تقرير: الأردن يحبط محاولة تهريب أسلحة... ويقبض على خلية «إخوانية»

مصدران كشفا أن الأسلحة أرسلتها فصائل في سوريا متحالفة مع إيران

ضباط شرطة أردنيون يفحصون السيارات عند معبر جابر الحدودي الأردني بالقرب من نقطة تفتيش نصيب السورية (رويترز)
ضباط شرطة أردنيون يفحصون السيارات عند معبر جابر الحدودي الأردني بالقرب من نقطة تفتيش نصيب السورية (رويترز)
TT

تقرير: الأردن يحبط محاولة تهريب أسلحة... ويقبض على خلية «إخوانية»

ضباط شرطة أردنيون يفحصون السيارات عند معبر جابر الحدودي الأردني بالقرب من نقطة تفتيش نصيب السورية (رويترز)
ضباط شرطة أردنيون يفحصون السيارات عند معبر جابر الحدودي الأردني بالقرب من نقطة تفتيش نصيب السورية (رويترز)

كشف مصدران أردنيان مطلعان لـ«رويترز»، أن الأردن أحبط مؤامرة يشتبه أن إيران تقف خلفها لتهريب أسلحة إلى المملكة، وذلك لمساعدة معارضين للحكم الملكي على تنفيذ أعمال تخريبية.

وقال المصدران للوكالة إن الأسلحة أرسلتها فصائل مدعومة من إيران في سوريا إلى خلية تابعة لجماعة «الإخوان المسلمين» في الأردن لها صلات بالجناح العسكري لحركة «حماس».

وأضافا أنه تم ضبط الأسلحة عندما ألقي القبض على أعضاء في الخلية، وهم أردنيون من أصول فلسطينية، في أواخر مارس (آذار).

وتأتي المؤامرة والاعتقالات، اللذان لم ترد أي تقارير بشأنهما قبل ذلك، وسط توترات شديدة في الشرق الأوسط جراء الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة ضد حركة «حماس».

وتشكل «حماس» جزءا من «محور المقاومة» المناهض لإسرائيل الذي تتزعمه طهران ويضم فصائل عدة متحالفة معها.

وطلب المصدران الأردنيان عدم الكشف عن هويتيهما، ورفضا الكشف عن الأعمال التخريبية التي كان يتم التخطيط لها وأشارا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية.

وقالا إن «المؤامرة كانت تستهدف زعزعة استقرار الأردن الذي يمكن أن يصبح نقطة توتر إقليمية في أزمة غزة، إذ يستضيف قاعدة عسكرية أميركية ويشترك في الحدود مع إسرائيل، وكذلك سوريا والعراق» حيث توجد فصائل متحالفة مع إيران.

ولم يحدد المصدران الأسلحة التي تم ضبطها خلال العملية في مارس، لكنهما قالا إن الأجهزة الأمنية أحبطت في الأشهر القليلة الماضية عددا من المحاولات من جانب إيران وجماعات متحالفة معها لتهريب أسلحة «من بينها ألغام كلايمور ومتفجرات سي4 ومتفجرات سيمتكس وبنادق كلاشنيكوف وصواريخ كاتيوشا عيار 107 مليمترات».

وتابعا: «شهر يونيو (حزيران) 2023 أصبحوا يهربون أسلحة وزادت كثيرا ومن بينها ألغام فردية ومتفجرات (زي إل سي4) ومسدسات غلوك وأخيرا هربوا كاتيوشا 107 ملم».

ووفقا للمصدرين الأردنيين، كان معظم التدفق السري للأسلحة إلى الأردن موجها إلى الأراضي الفلسطينية المجاورة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

لكنهما قالا إن بعض الأسلحة، بما في ذلك تلك التي تم ضبطها في مارس، كانت موجهة للاستخدام في الأردن من قِبل خلية تابعة لـ«الإخوان المسلمين» متحالفة مع «حماس».

وأوضح أحد المصدرين، وهو مسؤول مطلع على الأمور الأمنية، أن «الخطر الجديد هو دخول أسلحة»، مشيرا إلى أن «الأسلحة هذه يضعونها في حفر تسمى نقاطا ميتة ويحددون موقعها على (جي بي إس) ويصورون مكانها ويخبرون رجالهم أن يذهبوا ويحصلوا على الأسلحة من الموقع»، في إشارة إلى الطرق التي يتبعها المهربون في العمليات.

ووفقا للمصدرين، تعتقد السلطات الأردنية أن إيران والجماعات المتحالفة معها مثل «حماس» و«حزب الله» في لبنان تحاول تجنيد شبان متطرفين من جماعة «الإخوان المسلمين» في الأردن من أجل الأهداف المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة، في محاولة لتوسيع شبكة طهران الإقليمية من القوى المتحالفة معها.

من جهته، أكد ممثل بارز لجماعة «الإخوان المسلمين» في الأردن أن بعض أعضاء الجماعة اعتقلوا في مارس وبحوزتهم أسلحة، لكنه قال إن أيا كان ما فعلوه فلم يكن بموافقة الجماعة، مضيفا أنه يعتقد أنهم كانوا يهربون الأسلحة إلى الضفة الغربية وليس بهدف تنفيذ عمليات في الأردن.

كما قال ممثل الجماعة الذي طلب عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية الأمر: «هناك حوار بين (الإخوان) والسلطات. إنهم (السلطات) يعلمون أنه إذا كانت هناك أخطاء فلم تصدر عن جماعة (الإخوان المسلمين) بل عن أفراد فقط وليست من سياسة جماعة الإخوان».

وقال قيادي آخر في الجماعة طلب عدم الكشف عن هويته لـ«رويترز» إن أعضاء الخلية الذين تم اعتقالهم كانوا ممن تم تجنيدهم من قِبل نائب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» صالح العاروري، الذي كان العقل المدبر لعمليات «حماس» في الضفة الغربية من منفاه في لبنان.

وقُتل العاروري في ضربة جوية بطائرة مسيرة في بيروت في يناير (كانون الثاني)، وهو هجوم يعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل نفذته.

وخلال العام الماضي، قال الأردن إنه أحبط الكثير من المحاولات التي قام بها متسللون مرتبطون بالجماعات الموالية لإيران في سوريا، والذين قال الأردن إنهم عبروا حدودها بقاذفات صواريخ ومتفجرات، وتمكنوا من إدخال بعض الأسلحة من دون أن يتم اكتشافها. ونفت طهران أن تكون وراء مثل هذه المحاولات.


مقالات ذات صلة

استطلاع جديد للرأي في إسرائيل يظهر تعافي شعبية حزب نتنياهو

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث خلال مؤتمر صحافي لوسائل الإعلام الدولية في المكتب الصحافي الحكومي في القدس... 4 سبتمبر 2024 (رويترز)

استطلاع جديد للرأي في إسرائيل يظهر تعافي شعبية حزب نتنياهو

أظهر استطلاع للرأي أن حزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيكون أكبر حزب منفرد في البرلمان إذا أجريت انتخابات الآن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي يحيى السنوار في قطاع غزة 13 أبريل 2022 (د.ب.أ)

السنوار يشكر الأمين العام لـ«حزب الله» على دعم «حماس»

قال «حزب الله» إن يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، قدّم الشكر لحسن نصر الله الأمين العام لـ«حزب الله» على دعمه لحركة «حماس» في الصراع مع إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي تصاعد الدخان من موقع غارة جوية إسرائيلية على أطراف قرية راشيا الفخار اللبنانية في 11 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

3 قتلى بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان

قتل 3 أشخاص بينهم طفل (الخميس) في غارة إسرائيلية بجنوب لبنان، كما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، فيما أكد مصدر مقرب من «حزب الله» أن بين القتلى مقاتلاً في صفوفه.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا وزير الدفاع الصيني دونغ جون (ا.ف.ب)

وزير الدفاع الصيني يدعو إلى «التفاوض» لحل النزاعين في أوكرانيا وغزة

أكد وزير الدفاع الصيني دونغ جون، أن «التفاوض» هو الحل الوحيد للنزاعات مثل حربي غزة وأوكرانيا، وذلك خلال إلقائه كلمة أمام منتدى دولي لمسؤولين عسكريين في بكين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
المشرق العربي الرئيس الفلسطيني متوسطاً رئيس وأعضاء الحكومة الفلسطينية (رويترز)

إسرائيل تهدد بـ«بضربة قاضية للسلطة» الفلسطينية

تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى ثنْي دول العالم عن التجاوب مع النشاط الدبلوماسي الفلسطيني والعربي، ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، وقررت اللجوء إلى التهديد بتسديد

نظير مجلي ( تل أبيب)

أضرار جسيمة في القطاع الزراعي جراء السيول في اليمن

السيول في اليمن جرفت الطرق والمزارع وأثرت على نحو نصف مليون شخص (أ.ف.ب)
السيول في اليمن جرفت الطرق والمزارع وأثرت على نحو نصف مليون شخص (أ.ف.ب)
TT

أضرار جسيمة في القطاع الزراعي جراء السيول في اليمن

السيول في اليمن جرفت الطرق والمزارع وأثرت على نحو نصف مليون شخص (أ.ف.ب)
السيول في اليمن جرفت الطرق والمزارع وأثرت على نحو نصف مليون شخص (أ.ف.ب)

اتسعت قاعدة الأضرار التي لحقت بالقطاعات الحيوية في اليمن، جراء الفيضانات التي ضربت البلاد، الشهر الماضي، لتشمل الإنتاج الزراعي والحيواني، إذ أحصت الأمم المتحدة تضرر نحو 100 ألف هكتار من الأراضي الزراعية و 279 ألف رأس من الماشية.

وأكد تقرير منظمة الأغذية والزراعة (فاو) بخصوص تأثير الفيضانات الأخيرة على القطاع الزراعي في اليمن، أن الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد في أغسطس (آب) الماضي، خلال ذروة موسم الخريف، ألحقت أضراراً جسيمةً بالمجتمعات الزراعية في المرتفعات الغربية والمناطق المنخفضة.

السيول في اليمن أدت إلى أضرار بالغة في القطاع الزراعي والثروة الحيوانية (الأمم المتحدة)

وبين التقرير الأممي أن قطاع الزراعة، باعتباره مصدراً حيوياً للمعيشة في اليمن، يواجه عواقب وخيمة على الأمن الغذائي والاقتصاد بشكل عام بسبب الأضرار الناجمة عن الفيضانات.

وبلغت مساحة المنطقة المتضررة من الفيضانات 341 ألفاً و296 هكتاراً، كما امتد تأثير الفيضانات في المناطق الحضرية والريفية في مناطق الاستيطان وألحق الأضرار بـ217 هكتاراً.

ومع تأكيد المنظمة الأممية تضرر 210 آلاف من السكان بشكل مباشر، فإن الأراضي الزراعية المتضررة تبلغ مساحتها 98 ألفاً و726 هكتاراً، بما في ذلك المحاصيل العشبية، والمحاصيل الشجرية، والبساتين، وأشجار النخيل، في حين تضرر 279 ألفاً و400 من الأغنام والماعز في قطاع الثروة الحيوانية.

وبشأن البنية التحتية للري، أكد التقرير الأممي أن أضراراً جسيمةً لحقت بقنوات الري ومرافق تخزين المياه، مما أعاق جهود التعافي، وأكد أن لذلك عواقب على الأمن الغذائي.

وتوقع التقرير أن يؤدي فقدان المحاصيل وانخفاض الدخل الزراعي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحالي، وهو أمر بالغ الأهمية بالفعل بسبب الصراع المستمر وعدم الاستقرار الاقتصادي.