القوات اليمنية تستأنف ملاحقة مهربي المهاجرين الأفارقة

تقرير أممي أكد ظهور طرق تهريب جديدة

إحراق أماكن احتجار المهاجرين الأفارقة والمتاجرة بهم في اليمن (إعلام حكومي)
إحراق أماكن احتجار المهاجرين الأفارقة والمتاجرة بهم في اليمن (إعلام حكومي)
TT

القوات اليمنية تستأنف ملاحقة مهربي المهاجرين الأفارقة

إحراق أماكن احتجار المهاجرين الأفارقة والمتاجرة بهم في اليمن (إعلام حكومي)
إحراق أماكن احتجار المهاجرين الأفارقة والمتاجرة بهم في اليمن (إعلام حكومي)

على الرغم من تراجع أعداد المهاجرين الواصلين من القرن الأفريقي إلى السواحل اليمنية، استأنفت القوات الحكومية حملاتها لاستهداف مواقع جديدة لمهربي وتجار البشر في سواحل محافظة لحج (جنوب) وأحرقت عدداً من مراكز احتجاز المهاجرين والمتاجرة بهم.

ووفق بيان للقوات التي يقودها العميد حمدي شكري، فإنها داهمت «أوكاراً» جديدة للمهربين وأحرقت أحواشهم، وطاردت المطلوبين أمنياً من قطَّاع الطرق في منطقة المحاولة بمديرية المضاربة ورأس العارة التابعة لمحافظة لحج، كما تمكنت من إحراق أماكن تهريب الممنوعات.

القوات اليمنية تواصل مداهمة أوكار المهربين (إعلام حكومي)

وأتت العملية -وفق بيان القوات الحكومية- ضمن جهود الحملة الأمنية المستمرة لتجفيف منابع التهريب بمختلف أنواعه ومتابعة المطلوبين أمنياً، حيث عُثر في أثناء المداهمة على كمية من الممنوعات التي تُصنَّع محلياً.

وأشادت قيادة الحملة التي شارك فيها اللواء «17 عمالقة» و«اللواء الأول درع الوطن» و«اللواء الرابع درع الوطن»، بشيوخ ووجهاء قبيلة «المحاولة» لتعاونهم مع الحملة منذ انطلاقها ودعتهم لتسليم بقية المطلوبين أمنياً.

في السياق نفسه، ذكر البيان، أن وجهاء القبيلة أشادوا بأداء الحملة التي تنفَّذ بموجب توجيهات رئاسية، وما حققته من نجاحات ملموسة، وأثنوا على أداء الوحدات المشاركة التي أظهرت التزاماً واضحاً بالنظام والقانون والأعراف القبلية.

وسبق أن نفَّذت القوات اليمنية في محافظة لحج حملات سابقة هذا العام وفي العام الماضي في سياق سعيها لفرض الأمن بامتداد سواحل المحافظة التي تنشط عبرها شبكات الاتجار بالبشر والممنوعات.

واقع قاسي

وصفت المنظمة الدولية للهجرة الطريق الشرقي الرابط بين القرن الأفريقي واليمن بأنه من الطرق المحفوفة بالمخاطر، حيث يعبره المهاجرون على أمل الوصول إلى دول الخليج المجاورة. وأكدت استمرار ظهور طرق هجرة جديدة ووقوع حوادث غرق للقوارب، مما يرسم «الواقع القاسي» الذي يواجهه المهاجرون في كل خطوة من رحلتهم.

وفي حين يوجد أكثر من 200 ألف مهاجر من القرن الأفريقي في اليمن يحتاجون إلى المساعدات، أوضحت المنظمة الأممية أن المهاجرين لا يزالون يتعرضون للعنف الشديد والإكراه والحرمان المتعمد والإساءة والوصم والتحرش الجسدي والجنسي، فيما تواصل المنظمة جمع البيانات وتنفيذ أنشطة الصحة والاستجابة للاحتياجات الأكثر إلحاحاً لإحدى أكثر الفئات السكانية ضعفاً في البلاد.

مطالب يمنية بتوسيع الحملة الأمنية لتشمل كل سواحل محافظة لحج (إعلام حكومي)

ورأت «الهجرة الدولية» أن تحطم عدة قوارب قبالة سواحل اليمن وجيبوتي يعكس خطورة الطريق بين القرن الأفريقي، وأفادت بأن قارباً في أبريل (نيسان) الماضي، انقلب قبالة سواحل جيبوتي يحمل 66 مهاجراً كانوا قد غادروا لحج (اليمن) وأسفر الحادث عن وفاة 38 شخصاً على الأقل.

وذكرت المنظمة في أحدث تقرير لها أنه في الشهر ذاته، حدثت مأساة مماثلة قبالة سواحل جيبوتي لقارب يحمل 77 مهاجراً بعد مغادرته لحج اليمنية، مما أسفر عن وفاة 24 مهاجراً.

وأشارت إلى حادث مأساوي آخر وقع في 10 يونيو (حزيران) الماضي قبالة سواحل محافظة شبوة (جنوب شرق) عندما انقلب قارب كان قد غادر بوصاصو في الصومال وعلى متنه 260 مهاجراً (115 مواطناً صومالياً و145 مواطناً إثيوبياً، بما في ذلك 90 امرأة)، مما أسفر عن وفاة 49 شخصاً على الأقل، بينهم 31 امرأة وستة أطفال.

وحسب الهجرة الدولية توفي 12 مهاجراً في 26 يوليو (تموز) وأُبلغ عن فقدان أربعة آخرين بعد غرق قارب قبالة سواحل محافظة تعز كان غادر جيبوتي وعلى متنه 22 مهاجراً إثيوبياً.

وقالت المنظمة الأممية إن تكرار هذه الحوادث «يؤكد المخاطر» التي يواجهها المهاجرون على طول الطريق بين القرن الأفريقي واليمن.


مقالات ذات صلة

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

فيما طالبت الأمم المتحدة بأكبر تمويل إنساني في اليمن للعام المقبل أفاد تقرير دولي بوجود 3.5 مليون شخص من فئة المهمشين لا يمتلكون مستندات هوية وطنية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

يشهد اليمن موسماً جديداً للأمطار الغزيرة التي تتسبب في أضرار كبيرة للسكان والبنية التحتية، في حين لا تزال البلاد وسكانها يعانون تأثيرات فيضانات الصيف الماضي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).