الزبيدي يشدد على الاستعداد لمرحلة مقبلة مع الحوثيين «سلماً أو حرباً»

غارات في الحديدة غداة نجاة سفينة من هجوم شرق عدن

الزوارق المسيّرة المفخخة استعملها الحوثيون لأول مرة في مهاجمة الناقلة اليونانية «توتور» (رويترز)
الزوارق المسيّرة المفخخة استعملها الحوثيون لأول مرة في مهاجمة الناقلة اليونانية «توتور» (رويترز)
TT

الزبيدي يشدد على الاستعداد لمرحلة مقبلة مع الحوثيين «سلماً أو حرباً»

الزوارق المسيّرة المفخخة استعملها الحوثيون لأول مرة في مهاجمة الناقلة اليونانية «توتور» (رويترز)
الزوارق المسيّرة المفخخة استعملها الحوثيون لأول مرة في مهاجمة الناقلة اليونانية «توتور» (رويترز)

شدد عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، عيدروس الزبيدي، السبت، على الاستعداد لمرحلة مقبلة مع الحوثيين «سلماً أو حرباً»، في وقت تتصاعد فيه وتيرة هجمات الجماعة الموالية لإيران ضد سفن الشحن، بالتوازي مع عمليات الدفاع الاستباقية التي تقودها واشنطن لحماية الملاحة.

وبعد أن اعترفت الجماعة الحوثية بتلقي أربع غارات غربية في شمال الحديدة على البحر الأحمر، السبت، جاءت تصريحات الزبيدي من عدن، إذ استقبل في القصر الرئاسي، وفق الإعلام الرسمي، عدداً من زعماء محافظة صعدة ووجهائها (شمال).

عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عيدروس الزبيدي مجتمعاً في عدن مع وجهاء من صعدة (سبأ)

ونقلت وكالة «سبأ» أن الزبيدي استمع إلى شرحٍ وافٍ عن الأوضاع في صعدة، في ظل الانتهاكات والممارسات غير الإنسانية المستمرة التي ترتكبها الميليشيات الحوثية «الإرهابية»، ومحاولاتها «فرض آيديولوجياتها الخاصة على المواطنين بقوة السلاح، ومساعيها لتحويل المحافظة إلى مركز لتصدير المنهج اللاهوتي الإيراني المتطرف إلى باقي المحافظات اليمنية ودول المنطقة، لتغيير هويتها الثقافية والدينية».

وجدّد عضو مجلس الحكم اليمني دعم المجلس الجهود الشعبية والقبلية الحقيقية والمخلصة، لتوحيد صف أبناء محافظة صعدة، وباقي المحافظات التي ما زالت ترزح تحت سيطرة الحوثيين، كما أكد دعم أي مساعٍ من شأنها أن تخلّص اليمن والمنطقة من شرّ الميليشيات التي أشار إلى أن أذاها امتدّ ليشكل خطراً حتى على بقية دول العالم.

وقال الزبيدي، مخاطباً زعماء صعدة ووجهاءها: «ميليشيات الحوثي أصبحت اليوم مصنّفة جماعة إرهابية من قِبل المجتمع الدولي، ومشروعها سينتهي بإجماع العالم كله، وما تقوم به اليوم من إرهاب وقرصنة في ممرات الملاحة الدولية ما هو إلا المسمار الأخير في نعشها».

وأكد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن «تحرُّك أبناء صعدة لتوحيد صفوفهم في مواجهة الميليشيات الحوثية، والتعبير المعلَن عن رفض أفكارها وأجنداتها الطائفية، سيعطي الدافع والشجاعة اللازميْن لأبناء المناطق الأخرى لأخذ المنحى ذاته، وبدء تشكيل مقاومة حقيقية تُفضي إلى التخلص من الميليشيات وأفكارها».

زورق حوثي مسيّر في البحر الأحمر إذ تشن الجماعة هجماتها ضد السفن (إعلام حوثي)

وشدد الزبيدي على «أهمية الاستعداد للمرحلة المقبلة سلماً أو حرباً»، وقال إن «كل المعطيات الماثلة على الأرض تشير إلى أن الميليشيات الحوثية الإرهابية لن تجنح للسلام، وستواصل إرهابها واستهدافها للملاحة الدولية في البحر الأحمر، وباب المندب، وخليج عدن، وعرقلتها كل المساعي والجهود التي يبذلها الأشقاء والأصدقاء لإحلال السلام».

غارات في الحديدة

في سياق الضربات التي تنفّذها واشنطن لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن، اعترفت الجماعة الموالية لإيران بتلقي أربع غارات استهدفت مواقع في مديرية اللحية شمال الحديدة، السبت، دون أي تفاصيل عن آثار هذه الضربات.

وبهذه الغارات، التي تقول الجماعة إنها «أميركية بريطانية»، يرتفع عدد الغارات التي استهدفت مواقعها خلال 12 يوماً إلى 34 غارة.

وجاءت الغارات الأربع غداة إبلاغ هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أن سفينة تجارية أفادت بوقوع انفجار في محيطها على بُعد 126 ميلاً بحرياً شرق مدينة عدن الساحلية اليمنية، وأنها لم تتعرّض وطاقمها لأي أضرار، إذ تواصل إبحارها نحو الميناء التالي.

وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض، منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، نحو 530 غارة، أدَّت في مجملها، حتى الآن، إلى مقتل 58 عنصراً، وجرح 86 آخرين، وفق ما اعترفت به الجماعة.

وفي خطبته الأسبوعية، الخميس، توعّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بالمزيد من الهجمات، وادّعى مهاجمة 153 سفينة مرتبطة بإسرائيل وأميركا وبريطانيا، زاعماً أن قوات جماعته استهدفت للمرة الثالثة حاملة الطائرات «أيزنهاور» شمال البحر الأحمر بالصواريخ ومطاردتها.

وكانت الولايات المتحدة قد أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 5 مناسبات حتى الآن، كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.

إصابة 25 سفينة

أصابت الهجمات الحوثية حتى الآن نحو 25 سفينة منذ بدء التصعيد، غرقت منها اثنتان؛ إذ أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر بالتدريج، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور».

وكانت مصادر ملاحية غربية أكدت، الأربعاء الماضي، غرق السفينة اليونانية «توتور» في البحر الأحمر بعد أسبوع من تعرّضها لهجوم حوثي، وهي ثاني سفينة تغرق بسبب الهجمات الحوثية بعد السفينة البريطانية «روبيمار».

مشاهد بثّها الحوثيون للحظة مهاجمة السفينة اليونانية «توتور» الغارقة في البحر الأحمر (رويترز)

كما تسود مخاوف من مصير مماثل تواجهه السفينة الأوكرانية «فيربينا»، التي تركها بحارتها تهيم في خليج عدن بعد تعذُّر إطفاء حرائق على متنها، بسبب هجوم حوثي آخر تعرّضت له في 13 من الشهر الحالي.

كما أدّى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية.

إلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر»، التي قرصنتها قبل أكثر من 6 أشهر، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها إلى مزار لأتباعها.

وتشنّ الجماعة الحوثية، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، إذ تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، كما تدّعي، بغض النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، كما أعلنت أخيراً توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط، وتبنّت هجمات في موانئ إسرائيلية بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لإيران.

وتقول الحكومة اليمنية إن الجماعة الحوثية تهرب من السلام الذي تقوده الأمم المتحدة، بذريعة مناصرة غزة، تنفيذاً لأجندة إيران في المنطقة، وإن الحل الأمثل هو دعم القوات الحكومية لاستعادة الحديدة وموانئها وجميع المؤسسات والمناطق الخاضعة للجماعة.


مقالات ذات صلة

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)
جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)
TT

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)
جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)

أعلن جهاز الأمن الوطني العراقي، السبت، إحباط مخطط «إرهابي خطير» في محافظة كركوك كان يستهدف شخصيات أمنية ومواقع حكومية، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء العراقية».

وقال الأمن الوطني العراقي إنه قبض على «أمير قاطع كردستان» في تنظيم «داعش»، وأن حصيلة المقبوض عليهم في محافظة كركوك «بلغت 50 إرهابياً صدرت بحقهم أحكام قضائية مختلفة».

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت خلية الإعلام الأمني مقتل خمسة من تنظيم «داعش» في كركوك بضربة للقوات الجوية أمس.

وأضافت في بيان: «طائرات إف - 16 استهدفت مضافة للإرهابيين في وادي زعيتون ضمن قاطع عمليات كركوك... واكتشفت عناصر من القوات الخاصة مقتل خمسة والعثور على أسلحة ومعدات اتصال».

وأكد البيان استمرار القوات العراقية في العمل المكثف للتخلص من «الإرهاب الداعشي».