وجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الثلاثاء، بتمديد سمة دخول المواطنين اللبنانيين المتواجدين في العراق واستثنائهم من قانون إقامة الأجانب، فيما بحث مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ملف الانسحاب الأميركي من العراق ووقف حرب لبنان.
وجاء في بيان للمكتب الإعلامي للسوداني، الذي يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن السوداني «وجّه بتمديد سمة دخول المواطنين اللبنانيين المتواجدين في العراق دون الحاجة إلى السفر لمدة ثلاثين يوماً، وتمدد مرة أخرى، استناداً إلى أحكام قانون إقامة الأجانب رقم (76 لسنة 2017)، بسبب ما يمر به لبنان من ظروف حرب قاهرة». كذلك وجه بحسب البيان «بإعفاء المواطنين اللبنانيين المخالفين بالوقت الحاضر من العقوبات المنصوص عليها بالقانون أعلاه، واستمرار منح سمات الدخول مجاناً للمواطنين اللبنانيين الواصلين إلى المنافذ الحدودية العراقية».
وعزا البيان سبب صدور تلك القرارات «للظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني، الذي يتعرض منذ أيام إلى عدوان صهيوني مجرم، وتضامناً وإسناداً من العراق، حكومة وشعباً، مع الأشقاء في لبنان».
إلى ذلك؛ بحث السوداني في مقر إقامته في نيويورك مساء الاثنين مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ضرورة بذل كل الجهود اللازمة لإخماد الحرب في المنطقة، من خلال «وقف العدوان المستمر في غزة ولبنان».
وقال بيان للمكتب السوداني إن الأخير استقبل «وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في مقر إقامته بنيويورك، وذلك على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها التاسعة والسبعين»، مضيفاً أنه «جرى خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز التعاون المشترك، في مختلف المجالات، وكذلك مناقشة آخر التطورات التي تشهدها المنطقة فيما يتعلق بالتصعيد الأخير في لبنان».
وأكد السوداني أن «العالم والمنطقة يمرّان بوقت عصيب، وقد سبق للعراق أن حذّر مراراً من مغبّة نشوب حرب شاملة يمكن أن تندلع في أي وقت بسبب انعدام الحلول من جانب المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية»، مشدداً على ضرورة «قيام الأمم المتحدة بواجباتها ومسؤولياتها تجاه ما تتعرض له غزة ولبنان من جرائم عدوانية تستهدف المدنيين، ولا سيما النساء والأطفال». وتناول اللقاء بحث «مجالات التعاون الثنائي في قطاع الطاقة، ومناقشة ملف التحالف الدولي وتواصل الحوارات لإنهاء تواجده في العراق، والانتقال إلى بناء علاقات تعاون ثنائية مع دول التحالف، في مختلف المجالات والقطاعات».
وتأتي مباحثات السوداني مع بلينكن التي تضمنت أيضاً آفاق التعاون المستقبلي بعد يوم من دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر البرلمان العراقي إلى إصدار قرار يدعو الحكومة إلى العمل على خفض التمثيل الدبلوماسي مع واشنطن. وفيما لم يتبين بعد موقف البرلمان من هذه الدعوة، فإنها تبقى غير ملزمة للحكومة العراقية ما لم تصدر كقانون.
وكان البرلمان العراقي أصدر قراراً في السادس من يناير (كانون الثاني) عام 2020 بإخراج القوات الأميركية من العراق بعد ثلاثة أيام من الغارة الأميركية التي أدت إلى مقتل قائد فيلق القدس في «الحرس الثوري الإيراني» قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، ولم تنفذه الحكومة العراقية بسبب وجود اتفاقية سابقة تنظم العلاقة مع الأميركان، وهي اتفاقية «الإطار الاستراتيجي» الموقعة بين البلدين عام 2008 التي صادق عليها البرلمان.
مساعدات وصواريخ
إلى ذلك، وبعد دعوة المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني إلى مساعدة لبنان بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على الجنوب اللبناني، تواصلت الفعاليات الرسمية والشعبية في العراق، سواء لجهة جمع التبرعات أو إرسال المساعدات، فضلاً عن الجسرين الجوي والبري اللذين أمر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بإقامتهما.
وفيما تبرع زعيم التيار الصدري بمبلغ 25 مليون دينار عراقي (نحو 22 ألف دولار أميركي للبنان)، فإنه دعا أصحاب المواكب الحسينية في العراق إلى فتحها أمام النازحين اللبنانيين الفارين من الأحداث التي تشهدها بلادهم. وكتب الصدر في تغريدة على منصة «إكس» الثلاثاء، قائلاً: «أدعو إخوتي أصحاب المواكب على طريق كربلاء لفتح مواكبهم أمام النازحين من لبنان وحسب الحاجة». ودعا أيضاً «الجميع، وخصوصاً ذوي رؤوس الأموال من غير الفاسدين إلى جمع التبرعات المالية حصراً لفتح مواكب في لبنان وسوريا لمساعدة الجرحى والنازحين».
في السياق نفسه، أعلنت العتبتان «العلوية والحسينية» عن الاستعداد لاستقبال اللبنانيين المهجرين جراء الحرب، مبينتين في بيانين منفصلين أن ما تقومان به يأتي «امتثالاً لتوجيهات المرجعية الدينية العليا، وانطلاقاً من الواجب الديني والأخلاقي والإنساني».
في سياق ذلك؛ أعلنت الفصائل العراقية المسلحة، الثلاثاء، استهداف كريات شمونة بعدد من الصواريخ. وذكرت الفصائل في بيان لها أنه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة ودفاعاً عن لبنان وشعبه، قصف مجاهدو (المقاومة الإسلامية) يوم الثلاثاء مستعمرة كريات شمونة بصليات من الصواريخ».