جدل مصري بسبب تصدير أدوية بمليار دولار رغم «أزمة النواقص»

رئيس الوزراء وعد بتوفير احتياجات المرضى خلال شهر

مدبولي برفقة عدد من الوزراء خلال تفقد مصانع الأدوية (مجلس الوزراء المصري)
مدبولي برفقة عدد من الوزراء خلال تفقد مصانع الأدوية (مجلس الوزراء المصري)
TT

جدل مصري بسبب تصدير أدوية بمليار دولار رغم «أزمة النواقص»

مدبولي برفقة عدد من الوزراء خلال تفقد مصانع الأدوية (مجلس الوزراء المصري)
مدبولي برفقة عدد من الوزراء خلال تفقد مصانع الأدوية (مجلس الوزراء المصري)

جدل واسع أحدثته تصريحات رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، حول تصدير أدوية بقيمة «مليار دولار» العام الماضي، واستهداف تصدير ما قيمته 1.5 مليار دولار في العام الحالي، رغم معاناة المواطنين من «أزمة نواقص» في الأدوية مستمرة منذ شهور.

وخلال زيارته مجموعة من مصانع الأدوية، السبت، تحدث مدبولي عن استهداف الحكومة زيادة الصادرات من الأدوية خلال عامين إلى ملياري دولار مع السعي للوصول إلى صادرات دوائية بقيمة 3 مليارات دولار قبل عام 2030، في إطار خطة تطوير «صناعة الدواء»، واستهداف الوصول إلى أكثر من 60 دولة حول العالم.

وشهدت تصريحات مدبولي ردود فعل متباينة في ظل شكاوى المرضى من نقص الأدوية، رغم تعهده، خلال جولته، بحدوث انفراجة وتوفير جميع الأدوية الشهر المقبل.

يشكو مصريون من عدم توافر بعض الأدوية في الأسواق منذ عدة أشهر

وأقر رئيس الحكومة بوجود نقص في 580 دواءً بالسوق المصرية خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى حل مشكلة نحو 470 دواءً، وأن المتبقي 110 أدوية، سوف تُحل المشكلة الخاصة بها خلال الشهر المقبل في خطوة نحو إنهاء الأزمة بشكل كامل.

وتبدو تصريحات رئيس الحكومة بحاجة إلى «مزيد من الإيضاحات»، حسب عضو لجنة الصحة بمجلس النواب (البرلمان) النائب أحمد العرجاوي، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» وجود إشكالية في العديد من المصانع الحكومية، التي توقف بعضها عن الإنتاج لمشكلات يمكن حلها، لافتاً إلى أن «مشكلة نقص الدواء لا تزال مستمرة، وبالتالي على الحكومة توضيح أي أدوية جرى تصديرها».

وأضاف: «مصر في التسعينات والثمانينات كانت لديها أهم شركات الدواء ومملوكة لقطاع الأعمال وتصدر إنتاجها للمنطقة العربية، لكنَّ هذه الشركات باتت اليوم أبواب عدد ليس بالقليل منها مغلقة ولا تعمل لأسباب غير معروفة».

وفي المقابل، دافع آخرون عن فوائد التوجه الحكومي المصري بشأن تصدير الدواء، في ظل حاجة البلاد إلى العملة الصعبة، مؤكدين أن عملية التصدير تتم فقط للأصناف المتوفرة محلياً وفيها فوائض.

ووفق رئيس «لجنة التصنيع» بنقابة الصيادلة، الدكتور محفوظ رمزي، فإن القانون ينظم عملية تصدير الدواء للخارج، ولا يسمح بإجراء تصدير لأي صنف دوائي يوجد به نقص في السوق المحلية، لافتاً إلى وجود نحو 17 ألف صنف دوائي مسجل داخل البلاد.

وأضاف رمزي لـ«الشرق الأوسط» أن عملية تصدير الأصناف بما يفوق احتياجات السوق تجري وفق أساس وقرارات علمية مدروسة وتصل إنتاجات الدواء المصري إلى غالبية الدول العربية بالإضافة إلى بعض الدول الأفريقية ودول من غرب أوروبا، لافتاً إلى أن المسؤولين يسعون في الوقت الحالي للحصول على الاعتماد الدولي الخاص بتصنيع الدواء من منظمة «الصحة العالمية» بما سيفتح أسواقاً جديدة أمام الدواء المصنَّع محلياً مع التزام الشركات المعايير والأكواد العالمية.

مدبولي خلال تفقد مصانع الدواء المصرية (مجلس الوزراء المصري)

ويوجد في مصر 172 مصنعاً للدواء منها 15 مصنعاً جديداً في آخر 3 سنوات، بالإضافة إلى 120 مصنعاً لمستحضرات التجميل منها 33 مصنعاً جرى إنشاؤها في السنوات الثلاث الأخيرة، إلى جانب وجود 116 مصنعاً للمستلزمات والأجهزة الطبية، و4 مصانع جديدة لإنتاج المواد الخام والمستحضرات الحيوية التي تدخل في صناعة الدواء، حسب البيانات الرسمية للحكومة.

ويشير رمزي إلى أن الصادرات التي تطرق إليها رئيس الوزراء تشمل الأجهزة الطبية ومستحضرات التجميل وليست الأدوية العلاجية فقط، خصوصاً المكملات الغذائية التي يتوافر لدى الشركات المصرية فائض منها للتصدير بكميات كبيرة، لافتاً إلى أن هذه الصادرات تلعب دوراً كبيراً في توفير العملة الصعبة للمصانع والشركات بما يمكِّنها من خلق توازن بين الأصناف المختلفة التي يجري إنتاجها.

ويشكك عضو لجنة الصحة بالبرلمان في جدية الحكومة العمل على دعم مصانع الأدوية رغم إمكانية استعادة عدد ليس بالقليل من المصانع المغلقة نشاطها خلال فترة زمنية وجيزة حال توافر الإرادة لهذه الخطوة، مشيراً إلى أن دولاً عديدة في المنطقة نشطت في مجال صناعة الأدوية في وقت لم يكن هناك اهتمام حكومي فعليّ بهذا القطاع الحيوي.


مقالات ذات صلة

الحكومة المصرية تغلظ عقوبات «سرقة الكهرباء»

العالم العربي اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء)

الحكومة المصرية تغلظ عقوبات «سرقة الكهرباء»

وافق مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، برئاسة مصطفى مدبولي، على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون الكهرباء الصادر عام 2015، بهدف تغليظ عقوبات سرقة الكهرباء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مدبولي يرأس جلسة فكرية مع متخصصين لمناقشة ملفات على الساحتين الخارجية والداخلية (مجلس الوزراء المصري)

الحكومة المصرية توسّع مشاوراتها في مواجهة تحديات داخلية وخارجية

وسّعت الحكومة المصرية مشاوراتها مع سياسيين وخبراء متخصصين في مجالات عدة، بشأن مقترحات للحد من تبعات التطورات الجيوسياسية على البلاد.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس الوزراء المصري يترأس اجتماع اللجنة العليا لضبط الأسواق وأسعار السلع (مجلس الوزراء المصري)

إجراءات حكومية مصرية لمواجهة «الغلاء» بعد زيادة أسعار الوقود

سعياً لضبط حركة الأسواق ومواجهة الغلاء، اتخذت الحكومة المصرية إجراءات تستهدف ضمان «توافر السلع الأساسية بأسعار مناسبة للمواطنين»، بمختلف المحافظات.

أحمد إمبابي (القاهرة)
الاقتصاد المنظومة التموينية في مصر تتضمّن توزيع السلع الأساسية بأسعار مدعمة (محافظة المنيا)

مصر لتغيير جذريّ في منظومة «دعم» المواطنين

تعتزم الحكومة المصرية إجراء تعديلات جذرية على نظام الدعم المقدّم إلى مواطنيها، يتضمّن التحول من نظام «الدعم العيني» إلى «النقدي» أو «الدعم النقدي المشروط».

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي متوسطاً رشاد وكامل بعد اداء رئيس المخابرات الجديد اليمين (الرئاسة المصرية)

تعيين رشاد رئيساً جديداً للمخابرات العامة في مصر

أعلنت الرئاسة المصرية، أمس، تعيين حسن محمود رشاد، رئيساً جديداً لجهاز المخابرات العامة، خلفاً للواء عباس كامل الذي تولى رئاسته منذ 2018. وأدى رشاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.