مزاعم حوثية عن قصف تل أبيب بـ3 صواريخ

غداة مهاجمة سفينتين في البحر الأحمر وإطلاق 5 مسيّرات

حريق بمنطقة مفتوحة في اللد قرب تل أبيب إثر سقوط صاروخ حوثي (أ.ف.ب)
حريق بمنطقة مفتوحة في اللد قرب تل أبيب إثر سقوط صاروخ حوثي (أ.ف.ب)
TT

مزاعم حوثية عن قصف تل أبيب بـ3 صواريخ

حريق بمنطقة مفتوحة في اللد قرب تل أبيب إثر سقوط صاروخ حوثي (أ.ف.ب)
حريق بمنطقة مفتوحة في اللد قرب تل أبيب إثر سقوط صاروخ حوثي (أ.ف.ب)

ادّعت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران إطلاق 3 صواريخ مجنّحة باتجاه تل أبيب، الأربعاء، دون تأكيد إسرائيلي بخصوص هذا الهجوم الذي جاء غداة تبنّي الجماعة قصف سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر، و إطلاق 5 مسيّرات باتجاه إسرائيل.

وتشنّ الجماعة منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، تحت مزاعم منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغضّ النظر عن جنسيتها، في سياق مساندة الفلسطينيين بغزة، إضافةً إلى قيامها خلال الأشهر الماضية بإطلاق عشرات المسيّرات والصواريخ محدودة الأثر باتجاه إسرائيل.

صاروخ أطلقه الحوثيون من مكان غير معروف (إعلام حوثي)

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، في بيان متلفز، إن القوة الصاروخية التابعة لجماعته استهدفت مواقع عسكرية في عمق إسرائيل بـ3 صواريخ مجنّحة نوع «قدس5».

وبينما زعم المتحدث الحوثي أن الصواريخ تمكّنت من الوصول إلى أهدافها بنجاح وسط تكتم إسرائيل عن نتائج العملية، لم يُشِر الجيش الإسرائيلي على الفور إلى تلقّي أي هجمات جديدة من قِبل الحوثيين.

وتوعّدت الجماعة الحوثية بتوسيع عملياتها حتى «وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، وكذلك وقف العدوان على لبنان»، وهي اللافتة التي ترفعها الجماعة لتبرير هجماتها التي ترى فيها الحكومة اليمنية استدعاءً للقوة الغاشمة الإسرائيلية لتدمير البنية التحتية في البلاد، وهو ما سيفاقم من الأوضاع الإنسانية المتدهورة.

ويوم الثلاثاء كانت الجماعة زعمت مهاجمة هدف عسكري في تل أبيب بطائرة مسيّرة من نوع «يافا»، ومهاجمة أهداف عسكرية أخرى في «إيلات» بـ4 مسيّرات من نوع «صماد 4»، وهي الهجمات التي لم يُشِر الجيش الإسرائيلي إلى آثار ناجمة عنها.

وهذه هي المرة الرابعة التي تتبنّى فيها الجماعة الحوثية مهاجمة تل أبيب منذ الهجوم الأول في 19 يوليو (تموز) الماضي، الذي أدى إلى مقتل مدني، وإصابة آخرين بعد أن أصابت الطائرة شقة سكنية.

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تُظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

وفي 15 سبتمبر (أيلول) كانت الجماعة أطلقت صاروخاً «فرط صوتي» من نوع «فلسطين 2» باتجاه تل أبيب، حيث أدّت عملية اعتراضه إلى إشعال حرائق في أماكن مفتوحة دون تسجيل أي إصابات بشرية، كما تبنّت في 27 سبتمبر الماضي إطلاق صاروخ من النوع نفسه باتجاه تل أبيب، وإطلاق مسيرة من نوع «يافا» باتجاه منطقة عسقلان.

وإزاء الهجمات التي تبنّتها الجماعة الحوثية ضد إسرائيل كان أول رد للأخيرة في 20 يوليو الماضي، حيث استهدفت مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت هذه الضربات الإسرائيلية، الأحد الماضي، الموافق 29 سبتمبر الماضي على مستودعات الوقود في ميناءي الحديدة ورأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، إضافةً إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقرّ به الحوثيون.

أحدث الهجمات البحرية

وفي سياق الهجمات الحوثية ضد السفن كانت الجماعة الحوثية تبنّت، الثلاثاء، مهاجمة سفينتين تجاريتين، مستخدِمة طائرات وصواريخ وزورقاً مفخخاً، دون سقوط ضحايا من البحارة، حسبما أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، وشركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري.

وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، إنها تلقت بلاغاً باستهداف زورق مسيّر ناقلةً ترفع علم بنما على بُعد 64 ميلاً بحرياً شمال غربي الحديدة، في حين ذكرت «أمبري» ومركز المعلومات البحرية المشترك، أن أضراراً لحقت بخزان الصابورة الموجود على الجانب الأيسر في السفينة، وأنها تتجه للميناء التالي.

وأبلغت السفينة في وقت سابق بأنها شاهدت 4 انبعاثات للرذاذ على الماء بالقرب منها، وقال مصدر من قطاع الأمن البحري، إنها كانت محاولات لشن هجمات صاروخية. وفق ما أوردته «رويترز».

وذكرت «أمبري» ومصادر أمنية بحرية، أن السفينة الثانية التي تحمل بضائع سائبة وترفع علم ليبيريا، وكانت متجهة إلى السويس، لحقت بها أضرار بعد استهدافها بصاروخ على بُعد نحو 97 ميلاً بحرياً شمال غربي الحديدة.

وتبنّى الحوثيون الهجمات، وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع، إن جماعته هاجمت السفينة «كورديليا مون» بـ8 من الصواريخ الباليستية والمجنّحة، وطائرة وزورق مسيّريْن.

كما زعم مهاجمة سفينة ثانية، وهي «ماراثوبوليس»، في المحيط الهندي بطائرة مسيّرة وصاروخ مجنّح.

وتُتهم الجماعة الحوثية بتلقّي الدعم العسكري والإعلامي واللوجستي من إيران، و«حزب الله» اللبناني، كما تدَّعي الجماعة أنها باتت جزءاً مما يسمى «محور المقاومة الإسلامية»، بقيادة طهران.

ناقلة النفط اليونانية «سونيون» تعرّضت لسلسلة هجمات حوثية في البحر الأحمر (رويترز)

ومِن بين نحو 187 سفينة تبنّت الجماعة مهاجمتها، أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) الماضي، إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور» التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

كما أدّى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.

وإلى جانب الإصابات التي لحقت عدداً من السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر»، التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

التصدي الأميركي

ورداً على التهديد الحوثي للسفن أطلقت واشنطن، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما سمّته «تحالف حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة البحرية، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، بمشاركة من بريطانيا.

وتلقّت الجماعة الحوثية نحو 700 غارة غربية وقصف بحري، وفق زعيمها عبد الملك الحوثي، في مناطق يمنية عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة الساحلية، وأدّت في مجملها إلى مقتل أكثر من 60 عنصراً.

مقاتلة «إف 18» تنطلق من حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر لصد هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)

ونقلت «إندبندنت عربية»، الأربعاء، عن المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ قوله، إن بلاده «بحثت طرقاً لدعم قوة خفر السواحل اليمنية لمواجهة التحديات البحرية، بما فيها تهريب الأسلحة غير المشروعة من إيران»، وأن «إجراء بعض التعديلات ممكن»، على عملية «حارس الازدهار».

وقال ليندركينغ: «عقدنا اجتماعات مع مجلس القيادة الرئاسي (اليمني) في نيويورك، ومع مجموعات صغيرة من الدول وأخرى كبيرة يصل عددها إلى 9 دول، مما يُظهر الدعم الدولي الكبير الذي تحظى به الحكومة الشرعية».

وعما إذا كانت أميركا ستوفر أسلحة وتدريباً عسكرياً للحكومة الشرعية للتصدي تحديداً لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر، قال المبعوث الأميركي: «لا نقوم بذلك حالياً، لدينا علاقة عسكرية بالتأكيد، لكننا لا نقوم بتسليح أو تدريب الحكومة اليمنية في الوقت الحالي، وهناك نقاش حول هذه المسألة بطبيعة الحال في ظل هذه الظروف؛ إذ لا يمكن تحمّل ما يفعله الحوثيون الذين يدّعون أنهم جهة شرعية في اليمن، بينما يثيرون الحرائق في المنطقة وفي البحر الأحمر، وهذا غير مقبول لليمنيين والمجتمع الدولي».

ناقلة النفط اليونانية «سونيون» تعرّضت لسلسلة هجمات حوثية في البحر الأحمر (رويترز)

وعن كيفية موازنة الولايات المتحدة لهذه العملية العسكرية، وجهود السلام بين مجلس القيادة الرئاسي والحوثيين، قال: «ما زلنا ملتزمين بجهود السلام في اليمن، ما يحدث في البحر الأحمر ليس عملية عسكرية من قِبل الولايات المتحدة، أو أي طرف آخر، بل هو هجوم من قِبل الحوثيين على السفن من دون تمييز لجنسيتها، وعلى ناقلات النفط التي لا علاقة لها بإسرائيل، وهذه الهجمات مُضِرّة، ولا تساعد الشعب الفلسطيني ولا سكان غزة، وهناك ناقلة مشتعلة في البحر الأحمر بسبب هجوم حوثي تحمل مليون برميل من النفط، وهناك عملية إنقاذ دولية كبيرة لإخماد النيران».

وأضاف ليندركينغ: «هذه الأفعال غير مقبولة، وآخر ما تحتاج إليه المنطقة هو زيادة التوتر في البحر الأحمر الذي يُعَدّ ممراً حيوياً يمثّل مصدر رزق لملايين اليمنيين، مثل الصيادين، مما يعكس عدم احترام الحوثيين للمنطقة والشعب اليمني».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يتوجسون من اغتيالات إسرائيلية مقبلة

العالم العربي الهجمات الإسرائيلية ضد الحوثيين استهدفت منشآت الوقود والكهرباء في الحديدة (إعلام حوثي)

الحوثيون يتوجسون من اغتيالات إسرائيلية مقبلة

يتخوف قادة الجماعة الحوثية الموالية لإيران في اليمن من اغتيالات إسرائيلية مقبلة في صفوفهم بعد تصفية قادة «حزب الله» اللبناني وتصعيد الجماعة من هجماتها

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي رغم انتهاء موسم الأمطارفي اليمن لا تزال أرقام الإصابات بالإسهال المائي مرتفعة (الأمم المتحدة)

بؤر ساخنة في ثماني محافظات وأغلب الإصابات في مناطق الحوثيين

انتهى موسم الأمطار ولا تزال الإصابات بالكوليرا مرتفعة، حيث يتسبب تلوث المياه والغذاء بانتشار هذا الوباء وسط مساعٍ أممية للحد منه.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي ضغوط شديدة تعرضت لها المنظمات والوكالات الأممية العاملة في صنعاء من قبل الجماعة الحوثية (إ.ب.أ)

اليمن ينتقد الأمم المتحدة لموقفها من اختطاف موظفيها في صنعاء

انتقدت الحكومة اليمنية موقف الأمم المتحدة من اختطاف الحوثيين للموظفين الأمميين والإنسانيين و7 دول تطالب بالإفراج عنهم بعد تعليق أممي للأنشطة غير المنقذة للحياة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي الجماعة الحوثية تتوعد إسرائيل باستمرار الهجمات والرد على استهداف الحديدة (رويترز)

مخاوف من تحويل اليمن إلى مركز لـ«محور الممانعة»

تتزايد المخاوف والتحذيرات من استمرار التصعيد بين الجماعة الحوثية وإسرائيل وإمكانية تحويل اليمن إلى ساحة مواجهة بعد استهداف «حزب الله» اللبناني.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تجار ذهب في متجر بصنعاء (أرشيفية - غيتي)

​حملة جبايات جديدة تستهدف متاجر الذهب والمجوهرات في صنعاء

حملة جبايات جديدة بدأت الجماعة الحوثية تنفيذها في صنعاء ضد تجار الذهب والمجوهرات.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

تحرك عربي لدعم لبنان... إلى أي مدى سيواجه تصعيد إسرائيل؟

اجتماع سابق لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين (جامعة الدول العربية)
اجتماع سابق لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين (جامعة الدول العربية)
TT

تحرك عربي لدعم لبنان... إلى أي مدى سيواجه تصعيد إسرائيل؟

اجتماع سابق لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين (جامعة الدول العربية)
اجتماع سابق لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين (جامعة الدول العربية)

تعقد جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً، الخميس، على مستوى المندوبين الدائمين، في ظل تصعيد إسرائيلي على لبنان، حيث يناقش الاجتماع «تعزيز الجانب الإنساني وتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة للبنان، ودعم جهود مساعدة النازحين واللاجئين داخل لبنان وخارجها».

وفي ضوء أوراق الدول العربية دبلوماسياً وإغاثياً بالمنابر الدولية، لدعم الحق اللبناني، يعتقد خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بأهمية المشاورات في ظل التصعيد الإسرائيلي، وتكثيفها مع العواصم العالمية، متوقعين أن «يسفر الاجتماع عن دعم إغاثي والكشف عن مساعدات عربية كبيرة للبنان».

ومع حديث إسرائيلي عن توغل بري، تقول إنه محدود بلبنان، أعلن الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، أن «الأمانة العامة للجامعة تلقت، الثلاثاء، طلباً رسمياً من العراق لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث موضوع النازحين واللاجئين في لبنان وتقديم المساعدة لدولة لبنان».

وأوضح زكي، في تصريح صحافي، الثلاثاء، أن «الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قامت بتعميم الطلب العراقي على الدول الأعضاء، والتشاور مع اليمن الرئيس الحالي لدورة مجلس جامعة الدول العربية، ومع جمهورية العراق صاحبة الطلب، لتحديد الموعد لعقد الاجتماع الطارئ».

وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، دعا مندوبية العراق لدى جامعة الدول العربية للتقدم بطلب لعقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين، لمناقشة تقديم المساعدات إلى لبنان، في ظل الظروف الصعبة التي يتعرض لها الشعب اللبناني، حسب ما أعلنته سفارة العراق لدى القاهرة ومندوبيتها الدائمة لدى جامعة الدول العربية، الاثنين.

وبشأن الموعد المحدد، قال سفير العراق بالقاهرة ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية، قحطان الجنابي، لـ«الشرق الأوسط»: «تم التنسيق مع الأمانة العامة للجامعة، لتحديد موعد الاجتماع، ومن المقرر أن يعقد صباح الخميس».

وعن المطالب التي يسعى لها العراق لطرحها بالاجتماع، شدد السفير العراقي على أن بلاده «تسعى لتعزيز الجانب الإنساني، وتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة للبنان، ودعم جهود مساعدة النازحين واللاجئين داخل لبنان وخارجها، وتوفير الغذاء والدواء والسكن لهما».

وعن إمكانية أن نرى اجتماعاً وزارياً لاحقاً في ضوء التصعيد الإسرائيلي، قال السفير العراقي: «سبق وأن طلبنا عقد قمة على مستوى الدول العربية والإسلامية خلال اجتماعات نيويورك، الأسبوع الماضي، خصوصاً وأن هناك عدواناً للكيان الإسرائيلي ووحشية وغطرسة، وسيحدد الأمر على ضوء ما نشهده الأيام المقبلة».

وبشأن المدى الذي يمكن الذي يذهب له اجتماع الجامعة العربية، قال السفير العراقي: «حقيقة نأمل من أشقائنا العرب اتخاذ مواقف تتماشي مع حجم التحديات مع المنطقة، لا سيما أن الكيان الإسرائيلي كشر عن أنيابه وارتكب كافة أنواع الجرائم والانتهاكات»، متوقعاً أن «تكون القرارات الصادرة بحجم التحديات».

وحذر من أن «الكيان الإسرائيلي يتجه لمنحنى خطير في المنطقة، ويتصرف فوق القانون ويتحداه»، مستدركاً: «لكن لا يعني أن نقف مكتوفي الأيدي وعلينا أن نسعى في كل الجهود الدبلوماسية لوقف هذه الانتهاكات».

وبشأن المتوقع أن يشمله البيان الختامي للاجتماع العربي، قال السفير العراقي بالقاهرة إن «كل الدول العربية متضامنة بشكل كبير وحقيقي مع فلسطين ولبنان، ونتوقع مزيداً من المساعدات العربية للبنان».

وهو الأمر الذي رجحه الكاتب اللبناني والباحث في الشؤون الدولية، بشارة خير الله، قائلاً: «نتوقع المزيد من المساعدات الإنسانية من قبل الدول العربية الشقيقة».

و«لطالما وقف العرب مع لبنان»، حسب تأكيد بشارة خير الله الذي كان ممثل الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، مشدداً على أن ذلك سيتكرر مع التصعيد الإسرائيلي الحالي.

ولتفادي الأزمة الإنسانية، عقد رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، الثلاثاء، «اجتماعاً مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة في إطار خطة الاستجابة الحكومية لأزمة النزوح الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على لبنان»، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.

ووجه ميقاتي نداءً لإغاثة إنسانية عاجلة لبلاده مع ازدياد أعداد النازحين، بالقول: «نجتمع اليوم في الوقت الذي يواجه فيه لبنان واحدة من أخطر المحطات في تاريخه، حيث نزح حوالى مليون شخص من شعبنا بسبب الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على لبنان».

وثمن «الدعم الأممي والعربي ومن الدول الصديقة»، مضيفاً: «نوجه النداء بشكل عاجل لتقديم المزيد من الدعم لتعزيز جهودنا المستمرة في تقديم المساعدات الأساسية للمدنيين النازحين، وأناشدكم جميعاً الاستمرار في الوقوف إلى جانب لبنان، ومساعدتنا في حماية أبناء شعبنا بكرامة حتى يتمكنوا من العودة بأمان إلى منازلهم وبلداتهم».

لذلك من «المهم بمكان عقد هذا الاجتماع، وبشكل سريع، لبحث آخر تطورات الموقف اللبناني بعد الاجتياح الإسرائيلي»، وفق تقدير مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير علي الحفني، لافتاً إلى أن الدول العربية قادرةٌ أن تعزز جهود المساعدات بالتنسيق مع عواصم العالم بشكل سريع، خصوصاً في ظل النزوح الكبير في لبنان والحاجة لمساعدات في ظل تصعيد إسرائيلي.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، في وقت سابق (الثلاثاء)، أنه باشر عملية برية «محدودة» ضد «حزب الله» في جنوب لبنان، ويخوض «قتالاً عنيفاً»، إلا أن الحزب نفى أن تكون قوات إسرائيلية دخلت الأراضي اللبنانية، في حين أكدت قوة الأمم المتحدة في لبنان عدم حصول «توغل بري الآن»، وذلك استمراراً للعمليات الإسرائيلية التي بدأت بشكل غير مسبوق منذ 23 سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد أقل من عام من مواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل، أسفرت عن اغتيال الأخيرة الأمين العام للحزب حسن نصر الله قبل أيام.

وبحسب الكاتب بشارة خير الله، فإن إسرائيل تبدو عازمة على الاستمرار أكثر في لبنان وانتهاج سياسة «الأرض المحروقة»، لذا كل الأدوار، لا سيما العربية، مهمة لمجابهة ذلك، ويتفق معه السفير الحفني، مؤكداً أنه «شيء جيد أن تأتي هذه المشاورات عبر الجامعة العربية لبحث ما يمكن اتخاذه من خطوات إضافة لمواجهة ما تفعله إسرائيل بالمنطقة، بخلاف الدور الإغاثي».

وأجرى رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، الذي دعت بلاده لعقد اجتماع طارئ بالجامعة العربية، الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، شهد تأكيد القاهرة على «ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار لبنان وسلامة أراضيه، ورفض أي انتهاك لسيادته ومقدرات شعبه»، وفق إفادة للرئاسة المصرية.