منظمة دولية: 7 ملايين يمني يحتاجون دعم الصحة العقلية

الرعاية النفسية متاحة لـ120 ألف شخص

جهود حكومية يمنية لتحسين خدمات مستشفى الصحة النفسية الوحيد في عدن (إعلام حكومي)
جهود حكومية يمنية لتحسين خدمات مستشفى الصحة النفسية الوحيد في عدن (إعلام حكومي)
TT

منظمة دولية: 7 ملايين يمني يحتاجون دعم الصحة العقلية

جهود حكومية يمنية لتحسين خدمات مستشفى الصحة النفسية الوحيد في عدن (إعلام حكومي)
جهود حكومية يمنية لتحسين خدمات مستشفى الصحة النفسية الوحيد في عدن (إعلام حكومي)

أفادت منظمة إغاثية دولية بأن اليمن يعاني نقصاً شديداً في أطباء الصحة النفسية، حيث يوجد طبيب واحد لكل 700 ألف شخص، وأن 7 ملايين شخص يحتاجون الرعاية الطبية النفسية، في حين يمكن لـ120 ألفاً فقط منهم الوصول إلى هذه الخدمة.

وخلال حفل إطلاق المبادئ التوجيهية الخاصة بعلاج الاكتئاب خلال فترة الولادة، ذكرت لجنة الإنقاذ الدولية أنه لا يوجد سوى عدد قليل من الأطباء النفسيين في اليمن، وأن المبادئ التوجيهية الجديدة تهدف إلى علاج الاكتئاب في الفترة المحيطة بالولادة.

ظروف النزوح والعوز أثرت على الحالة النفسية لملايين اليمنيين (إعلام محلي)

وأوضحت أن هذه المبادئ ستقوم على برامج التفكير الصحي، التي طورتها لجنة الإنقاذ الدولية ووزارة الصحة العامة والسكان في اليمن، بتدريب العاملين في مجال الصحة المجتمعية لدعم الأمهات الحوامل والأمهات الجدد المصابات بالاكتئاب باستخدام التقنيات السلوكية المعرفية.

ويتضمن الدليل الإرشادي، وهو الأول من نوعه في اليمن، سلسلة من الوحدات لتعزيز الصحة العقلية، والسلامة النفسية والاجتماعية من الحمل إلى أواخر مرحلة الرضاعة، وقد تم تكييفه ووضعه في سياقه من دليل التفكير الصحي العالمي الصادر عن منظمة الصحة العالمية.

ونبهت لجنة الإنقاذ الدولية أن اكتئاب الفترة المحيطة بالولادة هو اضطراب مزاجي يحدث أثناء الحمل وبعد الولادة، وتعاني النساء وغير ذلك من الأشخاص الذين يعانون اكتئاب ما بعد الولادة من الحزن والقلق والتعب مما قد يجعل من الصعب عليهم القيام بالمهام اليومية، وقالت إن علاج الاكتئاب يعد أمراً بالغ الأهمية لصحة الأم وطفلها، حيث يمكن أن يكون لهذا الاضطراب آثار خطيرة على كليهما.

وصمة اجتماعية

قالت سميحة عوض منسقة الصحة في لجنة الإنقاذ الدولية في اليمن إن الصراع، ونقص الغذاء والماء، والحصول على الخدمات الصحية الأساسية، يعني أن الحمل والولادة يشكلان مخاطر إضافية على الصحة العقلية للنساء والفتيات في هذا البلد، وبينت أنه ومع ذلك، لا تزال رعاية الصحة العقلية نادرة، والأمراض العقلية موصومة بشدة.

الوصمة المجتمعية للأمراض النفسية في اليمن جعلت الرعاية نادرة (إعلام محلي)

وتوقعت أن المبادئ التوجيهية لبرنامج التفكير الصحي ستساعد على تحسين الوصول إلى خدمات الصحة العقلية المنقذة للحياة لآلاف النساء الحوامل والأمهات الجدد في جميع المحافظات.

ووفق لجنة الإنقاذ الدولية، فإنها شاركت في قيادة وتطوير المبادئ التوجيهية لبرنامج التفكير الصحي وتنفيذها التجريبي من خلال أربعين عاملاً في مجال الصحة المجتمعية في اليمن منذ عام 2021 بالشراكة مع وزارة الصحة العامة والسكان في إطار الاحتياجات الأساسية والخدمات للمتضررين من النزاع ومشروع المجتمعات التي يصعب الوصول إليها بتمويل من مكتب المساعدات الإنسانية.

وأشارت المنظمة الدولية إلى أنها من خلال العمل مع العائلات والمجتمعات في اليمن، تواصل تقديم الدعم النفسي والاجتماعي من خلال العاملين الصحيين المجتمعيين المدربين والفرق الصحية المتنقلة والمرافق الصحية الثابتة، بالإضافة إلى الخدمات المتخصصة التي يقدمها علماء النفس والأطباء النفسيون.

وبالإضافة إلى ذلك، تنفذ لجنة الإنقاذ الدولية برنامج عمل فجوة الصحة العقلية الذي يهدف إلى تحسين الوصول إلى رعاية الصحة العقلية الشاملة، ودعت الجهات المانحة بشكل عاجل إلى التمويل الكامل لمتطلبات خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2024 البالغة 2.7 مليار دولار، بما في ذلك تمويل الصحة العقلية المنقذة للحياة والدعم النفسي والاجتماعي، فضلاً عن خدمات الصحة الإنجابية، لتلبية احتياجات النساء والفتيات في جميع أنحاء البلاد.

خدمات اللاجئين

أطلق الهلال الأحمر القطري مشروع الاستجابة الصحية الجديد في اليمن، لتحسين خدمات الولادة الطارئة للاجئين والمهاجرين، من خلال تعزيز البنية التحتية الطبية في مجمع الحافي الطبي بصنعاء، بتمويل قدره 399 ألف دولار، مقدم من مكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع لصندوق اليمن الإنساني.

المهاجرون في اليمن يعيشون ظروفاً قاسية ويفتقدون كثيراً من الخدمات (الهجرة الدولية)

ويشمل المشروع توفير الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية والأثاث والصيانة، إلى جانب الأعمال الفنية وإنشاء غرفة عمليات مجهزة بالكامل، ووحدة للعناية المركزة، وقسم حاضنات الأطفال حديثي الولادة، مما يساعد على ضمان ولادة وعمليات قيصرية أكثر سلاسة وأماناً.

ويعد المشروع أحد المشاريع التي تنفذها وكالات الأمم المتحدة لصالح اللاجئين والمهاجرين، الذين غادروا بلدانهم الأصلية، طوعاً أو قسراً، إلى بلدان أخرى، بحثاً عن سبل العيش أو لأي أسباب أخرى.

وبحسب التقارير الحكومية، استقبل اليمن خلال عام 2023 أكثر من 97 ألف مهاجر من دول القرن الأفريقي، خصوصاً إثيوبيا والصومال. ويعاني المهاجرون من ظروف معيشية صعبة في اليمن نتيجة عوامل كثيرة، منها سوء التغذية، ونقص الرعاية الطبية الكافية، وتدهور الأوضاع الإنسانية والصحية والاقتصادية وسط الصراع المستمر منذ 10 سنوات.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

العالم العربي جانب من عملية صرف مساعدات نقدية للفقراء في إحدى مناطق سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)

اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

الجماعة الحوثية توقف صرف المساعدات النقدية للحالات الأشد فقراً في مناطق سيطرتها، وتستقطع منها لصالح جبهاتها، متسببة بمزيد من المعاناة الإنسانية للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)

برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

حذر برنامج الأغذية العالمي من أن سوء التغذية الحاد في اليمن لا يزال يشكل تهديداً خطيراً لحياة الأشخاص مع وجود 17.6 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي دُشنت المشروعات التنموية برعاية عدد من الوزراء والمسؤولين (الشرق الأوسط)

«البرنامج السعودي» يضع حجر الأساس لمشروعات تنموية في مأرب

وضع «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» حجر الأساس لحزمة مشروعات تنموية في محافظة مأرب.

«الشرق الأوسط» (مأرب)
العالم العربي آثار عميقة تسببت بها الفيضانات في اليمن وأدت إلى تفاقم الظروف الإنسانية المتردية (أ.ف.ب)

تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

على الرغم من اقتراب موسم الأمطار في اليمن من نهايته مع رحيل فصل الصيف، تواصلت التحذيرات من استمرار هطول الأمطار على مناطق عدة، مع تراجع حدتها وغزارتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

العليمي: لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني في اليمن

وسط احتفالات واسعة بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» أكد رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي أنه لا خيار في بلاده إلا الانتصار على المشروع الإيراني المتمثل في الحوثيين

علي ربيع (عدن)

عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
TT

عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

استحوذت حرب غزة والقضية الفلسطينية والأزمات المختلفة في عدد من البلدان العربية على حيز واسع من مجريات اليوم الثالث من أعمال الدورة السنوية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ إذ صعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى منبرها للمطالبة بتجميد عضوية إسرائيل في المنظمة الدولية، ووقف تزويدها بالأسلحة، وإرغامها على تنفيذ التزاماتها وقرارات مجلس الأمن.

ودعا الرئيس الفلسطيني، الخميس، المجتمع الدولي إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة؛ لمنع إراقة الدماء في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

وقال عباس من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «أوقفوا هذه الجريمة، أوقفوها الآن، أوقفوا قتل الأطفال والنساء، أوقفوا حرب الإبادة، أوقفوا إرسال السلاح لإسرائيل».

وأضاف: «إسرائيل دمرت القطاع بالكامل تقريباً، ولم يعد صالحاً للحياة». وأوضح أمام الجمعية العامة التي تضم 193 عضواً: «لا يُمكن لهذا الجنون أن يستمر. إن العالم بأسره يتحمل المسؤولية إزاء ما يجري لشعبنا».

وعرض عباس رؤية لإنهاء الحرب في غزة؛ تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية بما في ذلك غزة. وطالب الرئيس الفلسطيني بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك على معبر رفح، بوصفه جزءاً من خطة شاملة.

كما قال عباس إن إسرائيل «غير جديرة» بعضوية الأمم المتحدة، مشدداً على أن الدولة العبرية تحدت قرارات المنظمة الدولية ذات الصلة بالصراع.

وأضاف من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «إسرائيل التي ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة غير جديرة بعضوية هذه المنظمة الدولية»، معرباً عن أسفه لأن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد إعطاء دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وتابع: «يؤسفنا أن الإدارة الأميركية عطّلت 3 مرات مشاريع قرارات لمجلس الأمن تطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار باستخدامها الفيتو، وفوق ذلك زوّدتها بالأسلحة الفتّاكة التي قتلت آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، وهو ما شجّع إسرائيل على مواصلة عدوانها». وخلص إلى القول «فلسطين سوف تتحرر».

وأعلنت إسرائيل، الخميس، الحصول على مساعدة عسكرية أميركية بقيمة 8.7 مليار دولار.

كذلك عرض الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رؤية لإنهاء الحرب في غزة، تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك غزة.

وطالب عباس بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك معبر رفح، بصفته جزءاً من خطة شاملة، فالفلسطينيون يرفضون إقامة مناطق عازلة إسرائيلية، مشدداً: «لن نسمح لإسرائيل بأخذ سنتيمتر واحد من غزة».

اليمن ووكلاء إيران

من جهته، تحدّث رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، أولاً عن الوضع في بلاده، قائلاً: «إن تعافي اليمن ليس مجرد قضية وطنية، بل حاجة إقليمية وعالمية»، لأن «استقراره يعد أمراً حاسماً للحفاظ على السلام وأمن المنطقة، وطرق التجارة في البحرين الأحمر والعربي والممرات المائية المحيطة».

وأضاف: «أن الحكومة اليمنية تظل ملتزمة بنهج السلام الشامل والعادل، لكنه من الضروري في هذه الأثناء تعزيز موقفها لمواجهة أي خيارات أخرى، بالنظر إلى تصعيد الميليشيات الحوثية المتواصل على الصعيدين المحلي والإقليمي، وتهديد الملاحة الدولية، ولمنع تواصل توسع واستدامة هذا التصعيد».

ولفت إلى أن «هجمات الحوثيين المستمرة على حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة تظهر أنها تُشكل تهديداً متزايداً ليس فقط للداخل اليمني، ولكن أيضاً لاستقرار المنطقة بأكملها».

وعن الوضع في بقية الشرق الأوسط، قال العليمي: «إن الحرب الإسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني يجب أن تتوقف على الفور، لأن ذلك هو مفتاح السلام المنشود، ومدخل لرفع الغطاء عن ذرائع إيران ووكلائها لتأزيم الأوضاع في المنطقة».

وتطرق إلى الوضع في لبنان، قائلاً: «إن السبيل الوحيدة لردع العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان ستكون بموقف حازم من المجتمع الدولي، ووحدة اللبنانيين أنفسهم واستقلال قرارهم وعدم التدخل في شؤون بلدهم الداخلية، واستعادة الدولة اللبنانية لقرار السلم والحرب».

ليبيا نحو الانتخابات

وسبقه إلى المنبر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الذي قال إن الليبيين هم الأقدر على تقرير مصيرهم من خلال «الاستفتاءات النزيهة وعقد انتخابات شاملة (...) لإنهاء أي انسداد سياسي»، مؤكداً أن «الحل السياسي الشامل في مساراته المالية والاقتصادية والأمنية، إضافة لمسار المصالحة الوطنية، هو السبيل الوحيدة لتوحيد المؤسسات وضمان الاستقرار وصولاً إلى الانتخابات، وتجديد الشرعية لجميع المؤسسات وتقرير الشعب الليبي لمصيره».

وشدد المنفي على أن ما يرتكبه «الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني واللبناني يُمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية».

وشدد على أن إبعاد «شبح نشوب حرب إقليمية» في المنطقة يكون من خلال معالجة الوضع في غزة، وإيقاف «الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة» في فلسطين.