مصر وتركيا لتعميق المصالحة والتمهيد لقمة «السيسي - إردوغان»

فيدان يبحث في القاهرة تفعيل اتفاقيات التعاون و«حرب غزة»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يزور معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يزور معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة (رويترز)
TT

مصر وتركيا لتعميق المصالحة والتمهيد لقمة «السيسي - إردوغان»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يزور معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يزور معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة (رويترز)

تخطو العلاقات المصرية التركية بثبات نحو «حقبة جديدة» من التعاون والشراكة كللتها الزيارات الرفيعة المتبادلة بين مسؤولي البلدين عقب قطيعة دامت عقداً من الزمن.

ووصل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الأحد، إلى القاهرة قادماً من أديس أبابا في زيارة تستمر ليومين، شهدت في اليوم الأول جولة بمدينة العريش (شمال شرقي القاهرة) تفقد خلالها المخازن اللوجيستية الخاصة بالهلال الأحمر المصري، قبل أن يتوجه إلى معبر رفح، فيما يرتقب، الاثنين، مباحثات مع نظيره المصري بدر عبد العاطي.

ووفق بيان للخارجية المصرية، تتناول المباحثات بين عبد العاطي وفيدان «تطورات الأوضاع الإقليمية»؛ وفي مقدمتها الحرب في غزة، إضافة للعديد من «المسائل الثنائية والإقليمية والدولية» ذات الاهتمام المشترك.

خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» يرون أن تلك الزيارة «تعزز تعميق المصالحة المصرية التركية»، و«تمهد لقمة في أنقرة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره التركي، رجب طيب إردوغان»، وسط تقارب لافت في المواقف بالنسبة للقضية الفلسطينية وأهمية وقف حرب غزة.

وهو ما أكده فيدان خلال زيارته للعريش بأن مواقف مصر وتركيا «متطابقة» في ضرورة إنهاء الحرب على غزة وإقرار السلام بالمنطقة عن طريق حل الدولتين، وفق إعلام محلي مصري.

وزير الخارجية التركي يصافح أعضاء الهلال الأحمر المصري عقب وصوله العريش (رويترز)

وشكلت زيارة الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إلى القاهرة في الرابع عشر من فبراير (شباط) بعد قطيعة دامت 12 عاماً «محطة مهمة» في العلاقات بين القاهرة وأنقرة، حيث شهدت توقيع بيان مشترك بشأن اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي الرفيع بين البلدين بقيادة رئيسي البلدين.

وترتكز زيارة وزير الخارجية التركي، وفق الخبير في الشؤون التركية، في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية كرم سعيد، على 4 محاور أساسية أولها الدفع في اتجاه تطور وتعزيز العلاقات الثنائية وتعميق المصالحة ووضع الاتفاقات التي وقعت بين البلدين خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لمصر وتصل لنحو 20 اتفاقية موضع التنفيذ.

ويتمثل المحور الثاني في تعزيز مساحات التفاهم والنقاش ووضع أطر خطط مشتركة فيما يتعلق بإدارة الصراعات بالمنطقة وتحديداً الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة ومناقشة مستقبل المنطقة، وثالثاً بحث إمكانية أن تلعب تركيا دوراً هاماً في مساندة مصر في بعض القضايا، مثل ملف سد النهضة الإثيوبي، الذي يعد محل خلاف بين أديس أبابا والقاهرة، خاصة أن وزير الخارجية التركي كان قبل وصوله في زيارة لإثيوبيا، ويضاف لذلك بحث مزيد من التوافق بين البلدين فيما يخص ليبيا.

كما ستشمل الزيارة، وفق كرم سعيد، وضع اللمسات النهائية لزيارة محتملة للرئيس المصري في شهر أغسطس (آب) الجاري.

وشهدت الاتصالات الدبلوماسية بين القاهرة وأنقرة تنامياً ملحوظاً منذ مارس (آذار) 2021، لبحث عودة العلاقات لطبيعتها إثر تباينات سياسية منذ 2013، قبل أن يتوج مسار المحادثات بتصافح الرئيسين المصري والتركي للمرة الأولى على هامش حضورهما افتتاح كأس العالم لكرة القدم بقطر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، وهي المصافحة التي تبعتها زيارة لوزير الخارجية المصري السابق سامح شكري لأنقرة لتقديم الدعم في أعقاب الزلزال المدمر مطلع العام الماضي.

وقبل نحو عام، وتحديداً في يوليو (تموز) 2023، أعلنت القاهرة وأنقرة عودة سفيري البلدين، وتوجت العلاقات في فبراير الماضي بزيارة إردوغان لمصر، وبعد شهرين من زيارة رئيس الأركان المصري السابق أسامة عسكر لأنقرة، في أول زيارة لمسؤول عسكري رفيع لتركيا منذ 2013.

وباعتقاد المحلل السياسي التركي، طه عودة أوغلو، فإن الزيارة تحمل «أهمية بالغة»، وتضع البلدين أمام مرحلة جديدة من الشراكة، خاصة وهي تأتي في توقيت هام تشهده المنطقة في ظل التصعيد الإسرائيلي الإيراني، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية، الأربعاء، في طهران، وتطورات غزة ولبنان.

وستشهد الزيارة، وفق توقعات المحلل السياسي التركي، وضع اللمسات الأخيرة لزيارة الرئيس المصري لتركيا التي ستكون قريبة، لافتاً إلى أن مباحثات الوزيرين المصري والتركي ستضع الأطر النهائية لها، لافتاً إلى تقارب كبير بين البلدين منذ المصالحة، وتطابق في الرؤى بشأن عدة قضايا بمنطقة الشرق الأوسط خاصة القضية الفلسطينية وملف حرب غزة، بحسب عودة أوغلو.

وبخلاف القضايا الإقليمية، سيكون الملف الاقتصادي حاضراً بقوة خلال المباحثات، وفق طه عودة أوغلو، الذي يعتقد أن العلاقات الاقتصادية بحاجة إلى دفعة قوية بين أنقرة والقاهرة، وإلى مزيد من التنسيق لتعزيز العلاقات.


مقالات ذات صلة

عائلات الأسرى لدى «حماس» يائسة من نتنياهو

شؤون إقليمية أقارب إسرائيليين محتجزين لدى «حماس» يرفعون شعارات في تل أبيب، السبت، لوقف الحرب (إ.ف.ب)

عائلات الأسرى لدى «حماس» يائسة من نتنياهو

حذّر عدد من الخبراء في تل أبيب من أن اليأس بدأ يدبّ في صفوف عائلات الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس»، بسبب إجهاض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صفقة التبادل.

المشرق العربي صواريخ إسرائيلية لاعتراض مقذوفات أطلقها «حزب الله» ليل السبت/ الأحد (أ.ف.ب)

إسرائيل تصعد استعدادها لصد هجوم «طوق النار» الوشيك

يتوقع مسؤولون بواشنطن أن تشن إيران ووكلاؤها هجوماً على إسرائيل، يوم الاثنين، رداً على مقتل رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» وقيادي آخر في «حزب الله».

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي مسافرون في مطار بيروت الدولي (رويترز)

​على وقع التصعيد... مسافرون يستعجلون مغادرة لبنان

مع ازدياد المخاوف من تصعيد بين إسرائيل و«حزب الله» سارع كثيرون إلى مغادرة لبنان

«الشرق الأوسط» (بيروت )
شمال افريقيا طفل يقف وسط الدمار في أعقاب غارة إسرائيلية أصابت خياماً يستخدمها النازحون كملاجئ مؤقتة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: «تعثر جديد» يزيد تحديات الوسطاء

«خطوة جديدة للوراء» شهدتها محادثات «هدنة غزة» مع عودة وفد التفاوض الإسرائيلي من القاهرة دون «انفراجة وتقدم» بالمباحثات، وسط عراقيل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي خالد مشعل يعانق إسماعيل هنية قبل مغادرته قطاع غزة ديسمبر 2012 (أرشيفية - رويترز) play-circle 03:01

«حماس» تحاول حسم خليفة هنية بأسرع وقت

قالت مصادر مطلعة في حركة «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، إنه حتى اللحظة (الأحد) لم يجرِ اختيار أي شخص لرئاسة المكتب السياسي لحركة «حماس»، خلفاً لرئيس المكتب الراحل…

«الشرق الأوسط» (رام الله)

ماكرون والعاهل الأردني يدعوان إلى تجنب تصعيد عسكري في الشرق الأوسط «بأي ثمن»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعقيلته في استقبال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وعقيلته على مدخل قصر الإليزيه (أرشيفية - د.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعقيلته في استقبال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وعقيلته على مدخل قصر الإليزيه (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

ماكرون والعاهل الأردني يدعوان إلى تجنب تصعيد عسكري في الشرق الأوسط «بأي ثمن»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعقيلته في استقبال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وعقيلته على مدخل قصر الإليزيه (أرشيفية - د.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعقيلته في استقبال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وعقيلته على مدخل قصر الإليزيه (أرشيفية - د.ب.أ)

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، الأحد، إلى تجنب تصعيد عسكري في الشرق الأوسط «بأي ثمن»، في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل من جهة، وإيران وحليفها «حزب الله» اللبناني من جهة أخرى.

وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية» قالت الرئاسة الفرنسية في بيان أثر مكالمة هاتفية بين ماكرون والعاهل الأردني، إن «رئيس الجمهورية والملك عبد الله الثاني أعربا عن أكبر قدر من القلق حيال تصاعد التوترات في المنطقة»، وشددا على ضرورة تجنب تصعيد عسكري إقليمي بأي ثمن. وقد دعيا جميع الأطراف إلى الخروج من منطق الانتقام وممارسة أكبر قدر من ضبط النفس وتحمل أكبر قدر من المسؤولية لضمان أمن الشعوب.