كيف تابع جمهور «السوشيال ميديا» الضربات الإيرانية لإسرائيل؟

ما بين «فرح العمدة»... ومخاوف «الحرب العالمية الثالثة»

لقطة من فيديو تُظهر انفجاراً في سماء مدينة الخليل خلال تصدي إسرائيل للهجوم الإيراني (أ.ف.ب)
لقطة من فيديو تُظهر انفجاراً في سماء مدينة الخليل خلال تصدي إسرائيل للهجوم الإيراني (أ.ف.ب)
TT

كيف تابع جمهور «السوشيال ميديا» الضربات الإيرانية لإسرائيل؟

لقطة من فيديو تُظهر انفجاراً في سماء مدينة الخليل خلال تصدي إسرائيل للهجوم الإيراني (أ.ف.ب)
لقطة من فيديو تُظهر انفجاراً في سماء مدينة الخليل خلال تصدي إسرائيل للهجوم الإيراني (أ.ف.ب)

أثار تنفيذ الهجوم الإيراني على إسرائيل تفاعلات سريعة لجمهور «السوشيال ميديا» العربية، فبمجرد أن أعلنت إيران إطلاق المُسيّرات تجاه الأراضي الإسرائيلية، سرعان ما قام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بدورهم، بإطلاق التعليقات والتحليلات في الفضاء الإلكتروني في ردّ فعل لما تشهده المنطقة من تطورات.

وقفزت «الهاشتاغات» المتفاعلة مع الأحداث إلى صدارة «التريند» في الدول العربية، وأبرزها «#الحرب_العالمية_الثالثة»، #«الوعد_الصادق»، والتي جاءت التعليقات عليها متنوعة، ما بين تثمين الهجوم والقلق منه، وبينهما توقعات حول مؤشرات التصعيد، ثم ما لبثت أن صعدت «هاشتاغات» أخرى، مثل «#مسرحية_حفظ_ماء_الوجه»، «#المسرحية_الهزلية»، «#فرح_العمدة»، التي جاء التفاعل معها بانتقاد الهجوم الإيراني والسخرية منه.

وعدّ حساب باسم «هدهد صعدة» الهجوم «خطوة جيدة، ولو أنها لم تكن بالشكل المطلوب، ولها إيجابيات كثيرة، ومن أهم إيجابياتها أنها فتحت أبواب الصراع على مصراعيها وستُوسّع الصراع رغماً عنهم، وفي توسعة الصراع فرج لغزة وأهلها».

https://twitter.com/as2imiu/status/1779475508612256099

في حين تخوفت حسناء عز الدين من أن يكون للضربة الإيرانية «ارتدادات سيئة على بلدان المنطقة».

https://twitter.com/HEazaldiyn67111/status/1779506694550163756

وتهكّم حساب باسم محمود سعد من «الضربة العسكرية الإيرانية الضخمة لإسرائيل»، وقال إنها «أدت إلى إصابة آلاف الإسرائيليين بنوبات من الضحك والسخرية». كذلك حدثت «إصابات نتيجة التدافع للاستمتاع بمشاهدة وتصوير الطائرات المُسيّرة والصواريخ أثناء سقوطها على أهدافها المضحكة».

https://twitter.com/doc_mahmoudsaad/status/1779433105209581716

ويرى الخبير السياسي المصري، الدكتور محمد محمود مهران، أن تباين التعليقات بين التخوف من اندلاع حرب شاملة، والسخرية من محدودية الرد، يعكس حالة من الانقسام وعدم اليقين إزاء تداعيات التصعيد الراهن على أمن واستقرار المنطقة.

ولجأ رواد «السوشيال ميديا»، في جانب من تفاعلهم، إلى الاستعانة بالمشاهد الدرامية والمسرحية، لوصف ما يدور على الأرض، وعدُّوها تلخص سيناريو الحرب.

https://twitter.com/mrw_yby/status/1779469480256577707

وهي الوسيلة التي يعلّق عليها أستاذ القانون الدولي العام، لـ«الشرق الأوسط»، بقوله: «هذا التفاعل المتباين يشير إلى اعتقاد البعض أن هناك غياباً لرؤية إيرانية واضحة في التعامل مع الأزمة، وهو ما دفع البعض للتندر والاستهزاء بالهجوم باعتباره مجرد مناورة للتغطية على الاعتداءات الإسرائيلية».

https://twitter.com/422_hor/status/1779424897657180512

واتفق كثير من الحسابات على وصف الهجوم الإيراني بـ«المسرحية»، وتساءل حساب يحمل اسم هند: هل الهجوم «مسلسل أميركي قصير أم مسرحية؟»، مضيفة: «شعوب المنطقة بأكملها شاهدت المسلسل أو المسرحية القصيرة، واختارت أن تعود للنوم العميق بعد أن أزعجتها أخبار المُسيّرات والصواريخ الكرتونية!».

https://twitter.com/LadyVelvet_HFQ/status/1779496022550446248

بينما رأى حساب عبيدي العربي جانباً آخر من المسرحية بقوله: «العالم الأعمى يدين رد إيران المبرَّر والمستحَق بأشد العبارات، بينما على مدار 7 أشهر يُباد شعب بأكمله فلا تسمع إدانة واحدة، كل ما تسمعه منهم حق إسرائيل في الدفاع».

ويفسر مهران تعدد التفاعلات بقوله: «انتشار هاشتاغات مثل (الحرب العالمية الثالثة) و(الوعد الصادق) يشير إلى وعي الجمهور بخطورة المواجهة وتوقعهم تداعياتها الكارثية».

وفي مصر، حلّ هاشتاغ «#فرح_العمدة» ليحمل كثيراً من السخرية، وهو مُستقى من تعبير مصري للدلالة على كثرة ضرب النار في الهواء دون هدف، وهو المعنى الذي عبر عنه حساب محمد المصري، قائلاً: «إحنا بنسمي ده في مصر فرح العمدة. ضرب نار في الهواء دون أي فائدة».

https://twitter.com/GlennDougl16105/status/1779450628554506661

بينما لخّص حساب باسم مودي الهجوم الإيراني واصفاً إياه بـ«بمب العيد».

https://twitter.com/Modymsg/status/1779459884431352290



فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
TT

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)

شهدت معسكرات تدريب تابعة للجماعة الحوثية في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها خلال الأيام الأخيرة، فراراً لمئات المجندين ممن جرى استقطابهم تحت مزاعم إشراكهم فيما تسميه الجماعة «معركة الجهاد المقدس» لتحرير فلسطين.

وتركزت عمليات الفرار للمجندين الحوثيين، وجُلهم من الموظفين الحكوميين والشبان من معسكرات تدريب في مدينة صنعاء، وفي أماكن أخرى مفتوحة، في مناطق بلاد الروس وسنحان وبني مطر وهمدان في ضواحي المدينة.

جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في صنعاء للتعبئة القتالية (فيسبوك)

وتحدّثت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، عن فرار العشرات من المجندين من معسكر تدريبي في منطقة جارف جنوب صنعاء، وهو ما دفع وحدات تتبع جهازي «الأمن الوقائي»، و«الأمن والمخابرات» التابعين للجماعة بشن حملات تعقب وملاحقة بحق المئات ممن قرروا الانسحاب من معسكرات التجنيد والعودة إلى مناطقهم.

وذكرت المصادر أن حملات التعقب الحالية تركّزت في أحياء متفرقة في مديريات صنعاء القديمة ومعين وآزال وبني الحارث، وفي قرى ومناطق أخرى بمحافظة ريف صنعاء.

وأفادت المصادر بقيام مجموعات حوثية مسلحة باعتقال نحو 18 عنصراً من أحياء متفرقة، منهم 9 مراهقين اختطفوا من داخل منازلهم في حي «السنينة» بمديرية معين في صنعاء.

وكان الانقلابيون الحوثيون قد دفعوا منذ مطلع الشهر الحالي بمئات المدنيين، بينهم شبان وأطفال وكبار في السن وموظفون في مديرية معين، للمشاركة في دورات تدريب على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة استعداداً لإشراكهم فيما تُسميه الجماعة «معركة تحرير فلسطين».

ملاحقة الفارين

يتحدث خالد، وهو قريب موظف حكومي فرّ من معسكر تدريب حوثي، عن تعرُّض الحي الذي يقطنون فيه وسط صنعاء للدَّهم من قبل مسلحين على متن عربتين، لاعتقال ابن عمه الذي قرر الانسحاب من المعسكر.

ونقل أحمد عن قريبه، قوله إنه وعدداً من زملائه الموظفين في مكتب تنفيذي بمديرية معين، قرروا الانسحاب من الدورة العسكرية بمرحلتها الثانية، بعد أن اكتشفوا قيام الجماعة بالدفع بالعشرات من رفقائهم ممن شاركوا في الدورة الأولى بوصفهم تعزيزات بشرية إلى جبهتي الحديدة والضالع لمواجهة القوات اليمنية.

طلاب مدرسة حكومية في ريف صنعاء يخضعون لتدريبات قتالية (فيسبوك)

ويبرر صادق (40 عاماً)، وهو من سكان ريف صنعاء، الأسباب التي جعلته ينسحب من معسكر تدريبي حوثي أُقيم في منطقة جبلية، ويقول إنه يفضل التفرغ للبحث عن عمل يمكّنه من تأمين العيش لأفراد عائلته الذين يعانون شدة الحرمان والفاقة جراء تدهور وضعه المادي.

ويتّهم صادق الجماعة الحوثية بعدم الاكتراث لمعاناة السكان، بقدر ما تهتم فقط بإمكانية إنجاح حملات التعبئة والتحشيد التي تطلقها لإسناد جبهاتها الداخلية، مستغلة بذلك الأحداث المستمرة في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وكان سكان في صنعاء وريفها قد اشتكوا من إلزام مشرفين حوثيين لهم خلال فترات سابقة بحضور دورات عسكرية مكثفة تحت عناوين «طوفان الأقصى»، في حين تقوم في أعقاب اختتام كل دورة بتعزيز جبهاتها في مأرب وتعز والضالع والحديدة وغيرها بدفعات منهم.

وكثّفت الجماعة الحوثية منذ مطلع العام الحالي من عمليات الحشد والتجنيد في أوساط السكان والعاملين في هيئات ومؤسسات حكومية بمناطق تحت سيطرتها، وادّعى زعيمها عبد الملك الحوثي التمكن من تعبئة أكثر من 500 ألف شخص.