قصف إسرائيلي يستهدف عناصر دفاع مدني لبناني أثناء إخمادهم حريقاً

المدفعية الإسرائيلية تستهدف عناصر من فرق الإطفاء أثناء تأدية عملهم (أ.ف.ب)
المدفعية الإسرائيلية تستهدف عناصر من فرق الإطفاء أثناء تأدية عملهم (أ.ف.ب)
TT

قصف إسرائيلي يستهدف عناصر دفاع مدني لبناني أثناء إخمادهم حريقاً

المدفعية الإسرائيلية تستهدف عناصر من فرق الإطفاء أثناء تأدية عملهم (أ.ف.ب)
المدفعية الإسرائيلية تستهدف عناصر من فرق الإطفاء أثناء تأدية عملهم (أ.ف.ب)

أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان اليوم (الخميس) بأن المدفعية الإسرائيلية استهدفت عناصر من فرق الإطفاء التابعة لاتحاد بلديات بنت جبيل أثناء إطفاء حريق؛ لكنها قالت إنهم نجوا من القصف.

وبحسب وكالة «أنباء العالم العربي»، ذكرت الوكالة أن الحريق الذي كانت العناصر تعمل على إطفائه كان قد اشتعل نتيجة استخدام القوات الإسرائيلية قذائف فوسفورية وضوئية.

وقالت إن القوات الإسرائيلية أطلقت عدة قذائف مدفعية «لترهيب عناصر الإطفاء».

وكان أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قال إن طائرات حربية تابعة لسلاح الجو استهدفت مبنى عسكرياً تابعاً لجماعة «حزب الله» في منطقة علما الشعب، ومنصات لإطلاق القذائف الصاروخية، وبنى تحتية تابعة للجماعة في منطقة كفر شوبا.

وذكر أدرعي عبر منصة (إكس) أن القوات الإسرائيلية نفذت هجمات أيضاً «لإزالة التهديد في عدة مناطق بجنوب لبنان»، مشيراً إلى رصد إطلاق ثلاث قذائف صاروخية عبرت من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة عرب العرامشة، وأربع قذائف صاروخية أخرى باتجاه منطقة جبل الروس دون وقوع إصابات.

من جهة أخرى، قالت جماعة «حزب الله» اللبنانية إنها شنت ‌‌‏اليوم هجوماً بطائرة مسيرة على مقر عين مرغليوت للمدفعية الإسرائيلية «وأصابت ‏هدفها... رداً على ‏استهداف القرى الجنوبية».

وفي وقت سابق اليوم، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن صفارات الإنذار دوت في عرب العرامشة بشمال إسرائيل، قرب الحدود مع لبنان، لكنه لم يذكر في بيانه أي تفاصيل أخرى.

كان الجيش الإسرائيلي قد ذكر فجر اليوم أنّ مقاتلاته قصفت ما وصفها بأنها بنية تحتية لـ«حزب الله» في منطقة مارون الراس جنوب لبنان، إضافة لنقطة مراقبة تابعة للحزب في منطقة مركبا.

ويتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله» اللبنانية القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


مقالات ذات صلة

مقاتلات إسرائيلية تقصف مواقع لـ«حزب الله» في جنوب لبنان ليلا

شؤون إقليمية رجل إطفاء إسرائيلي يعمل على إطفاء الحرائق الناتجة عن الصواريخ الحدودية المنطلقة من لبنان خارج كريات شمونة في شمال إسرائيل (رويترز)

مقاتلات إسرائيلية تقصف مواقع لـ«حزب الله» في جنوب لبنان ليلا

أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرات مقاتلة إسرائيلية قصفت مواقع لـ«حزب الله» في جنوب لبنان الليلة الماضية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي 
فلسطينيات يقفن في طابور للحصول على الخبز في دير البلح وسط قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

حرب غزة تنحسر... و«جبهة لبنان» تترقب

بدأ الجيش الإسرائيلي تخفيف وجوده في قطاع غزة تمهيداً للانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب التي تعني التركيز على شن عمليات صغيرة نسبياً ومركزة. لكن انحسار.

نظير مجلي (تل أبيب) «الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

ماكرون يحضّ نتنياهو على «منع اشتعال» الوضع بين إسرائيل و«حزب الله»

شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء على «الضرورة المطلقة لمنع اشتعال» الوضع بين إسرائيل و«حزب الله» في لبنان.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي دخان يتصاعد نتيجة مقذوفات أطلقت من جنوب لبنان قرب الحدود الإسرائيلية - اللبنانية (إ.ب.أ)

بعد مقتل مدني بضربة... «حزب الله» يُطلق صواريخ على شمال إسرائيل

أعلن «حزب الله» اللبناني اليوم (الثلاثاء) إطلاق عشرات الصواريخ على شمال إسرائيل «رداً» على مقتل لبناني في غارة جوية إسرائيلية على قرية حدودية جنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية رجل إطفاء إسرائيلي يعمل على إخماد حرائق أشعلتها صواريخ أطلقها «حزب الله» من جنوب لبنان (رويترز)

إيران ستدعم «حزب الله» عسكرياً إذا شنّت إسرائيل حرباً على لبنان

أعلنت إيران عن استعدادها لدعم «حزب الله» عسكرياً في حال شنّت إسرائيل حرباً واسعة على لبنان، في مقابل تضارب حول موقف الجيش الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

لماذا يبدأ انقلابيو اليمن العام الدراسي بالتزامن مع فصل الصيف؟

مقرّ وزارة التربية والتعليم في صنعاء تحت سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)
مقرّ وزارة التربية والتعليم في صنعاء تحت سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)
TT

لماذا يبدأ انقلابيو اليمن العام الدراسي بالتزامن مع فصل الصيف؟

مقرّ وزارة التربية والتعليم في صنعاء تحت سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)
مقرّ وزارة التربية والتعليم في صنعاء تحت سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)

قوبل إعلان الجماعة الحوثية عن بدء العام الدراسي في مناطق سيطرتها، بالتزامن مع بداية فصل الصيف بتذمر السكان ودعوة المعلمين إلى الإضراب للمطالبة برواتبهم، في حين تؤكد أوساط تربوية وشعبية أن الجماعة تسعى من خلال التقوم الدراسي الجديد إلى خدمة أهدافها وأغراضها الطائفية والسياسية.

وأعلنت الجماعة، الأسبوع الماضي، عن بدء العام الدراسي الجديد لجميع المراحل الدراسية وفي المدارس العمومية والخاصة، في الـ13 من الشهر الحالي، لينتهي في منتصف فبراير (شباط) من العام المقبل، حيث تبدأ الاختبارات النهائية للعام الدراسي، وهو التوقيت الذي تكون الجماعة قد أتمت فيه استعداداتها لبدء مراكز الاستقطاب والتجنيد.

عدد من منتسبي المعسكرات الصيفية التابعة للجماعة الحوثية خلال الربيع الماضي (غيتي)

ويتزامن بدء العام الدراسي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية مع بداية فصل الصيف الذي يرتبط في أغلب مناطق البلاد بالحرارة الشديدة، والمصحوبة خلال السنوات الأخيرة بظواهر مناخية متطرفة كالأمطار الغزيرة والفيضانات؛ وهو ما يدفع السكان للقلق على سلامة أبنائهم وصحتهم وقدرتهم على التحصيل العلمي.

ويفسّر أنس مانع، وهو باحث في الجيمورفولوجيا الحضرية (علم شكل الأرض) لـ«الشرق الأوسط» إصرار الجماعة الحوثية على بدء العام الدراسي في فصل الصيف شديد الحرارة والقسوة، يأتي ضمن مساعيها لدفع الطلاب والأهالي إلى الإحجام عن التعليم والاكتفاء بما يتلقونه في المراكز الصيفية.

وأكد مانع أن الجماعة الحوثية تهدف إلى استبدال التعليم بالمراكز الصيفية التي تستخدمها لاستقطاب الطلاب طائفياً وتجنيدهم للقتال في صفوفها، وبتغيير التقويم الدراسي وبدء المراكز الصيفية عقب انتهاء العام الدراسي مباشرة، حيث تسهل المشاركة في هذه المراكز نظراً لانعقادها في فصل الربيع الذي يشهد اعتدالاً في درجات الحرارة وهدوء الأحوال الجوية في عموم اليمن. ويبيّن أن العام الدراسي وفق التقويم الذي وضعته الجماعة الحوثية يقع معظمه بين فصلي الصيف والشتاء شديدي القسوة، مقابل فصل الربيع الذي يكون الجو فيه لطيفاً ومناسباً لمختلف الأنشطة البشرية.

أغراض سياسية

تستخدم الجماعة الحوثية التقويم الهجري في مختلف أنشطتها وتدير به مختلف المؤسسات تحت سيطرتها، وتتذرع به في مواجهة رفض بدء العام الدراسي في فصل الصيف؛ وهو ما يمنح فرصة لإنهائه قبل نهاية فصل الشتاء، لتنطلق حينها المراكز الصيفية مع بداية فصل الربيع، التي توفر لها الجماعة إمكانيات وميزانية هائلة، مقابل إهمال واضح للعملية التعليمية الرسمية.

قرار الجماعة الحوثية ببدء العام الدراسي بعد أقل من شهر من بدء فصل الصيف (إعلام حوثي)

ويرى الخبير في قضايا التعليم عبد الواسع الفاتكي أن الجماعة الحوثية تذهب بمثل هذه الإجراءات والقرارات إلى تحقيق أهداف سياسية، منها مخالفة التقويم المدرسي المعمول به من الحكومة الشرعية، كمحاولة إثبات استقلاليتها كسلطة قائمة بذاتها ومخالفتها هذه الحكومة وعدم اعترافها بها، إلى جانب عدم اهتمامها بصحة الطلاب وسلامتهم وحياتهم.

ونوّه الفاتكي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن فصل الصيف في اليمن يرتبط بأكثر المواسم الزراعية نشاطاً، بسبب هطول الأمطار الموسمية؛ ما يدفع العائلات الريفية، إلى الاستعانة بأبنائها وبناتها في الفلاحة والرعي والأعمال المنزلية، إلى جانب توفر فرص عمل بالأجر اليومي خلال هذا الفصل، وهو ما لا تراعيه الجماعة الحوثية التي تهتم بتحقيق مشروعها الطائفي فقط.

ويشير الفاتكي إلى سقوط عدد من الطلاب ضحايا لحوادث الفيضانات في السنوات الماضية بسبب تزامن العملية التعليمية مع مواسم الأمطار الغزيرة، إلى جانب ارتفاع درجة الحرارة، خصوصاً في المناطق السهلية والساحلية؛ ما يجعل العملية التعليمية في غاية الصعوبة، ويحدّ كثيراً من إمكانية التحصيل العلمي، وهي أشياء لا تهتم بها الجماعة الحوثية، حسب رأيه.

طلاب يمنيون في صنعاء استقطبتهم الجماعة الحوثية لتأييد عملياتها في البحر الأحمر (رويترز)

ويتهكم شرف مقبل، وهو أب لثلاثة أطفال في مراحل دراسية مختلفة، في تعليق لـ«الشرق الأوسط» على إجراءات الجماعة الحوثية لبدء العام الدراسي مبكراً بأنها تحاول أن توصل رسالة للجميع أنها أكثر تقدماً لدرجة أن الطلاب في مناطق سيطرتها يدرسون متقدمين على جميع طلاب العالم بشهرين.

إضراب مستمر

تشهد العملية التعليمية تراجعاً شديداً في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، حيث تحجم الكثير من العائلات عن إلحاق أطفالها بالمدارس خوفاً من المناهج الطائفية وممارسات الاستقطاب التي تلجأ إليها الجماعة الحوثية.

من جانبه، دعا نادي المعلمين اليمنيين، أعضاءه والمعلمين والتربويين والموجهين والإداريين في قطاع التربية والتعليم تحت سيطرة الجماعة الحوثية، إلى إضراب شامل عن التعليم والعملية التعليمية؛ للضغط على الجماعة من أجل صرف المرتبات المنقطعة منذ ثماني سنوات.

وهدّد النادي في بيان له بالاستمرار في الإضراب الذي بدأه العام الماضي للمطالبة برواتب المعلمين، وتعرّض بسببه عدد من قادة النادي لانتهاكات وإجراءات عقابية.

وورد في البيان أنه إذا لم يتم الانتظام بدفع وتسليم الرواتب للتربويين والبتّ في الرواتب السابقة مع العلاوات والتسويات والعوض العادل؛ فإن النادي يدعو إلى الإضراب الشامل، وفقاً لما يقرّه قانون المعلم والمهن التعليمية.

أطفال نازحون في مدرسة مؤقتة يديرها متطوعون في محافظة الحديدة الساحلية غرب اليمن (أ.ف.ب)

وطالب النادي بمحاسبة القيادي الحوثي شمس الدين شرف الدين الذي منحته الجماعة صفة مفتي اليمن، والتحقيق معه بتهمة تأييد نهب مرتبات الموظفين وأموال الناس بالباطل، وتحريضه ضد المطالبين بمرتباتهم واتهامهم بفساد عقيدتهم.

وأفرجت ميليشيا الحوثي في أبريل (نيسان) الماضي عن رئيس نادي المعلمين اليمنيين أبو زيد الكميم الذي اختطفته لمدة ستة أشهر، على خلفية قيادة النادي المطالب بصرف رواتب المعلمين اليمنيين، وجاء الإفراج عنه عقب أيام من وفاة التربوي صبري الحكيمي في سجن جهاز الأمن والمخابرات الحوثي بصنعاء بعد أشهر من اعتقاله.

وتشكو العائلات من عدم حصول أبنائها على التعليم الملائم، والنقص الشديد في الموارد التعليمية من الكتب والمستلزمات، إلى جانب إضراب المعلمين، واهتمام القائمين على العملية التعليمية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية بالترويج للنهج الطائفي وإغراق المقررات الدراسية بمواد وتعاليم مذهبية تؤثر على تفكير الأطفال وتدفعهم إلى التطرف.