طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الثلاثاء)، باتخاذ خطوات فورية وفعالة وملموسة لإلزام إسرائيل بالانسحاب من مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.
ودعا السيسي، خلال المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، الذي يستضيفه الأردن، إلى اتخاذ مثل هذه الخطوات أيضاً من أجل «إلزام إسرائيل بإنهاء الحصار، والتوقف عن استخدام سلاح التجويع، وإلزامها بإزالة العراقيل أمام دخول المساعدات للمعابر كافة».
كما طالب الرئيس المصري «باتخاذ خطوات فورية وملموسة لتوفير الظروف اللازمة للعودة الفورية للنازحين الفلسطينيين في القطاع إلى مناطق سكنهم التي أُجبروا على النزوح منها؛ بسبب الحرب الإسرائيلية».
من جانبه، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إنه لا يمكن لعملية إيصال المساعدات الإنسانية أن تنتظر وقف إطلاق النار في غزة، كما لا يمكنها أن تخضع للأجندات السياسية لأي طرف.
وأشار الملك عبد الله إلى أن الاستجابة الإنسانية الدولية في غزة «دون المطلوب بدرجة كبيرة، إذ يواجه إيصال المساعدات عقبات على المستويات جميعها».
وأكد أن «هناك حاجة إلى آلية قوية للتنسيق تشمل جميع الأطراف على الأرض، وأن فض الاشتباك بشكل مؤثر وشامل بين الجهات الفاعلة على الأرض أمر أساسي لضمان قدرة وكالات الإغاثة على العمل والتنظيم وأداء واجباتها بأمان وبشكل كافٍ ومستدام».
وجدد العاهل الأردني التأكيد على أن «الممر البري هو الطريقة الأكثر فاعلية لتدفق المساعدات إلى غزة، وهناك حاجة ماسة للموارد الدولية للتركيز على ذلك بشكل عاجل».
وأضاف: «يجب أن نكون مستعدين الآن لنشر عدد كافٍ من الشاحنات لتوصيل المساعدات بشكل يومي... هناك حاجة إلى مئات الشاحنات داخل غزة، ومزيد من المساعدات لضمان تدفقها المستمر بشكل فاعل عبر الطرق البرية إلى غزة، ولا يمكننا أن ننتظر شهوراً لحشد هذه الموارد، فما لدينا اليوم هو ببساطة بعيد كل البعد عمّا نحتاجه».
يُعقد المؤتمر الدولي في منطقة البحر الميت بالأردن بتنظيم مشترك بين المملكة ومصر والأمم المتحدة، ويهدف إلى تحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في غزة.
كما يهدف المؤتمر، الذي يُعقد على مستوى قادة دول، ورؤساء حكومات، ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية، إلى تحديد الآليات والخطوات الفاعلة للاستجابة والاحتياجات العملياتية واللوجيستية اللازمة في هذا الإطار، والالتزام بتنسيق استجابة موحدة للوضع الإنساني في القطاع.
لا بديل عن «الأونروا»
وفي وقت سابق اليوم، حذّر السيسي والملك عبد الله من التداعيات الخطرة لاستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وأكدا ضرورة التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في القطاع وحماية المدنيين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، في بيان، إن السيسي والملك عبد الله التقيا على هامش المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، وشددا على رفضهما لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم.
وأضاف أن الجانبين جددا دعوتهما لتكاتف الجهود الدولية لتحقيق التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين «الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
كما ذكر وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال افتتاح مجموعات العمل الخاصة بالمؤتمر، أن التصعيد الإسرائيلي الأخير في رفح فرض قيوداً إضافية على توصيل وتوزيع المساعدات الإنسانية.
ونقل بيان للخارجية المصرية عن شكري قوله إنه «نتيجة لتلك القيود، وفي مسعى للحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية قدر المستطاع، فقد قامت مصر بإرسال المساعدات للمدنيين بالقطاع من خلال معبر كرم أبو سالم». بدوره، أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، خلال المؤتمر، أنه لا بديل للوكالة الأممية لتلبية الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة. وقال لازاريني، في حسابه على منصة «إكس»: «معاً سوف نجدد دعوتنا العاجلة لتنفيذ وقف فوري لإطلاق النار، ونعزز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية الناجمة عن الحرب الوحشية الطويلة الأمد المستمرة منذ 8 أشهر». وأشار مفوض «الأونروا» إلى أن «الهدف من مؤتمر اليوم هو اتخاذ إجراءات، والتعهد بالتزامات قاطعة لتنظيم استجابة جماعية منسقة لمواجهة المأساة الإنسانية في غزة من أجل المدنيين بالقطاع، ومن أجل الاستقرار، وضمان مستقبل أفضل لجميع أنحاء المنطقة».