دفاع يمني رسمي عن اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي مع الحوثيين

عقب حملة اتهامات للحكومة بمنح مكاسب للانقلابيين

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مجتمعاً في حضرموت مع ممثلي الأحزاب (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مجتمعاً في حضرموت مع ممثلي الأحزاب (سبأ)
TT

دفاع يمني رسمي عن اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي مع الحوثيين

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مجتمعاً في حضرموت مع ممثلي الأحزاب (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مجتمعاً في حضرموت مع ممثلي الأحزاب (سبأ)

على وقع الانتقادات التي وجهت للحكومة اليمنية عقب موافقتها على اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي مع الحوثيين، بما في ذلك التراجع عن قرارات البنك المركزي الضاغطة على الجماعة وما يتعلق بأزمة الخطوط الجوية اليمنية، أكدت الحكومة أنها حققت من خلال الاتفاق العديد من الأهداف التي تصب في مصلحة اليمنيين بحكم مسؤوليتها عن جميع مواطنيها.

وكان قطاع من اليمنيين الموالين للحكومة اليمنية أبدى تململه من الموافقة على اتفاق خفض التصعيد؛ إذ رأى في ذلك تقديم مكاسب للجماعة الحوثية، في حين كان يفترض المضي في إنفاذ التدابير التي اتخذها البنك المركزي لخنق الجماعة.

الانقسام المصرفي في اليمن يفاقم الأعباء الاقتصادية على المجتمع (رويترز)

ولتوضيح ملابسات الاتفاق والمكاسب التي خرجت بها الحكومة اليمنية، أكد وزير الإعلام معمر الإرياني في تصريحات رسمية، أن الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي اليمني في أبريل (نيسان) الماضي، مثّلت في جوهرها تحريكاً لأوراق ضغط على الميليشيا الحوثية لوقف ممارساتها التدميرية بحق القطاع المصرفي والمالي، والحد من التداعيات الكارثية لتوقف الصادرات النفطية على الاقتصاد والعملة الوطنية، وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.

أهداف محققة

وأوضح وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن تدابير البنك المركزي التي تم التراجع عنها، بموجب اتفاق خفض التصعيد، حققت العديد من الأهداف، وفي مقدمها أنها جسدت المركز القانوني للدولة، وقدرة البنك على ممارسة حقوقه الحصرية في إدارة السياسة النقدية، وحماية القطاع المصرفي والمودعين، وتعزير الرقابة على البنوك وتعاملاتها الخارجية.

وأضاف أن تلك التدابير أظهرت هشاشة الحوثيين، وقدمت نموذجاً لما تستطيع الحكومة عمله في كل مؤسسات الدولة للضغط، كما أظهرت قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات يمكن أن تتسبب في تعالي صراخ الجماعة في أي وقت بصفتها الطرف الشرعي الذي يعترف به العالم.

ومن تلك الأهداف المحققة، أشار الإرياني إلى أن إجراءات البنك أكدت نجاح سياسة الحزم في الضغط على الحوثيين للاستجابة إلى مساعي التهدئة والسلام أكثر من أي ضغوط أخرى، عندما لامست نقاط الضعف الحساسة لدى الميليشيا وهو الملف الاقتصادي.

وأدت ضغوط الحكومة - وفق الإرياني - إلى إجبار الحوثيين على إلغاء القرارات غير القانونية التي اتخذتها ضد البنوك التجارية، والتوقف مستقبلاً عن أي إجراءات أحادية في الجانب الاقتصادي، بما في ذلك سك عملة مزورة.

عملة معدنية غير قانونية من فئة 100 ريال يمني سكّها الحوثيون دون إذن الحكومة الشرعية (رويترز)

وفوق ذلك، أجبرت قرارات البنك المركزي الحوثيين على الجلوس إلى طاولة التفاوض لحل كافة القضايا الاقتصادية، وهو ما مثّل - بحسب الوزير - ضربة لعنتريات الجماعة وتصريحات قادتها بعدم الذهاب لأي تفاوض اقتصادي.

وقال الإرياني إن ردود الحوثيين كشفت بوضوح عن اتجارهم بالحرب ونهبهم المليارات من الريالات اليمنية وتوجيهها لتمويل أنشطتهم الإرهابية، بدلاً من تسخيرها لدفع مرتبات الموظفين وتحسين الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرتهم.

وأضاف أن الحكومة أثبتت الحرص طيلة الفترة الماضية، على الرغم من الأوراق التي تمتلكها للضغط على الميليشيا، على تحييد الملف الاقتصادي، وتجنب المواطنين أي تبعات في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.

وبخصوص ما يتعلق بأزمة شركة الخطوط الجوية اليمنية، أوضح الإرياني أن استئناف الرحلات بين صنعاء والأردن وتسيير رحلات إلى القاهرة والهند، هو امتداد للتسهيلات التي كانت الحكومة قد قدمتها في الهدنة الأممية، حرصاً على تمكين المواطنين من السفر سواء المرضى، أو الباحثون عن فرص العمل والتعليم.

انتصار أخلاقي

خلص الوزير الإرياني في معرض توضيحه إلى أنه لا رابح ولا خاسر من اتفاق التهدئة الاقتصادية الذي أعاد الأوضاع إلى مربع الهدنة الأممية، باستثناء أن الحكومة الشرعية انتصرت أخلاقياً عندما تعاملت بمسؤولية مع تداعيات الوضع الإقليمي وتجنيب اليمن مآلات الحرب الشاملة.

ولفت إلى أن من شأن الحرب مضاعفة المعاناة وتدمير ما تبقى من مقومات الحياة، ومصادر العيش للشعب اليمني، وتقويض المساعي النبيلة التي تقودها السعودية وعمان لإنهاء الحرب واستعادة مسار السلام والاستقرار والتنمية، وعمل كل ما من شأنه تخفيف العبء عن اليمنيين اقتصادياً وإنسانياً.

وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني (سبأ)

وقال الإرياني إن الحكومة في بلاده أكدت حرصها على مصالح الشعب واستشعارها خطورة الوضع الاقتصادي والإنساني، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا الحوثية في ضوء المستجدات الأخيرة، وبخاصة العدوان الإسرائيلي الغاشم على ميناء الحديدة، وعدم اكتراث الميليشيا الحوثية للعواقب الوخيمة لسلوكها العدائي، وأخذها الشعب اليمني رهينة في سبيل تنفيذ الأجندة الإيرانية في المنطقة، وفق تعبيره.

ليس رضوخاً

في سياق الدفاع عن موافقة الحكومة اليمنية على خفض التصعيد مع الحوثيين اقتصادياً، أكد الإرياني أن أي تنازلات تقدمها الحكومة ليست رضوخاً لابتزاز الحوثي، وإنما لأجل الشعب اليمني، انطلاقاً من مسؤولية الحكومة عن كافة مواطنيها بمن في ذلك الواقعون تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، والحرص على عدم تعريضهم إلى مزيد من الأعباء المعيشية جراء السياسات الأحادية من جانب الميليشيا، والتزاماً بنهج الحكومة المسؤول في حماية المكتسبات الوطنية وعدم المراهنة بها في معارك صفرية مع الميليشيا.

وشدد الوزير الإرياني على أن الحكومة في بلاده ستظل مع أي مبادرات تُعلي مصلحة الشعب على أي اعتبارات أو أجندات أخرى، مؤكداً أنه لا يزال في جعبتها الكثير من أدوات الضغط.

مقر البنك المركزي اليمني في عدن (إعلام حكومي)

ولفت الوزير إلى جهود مجلس القيادة الرئاسي في الإدارة الكفؤة لاستحقاقات السلام، وتعزيز العلاقات المتميزة مع قيادة التحالف ودول مجلس التعاون الخليجي، وتحسن موقف الدولة في امتلاك وسائل الردع، ومن ذلك سياسة الحزم الاقتصادية التي شملت قرارات البنك المركزي اليمني لحماية القطاع المصرفي ومكافحة غسل الأموال.

يشار إلى أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي كان قد أشار خلال لقائه في حضرموت، الثلاثاء، ممثلي الأحزاب السياسية، إلى ما وصفه بـ«هيمنة السرديات المحبطة في الغالب على التناولات المتعلقة بموقف المجلس الرئاسي من جهود الوساطة الإقليمية والأممية لخفض التصعيد الاقتصادي، بعدما ذهبت الميليشيات الحوثية إلى خيار خلط الأوراق في المنطقة بإيعاز من النظام الإيراني».

وقال العليمي: «الميليشيا لا تزال حتى الآن في حالة تخبط ومحاولة البحث عن ذرائع جديدة لابتزاز العالم وعسكرة البلد، ومن ذلك الإعلان من طرف واحد عن رحلات جوية إلى وجهات جديدة قبل موافقة الدول المعنية».


مقالات ذات صلة

الحكومة اليمنية تجني ثمرة الإصلاحات في شراء وقود الكهرباء

العالم العربي انقطاع الكهرباء المتكرر في اليمن قلق مستمر للسكان (إكس)

الحكومة اليمنية تجني ثمرة الإصلاحات في شراء وقود الكهرباء

بدأت الحكومة اليمنية تجني ثمرة الإصلاحات التي قادتها في شراء وقود الكهرباء، حيث أفاد تقرير رسمي بتحقيق وفر شهري قدره 20 مليون دولار منذ تشكيل لجنة المناقصات.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي اتفاق لإعادة تأهيل وتأثيث معهد العلوم الصحية في محافظة لحج اليمنية (مركز الملك سلمان للإغاثة)

​مشروع سعودي لإمدادات المياه في 70 منشأة صحية يمنية

أطلقت السعودية مشروعاً لتعزيز إمدادات المياه وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة في المرافق الصحية باليمن بقيمة 3.75 مليون دولار.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي جانب من اجتماع مجلس الوزراء اليمني في عدن الثلاثاء (سبأ)

​الحكومة اليمنية تحذر الحوثيين من رهن مصير البلاد بمعاركهم العبثية

حذرت الحكومة اليمنية الحوثيين المدعومين من إيران من رهن مصير البلاد بمعاركهم «العبثية» خدمة لأجندة طهران ودعتهم إلى التعاطي الإيجابي مع جهود السلام.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون أعدموا في 2021 تسعة من سكان الحديدة بينهم قاصر بعد محاكمة وُصفت بـ«الجائرة» (أ.ف.ب)

تحذير يمني من إقدام الحوثيين على إعدام 3 معتقلين

حذّرت الحكومة اليمنية ومنظمات حقوقية من إقدام الحوثيين على إعدام 3 من المعارضين السياسيين بعد مصادقة محكمة تديرها الجماعة في صنعاء على الأحكام.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال يمنيون في مخيم للنازحين في مدينة حيس التابعة لمحافظة الحديدة يحصلون على مساعدات غذائية (غيتي)

اليمن: توجهات حكومية ودولية لمواجهة انعدام الأمن الغذائي

تسعى منظمة الصحة العالمية والحكومة اليمنية إلى مواجهة انعدام الأمن الغذائي وقصور نظم المعلومات الصحية والتغذية في اليمن، حيث يعاني نصف الأطفال من سوء التغذية.

وضاح الجليل (عدن)

موسيقيون نازحون من غزة يسعون لمواصلة مسيرتهم الفنية في مصر

الموسيقي الفلسطيني رؤوف البلبيسي (رويترز)
الموسيقي الفلسطيني رؤوف البلبيسي (رويترز)
TT

موسيقيون نازحون من غزة يسعون لمواصلة مسيرتهم الفنية في مصر

الموسيقي الفلسطيني رؤوف البلبيسي (رويترز)
الموسيقي الفلسطيني رؤوف البلبيسي (رويترز)

منذ نعومة أظفاره، يراود الموسيقي الفلسطيني رؤوف البلبيسي حلم بإنشاء مركز ثقافي ينبض بالحياة في قطاع غزة، لكن بعد 5 أشهر من افتتاحه مقهى في مدينة غزة، عصفت رياح الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بحلمه.

والآن انضم عازف العود والمغني لمجموعة من الموسيقيين النازحين من غزة الذين يتطلعون لإعادة بناء حياتهم واستكمال مسيرتهم المهنية في مصر التي نجحوا في العبور لها.

وقال البلبيسي (28 عاماً) لـ«رويترز» في فعالية «ديرة» للموسيقيين النازحين بالقاهرة، يوم السبت: «من وأنا صغير، في المدرسة، كان عندي مشروع أقدم فيه الفكرة تبعتي، هي فكرة يكون المطعم أو كافيه الموسيقى متواجدة 24 ساعة، أنك كزبون بتشرب شيء أو تأكل شيء في أي وقت تسمع موسيقى لايف، حدا بيعزف بيانو، عود، جيتار، أو يغني، أي شيء. الفكرة كانت موجودة عندي من زمان. في 2021 أنا سافرت على الإماراتـ واشتغلت وحوشت (ادخرت) مبلغ كبير، ونزلت (رجعت) على غزة على أساس إن أنا أفتح المشروع اللي هو كافيه موسيقي».

وأضاف أن المشروع استمر «من أول مايو (أيار) وحتى يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ثم صارت الحرب والكافيه أُغلق تماماً واليوم الحلم انهد، يعني انقصف وانهد المشروع بكل التكاليف بالآلات الموسيقية حتى أنا كان عندي جهاز غرامافون أنا واخده من أمي قديم كتير هذا الغرامافون برضه هذا انقصف هو والأسطوانات والكتب اللي أنا أخدتها من والدي، هذا كله راح في لحظة».

وتابع البلبيسي قائلاً: «طبعاً عاصرت الأربع حروب اللي فاتوا، وهاي الحرب الخامسة. من بداية يوم سبعة أكتوبر نزحت أنا وعيلتي تقريبا 4 أو 5 مرات، من مكان لمكان، وبالآخر وقف الأمر إني بدي أنا آجي مصر عشان أساعد أهلي كلهم يطلعوا من غزة إلى مصر، لكن للأسف لما وصلت، المعبر اتسكر واتقفل تماماً، وما قدرتش أساعد أهلي واليوم أنا موجود بمصر وهم بغزة والحمد لله».

لكن عزيمة البلبيسي لم تلن، وما زال يواصل الكفاح، رغم أن همه الرئيسي الآن ينصب على سلامة أسرته التي لا تزال محاصرة في غزة.

وقال: «هدفي أنا حالياً، أمنيتي، إن الحرب توقف وأقدر أساعد أهلي وأطلعهم أو أرجع أنا على غزة. المهم أن أطمن على أهلي. الهدف اللي بعد ذلك أني أوصل صوتي ورسالتي وقضيتي للعالم كله. يعني أقاوم بصوتي وبألحاني وبكلماتي، وأوصل فكرة غزة وفكرة المعاناة أو فكرة النضال والصمود لكل العالم من خلال الموسيقى».

وأدت الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر إلى تحويل أجزاء كبيرة من قطاع غزة إلى أنقاض، وأسفرت عن مقتل نحو 40 ألف شخص، وفقاً للسلطات الصحية في غزة.

وشنت إسرائيل هجومها العسكري بعد هجوم «حماس» الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، وأسر أكثر من 250 رهينة، حسب إحصاءات إسرائيلية.

وكانت مصر المنفذ الوحيد للمدنيين كي يخرجوا من القطاع المحاصر منذ فترة طويلة. ودفع كثيرون من سكان غزة للوسطاء آلاف الدولارات لدخول مصر، لكن المعبر الحدودي أُغلق مع تقدم إسرائيل نحو مدينة رفح في غزة في أوائل شهر مايو.

مغني الراب أحمد الشمالي (رويترز)

أما مغني الراب أحمد الشمالي (22 عاماً) فقد أجبره الصراع على ترك غزة، لكن ولعه بالموسيقى هو ما دفع به إلى القاهرة قبل 3 أشهر، ولم يكن معه بخلاف عائلته إلا أمل في إطلاق أول ألبوم لأغنياته المسجلة.

وأتيحت للشمالي فرصة أداء مقطوعات حية من الألبوم لأول مرة في حفل «ديرة» الذي نظمته مجموعة فنية تسمى «كلام أفلام» إلى جانب مبادرات محلية أخرى.

وقال الشمالي إن العاملين في مجال الفنون في غزة يواجهون قيوداً على الحريات الإبداعية، فضلاً عن الافتقار إلى البنية التحتية والدعم.

وأضاف: «هذا المجال يعني لازم يكون فيه توجيه من ناس سابقة بتفهم في المواضيع هذه وهايدي مش موجودة، غير القيود الفكرية مثلا اللي بتتحط علينا كفنان إنك تعبر عن وتحكي اللي بدك تحكيه والمعايير اللي بتناسب الجميع، وهذا شيء حتى بنفتقده أحياناً، وبنتحاسب عليه، ويتطلعوا علينا كدخلاء على المجتمع، أو نكون مثلاً بنعمل فن غريب، وهذا إشيء باحس أنه مش منطقي».

لكنه استرسل قائلاً: «الجديد أنه قبل الحرب حسيت أنه فيه تقبل للراب بالذات من الشباب، وكانت هذه طاقة هتودي في مكان كتير رائع، فطبعاً صار اللي صار».

ومضى يصف تجربته مع الراب قائلاً: «حسسني بالحرية حرية إني بأعبر عن الأشياء اللي باعيشها وباشوفها في حياتي اللي بتصير معايا كل يوم... الماسيج اللي الألبوم بيحملها هي عبارة عن كل شيء مريت فيه ومنها الحرب وبيعبر كتير عن ظروف بأعيشها أغلب الشباب هنا، أو أغلب الناس هنا لأنه كتير من هذه الأشياء بتصير وفعلًا حقيقية والأغاني بتعبر عنها بصورة واضحة».

و«ديرة» هي أيضاً عنوان أحدث ألبوم للفنان الجزائري الفلسطيني مروان عبد الحميد، المعروف باسمه الفني «سانت ليفانت» والذي كان الفنان الرئيسي في حفل يوم السبت. يشير اسم الألبوم إلى ارتباطه بجذوره.

وقالت حياة الجويلي، من كلام أفلام، إن الحدث في القاهرة يستهدف إلهام الشباب الفلسطينيين بالقدرة على الفعل.

وأضافت أن «مصر ملتقى تاريخي للفنون والثقافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولديها البنية التحتية وقادة الصناعة الذين يمكنهم مساعدة هؤلاء الفنانين على الوصول إلى جمهور جديد والحفاظ على فنهم حتى يتمكنوا من العودة إلى أوطانهم».

ووطد آدم غانم (20 عاماً) مدير موسيقى أحمد الشمالي، عزمه على إطلاق أول علامة تجارية موسيقية لغزة. وفي يناير (كانون الثاني) 2023، حصل على زمالة من «2048 فاونديشن» التي أسسها الفنان «سانت ليفانت» والتي تدعم المشروعات الإبداعية الفلسطينية.

وقال: «بفضل دعمهم استطعنا افتتاح استوديو موسيقي في مدينة غزة، لكن بعد 5 أشهر تقريبا دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي».

وأضاف: «خسرنا كل شيء، لكننا الآن في القاهرة، ونحن مصممون على استعادة كل شيء».