انقلابيو اليمن يعترفون بتلقي ضربة أميركية في الحديدة

غداة تدمير 3 مسيّرات ومنظومتي صواريخ في إب

ناقلة النفط «بلو لاجون 1» تعرضت لهجوم حوثي في البحر الأحمر (رويترز)
ناقلة النفط «بلو لاجون 1» تعرضت لهجوم حوثي في البحر الأحمر (رويترز)
TT

انقلابيو اليمن يعترفون بتلقي ضربة أميركية في الحديدة

ناقلة النفط «بلو لاجون 1» تعرضت لهجوم حوثي في البحر الأحمر (رويترز)
ناقلة النفط «بلو لاجون 1» تعرضت لهجوم حوثي في البحر الأحمر (رويترز)

اعترفت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بتلقيها، الاثنين، ضربة أميركية في محافظة الحديدة الساحلية في جنوب البحر الأحمر التي تتخذ منها منطلقاً لشن الهجمات ضد السفن، وذلك غداة تلقيها 3 غارات في محافظة إب، قال الجيش الأميركي إنها دمرت 3 مسيرات ومنظومتي صواريخ.

وفي حين تزعم الجماعة أنها تشن هجماتها منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ضد السفن نصرة للفلسطينيين في غزة، تنفذ الولايات المتحدة ضربات استباقية للحد من قدرات الجماعة ضمن تحالف أطلقت عليه «حارس الازدهار».

وذكر إعلام الجماعة الحوثية أن الضربة التي وصفها بـ«الأميركية البريطانية» استهدفت منطقة الجبانة غرب مدينة الحديدة على البحر الأحمر، دون أن يشير إلى آثار الضربة أو الخسائر التي نجمت عنها، كما لم يتبنَّ الجيش الأميركي الضربة على الفور.

وفي يوم الأحد، كانت الجماعة الحوثية قد اعترفت بتلقيها 3 غارات استهدفت منطقة ميتم شرق مدينة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، دون الحديث عن أي خسائر، لكن الجيش الأميركي أفاد بتدمير 3 طائرات مسيرة ومنظومتين صاروخيتين دون أن يشير إلى اسم المنطقة المستهدفة.

وقالت القيادة المركزية الأميركية، في بيان على منصة «إكس»، إنه تبين أن هذه الأنظمة الحوثية كانت تشكل تهديداً واضحاً وشيكاً للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه تم اتخاذ هذه الإجراءات (تدمير الأهداف) لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً وأمناً.

وكانت واشنطن قد أطلقت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ما سمّته «تحالف حارس الازدهار» لحماية الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين الذين يزعمون مناصرة الفلسطينيين في غزة، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير (كانون الثاني) بمشاركة من بريطانيا.

مقاتلة من طراز «إف 22» في منطقة القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

وتلقت الجماعة الحوثية نحو 620 غارة منذ ذلك الوقت في مناطق عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة، الساحلية، وأدت إلى مقتل أكثر من 60 عنصراً.

ويشّن الحوثيون المدعومون من إيران منذ 19 نوفمبر الماضي هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، ومنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، إضافة إلى السفن الأميركية والبريطانية.

وارتفع عدد السفن التي أصيبت منذ بدء التصعيد الحوثي إلى ما يقارب 34 سفينة، من بين نحو 185 سفينة تبنّت الجماعة مهاجمتها في البحر الأحمر وخليج عدن، كما زعمت مهاجمة سفن في موانئ إسرائيلية بالتنسيق مع فصائل عراقية موالية لإيران.

الدوافع الحقيقية

جدّدت الحكومة اليمنية اتهام الحوثية بأنها تشنّ هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن تنفيذاً لتوجيهات إيران وليس لمناصرة الفلسطينيين في غزة، وذلك ضمن معركة السفن التي تخوضها طهران خدمة لمصالحها الاقتصادية.

الاتهام اليمني جاء على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني، في تصريح رسمي تعليقاً على تصريحات لقائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، هدّد فيها باستهداف سفن في البحرين الأحمر والمتوسط، رداً على هجمات تعرضت لها سفن إيرانية لمنع تصدير النفط.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني: «تؤكد هذه التصريحات ما قلناه منذ اللحظة الأولى عن وقوف نظام إيران تخطيطاً وتسليحاً وتنفيذاً خلف أعمال القرصنة والهجمات الإرهابية التي تشنها ميليشيا الحوثي على السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن».

وأضاف أن الأحداث التي شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، كانت مجرد ذريعة وفرصة سانحة انتهزتها إيران، لاختبار كفاءة المنظومات التي زودت بها الحوثيين من أسلحة وخبراء ومستشارين، وغرف عمليات مشتركة، ومراكز قيادة وسيطرة، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني أن الحرس الثوري الإيراني أنشأ منذ وقت مبكر جسراً متواصلاً لتزويد الحوثيين بالإمكانات والتجهيزات والخبراء، والأسلحة الدقيقة وأحدث المنظومات العسكرية، من صواريخ باليستية موجهة، وطائرات مسيرة، وزوارق وغواصات غير مأهولة، عبر شبكات تهريب متخصصة، حيث بدأت عمليات نقل الأسلحة والاستعداد لتلك العمليات قبل أعوام من الأحداث التي شهدها قطاع غزة.

الحوثيون استغلوا الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين الجدد (رويترز)

وجدد الإرياني التحذير من خطورة استمرار سيطرة الحوثيين على مؤسسات الدولة والعاصمة المختطفة صنعاء، وأجزاء من الشريط الساحلي وموانئ الحديدة الثلاثة (الحديدة، والصليف، ورأس عيسى)، مؤكداً أن «المجتمع الدولي أدار ظهره طيلة سنوات الانقلاب للنداءات والتحذيرات الحكومية من مخاطر التدخلات الإيرانية المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة».

وطالب وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالقيام بمسؤولياتها في التصدي لما وصفه بـ«سياسات النظام الإيراني التي تمثل انتهاكاً سافراً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة».

كما طالب بـ«الشروع الفوري» في تصنيف جماعة الحوثيين «منظمة إرهابية عالمية» وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية، وتكريس الجهود لدعم الحكومة لفرض سيطرتها وتثبيت الأمن والاستقرار على كامل الأراضي اليمنية.


مقالات ذات صلة

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

العالم العربي المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

فيما طالبت الأمم المتحدة بأكبر تمويل إنساني في اليمن للعام المقبل أفاد تقرير دولي بوجود 3.5 مليون شخص من فئة المهمشين لا يمتلكون مستندات هوية وطنية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

يشهد اليمن موسماً جديداً للأمطار الغزيرة التي تتسبب في أضرار كبيرة للسكان والبنية التحتية، في حين لا تزال البلاد وسكانها يعانون تأثيرات فيضانات الصيف الماضي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)
جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)
TT

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)
جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)

أعلن جهاز الأمن الوطني العراقي، السبت، إحباط مخطط «إرهابي خطير» في محافظة كركوك كان يستهدف شخصيات أمنية ومواقع حكومية، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء العراقية».

وقال الأمن الوطني العراقي إنه قبض على «أمير قاطع كردستان» في تنظيم «داعش»، وأن حصيلة المقبوض عليهم في محافظة كركوك «بلغت 50 إرهابياً صدرت بحقهم أحكام قضائية مختلفة».

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت خلية الإعلام الأمني مقتل خمسة من تنظيم «داعش» في كركوك بضربة للقوات الجوية أمس.

وأضافت في بيان: «طائرات إف - 16 استهدفت مضافة للإرهابيين في وادي زعيتون ضمن قاطع عمليات كركوك... واكتشفت عناصر من القوات الخاصة مقتل خمسة والعثور على أسلحة ومعدات اتصال».

وأكد البيان استمرار القوات العراقية في العمل المكثف للتخلص من «الإرهاب الداعشي».