«هدنة غزة»: ضغوط دولية تتصاعد لـ«إنقاذ» المفاوضات ودعم جهود الوسطاء

مصر تؤكد استمرار «الجهود المكثفة» لإبرام اتفاق

فلسطينيون يتفقدون موقع غارات إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين وسط غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون موقع غارات إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين وسط غزة (رويترز)
TT

«هدنة غزة»: ضغوط دولية تتصاعد لـ«إنقاذ» المفاوضات ودعم جهود الوسطاء

فلسطينيون يتفقدون موقع غارات إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين وسط غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون موقع غارات إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين وسط غزة (رويترز)

تتصاعد الضغوط الدولية دعماً لمسار مفاوضات الهدنة في قطاع غزة، ومساندة جهود الوسطاء «المتواصلة والمكثفة»، في مسعى لـ«إنقاذ» المحادثات وتفادي انهيارها، إثر تصعيد كبير بين إيران وإسرائيل عقب موجة اغتيالات، كان أبرزها رئيس المكتب السياسي لمكتب «حماس»، إسماعيل هنية بطهران، الأسبوع الماضي.

ووفق خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن «زخم الضغوط الدولية سيعزز جهود الوسطاء» بعد تعثُّر واجه المفاوضات عقب اغتيال هنية، لافتين إلى أن إسرائيل لن تقبل التوقيع على صفقة هدنة دون «لهجة أكثر حدة» من حليفتها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وهو ما قد تزداد وتيرته في هذه الأيام لضمان تهدئة بغزة والمنطقة معا.

وخشية تصعيد تشهده المنطقة وتوسيع رقعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، دعا وزراء خارجية مجموعة السبع (كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة)، الاثنين، عقب اجتماع افتراضي، «الأطراف المعنية إلى الامتناع عن أي تحركات من شأنها أن تعوق مسار الحوار المعتدل وتهدد بالتصعيد».

ودعم وزراء خارجية مجموعة السبع «خطة الرئيس الأميركي جو بايدن، (المقترحة منذ نهاية مايو (أيار) الماضي) بوصفها أولوية للتوصل إلى نتيجة إيجابية للمفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، ومن ثم تكثيف المساعدات الإنسانية لسكان غزة، بحسب ما نقلته وكالة أنباء «أنسا» الإيطالية عن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، عقب مشاركته بالاجتماع.

ولم تتخلف واشنطن عن دعم هذا المسار، فبعد اتصالات اليومين الماضيين قادها وزير الخارجية أنتوني بلينكن، مع نظرائه بالمنطقة لتأكيد أهمية مواصلة مفاوضات الهدنة، أكد وزير الدفاع، لويد أوستن، لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، دعمه القوي لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين بالقطاع، ودعم أمن إسرائيل وتهدئة التوترات بالمنطقة، وفق بيان لوزارة الدفاع الأميركية.

فلسطيني يتفقد موقع غارة إسرائيلية على منزل في دير البلح وسط قطاع غزة (رويترز)

كما لا تتوقف اتصالات القاهرة أو اللقاءات بشأن الأزمة، حيث كان أحدثها لقاء الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مع وزير خارجية تركيا، هاكان فيدان الذي تناول آخر مستجدات الجهود المصرية المتواصلة والمكثفة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار، وتبادل المحتجزين، وفق إفادة للرئاسة المصرية.

الرئيس المصري أكد أن نزع فتيل التوتر المتصاعد بالشرق الأوسط يكمن في تضافر جهود القوى الفاعلة والمجتمع الدولي، لإنفاذ وقف إطلاق النار، فوراً، بقطاع غزة، وإتاحة الفرصة للحلول السياسية والدبلوماسية.

وتزداد تلك المساعي الدولية للتهدئة التي ينادي بها الوسطاء منذ أشهر، مع احتمالات شن إيران هجوماً على إسرائيل، في أعقاب التهديدات التي أطلقها القادة الإيرانيون و«حزب الله» اللبناني بالانتقام لمقتل هنية، الأربعاء الماضي، والقيادي بـ«حزب الله»، فؤاد شكر، قبله بساعات.

استمرار الضغوط الدولية «عامل ضروري وحاسم» لإنهاء مساعي نتنياهو لإطالة أمد الحرب خصوصاً في ظل التصعيد الحالي، وفق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، علي الحفني، الذي حذر من مناورات رئيس الوزراء الإسرائيلي للوصول بالحرب لما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية دعماً لبقائه سياسياً فترة أطول.

ويعتقد أن النداءات المصرية المتكررة، تأكيد على أن القاهرة جادة في التوصل سريعاً لاتفاق، وتعويلها في ذلك على تأثيرات المجتمع الدولي أمر مهم، كون الضغوط الأميركية والأوروبية ستسهل عمل الوسطاء، وتقرب فرص الوصول إلى هدنة خاصة مع الأزمة الإنسانية الكارثية التي يعيشها قطاع غزة.

ويتفق الأكاديمي المتخصص في الشأن الإسرائيلي، الدكتور أحمد فؤاد أنور، مع أن «الضغوط هي الحل الأمثل لتجاوز التعثر المتعمد بالمفاوضات من نتنياهو» والذي يريد الإبقاء على الصراعات خدمة لمصالحه الشخصية والسياسية، مشدداً على أن الموقف المصري يسعى بجدية لإبرام صفقة تتجاوز عراقيل نتنياهو.

تلك المساعي الدولية المتكررة طوال أشهر المفاوضات والتي زادت مع التصعيد بين إسرائيل وإيران، يعززها حديث عن «ضمانات أميركية»، قد تمنح الجانب الإسرائيلي دافعاً لتوقيع اتفاق هدنة.

ووفقاً لصحيفتي «يديعوت أحرونوت» و«هآرتس»، فإن واشنطن لم تقدم بعد ضمانات مكتوبة لاستئناف الحرب بعد المرحلة الأولى بالاتفاق، كما يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي، لكنها وافقت من حيث المبدأ على تقديم ضمانة إذا جرى التوصل إلى اتفاق، وربما المحادثات الصعبة بين نتنياهو وبايدن ومسؤولين أميركيين مؤخراً قد تؤدي للتقدم نحو التوصل لاتفاق.

وباعتقاد فؤاد أنور، فإن تلك النبرة الحادة من بايدن إلى نتنياهو التي سربها الإعلام الغربي تعبِّر عن «امتعاض» من عراقيل نتنياهو لإفشال الاتفاق، قد تكون بداية حلحلة التعثر الموجود، لافتاً إلى أن «الضمانات الأميركية لإسرائيل أيضاً قد تساعد في إحياء المفاوضات».

وتراوح المفاوضات مكانها منذ طرح بايدن مقترحه لهدنة في نهاية مايو الماضي، ولم تسهم جولات بين القاهرة والدوحة وروما في حلحلة خلافات بشأن كيفية تنفيذ الاتفاق بالمحادثات، قبل أن تتعثر عقب اغتيال هنية، وهي ظروف بحسب أنور، «لن تُحدث انفراجة قريبة بين أطراف الهدنة»، لكن ضغوط واشنطن التي باتت ترى مصالحها مهددة في المنطقة بسبب إسرائيل «قد تغير المشهد قليلاً، وتنقذ المفاوضات، شريطة أن تكون حقيقية».


مقالات ذات صلة

ترمب يحتفي بإنجاز «اتفاق الرهائن»: سيتم إطلاق سراحهم قريباً

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يحتفي بإنجاز «اتفاق الرهائن»: سيتم إطلاق سراحهم قريباً

أعلن الرئيس الأميركي المنتخبب دونالد ترمب اليوم (الأربعاء) عبر منصته «تروث سوشيال» التوصل الى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص زحمة في سوق بخان يونس بالتزامن مع أنباء عن قرب التوصل إلى هدنة (رويترز)

خاص بريطانيا تدعو إلى إتمام «هدنة غزة» سريعاً

دعت بريطانيا إلى إتمام اتفاق بين إسرائيل و«حماس» يقضي بوقف إطلاق النار بقطاع غزة وإطلاق الأسرى «في أقرب وقت».

نجلاء حبريري (لندن)
المشرق العربي تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)

إسرائيل و«حماس» تتوصلان لاتفاق لوقف النار في غزة

قال مسؤول مطلع لـ«رويترز»، الأربعاء، إن إسرائيل وحركة «حماس» اتفقتا على وقف القتال في غزة وتبادل للرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية غزيون يتفقدون الدمار الذي خلَّفته غارة إسرائيلية على مدرسة الفارابي وسط مدينة غزة الأربعاء (أ.ف.ب)

إسرائيل تستعد لتشويش «أفراح حماس» عند تنفيذ الصفقة

تحتل مهمة التشويش على ما يسمى في تل أبيب «أفراح حماس» مكانة رفيعة.

نظير مجلي (تل أبيب)
تحليل إخباري رد فعل امرأة وهي تتفقد الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري هل تكون خطة «اليوم التالي» في غزة «نقطة خلاف» جديدة؟

وسط جهود مكثفة نحو تنفيذ هدنة جديدة في قطاع غزة، تزايد الحديث عن خطة «اليوم التالي» لانتهاء الحرب، كان أحدثها تصريحات أميركية شملت تفاصيل، بينها وجود أجنبي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الحوثيون يزعمون استهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر

أنصار الحوثيين يرددون شعارات ويرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض للولايات المتحدة وإسرائيل في صنعاء 10 يناير 2025 (إ.ب.أ)
أنصار الحوثيين يرددون شعارات ويرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض للولايات المتحدة وإسرائيل في صنعاء 10 يناير 2025 (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يزعمون استهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر

أنصار الحوثيين يرددون شعارات ويرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض للولايات المتحدة وإسرائيل في صنعاء 10 يناير 2025 (إ.ب.أ)
أنصار الحوثيين يرددون شعارات ويرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض للولايات المتحدة وإسرائيل في صنعاء 10 يناير 2025 (إ.ب.أ)

أعلنت جماعة «أنصار الله» الحوثية في اليمن، الأربعاء، أنها نفذت عملية عسكرية مشتركة، استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» وقطعاً بحرية تابعة لها شمال البحر الأحمر.

وقال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، في بيان: «إن العملية نفّذتها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر بصواريخ مجنحة وطائرات مسيّرة خلال محاولة الحاملة الاعتداء على اليمن».

وزعم أن العملية «حققت أهدافها بنجاح. ويعد استهداف حاملة الطائرات (ترومان) هو السادس منذ قدومها إلى البحر الأحمر»، وفق «وكالة الأنباء الألمانية».

وأكد المتحدث أنهم جاهزون لأي تصعيد أميركي - إسرائيلي، «ومستمرون في أداء الواجب تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم».

وأردف بالقول: «عملياتنا لن تتوقف إلا بوقف العدوان، ورفع الحصار عن قطاع غزة».

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» في البحر الأدرياتيكي 2 فبراير 2022 (رويترز)

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، يواصل الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بها، أو تلك المتوجهة إليها، وذلك «نصرة للشعب الفلسطيني في غزة».

وردّاً على تلك الهجمات التي ألحقت أضراراً بحركة التجارة العالمية في البحر الأحمر وخليج عدن، بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا في 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، تنفيذ ضربات جوية ضد الحوثيين الذين استهدفوا في المقابل السفن التابعة للدولتين.