العليمي: انقلاب الحوثيين المدعومين إيرانياً خلف دماراً هائلاً

استعرض جهود المجلس الرئاسي من أجل مستقبل اليمن

رئيس مجلس القيادة اليمني خلال كلمته في «قمة المستقبل» بنيويورك (رويترز)
رئيس مجلس القيادة اليمني خلال كلمته في «قمة المستقبل» بنيويورك (رويترز)
TT

العليمي: انقلاب الحوثيين المدعومين إيرانياً خلف دماراً هائلاً

رئيس مجلس القيادة اليمني خلال كلمته في «قمة المستقبل» بنيويورك (رويترز)
رئيس مجلس القيادة اليمني خلال كلمته في «قمة المستقبل» بنيويورك (رويترز)

تطرق رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، إلى حجم الدمار والمعاناة اللذين لحقا ببلاده جراء انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران، مستعرضاً في كلمته أمام «قمة المستقبل» التي تنظمها الأمم المتحدة في نيويورك، جهود مجلس الحكم الذي يقوده لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.

وأشار العليمي إلى رحلة بلاده المليئة بالمعاناة والتحديات الصعبة التي جلبتها حرب الجماعة الحوثية خلال العقد الأخير بدعم من النظام الإيراني، والتي خلفت دماراً هائلاً في جميع مناحي الحياة.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (رويترز)

وقال إن اليمن يعد إحدى كبرى الأزمات الإنسانية في العالم، وتثقله تداعيات الحرب على مختلف المستويات، بما في ذلك تعثر الوفاء بالتزاماته المرتبطة بأهداف الألفية والتنمية المستدامة، إلا أنه أكد استمرار الصمود للوفاء ببعض هذه الالتزامات.

وأوضح رئيس مجلس القيادة اليمني أن جزءاً من أسباب هذا الصمود يعود إلى الدعم المستمر الذي تتلقاه الحكومة في بلاده من دول تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات والشركاء الإقليميين والدوليين، والمنظمات التمويلية المعنية، وعلى وجه الخصوص الصندوق والبنك الدوليان.

وأكد العليمي أن المجلس الذي يقوده يكافح مع الحكومة على 3 جبهات؛ الأولى تتمثل بمواجهة مشروعات العنف والتطرف والتخلف المقبلة من الماضي، بينما تتمثل الجبهة الثانية بالعمل على ترميم الآثار الفادحة التي تسببت بها الحرب على الواقع المعيش، والثالثة في السعي إلى مواكبة المستقبل قدر الإمكان.

وقال: «يعمل مجلس القيادة الرئاسي مع الحكومة منذ عامين، على مواكبة أجندة قمة المستقبل، سواء على صعيد تعزيز دور المعادل التكنولوجي في البلاد كحق من حقوق الإنسان، أو من خلال تمكين المرأة، والشباب الذين أطلق من أجلهم برنامجاً طموحاً لتطوير القدرات».

محاولة الصمود

وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي أنه على الرغم من وطأة الحرب والأزمة التمويلية التي فاقمتها الهجمات الحوثية على المنشآت النفطية، فإن الحكومة تحقق صموداً مدهشاً بدعم من الأشقاء للوفاء بالالتزامات الحتمية، والدفع قدماً بالأفكار والمشروعات النوعية التي تحقق قدراً من الاستدامة.

وأوضح أن الحكومة تعمل أيضاً مع باقي أعضاء الأسرة الدولية على بلورة استراتيجية مغايرة تجاه اليمن، تقوم على الانتقال من الإغاثة إلى التنمية، والنظر بعين الجدية إلى أجندة الشباب والمستقبل، تماماً مثلما تحرص على أجندة وقف الصراع وتحقيق السلام الشامل.

انقلاب الحوثيين في اليمن تسبب في واحدة من كبرى الأزمات الإنسانية بالعالم (أ.ف.ب)

ودعا المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته، وتقديم دعم أكبر للتكيف مع تغير المناخ، وبناء القدرات المحلية لتعزيز الاستدامة البيئية، ليشمل ذلك نقل التكنولوجيا كأمر حاسم في دعم الجهود المشتركة على هذا الصعيد.

وكان العليمي وصل إلى نيويورك رفقة اثنين من أعضاء المجلس، هما عيدروس الزبيدي وعثمان مجلي، للمشاركة في أعمال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وبحسب ما ذكره الإعلام الرسمي، سينقل العليمي إلى المجتمع الدولي تطورات الأزمة في بلاده بحثاً عن إسناد لتحقيق السلام ودعم الإصلاحات المالية والاقتصادية وتوضيح الآثار المترتبة على الهجمات الحوثية ضد الملاحة ومنشآت تصدير النفط في اليمن.

كما سيلقي كلمة بلاده أمام قادة وممثلي الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول تطورات الوضع المحلي، والدعم الدولي المطلوب لجهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، من أجل إنهاء معاناة الشعب اليمني، وتحقيق السلام الشامل، وفقاً لمرجعياته الوطنية والإقليمية والدولية.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

العالم العربي جانب من عملية صرف مساعدات نقدية للفقراء في إحدى مناطق سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)

اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

الجماعة الحوثية توقف صرف المساعدات النقدية للحالات الأشد فقراً في مناطق سيطرتها، وتستقطع منها لصالح جبهاتها، متسببة بمزيد من المعاناة الإنسانية للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)

برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

حذر برنامج الأغذية العالمي من أن سوء التغذية الحاد في اليمن لا يزال يشكل تهديداً خطيراً لحياة الأشخاص مع وجود 17.6 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي دُشنت المشروعات التنموية برعاية عدد من الوزراء والمسؤولين (الشرق الأوسط)

«البرنامج السعودي» يضع حجر الأساس لمشروعات تنموية في مأرب

وضع «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» حجر الأساس لحزمة مشروعات تنموية في محافظة مأرب.

«الشرق الأوسط» (مأرب)
العالم العربي آثار عميقة تسببت بها الفيضانات في اليمن وأدت إلى تفاقم الظروف الإنسانية المتردية (أ.ف.ب)

تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

على الرغم من اقتراب موسم الأمطار في اليمن من نهايته مع رحيل فصل الصيف، تواصلت التحذيرات من استمرار هطول الأمطار على مناطق عدة، مع تراجع حدتها وغزارتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

العليمي: لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني في اليمن

وسط احتفالات واسعة بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» أكد رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي أنه لا خيار في بلاده إلا الانتصار على المشروع الإيراني المتمثل في الحوثيين

علي ربيع (عدن)

عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
TT

عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

استحوذت حرب غزة والقضية الفلسطينية والأزمات المختلفة في عدد من البلدان العربية على حيز واسع من مجريات اليوم الثالث من أعمال الدورة السنوية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ إذ صعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى منبرها للمطالبة بتجميد عضوية إسرائيل في المنظمة الدولية، ووقف تزويدها بالأسلحة، وإرغامها على تنفيذ التزاماتها وقرارات مجلس الأمن.

ودعا الرئيس الفلسطيني، الخميس، المجتمع الدولي إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة؛ لمنع إراقة الدماء في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

وقال عباس من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «أوقفوا هذه الجريمة، أوقفوها الآن، أوقفوا قتل الأطفال والنساء، أوقفوا حرب الإبادة، أوقفوا إرسال السلاح لإسرائيل».

وأضاف: «إسرائيل دمرت القطاع بالكامل تقريباً، ولم يعد صالحاً للحياة». وأوضح أمام الجمعية العامة التي تضم 193 عضواً: «لا يُمكن لهذا الجنون أن يستمر. إن العالم بأسره يتحمل المسؤولية إزاء ما يجري لشعبنا».

وعرض عباس رؤية لإنهاء الحرب في غزة؛ تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية بما في ذلك غزة. وطالب الرئيس الفلسطيني بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك على معبر رفح، بوصفه جزءاً من خطة شاملة.

كما قال عباس إن إسرائيل «غير جديرة» بعضوية الأمم المتحدة، مشدداً على أن الدولة العبرية تحدت قرارات المنظمة الدولية ذات الصلة بالصراع.

وأضاف من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «إسرائيل التي ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة غير جديرة بعضوية هذه المنظمة الدولية»، معرباً عن أسفه لأن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد إعطاء دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وتابع: «يؤسفنا أن الإدارة الأميركية عطّلت 3 مرات مشاريع قرارات لمجلس الأمن تطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار باستخدامها الفيتو، وفوق ذلك زوّدتها بالأسلحة الفتّاكة التي قتلت آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، وهو ما شجّع إسرائيل على مواصلة عدوانها». وخلص إلى القول «فلسطين سوف تتحرر».

وأعلنت إسرائيل، الخميس، الحصول على مساعدة عسكرية أميركية بقيمة 8.7 مليار دولار.

كذلك عرض الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رؤية لإنهاء الحرب في غزة، تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك غزة.

وطالب عباس بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك معبر رفح، بصفته جزءاً من خطة شاملة، فالفلسطينيون يرفضون إقامة مناطق عازلة إسرائيلية، مشدداً: «لن نسمح لإسرائيل بأخذ سنتيمتر واحد من غزة».

اليمن ووكلاء إيران

من جهته، تحدّث رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، أولاً عن الوضع في بلاده، قائلاً: «إن تعافي اليمن ليس مجرد قضية وطنية، بل حاجة إقليمية وعالمية»، لأن «استقراره يعد أمراً حاسماً للحفاظ على السلام وأمن المنطقة، وطرق التجارة في البحرين الأحمر والعربي والممرات المائية المحيطة».

وأضاف: «أن الحكومة اليمنية تظل ملتزمة بنهج السلام الشامل والعادل، لكنه من الضروري في هذه الأثناء تعزيز موقفها لمواجهة أي خيارات أخرى، بالنظر إلى تصعيد الميليشيات الحوثية المتواصل على الصعيدين المحلي والإقليمي، وتهديد الملاحة الدولية، ولمنع تواصل توسع واستدامة هذا التصعيد».

ولفت إلى أن «هجمات الحوثيين المستمرة على حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة تظهر أنها تُشكل تهديداً متزايداً ليس فقط للداخل اليمني، ولكن أيضاً لاستقرار المنطقة بأكملها».

وعن الوضع في بقية الشرق الأوسط، قال العليمي: «إن الحرب الإسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني يجب أن تتوقف على الفور، لأن ذلك هو مفتاح السلام المنشود، ومدخل لرفع الغطاء عن ذرائع إيران ووكلائها لتأزيم الأوضاع في المنطقة».

وتطرق إلى الوضع في لبنان، قائلاً: «إن السبيل الوحيدة لردع العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان ستكون بموقف حازم من المجتمع الدولي، ووحدة اللبنانيين أنفسهم واستقلال قرارهم وعدم التدخل في شؤون بلدهم الداخلية، واستعادة الدولة اللبنانية لقرار السلم والحرب».

ليبيا نحو الانتخابات

وسبقه إلى المنبر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الذي قال إن الليبيين هم الأقدر على تقرير مصيرهم من خلال «الاستفتاءات النزيهة وعقد انتخابات شاملة (...) لإنهاء أي انسداد سياسي»، مؤكداً أن «الحل السياسي الشامل في مساراته المالية والاقتصادية والأمنية، إضافة لمسار المصالحة الوطنية، هو السبيل الوحيدة لتوحيد المؤسسات وضمان الاستقرار وصولاً إلى الانتخابات، وتجديد الشرعية لجميع المؤسسات وتقرير الشعب الليبي لمصيره».

وشدد المنفي على أن ما يرتكبه «الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني واللبناني يُمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية».

وشدد على أن إبعاد «شبح نشوب حرب إقليمية» في المنطقة يكون من خلال معالجة الوضع في غزة، وإيقاف «الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة» في فلسطين.