب في غزة دمرت الاقتصاد الفلسطيني الذي أصبح الآن أقل 35 في المائة عما كان عليه في بداية الغزو الإسرائيلي قبل عام.

وأضاف البرنامج أن مؤشرات جودة الحياة، مثل الصحة والتعليم، تراجعت 70 عاماً إلى ما كانت عليه في خمسينات القرن الماضي.

وفي شمال غزة، قال سكان إن القوات الإسرائيلية حاصرت المستشفيات والمدارس وغيرها من الملاجئ التي تؤوي الأسر النازحة، وأمرتهم بالمغادرة والتوجه جنوباً. وأضافوا أن القوات اعتقلت عشرات الرجال.

وقال حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، إن الخدمات الطبية انهارت تماماً. وأضاف في بيان: «لا توجد وحدات دم أو أنابيب لتصريف النزيف من الصدر، ومعظم الإمدادات الطبية غير متوفرة».

ومضى يقول: «طُلب من الأشخاص الموجودين بالقرب من المستشفى الرحيل، وأُطلق النار على الذين تم إجلاؤهم في الطريق... الوضع أكثر من كارثي».

وتشير أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، إلى أن عدد قتلى الحملة الإسرائيلية في القطاع يقترب من 43 ألف شخص، وأصبحت غزة في حالة من الدمار، بينما نزح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ويقيم العديد منهم في ملاجئ مؤقتة.

واندلعت الحملة الإسرائيلية بعد الهجوم الذي شنه مسلحون بقيادة «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، واحتجاز نحو 250 رهينة في غزة، حسب إحصاءات إسرائيلية.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

المشرق العربي دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

تملأ إسرائيل غياب الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكستين الذي يحمل مبادرة أميركية لوقف إطلاق النار، بالغارات العنيفة، وتوسعة رقعة التوغل البري الذي وصل إلى مشارف

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)

«نتنياهو المطلوب» يقلق إسرائيل على ضباطها

في ظلّ معلومات عن اتجاه دول أجنبية إلى تقليص اتصالاتها مع الحكومة الإسرائيلية غداة صدور مذكرة توقيف دولية بحق رئيسها، بنيامين نتنياهو، وأخرى بحق وزير دفاعه

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس البرلمان العراقي خلال «منتدى السلام» في دهوك (إكس)

بغداد تلقّت «تهديداً واضحاً» من إسرائيل

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أمس، إنَّ بغداد تلقّت «تهديداً واضحاً» من إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (دهوك)
شؤون إقليمية صور للمحتجَزين لدى «حماس» (رويترز)

تقرير: إسرائيل لا ترى إمكانية التفاوض مع «حماس» إلا بعد الاتفاق مع «حزب الله»

التفاوض بشأن الرهائن الإسرائيليين تقلَّص منذ تعيين يسرائيل كاتس وزيراً للدفاع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقمة دول مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا الصراعين الدائرين في أوكرانيا والشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

وزير خارجية الأردن: قرارات «الجنائية الدولية» يجب أن تنفذ وتحترم

أيمن الصفدي (رويترز)
أيمن الصفدي (رويترز)
TT

وزير خارجية الأردن: قرارات «الجنائية الدولية» يجب أن تنفذ وتحترم

أيمن الصفدي (رويترز)
أيمن الصفدي (رويترز)

قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الخميس، إن قرارات المحكمة الجنائية الدولية يجب أن «تنفذ وتحترم»، وإن الفلسطينيين يستحقون العدالة.

ووفقاً لـ«رويترز»، فقد جاء ذلك في رد فعله على أمرَي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.