40 دولة تطالب الحوثيين بإطلاق العاملين الإنسانيين «فوراً»

غروندبرغ «محبط» ويخشى عواقب «المحصلة الصفرية» على اليمنيين

المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ متحدثاً، الخميس، إلى أعضاء مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة (الأمم المتحدة)
المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ متحدثاً، الخميس، إلى أعضاء مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة (الأمم المتحدة)
TT

40 دولة تطالب الحوثيين بإطلاق العاملين الإنسانيين «فوراً»

المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ متحدثاً، الخميس، إلى أعضاء مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة (الأمم المتحدة)
المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ متحدثاً، الخميس، إلى أعضاء مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة (الأمم المتحدة)

عبّر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن «إحباطه» من التصعيد في منطقة البحر الأحمر، ومما سمّاه «المحصلة الصفرية» التي تنعكس سلباً على المواطنين اليمنيين. بينما طالبت 40 دولة جماعة الحوثي المدعومة من إيران بإطلاق جميع المحتجزين من العاملين الأمميين والموظفين في المنظمات الدولية «فوراً» و«بلا شروط».

وعقد مجلس الأمن جلسة استمع فيها إلى إحاطتين، كانت الأولى من غروندبرغ، الذي قال إنه «يواصل التزاماته تجاه وقف إطلاق النار وعملية سياسية جامعة تسمح للأطراف المتحاربة بتسوية خلافاتها بالوسائل السلمية»، مستدركاً أنه «منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عندما اتفق الطرفان على مجموعة من الالتزامات التي سيتم تفعيلها من خلال خريطة طريق للأمم المتحدة، أدى الوضع الإقليمي إلى تعقيد هذه العملية بشدة». وأشار خصوصاً إلى التصعيد في البحر الأحمر، مضيفاً أنه «بدلاً من تحقيق تقدم ملموس نحو حماية الالتزامات التي جرى التعهد بها ووضع الصيغة النهائية لخريطة الطريق، عادت الأطراف إلى لعبة محصلتها صفر». وحذر من أن «عقلية المحصلة الصفرية هذه تتجلى بشكل واضح في الاقتصاد» الذي «انكمش بشكل حاد بعد الهجوم على منشآت تصدير النفط في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، ما أدى إلى التوقف التام لتصدير النفط الخام، وأثّر بشدة على دخل الحكومة اليمنية».

وتحدّث غروندبرغ عن «اجتماعات مكثفة» في الرياض وعدن وصنعاء لمناقشة «مقترحات ملموسة لحل هذه الأزمة» الاقتصادية، إضافة إلى المساعي الخاصة بخريطة الطريق. وإذ أشار إلى الاستقرار النسبي، رغم التصعيد في بعض المناطق، وصف الوضع العسكري بأنه «غير مستدام»، مضيفاً أنه «إذا استمرت الأطراف في ذلك المسار التصعيدي الحالي فإن السؤال ليس ما إذا كان الطرفان سيعودان إليه، بل متى سيحصل التصعيد في ساحة المعركة؟». وقال: «أنا محبط لأننا رأينا التقدم الذي حققه اليمنيون» قبل التصعيد الأخير في البحر الأحمر بسبب استهداف الحوثيين السفن التجارية في المنطقة، مضيفاً: «نحن بحاجة ماسة إلى التغلب على الوضع الإقليمي الذي هو خارج عن سيطرتنا».

ومع ذلك، أعلن المبعوث الأممي أنه «لا يزال مصمماً» على متابعة جهوده «لجمع الأطراف معاً من دون شروط مسبقة، لمناقشة القضايا» العالقة، ومنها الاقتصاد وإطلاق المعتقلين، وفتح مزيد من الطرق، وفي نهاية المطاف وضع اللمسات الأخيرة على خريطة الطريق.

40 دولة

ونيابة عن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، منسق المعونة الطارئة، مارتن غريفيث، تحدثت مديرة العمليات والمناصرة لدى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إيديم ووسورنو، مشيرة أولاً إلى «احتجاز سلطات الأمر الواقع الحوثية 13 زميلاً يعملون في الأمم المتحدة، و5 موظفين في المنظمات غير الحكومية الدولية، والكثير غيرهم من المنظمات غير الحكومية الوطنية والمجتمع المدني». وأكدت أن «الوضع مثير للقلق»، مطالبة سلطات الأمر الواقع الحوثية بإطلاقهم «فوراً». وقالت: «لا تؤدي هذه الأفعال إلى تعريض موظفي الأمم المتحدة وموظفي المنظمات غير الحكومية للخطر فقط، بل إنها تؤخر وتعرقل إيصال المساعدات الحيوية إلى ملايين الأشخاص».

وقبيل الاجتماع، تلت المندوبة البريطانية الدائمة لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، بياناً صادقت عليه 40 دولة، ويفيد بأنها «تندد بشدة» بعمليات الاعتقال الأخيرة التي قام بها الحوثيون، منذ 7 يونيو (حزيران) الماضي، بحق موظفي الأمم المتحدة والعاملين حالياً أو سابقاً لدى منظمات غير حكومية دولية ووطنية وبعثات دبلوماسية، مطالباً بـ«الإطلاق الفوري وغير المشروط لجميع المحتجزين». وحضّ الحوثيين على «ضمان سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني والأمم المتحدة». وإذ عبّر عن «قلق بالغ من التدهور الكبير والسريع للوضع الإنساني في اليمن»، أكد أنه «من الضروري للجهات الفاعلة الإنسانية أن تتمكن من الوصول من دون عوائق إلى السكان المدنيين»، معبراً أيضاً عن «قلق بالغ من المخاطر التي تُهدد إيصال المساعدات الإنسانية الأساسية». وأكد على هذه الدول «التزامها القوي بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه».

ووقعت على البيان كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والنمسا وبلجيكا وبلغاريا وإسبانيا والسويد وسويسرا وكرواتيا وقبرص وجمهورية التشيك والدنمارك وإستونيا وفنلندا وألمانيا واليونان والمجر وآيرلندا وإيطاليا ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورغ وهولندا والبرتغال وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا ومالطا والإكوادور وغويانا واليابان وكوريا الجنوبية وموزمبيق واليمن والاتحاد الأوروبي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

المشرق العربي جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في مدينة الحديدة للتعبئة القتالية (فيسبوك)

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

بعد أن أخضعت العشرات منهم لدورات تدريبية تعبوية، منعت الجماعة الحوثية إعلاميين وصحافيين وناشطين حقوقيين في محافظة الحديدة اليمنية (223 كلم غرب صنعاء) من العمل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي جرافة حوثية تهدم محلاً تجارياً في إحدى المناطق التابعة لمحافظة الضالع (فيسبوك)

اعتداءات مسلحة أثناء تحصيل الحوثيين جبايات في الضالع

يتهم سكان محافظة الضالع اليمنية الجماعة الحوثية بارتكاب ممارسات إجرامية خلال تحصيل إتاوات تعسفية وغير قانونية من الباعة والتجار والسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

أشهر عدد من المنظمات المحلية، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، شبكة لحماية الحريات الصحافية في اليمن التي تتعرّض لانتهاكات عديدة يتصدّر الحوثيون قائمة مرتكبيها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

الجيش الإسرائيلي يقتل 16 فلسطينياً في هجمات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

TT

الجيش الإسرائيلي يقتل 16 فلسطينياً في هجمات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

لحظة قصف مبنى في مخيم النصيرات (رويترز)
لحظة قصف مبنى في مخيم النصيرات (رويترز)

قتل الجيش الإسرائيلي 16 فلسطينياً، على الأقل، في هجمات جوية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وفق ما أعلن مستشفى العودة في المخيم، اليوم الخميس.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، قال مستشفى العودة بالنصيرات، في بيان صحافي: «جرى نقل جثث لـ16 فلسطينياً؛ بينهم أطفال ونساء، غالبيتهم وصلوا أشلاء، جراء هجمات من الطيران الحربي الإسرائيلي على مناطق مختلفة في المخيم».

وأضاف المستشفى أنه جرى نقل عشرات الجرحى إلى المستشفى؛ لتلقّي العلاج، بينهم حالات بتر في الأطراف، وإصابات في الجزء العلوي من الأجساد، مما استدعى طلب المستشفى من المواطنين التبرع بالدم.

وقال شهود عيان في المخيم إن الجيش الإسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين كانوا في منطقة أرض المفتي بالمخيم، ما أدى إلى مقتل عدد منهم، في حين قصف الجيش عدداً من المنازل السكنية فوق رؤوس ساكنيها، واستهدف تكية خيرية لإعداد الطعام المجاني للنازحين في المخيم.

يأتي ذلك فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في شمال قطاع غزة، حيث قتل أربعة فلسطينيين، على الأقل، في قصف استهدف منزلين سكنيين في بلدة بيت لاهيا، شمال غزة.

وفي محيط مستشفى كمال عدوان، استهدف الجيش الإسرائيلي تجمعاً للفلسطينيين، مما أدى إلى مقتل فلسطينيين اثنين على الأقل.

وفي مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، قالت مصادر طبية إن الجيش الإسرائيلي قتل فلسطينياً، على الأقل، في قصف استهدف منزله، في حين لم يجرِ الإبلاغ عن أي إصابات.