الجيش الأميركي يدمر 3 مسيّرات حوثية ومركبة دعم

«أسبيدس»: عدد من الجهات الفاعلة مشاركة لإنقاذ ناقلة «سونيون»

مقاتلة أميركية تقلع من حاملة الطائرات «يو إس إس أيزنهاور» لهاجمة أهداف حوثية (أرشيفية - أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من حاملة الطائرات «يو إس إس أيزنهاور» لهاجمة أهداف حوثية (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش الأميركي يدمر 3 مسيّرات حوثية ومركبة دعم

مقاتلة أميركية تقلع من حاملة الطائرات «يو إس إس أيزنهاور» لهاجمة أهداف حوثية (أرشيفية - أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من حاملة الطائرات «يو إس إس أيزنهاور» لهاجمة أهداف حوثية (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلن الجيش الأميركي تدمير 3 طائرات حوثية من دون طيار ومركبة دعم في مناطق يمنية تُسيطر عليها الجماعة المدعومة من إيران، وذلك في سياق الضربات الدفاعية التي تقودها واشنطن لحماية السفن من الهجمات المستمرة للشهر العاشر في البحر الأحمر وخليج عدن.

الضربات الأميركية ضد قدرات الحوثيين تزامنت مع استمرار الجهود التي تدعمها قوة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر (أسبيدس) من أجل إنقاذ ناقلة النفط اليونانية «سونيون»، وقَطْرها إلى مكان آمن لتجنب كارثة بيئية غير مسبوقة عالمياً في حال انفجارها أو غرقها في البحر الأحمر.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، السبت، أن قواتها نجحت خلال الـ24 ساعة الماضية، في تدمير 3 طائرات مسيرة ومركبة دعم في المناطق التي يُسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

وطبقاً للبيان، تبيّن أن هذه الأنظمة الحوثية تُشكل تهديداً وشيكاً للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه قد جرى اتخاذ هذه الإجراءات (تدمير الأهداف) لحماية حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

ولم تُشر الجماعة الحوثية إلى تلقي أي ضربات غربية في اليومين الأخيرين، كما لم تتبنَّ أي هجوم جديد ضد السفن في البحر الأحمر، منذ الثاني من سبتمبر (أيلول) الحالي؛ إذ كانت قد هاجمت في ذلك التاريخ ناقلة نفط تحمل علم بنما من دون التسبب في أضرار كبيرة.

وتشن الجماعة الحوثية منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، ومنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، إضافة إلى السفن الأميركية والبريطانية.

مسيّرات حوثية تستخدمها الجماعة في شن هجماتها ضد السفن (رويترز)

وأطلقت واشنطن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ما سمّته «تحالف حارس الازدهار» لحماية الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين الذين يزعمون مناصرة الفلسطينيين في غزة، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير (كانون الثاني) بمشاركة من بريطانيا.

وتلقت الجماعة الحوثية أكثر من 620 غارة منذ ذلك الوقت في مناطق عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة الساحلية، وأدت في مجملها إلى مقتل أكثر من 60 عنصراً.

ومن بين نحو 185 سفينة تبنّت الجماعة مهاجمتها أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) الماضي إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بعدد من السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

إنقاذ «سونيون»

في آخر تحديث بخصوص عملية إنقاذ ناقلة النفط اليونانية «سونيون»، نشرت المهمة الأوروبية في البحر الأحمر (أسبيدس)، السبت، صوراً جديدة للناقلة التي تشتعل الحرائق على متنها بسبب هجمات الحوثيين، إلى جانب صور لأصولها العسكرية وسفينتي القطر اللتيين سوف تستخدمان في الإنقاذ.

استمرار الحرائق على سطح ناقلة النفط «سونيون» الجانحة في البحر الأحمر (المهمة الأوروبية «أسبيدس»)

وقالت المهمة الأوروبية في بيان: «إن عملية إنقاذ السفينة (سونيون) ضرورية لتجنب كارثة بيئية محتملة في المنطقة. ولتحقيق هذه الغاية، يعمل عدد من الجهات الفاعلة العامة والخاصة معاً».

وأضافت أن أصول المهمة «أسبيدس» شاركت بنشاط في هذا المسعى المعقد، من خلال خلق بيئة آمنة، وهو أمر ضروري للقاطرات لإجراء عملية السحب.

ومن خلال تفويضها الدفاعي، أكدت «أسبيدس» أنها تعمل على حماية السلع المشتركة العالمية، بما في ذلك البيئة وسبل عيش أولئك الذين يعيشون حول البحر الأحمر.

وكان الحوثيون المدعومون من إيران قد شنّوا سلسلة هجمات على الناقلة في 21 أغسطس (آب) الماضي، ما أدى إلى توقف محركها وجنوحها في البحر الأحمر بين اليمن وإريتريا، قبل أن تتدخل فرقاطة فرنسية تابعة للمهمة الأوروبية، وتقوم بإجلاء الطاقم المكون من 29 شخصاً إلى جيبوتي، وفق بيانات السلطات الجيبوتية.

سفن أوروبية ترافق قاطرات لإنقاذ الناقلة «سونيون» بعد تعرضها لهجمات الحوثيين (المهمة الأوروبية «أسبيدس»)

ولم يكتفِ الحوثيون بهذه الهجمات؛ حيث قاموا في اليوم التالي لإجلاء الطاقم، بالصعود على متن الناقلة التي تحمل مليون برميل من النفط الخام، وتفخيخ سطحها وتفجيرها، ما أدى إلى اشتعال الحرائق في نحو 5 مواضع على الأقل.

ومع تصاعد المخاوف من حدوث أكبر كارثة بيئية محتملة في العالم في حالة انفجار الناقلة «سونيون» أو غرقها في البحر الأحمر، كانت الجماعة الحوثية قد وافقت على السماح بمحاولة إنقاذ السفينة، بعد أن تلقت ضوءاً أخضر من إيران، بناءً على مطالب أوروبية.

ومنذ ذلك الحين لم تتمكن الشركة التي تتولى عملية الإنقاذ من تنفيذ المهمة، قبل أن يعود الحديث مجدداً عن محاولة جديدة ستبدأ قريباً لقطر الناقلة إلى مكان آمن.

وأعلن خفر السواحل في اليونان في وقت سابق أنه من المقرر البدء قريباً بقطر ناقلة «سونيون» التي تحمل أكثر من مليون برميل نفط.


مقالات ذات صلة

الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بالسعي للسيطرة على القطاع التجاري

العالم العربي حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بالسعي للسيطرة على القطاع التجاري

اتهم وزير يمني الجماعة الحوثية بالسعي للسيطرة الكاملة على القطاع التجاري، وذلك تعليقاً على رفع الجماعة رسوم الجمارك على الملابس المستوردة بنسبة 100 %.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي جدل واسع حول أولويات احتياجات المجتمع والنساء باليمن في ظل آثار الحرب والفقر والنزوح (إ.ب.أ)

جدل يمني حول أولويات وفاعلية الأنشطة الموجهة للنساء

يدور جدل واسع في اليمن حول الأنشطة الموجهة نحو النساء في اليمن من حيث فاعليتها وأولويتها في ظل الصراع المستمر والقمع الحوثي وعدم مراعاة خصوصية المجتمع

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي صورة حديثة لاستمرار الحرائق على متن ناقلة النفط «سونيون» في البحر الأحمر (المهمة الأوروبية «أسبيدس»)

«أسبيدس» الأوروبية متأهبة لحماية إنقاذ ناقلة النفط «سونيون»

أكدت المهمة الأوروبية «أسبيدس» أن قواتها متأهبة لحماية عملية إنقاذ ناقلة النفط اليونانية «سونيون» المشتعلة بسبب هجمات الحوثيين، داعية للتكاتف لتجنب كارثة بيئية.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي جانب من مسيرة طلابية نظّمها الحوثيون تجوب أحد شوارع حجة (إعلام حوثي)

طلاب المدارس تحت طائلة التطييف والاستقطاب الحوثي

أرغمت الجماعة الحوثية طلبة المدارس في صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرتها على تنظيم مسيرات تجوب الشوارع، وتهتف بشعارات الجماعة ذات المنحى الطائفي.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي السيول في اليمن جرفت الطرق والمزارع وأثرت على نحو نصف مليون شخص (أ.ف.ب)

أضرار جسيمة في القطاع الزراعي جراء السيول في اليمن

أحصت الأمم المتحدة تضرر نحو 100 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، و279 ألف رأس من الماشية في اليمن جراء الأمطار الغزيرة والسيول الناجمة عنها الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (تعز)

طلاب يمنيون تحت طائلة التطييف والاستقطاب الحوثي

جانب من مسيرة طلابية نظّمها الحوثيون تجوب أحد شوارع حجة (إعلام حوثي)
جانب من مسيرة طلابية نظّمها الحوثيون تجوب أحد شوارع حجة (إعلام حوثي)
TT

طلاب يمنيون تحت طائلة التطييف والاستقطاب الحوثي

جانب من مسيرة طلابية نظّمها الحوثيون تجوب أحد شوارع حجة (إعلام حوثي)
جانب من مسيرة طلابية نظّمها الحوثيون تجوب أحد شوارع حجة (إعلام حوثي)

أرغمت الجماعة الحوثية طلبة المدارس في العاصمة المختطفة صنعاء، ومدن أخرى تحت سيطرتها، على تنظيم مسيرات تجوب الشوارع، وتهتف بشعارات الجماعة ذات المنحى الطائفي والسياسي.

وأفادت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بأن الجماعة الحوثية كثَّفت خلال الأيام الأخيرة من حجم استهدافها للطلبة من مختلف الأعمار في أغلبية المدارس الحكومية بالمناطق التي تحت سيطرتها، عبر إخراجهم من فصول التعليم للمشاركة في مسيرات بالشوارع لخدمة مشروعها ذي الصبغة الطائفية.

مسيرات طلابية في محافظة إب اليمنية تخدم أجندة الحوثيين (إعلام حوثي)

ويأتي هذا التوجه الانقلابي مع وصف تقارير حقوقية يمنية جماعة الحوثيين بأنها الأكثر انتهاكاً، والأوسع جغرافياً في تجنيد الأطفال، والزج بهم بوصفهم وقوداً إلى مختلف الجبهات.

وطبقاً للمصادر التربوية أجبرت الجماعة طلبة المراحل الأساسية والثانوية في المدارس الحكومية المختطفة في 5 محافظات هي صنعاء وريفها، وحجة وإب والمحويت، على ترك التعليم والانخراط في مسيرات تدعم المشروع الانقلابي.

32 مسيرة

أحصت «الشرق الأوسط» على مدى أسبوع تنظيم جماعة الحوثي أزيد من 32 مسيرة طلابية في عدد من المدن تحت سيطرتها، وتمثل أخير ذلك في قيام وزارة التربية في الحكومة الانقلابية غير المعترف بها خلال يوم واحد بتنظيم 6 مسيرات للطلاب طافت شوارع متفرقة في مدن عدن، ورفع الطلبة خلالها لافتات تكرس أحقية الجماعة المزعومة في حكم اليمن.

وسبق المسيرات -وفق المصادر- إخضاع الجماعة لطلبة المدارس لتلقي محاضرات تحضهم على المشاركة في التعبئة الحوثية والالتحاق بالجبهات القتالية عوضاً عن تلقي التعليم.

شقيق زعيم الانقلابيين في اليمن خلال حضوره دورة تعبئة صيفية لطلبة المدارس (إعلام حوثي)

وقوبل سلوك الانقلابيين بحالة من الاستياء والرفض في أوساط أولياء الأمور والناشطين التربويين؛ حيث تقوم الجماعة باستهداف الطلبة من مختلف الأعمار، وتغييبهم عن الحصص الدراسية للمشاركة في مسيرات لا تخدم العملية التعليمية.

وأكد ولي أمر أحد الطلبة في صنعاء، طلب عدم نشر اسمه، قيام قيادات حوثية في مدرسة حكومية بحي معين، بتحشيد ابنه البالغ 11 عاماً، وهو طالب في الصف الخامس الأساسي، ضمن العشرات من زملائه للمشاركة في مسيرة حوثية دون وجود إذن مسبق منه.

وأفاد ولي الأمر لـ«الشرق الأوسط»، بأنه «ذهب كعادته في نهاية الدوام المدرسي لإحضار ابنه للمنزل، لكنه تفاجأ بأن المدرسة خاوية على عروشها؛ إذ أجبرت الجماعة جميع الطلبة على الخروج في مسيرات تخدم مشروعها».

تجنيد القاصرين

يتزامن الاستهداف الحوثي المتكرر لصغار السن بالتعبئة والتحشيد، مع تأكيد تقارير حقوقية حديثة بقيام الجماعة بتجنيد أكثر من 10 آلاف طفل في مناطق سيطرتها منذ الفترة التي أعقبت الانقلاب والحرب وحتى أواخر العام 2021.

وأفاد التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) بأن العطلة الصيفية الماضية لطلبة المدارس لم تكن عادية؛ إذ استهدفهم الحوثيون من قبل ذلك بشهور، وكانوا هدفاً للدعاية والاستقطاب إلى مخيمات تدريبية.

وأشار «تحالف رصد» إلى قيام مشرفين حوثيين بتنفيذ نزولات ميدانية إلى مختلف المناطق الريفية في مديرية مبين في حجة، وعقدوا سلسلة محاضرات تحت مسمى «تثقيفية» بغية تشجيع الأطفال للانضمام للتجنيد.

الحوثيون يجبرون طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات تمجد زعيمهم (إعلام حوثي)

وترافق ذلك مع قيام الجماعة كعادتها كل مرة باستغلال حاجة الأسر اليمنية في محافظة حجة (شمال غرب) وغيرها، وما تعانيه من أوضاع معيشية حرجة، عبر تقديم مشرفيها الميدانيين عروضاً مالية للمستهدفين؛ تتضمن رواتب وسلالاً غذائية شهرية للأسر التي توافق على انضمام أبنائها إلى صفوف الانقلابيين.

وأفاد التحالف الحقوقي بأن الأمم المتحدة حققت فيما لا يقل عن 1851 حالة فردية لتجنيد الأطفال واستخدامهم من قِبَل الحوثيين منذ العام 2010. مؤكداً أن جماعة الحوثي وجدت الحرب الدائرة في قطاع غزة وسيلة لاستقطاب الأطفال اليمنيين، عبر إثارة مشاعرهم وإقناع ذويهم بضرورة التطوع للمشاركة في القتال.