حملة ابتزاز تستهدف صاغة الذهب في صنعاء

استهداف حوثي لورشة صياغة ذهب في صنعاء (إعلام حوثي)
استهداف حوثي لورشة صياغة ذهب في صنعاء (إعلام حوثي)
TT

حملة ابتزاز تستهدف صاغة الذهب في صنعاء

استهداف حوثي لورشة صياغة ذهب في صنعاء (إعلام حوثي)
استهداف حوثي لورشة صياغة ذهب في صنعاء (إعلام حوثي)

لم تمضِ سوى أسابيع قليلة على استهداف الجماعة الحوثية متاجر الذهب والمجوهرات في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، حتى شرعت الجماعة في تنفيذ حملة ميدانية تستهدف معامل وورش صياغة المعدن النفيس، حيث فرضت على ملاكها دفع إتاوات مالية.

وأفادت مصادر تجارية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بأن الحملة التي تنفذها الجماعة الحوثية عبر ما تسمى هيئة المواصفات والمقاييس، استهدفت في أول يومين بالتعسف والابتزاز نحو 18 ورشة ومعمل صياغة.

فرض الإتاوات غير القانونية وسيلة حوثية لتمويل جبهات القتال (فيسبوك)

وقدرت المصادر وجود نحو 80 ورشة ومعملاً خاصاً بصياغة المشغولات الذهبية والفضية والبلاتينية في صنعاء، حيث تسعى الجماعة الانقلابية عبر حملاتها التعسفية لإرغام مُلاك تلك الورش على دفع الأموال بشكل غير قانوني.

ويبرر الانقلابيون الحوثيون ذلك الاستهداف بأنه يأتي في إطار ما يسمونه تعزيز الدور الرقابي على مصوغات المعادن الثمينة وسبائكها، ومعرفة مدى التزام ورش الصاغة بضبط العيارات. حسب زعمهم.

شروط تعسفية

نقلت وكالة «سبأ» بنسختها الحوثية عن المنتحل صفة المدير التنفيذي لهيئة المواصفات سام البشيري، تأكيده أن الحملة تستمر لأسبوعين، وتشمل سحب عينات من الذهب بزعم إخضاعها للفحص والتحقق من مطابقتها للعيارات، ومدى التزام معامل وورش الصياغة بما تسميه الجماعة «الاشتراطات الفنية».

وخلال الحملة فرضت الجماعة حزمة شروط تعسفية على معامل وورش صياغة المجوهرات في صنعاء، وبقية مناطق سيطرتها، مع التهديد بعقوبات صارمة ضد المخالفين للتعليمات.

عناصر حوثيون لحظة استهدافهم معملاً لصياغة الذهب في صنعاء (إعلام حوثي)

واشتكى مُلاك معامل وورش الصياغة في صنعاء من تجدد الاستهداف الحوثي لهم تحت أسماء وذرائع متعددة، بغية إرغامهم على دفع الجبايات.

وذكر عدد من الملاك لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين مسنودين بدوريات ومسلحين اقتحموا عدداً من ورش ومعامل الصياغة ومارسوا التعسف ضد العاملين فيها، واتهموهم بالتلاعب بالعيارات والأوزان، وعدم قيامهم بوضع ما تسميه الجماعة ملصقات المعايرة على الموازين الإلكترونية.

وأبدى (خالد. ع)، وهو مالك ورشة لصياغة الذهب بصنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، تخوفه من قيام الجماعة الحوثية بمصادرة ما يملكه من حلي ذهبية بذريعة أنها لا تتطابق مع المواصفات والشروط.

ويُعد هذا التحرك الانقلابي استكمالاً لسلسلة استهدافات سابقة لتضييق الخناق على ما تبقى من العاملين في هذا القطاع التجاري الحيوي بغية إحلال طبقة جديدة من الموالين للجماعة.

وكانت الجماعة الحوثية شنت في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، حملات لجمع الأموال من متاجر الذهب والمجوهرات في صنعاء تحت ذرائع غير قانونية.

وأجبرت الجماعة أكثر من 40 محلاً تجارياً لبيع الذهب والمجوهرات في مديريتي معين والتحرير على دفع مبالغ مالية بالقوة تحت مسمى «مخالفات» وأخرى «تأديبية».


مقالات ذات صلة

قلق دولي عقب إحالة الحوثيين موظفين أمميّين وإغاثيين إلى المحاكمة

العالم العربي الحوثيون يواصلون استهداف العاملين الإغاثيين في المنظمات الأممية والدولية (أ.ف.ب)

قلق دولي عقب إحالة الحوثيين موظفين أمميّين وإغاثيين إلى المحاكمة

عبر رؤساء الوكالات الأممية والمنظمات الدولية عن قلقهم الشديد إثر إحالة الحوثيين المعتقلين من الموظفين الأمميين والإغاثيين إلى النيابة الجزائية تمهيداً لمحاكمتهم

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الانقسام المصرفي في اليمن يفاقم الأعباء الاقتصادية على المجتمع (رويترز)

أزمة الاقتصاد في اليمن تتفاقم رغم جهود الإصلاحات

مع تصعيد الحوثيين وتعثر جهود السلام تفاقمت الأزمة الاقتصادية التي تواجهها الحكومة الشرعية بسبب استمرار توقف تصدير النفط الذي يُعَدّ أهم مصدر للعملة الصعبة

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي حرب غزة منحت الحوثيين مبرراً لهجماتها ضد السفن التجارية وإسرائيل (رويترز)

الحوثيون والرد الإسرائيلي المرتقب... حذر وترتيبات وتمسك بالتصعيد

على الرغم من الهجمات الحوثية ضد إسرائيل وضربات الأخيرة الانتقامية من الجماعة في الحديدة فإن المواجهة بين الطرفين لا تزال محكومة بالحذر وترتيب الأولويات

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أكثر من نصف سكان اليمن بحاجة إلى المساعدات الغذائية (الأمم المتحدة)

اليمن يتصدر الدول الأكثر احتياجاً للمساعدات الغذائية

رسمت شبكة دولية معنية بمراقبة المجاعة صورة قاتمة لمستقبل الأمن الغذائي في اليمن، وقالت إنه سيظل في المراكز الأولى لقائمة أكثر الدول احتياجاً للمساعدات الإنسانية

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي وزير الدفاع اليمني الفريق ركن محسن الداعري (الشرق الأوسط)

وزير الدفاع اليمني: الحوثيون لن يتوقفوا حتى لو انتهت الحرب

استبعد وزير الدفاع اليمني، الفريق ركن محسن الداعري، أن تتوقف العمليات الحوثية ضد سفن الملاحة في البحرين الأحمر والعربي بمجرد توقف حرب غزة، متهماً الجماعة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

دبابتان إسرائيليتان تقتحمان موقعاً للقوات الدولية في لبنان

جندي إسرائيلي يسير بجوار مدخل نفق بالقرب من نقطة مراقبة تابعة لقوات «يونيفيل» بقرية الناقورة جنوب لبنان على طول الحدود مع إسرائيل (د.ب.أ)
جندي إسرائيلي يسير بجوار مدخل نفق بالقرب من نقطة مراقبة تابعة لقوات «يونيفيل» بقرية الناقورة جنوب لبنان على طول الحدود مع إسرائيل (د.ب.أ)
TT

دبابتان إسرائيليتان تقتحمان موقعاً للقوات الدولية في لبنان

جندي إسرائيلي يسير بجوار مدخل نفق بالقرب من نقطة مراقبة تابعة لقوات «يونيفيل» بقرية الناقورة جنوب لبنان على طول الحدود مع إسرائيل (د.ب.أ)
جندي إسرائيلي يسير بجوار مدخل نفق بالقرب من نقطة مراقبة تابعة لقوات «يونيفيل» بقرية الناقورة جنوب لبنان على طول الحدود مع إسرائيل (د.ب.أ)

قالت «قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)» إنّ دبابتين إسرائيليتين دخلتا أحد مواقعها «عنوة»، اليوم الأحد، في بلدة لبنانية حدودية، بعد منع قوات إسرائيلية وحداتها في اليوم السابق من المرور قرب بلدة حدودية أخرى.

وأوردت «القوة»، في بيان، أنه بعد عبور قوات إسرائيلية الحدود في بلدة رامية، دمرت «دبابتان من طراز (ميركافا) تابعتان للجيش الإسرائيلي البوابة الرئيسية للموقع ودخلتاه عنوة»، ثم غادرتا «بعد نحو 45 دقيقة»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت إن إطلاق رشقات نارية لاحقاً شمال الموقع ذاته «أدى إلى انبعاث دخان كثيف» عانى على أثره «15 جندي حفظ سلام من آثار ذلك؛ بما في ذلك تهيج الجلد ومشكلات في المعدة».

جاء ذلك بعدما كان جنود إسرائيليون أوقفوا السبت «حركة لوجيستية شديدة الأهمية لـ(يونيفيل) بالقرب من ميس الجبل، ومنعوها من المرور»، وفق البيان.

واتّهمت «يونيفيل»، في وقت سابق، الجيش الإسرائيلي بأنه «تعمّد» إطلاق النار على مواقعها. وقالت القوة الأممية إن عناصرها تعرضوا في الأيام الأخيرة لإطلاق نار في بلدة الناقورة اللبنانية حيث مقر قيادتها، وفي مواقع أخرى، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأدانت، السبت، 40 دولة مشاركة في القوة؛ بينها إندونيسيا وإيطاليا والهند، في بيان مشترك، «بشدة الهجمات الأخيرة ضد عناصر حفظ السلام»، وشددت على «وجوب أن تتوقف أفعال كهذه فوراً، وأن يحقَّق فيها بشكل مناسب».