هجمات حوثية على إسرائيل واستهداف سفينتين في البحر الأحمر

قيادة أسترالية جديدة للقوة المشتركة لحماية الأمن البحري في المنطقة

النيران تشتعل في الناقلة «سونيون» بالبحر الأحمر بعد هجوم سابق من قبل الجماعة الحوثية (رويترز)
النيران تشتعل في الناقلة «سونيون» بالبحر الأحمر بعد هجوم سابق من قبل الجماعة الحوثية (رويترز)
TT

هجمات حوثية على إسرائيل واستهداف سفينتين في البحر الأحمر

النيران تشتعل في الناقلة «سونيون» بالبحر الأحمر بعد هجوم سابق من قبل الجماعة الحوثية (رويترز)
النيران تشتعل في الناقلة «سونيون» بالبحر الأحمر بعد هجوم سابق من قبل الجماعة الحوثية (رويترز)

أعلنت الجماعة الحوثية، الثلاثاء، تنفيذ هجومين بواسطة طائرات مسيّرة على حيفا وأم الرشراش، بالتزامن مع حديث جهتين للأمن البحري، ومصادر أخرى عن استهداف سفينتين تجاريتين قبالة ميناء الحديدة اليمني الذي تسيطر عليه الجماعة، في حين جرى تسليم البحرية الأسترالية قيادة حماية الأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن.

وتبنت الجماعة الحوثية على لسان ناطقها العسكري يحيى سريع إطلاق طائرة مسيرة على هدف عسكري إسرائيلي في منطقة يافا، وأخرى من نوع (صماد 4) على أهداف مشابهة في منطقة أم الرشراش في إيلات بأربع طائرات مسيرة، مدعياً أن العمليتين حققتا أهدافهما بنجاح، في إطار ما يسمى «دعم المقاومة في فلسطين ولبنان».

ويأتي هذا الهجوم بعد يومين من استهداف الطيران الإسرائيلي مواقع للجماعة الحوثية ومنشآت مدنية تسيطر عليها الجماعة الحوثية في مدينة الحديدة، رداً على صاروخ حوثي أطلق، الجمعة الماضي، باتجاه تل أبيب.

حريق في وسط عقب إسقاط صاروخ حوثي منتصف الشهر الماضي (د.ب.أ)

وكان الجيش الإسرائيلي نفذ سلسلة غارات على مواقع ومنشآت، من بينها مستودعات الوقود في ميناء الحديدة اليمني، الخاضع للجماعة الحوثية في يوليو (تموز) الماضي ما تسبب في وقوع قتلى وجرحى، بعد يوم واحد من هجوم مميت بطائرة مسيرة على تل أبيب.

ولم تعلن إسرائيل من جهتها عن هذه الهجمات أو التصدي لها.

استهداف بحري جديد

في ساعة متأخرة من نهار الثلاثاء، عادت الجماعة الحوثية عبر ناطقها العسكري يحيى سريع للإعلان عن تنفيذ ثلاثة هجومات، الأول استهدف سفينة (كورديليا مون) النفطية البريطانية، والآخران استهدفا سفينة (ماراثوبوليس) لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى موانئ إسرائيلية.

وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أعلنت الثلاثاء، أنها تلقت بلاغاً باستهداف زورق مسيَّر على سطح البحر إحدى سفينتين تعرضتا لهجوم في البحر الأحمر على بعد 64 ميلاً بحرياً شمال غربي الحديدة، وأنها ناقلة ترفع عَلم بنما.

وبدورها أعلنت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري أن أضراراً لحقت بخزان الصابورة في السفينة، مضيفة أنها تتجه إلى ميناء الاتصال التالي، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، وأبلغت السفينة في وقت سابق بأنها شاهدت أربعة انبعاثات للرذاذ على الماء بالقرب منها.

ووفق مصدر من قطاع الأمن البحري، فإنها كانت محاولات لشنّ هجمات صاروخية، بينما أشارت «أمبري» ومصادر أمنية بحرية إلى أن السفينة الثانية، التي بينت مصادر أخرى أنها سفينة بضائع سائبة ترفع عَلم ليبيريا، تعرضت لأضرار بعد استهدافها بصاروخ على بُعد نحو 97 ميلاً بحرياً شمال غربي الحديدة. ووفق الشركة فإن السفينة كانت متجهة إلى ميناء السويس في مصر.

وتشنّ الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات بالصواريخ والطائرات والزوارق المسيّرة على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، بحجة ارتباطها بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، فيما تعدّه دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة.

ومساء الاثنين أذاعت الجماعة الحوثية أنباء عن إسقاطها طائرة استطلاع أميركية من نوع (MQ_9) أثناء تنفيذها عدة مهام في أجواء محافظة صعدة شمال البلاد.

قيادة بحرية جديدة

من جهة أخرى تسلّمت البحرية الأسترالية قيادة فرقة العمل (CTF 153) التابعة للقوات البحرية المشتركة والمتخصصة في حماية الأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن.

وورد في بيان للقوات البحرية المشتركة (CMF)، الثلاثاء، أن البحرية الملكية الأسترالية (RAN) تولت قيادة قوة مهام متعددة الجنسيات مسؤولة عن الأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن الغربي خلال حفل تغيير القيادة أقيم في المنامة، ابتداءً من مطلع الشهر الحالي.

ووفق البيان، فإن الكابتن روبرتو ميسينا من القوات البحرية الإيطالية، سلّم قيادة قوة المهام المشتركة (153) إلى الكابتن خورخي ماكي من البحرية الملكية الأسترالية خلال الحفل الذي أقيم برئاسة قائد القوات البحرية المشتركة، نائب الأميرال في البحرية الأميركية، جورج ويكوف.

وجاء في البيان أن الفرقة، تحت قيادة ميسينا، قادت عملية «حارس الازدهار» الدولية التي تهدف إلى ضمان حرية الملاحة في أحد أكثر الممرات المائية استراتيجية في العالم، وعقد لقاءات مع كثير من البلدان والمنظمات البحرية في المنطقة لتعزيز التعاون، وتبادل المعلومات والشراكة في دعم جهود الأمن البحري.

لم ينجح تحالف «حارس الازدهار» في ردع الحوثيين عن الهجمات في البحر الأحمر (أ.ب)

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة تحالف «حارس الازدهار» لمواجهة الممارسات الحوثية في البحر الأحمر، الذي يشن منذ أشهر عدة ضربات على مواقع الجماعة الحوثية في مختلف مناطق سيطرتها، إلا أنه لم ينجح في ردعها.

ودفعت هجمات الحوثيين بعض شركات الشحن إلى الالتفاف حول أفريقيا لتجنب البحر الأحمر، وهي طريق حيوية يمر عبرها عادة نحو 12 في المائة من التجارة العالمية، وفقاً للغرفة الدولية للشحن.


مقالات ذات صلة

تعرُّض سفينتين لأضرار في هجمات قبالة ميناء الحديدة اليمني

المشرق العربي تعرُّض سفينتين لأضرار في هجمات قبالة ميناء الحديدة اليمني

تعرُّض سفينتين لأضرار في هجمات قبالة ميناء الحديدة اليمني

أفادت وكالة أمن بحري بريطانية، الثلاثاء، بأن طائرة مسيَّرة أصابت سفينة قبالة سواحل اليمن، حيث يشنّ المتمردون الحوثيون منذ أشهر هجمات على سفن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي احتمالات ضعيفة جداً أن تتولى الجماعة الحوثية سد الفراغ الناتج عن تحجيم قوة «حزب الله» (رويترز)

ماذا ينتظر الجماعة الحوثية بعد اغتيال نصر الله؟

يناقش خبراء وباحثون سياسيون تأثير اغتيال حسن نصر الله على الجماعة الحوثية، وردود فعلها بعد الضربات الكبيرة التي يتلقاها «حزب الله» خلال الأيام الأخيرة.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال كلمته (سبأ)

اليمن يسترد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية

في لحظة وصفت بـ«التاريخية»، أعلنت الحكومة اليمنية استرداد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية، ووضعها بمتحف المتروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك بشكل مؤقت…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي تستغل الجماعة الحوثية المناسبات ذات الصبغة الطائفية للتحشيد والتجنيد (إ.ب.أ)

حملات أمنية حوثية لمنع اليمنيين من الاحتفال بـ«ثورة 26 سبتمبر»

جماعة الحوثي تعيش رعباً حقيقياً؛ لأنها تعلم أن غالبية كبيرة من اليمنيين تنبذ أفكارها وطريقتها في الحكم.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي أعلنت شركة ستارلينك بدء توفر خدمة الإنترنت الفضائي في اليمن (سبأ)

«ستارلينك» تعلن بدء خدمة الإنترنت الفضائي في اليمن

أعلنت شركة ستارلينك (المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك)، الأربعاء، بدء توفر خدمة الإنترنت الفضائي في اليمن، ليصبح اليمن الدولة الأولى في الشرق الأوسط…

عبد الهادي حبتور (الرياض)

680 وفاة بالكوليرا و186 ألف حالة خلال ستة أشهر في اليمن

اكتشاف بؤر ساخنة للكوليرا في ثمانٍ من محافظات البلاد (الأمم المتحدة)
اكتشاف بؤر ساخنة للكوليرا في ثمانٍ من محافظات البلاد (الأمم المتحدة)
TT

680 وفاة بالكوليرا و186 ألف حالة خلال ستة أشهر في اليمن

اكتشاف بؤر ساخنة للكوليرا في ثمانٍ من محافظات البلاد (الأمم المتحدة)
اكتشاف بؤر ساخنة للكوليرا في ثمانٍ من محافظات البلاد (الأمم المتحدة)

أظهرت بيانات أممية حديثة تسجيل نحو 186 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا خلال الأشهر الستة الماضية، ووفاة 680 شخصاً مصاباً، رغم انتهاء موسم الأمطار في اليمن. وسُجِّلت أعلى المعدلات في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية.

وذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) في تحديثه الشهري أن الإسهال المائي الحاد (الكوليرا) استمر في الانتشار في جميع أنحاء اليمن، وأن الأطفال دون سن الخامسة وكبار السن يمثلون ربع جميع الحالات، وذلك بعد مرور 6 أشهر منذ بدء تفشي المرض.

وتظهر إحصائيات وزارة الصحة العامة والسكان إجمالياً تراكمياً يزيد على 186 ألف حالة مشتبه بها من الوباء في جميع محافظات البلاد البالغ عددها 22 محافظة، منذ منتصف مارس (آذار) الماضي، وبلغت الوفيات المرتبطة المبلغ عنها أكثر من 680 حالة، وتم الإبلاغ عن أعلى حالات الإصابة بالكوليرا في المحافظات الغربية المرتفعة الواقعة تحت سيطرة الجماعة الحوثية.

وكشفت أحدث البيانات وجود بؤر ساخنة في محافظات الضالع والحديدة ومأرب والجوف التي تسيطر الجماعة الحوثية على أجزاء منها، إلى جانب محافظات البيضاء وعمران وحجة وريمة التي تسيطر عليها الجماعة بالكامل.

اكتشاف بؤر ساخنة للكوليرا في ثمانٍ من محافظات البلاد (الأمم المتحدة)

ووصف التحديث الأممي تفشي هذ المرض بأنه «فريد من نوعه»، بسبب تلوث المياه والغذاء، وخلال ذروة تفشيه يتم الإبلاغ يومياً عما بين 1050 و1800 حالة جديدة، «ما يؤكد الطبيعة الشديدة العدوى لهذا الخطر» على الصحة العامة، مشيراً إلى انخفاض شهده الشهر الماضي، حيث تم الإبلاغ عما بين 700 إلى 800 حالة جديدة يومياً.

ورجحت الأمم المتحدة أن تكون هناك زيادة أخرى في الحالات المبلغ عنها عقب الأمطار الغزيرة الأخيرة في جميع أنحاء البلاد، موضحة أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والنساء الحوامل وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة؛ أخرى هم الأكثر عرضة لخطر الكوليرا.

مخاطر الفيضانات

يمثل الأطفال دون سن الخامسة نسبة 16 في المائة من جميع الحالات المشتبه في إصابتها بالكوليرا، و18 في المائة من حالات الوفاة، فيما يمثل أولئك الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً ما يقرب من 10 في المائة من الحالات، و36 في المائة من حالات الوفاة وفق البيانات الأممية.

تلوث المياه والغذاء وراء تفشي الكوليرا في اليمن (إعلام محلي)

وأعادت الأمم المتحدة التذكير بأن السكان الضعفاء الذين يعيشون في مناطق لا تتوفر فيها إمكانية الوصول الكافية إلى مياه الشرب النظيفة ومرافق الصرف الصحي معرضون لخطر كبير.

ووفق البيانات الأممية؛ فإن الوضع الصحي في البلاد يتفاقم بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات اللاحقة التي أثرّت على أكثر من 76800 أسرة في يوليو (تموز) وأغسطس (آب) الماضيين، لأن موسم الأمطار يزيد من احتمال انتقال الكوليرا من خلال تلوث إمدادات المياه، خاصة أن البلاد تشهد ارتفاعاً في هطول الأمطار خلال هذا العام، وتواجه بعض المناطق زيادات كبيرة.

وعلى الرغم من التوقعات التي تتنبأ بانخفاض تدريجي في معدل الأمطار، أكد التحديث الأممي أن مخاطر الفيضانات تظل مرتفعة، وخاصة في المناطق المشبعة بالمياه في المرتفعات الوسطى والمرتفعات الجنوبية.

وحذر التحديث من أن تؤدي تلك الفيضانات إلى تفاقم مشاكل الصحة العامة والزراعة والبنية التحتية، لأن المياه الراكدة تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه، كما أن العواصف الغبارية في الهضبة الشرقية تسببت في حدوث مشاكل في الجهاز التنفسي وتلف المحاصيل، في حين ستؤدي درجات الحرارة المرتفعة أيضاً إلى تسريع نشاط الآفات، مما يهدد الأمن الغذائي.

الأطفال يمثلون نسبة كبيرة من حالات الإصابة بالكوليرا (الأمم المتحدة)

وفي تقرير آخر قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن اليمن يشهد تفشياً حاداً للإسهال المائي الحاد والكوليرا، وإن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية معرضون لخطر متزايد للإصابة بهذه الأمراض، وذكرت أنها ومنظمة الصحة العالمية أنشأتا زوايا في 141 مركزاً صحياً في المناطق المتضررة، كما نشرتا 3385 عاملاً صحياً مجتمعياً ووصلت إلى 1.2 مليون شخص.

من جهتها، أعلنت هيئة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة أن 2184 شخصاً نزحوا خلال شهر أغسطس (آب)، وهو أعلى عدد منذ ما قبل نهاية العام الماضي، موضحة أن هذا الارتفاع أدى إلى قيام مكتب النزوح المشترك برفع 23 تنبيهاً بالمخاطر المتزايدة في الحديدة وإب ولحج ومأرب ومدينة صنعاء وتعز.

وطبقاً للهيئة، نزح نحو 14 ألف شخص خلال الفترة من مطلع يناير (كانون الثاني) حتى نهاية أغسطس، معظمهم إلى محافظات الحديدة ومأرب وتعز أو داخلها.