قتيلان وجريحان في انفجار عبوة قرب نقطة عسكرية شمال غربي بغداد

عناصر من الشرطة العراقية في بغداد (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة العراقية في بغداد (أرشيفية - رويترز)
TT

قتيلان وجريحان في انفجار عبوة قرب نقطة عسكرية شمال غربي بغداد

عناصر من الشرطة العراقية في بغداد (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة العراقية في بغداد (أرشيفية - رويترز)

قُتل شخصان وأُصيب آخران بجروح فجر اليوم الثلاثاء في شمال غربي بغداد في انفجار عبوة قرب نقطة عسكرية، على ما أفاد مصدر أمني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكّدت السلطات الأمنية العراقية أن «الحادث في منطقة السلاميات كان جنائياً وليس إرهابياً».

وفي التفاصيل، قال قائد عمليات بغداد الفريق الركن وليد التميمي، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء العراقية» إن «عبوة كانت موضوعة داخل هدية (علبة) وأُرسلت مع خدمة التوصيل عبر عجلة (توك توك) لمواطن كان ينتظر تسلمها قرب نقطة عسكرية»، وقد انفجرت أثناء التسليم.

وقال المصدر الأمني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن شخصين قُتلا جراء ذلك وهما «جندي كان قرب النقطة العسكرية وفارق الحياة متأثراً بجروحه في المستشفى» وصاحب عجلة الـ«توك توك».

وأُصيب آخران هما «مدني وعنصر في النقطة العسكرية»، وفق المصدر نفسه.

وأشار التميمي من جهته إلى أن الحادث جاء «على خلفية مشاكل شخصية»، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية شكّلت فريق عمل «لكشف خيوط الجريمة وملاحقة مرتكبيها».

وشهد العراق الذي يسكنه نحو 43 مليون شخص، على مدى عقود حروباً وعنفاً طائفياً ومعارك بينها الغزو الأميركي للعراق وسيطرة تنظيم «داعش» على أجزاء واسعة من البلاد لفترة. وخلّفت النزاعات مئات الآلاف من القتلى. وانتشرت على مدى سنين أسلحة خفيفة وثقيلة في البلد، حيث تكثر أيضاً الصراعات العشائرية وتصفية الحسابات السياسية.


مقالات ذات صلة

تركيا تنفذ غارات جوية شمال العراق رداً على مقتل أحد جنودها

المشرق العربي القوات التركية تواصل عمليتها العسكرية «المخلب - القفل» في شمال العراق منذ أبريل 2022 (الدفاع التركية)

تركيا تنفذ غارات جوية شمال العراق رداً على مقتل أحد جنودها

نفذت القوات التركية ضربات جوية جديدة على مواقع لحزب العمال الكردستاني (المحظور) في شمال العراق رداً على مقتل أحد جنودها في اشتباك مع مسلحي الحزب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
المشرق العربي وزير الدفاع العراقي ثابت العبّاسي (أ.ف.ب)

بغداد تعلن الاتفاق مع واشنطن على جدول لانسحاب «التحالف الدولي»

توصّلت بغداد وواشنطن إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق «على مرحلتين»، وفق ما صرّح وزير الدفاع العراقي ثابت العبّاسي (الأحد).

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي ممثل من «يونيتاد» يسلم القضاء العراقي تقرير التحقيق في جرائم الأسلحة الكيماوية لتنظيم «داعش» في العراق (موقع يونيتاد)

فريق التحقيق في جرائم «داعش» يستعد لمغادرة العراق

بطلب من بغداد، يُنهي فريق التحقيق الدولي لتعزيز المساءلة عن جرائم «داعش» (يونيتاد) مهمته في العراق، مبدياً أسفه على «سوء تفاهم» مع السلطات.

المشرق العربي سجناء من «داعش» داخل أحد سجون الرقة في شمال سوريا (الشرق الأوسط)

تشديد أمني في الرقة بعد فرار «دواعش» أجانب من سجونها

فرضت قوات سوريا الديمقراطية في مدينة الرقة، إجراءات أمنية مشددة عقب كتابة شعارات موالية لتنظيم «داعش» على جدران، بعد فرار عناصر أجانب من سجون «قسد».

كمال شيخو (القامشلي)
الولايات المتحدة​ رجل يهودي يمشي مع طفل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

اعتقال باكستاني خطط لشن هجوم باسم «داعش» ضد اليهود في نيويورك

أعلنت الولايات المتحدة أمس (الجمعة)، أنها أحبطت «هجوماً إرهابياً» ضد يهود في مدينة نيويورك كان باكستانيّ يعيش في كندا يخطط لشنه باسم تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«هدنة غزة»: المفاوضات «تتعقد» وسط اتهامات متبادلة بعرقلة الاتفاق

صبي فلسطيني ينظر إلى آثار غارات إسرائيلية على مخيم يؤوي النازحين في منطقة المواصي بخان يونس (رويترز)
صبي فلسطيني ينظر إلى آثار غارات إسرائيلية على مخيم يؤوي النازحين في منطقة المواصي بخان يونس (رويترز)
TT

«هدنة غزة»: المفاوضات «تتعقد» وسط اتهامات متبادلة بعرقلة الاتفاق

صبي فلسطيني ينظر إلى آثار غارات إسرائيلية على مخيم يؤوي النازحين في منطقة المواصي بخان يونس (رويترز)
صبي فلسطيني ينظر إلى آثار غارات إسرائيلية على مخيم يؤوي النازحين في منطقة المواصي بخان يونس (رويترز)

حالة تشاؤم تسيطر على مصير مسار مفاوضات الهدنة في قطاع غزة، مع تبادل واشنطن و«حماس» الاتهامات بشأن عرقلة التوصل لاتفاق، مقابل تمسك أطراف بالمنطقة -لا سيما الوسيط المصري- بضرورة وقف إطلاق النار بالقطاع، وتفادي أي تصعيد بالمنطقة.

تبادل الاتهامات بين واشنطن و«حماس» -يؤشر حسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»- إلى أن المفاوضات «تتعقد»، وأنها خرجت من ساحة النقاشات إلى محاولات لتحميل أطراف المسؤولية أي تعثر محتمل، مشددين على أن نداءات التهدئة مهمة، وتدعم جهود الوسطاء لتفادي أي فشل يطرأ ويقود المنطقة لخطر، غير أنها بحاجة لضغط المجتمع الدولي على رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو؛ لخروج الاتفاق للنور.

ورفض القيادي في «حماس»، عزت الرشق، في تصريحات، الثلاثاء، اتهام منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، للحركة، بأنها غيّرت بعض شروطها، أو أنها العقبة أمام التوصل لاتفاق، مؤكداً أن ذلك «لا أساس له من الصحة، وتماهٍ أميركي فاضح مع الموقف الإسرائيلي».

وبرأي الرشق، فإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن «العاجزة» عن الضغط على نتنياهو، تعد إلقاء اللوم على «حماس» أقل تكلفة، في ظل الانتخابات الأميركية (في نوفمبر «تشرين الثاني» المقبل)، مؤكداً أن «العالم يعرف أن نتنياهو هو من أضاف شروطاً ومطالب جديدة، وليست (حماس)».

وكان كيربي قد أكد في مؤتمر صحافي الاثنين، أن «(حماس) العقبة الرئيسية أمام التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة»، مضيفاً أن «واشنطن ستواصل المحادثات، وبذل كل الجهود للإفراج عن المحتجزين».

وبالتزامن، نقل موقع «واللا» الإسرائيلي الثلاثاء، عن مسؤول أميركي قوله: «هذا وقت صعب، ويشعر الناس في البيت الأبيض بالحزن والانزعاج والإحباط، وما زلنا نعمل؛ لكن لا يبدو أننا سنقدم أي شيء في الوقت القريب، نحن في مرحلة معقدة»، لافتاً إلى أن إدارة بايدن «تعيد تقييم استراتيجيته تجاه المفاوضات في ظل اتساع الفجوة بين (حماس) وإسرائيل».

ووسط ذلك التعقيد الذي تشير له واشنطن، جدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في تصريحات الثلاثاء «دعم» اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً أن «(حماس) بوصفها تشكيلاً عسكرياً لم تعد موجودة في غزة»، وعدم الوجود لطالما كان شرطاً لنتنياهو المتمسك باستمرار الحرب والقضاء على الحركة، والبقاء في محور فيلادلفيا الذي احتلته قواته في مايو (أيار) الماضي، رغم الرفض المصري.

ووسط التباين بين المسؤولين الإسرائيليين، قالت القناة «12» الإسرائيلية إن «قلقاً في إسرائيل من توقف مصر وقطر عن ممارسة ضغوط على (حماس)»، متحدثة عن أن «القاهرة والدوحة تدرسان إصدار إعلان يحمِّل إسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات».

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، يرى أن «هناك جهوداً تبذل لتقريب وجهات النظر من الوسطاء، وحسبما هو متداول تم الاتفاق على 90 في المائة من خريطة طريق بايدن التي طرحها نهاية مايو، ويتبقى 10 في المائة منها».

ويستدرك: «لكن في ضوء التقديرات المتشائمة ليس هناك إرادة سياسية؛ سواء من (حماس) أو إسرائيل للتوصل لاتفاق، ولا مؤشر لعقد صفقة»، مستبعداً أن يخرج الوسطاء لتحميل طرف من طرفي الحرب مسؤولية فشل الجهود، باعتبار أن عملهم في ظروف تلك الحرب قائم على مسألة الوساطة واستمرارية الجهود.

أحد أقارب رضيع فلسطيني قُتل في غارة إسرائيلية مع أفراد آخرين من العائلة في خان يونس جنوب غزة (رويترز)

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، والقيادي بحركة «فتح»، الدكتور جهاد الحرازين، أن «نتنياهو هو المسؤول عن تفجير مفاوضات غزة وتعقيدها حالياً» وكلما نصل لحل يضع عقبات وتعقيدات، سواء في فيلادلفيا أو غيرها.

وبرأيه، فإنه لا أثر لتصريحات واشنطن عن استمرار جهود الوساطة، في ظل عدم ضغط حقيقي منها وسط انشغال البيت الأبيض بالانتخابات الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل، وعدم تأثير الضغوط الداخلية على نتنياهو، مؤكداً أن «(حماس) بالمقابل تعود لتتمسك بتوافقات قديمة، وكل طرف يناور على الآخر».

ولا يزال الوسيط المصري يتمسك بوقف الحرب في غزة. وقال وزير خارجية مصر، الدكتور بدر عبد العاطي، الثلاثاء: «إن هناك اتفاقاً مصرياً أوروبياً على ضرورة وقف إطلاق النار والتوصل لصفقة تبادل، وتوافقاً على ضرورة وقف التصعيد في المنطقة، من خلال إنهاء الحرب في غزة، وخطوات إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة». وذلك في مؤتمر صحافي، مع جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، وفق إعلام مصري.

ومن المرجح أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع المقبل، على مشروع قرار فلسطيني يطالب إسرائيل بإنهاء «وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة» خلال 6 أشهر، وطلبت المجموعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وحركة عدم الانحياز، الاثنين، من الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضواً، التصويت يوم 18 الشهر الحالي.

وأمام نداءات التهدئة، شنت إسرائيل «أعنف هجمات» ضد مواقع إيرانية في سوريا، ليل الأحد- الاثنين، عقب تهديدات إيرانية أطلقها قائد «الحرس الثوري» الإيراني، اللواء حسين سلامي، بالرد على إسرائيل انتقاماً لمقتل رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» السابق، إسماعيل هنية، في إيران، في يوليو (تموز) السابق، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا».

وبرأي السفير هريدي، فإن مطالب التهدئة بالمنطقة مهمة، ويجب أخذها في الاعتبار، مؤكداً أن «أحاديث طهران مجرد مناورات كلامية، وردها له سقف وحسابات، ولن يؤثر على وقف العدوان على غزة». ولهذا تتلاشى الضغوط تدريجياً على إسرائيل، وفق المحلل الحرازين الذي توقع «عدم حدوث صفقة في المدى القريب، انتظاراً لنتائج الانتخابات الأميركية».