العراق: قلق شعبي وصمت رسمي وعودة لحركة الطيران

بعد ليلة صاخبة أحدثتها صواريخ طهران

لقاء الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي لمناقشة الصواريخ الإيرانية (الرئاسة العراقية)
لقاء الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي لمناقشة الصواريخ الإيرانية (الرئاسة العراقية)
TT

العراق: قلق شعبي وصمت رسمي وعودة لحركة الطيران

لقاء الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي لمناقشة الصواريخ الإيرانية (الرئاسة العراقية)
لقاء الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي لمناقشة الصواريخ الإيرانية (الرئاسة العراقية)

عاش الكثير من العراقيين في مختلف مناطق البلاد ليلة صاخبة وهم يتابعون بقلق ويشاهدون باهتمام أصوات وأضواء الصواريخ الإيرانية وهي تعبر أجواء بلادهم في طريقها إلى إسرائيل. وكانت الخشية كبيرة من أن تتسبب أعطال فنية محتملة بسقوط بعض تلك الصواريخ على رؤوس الناس لكن شيئاً من ذلك لم يحدث، رغم بعض الأنباء التي ترددت عن سماع دوي انفجارات وصافرات إنذار في محافظة أربيل بإقليم كردستان وفي محافظة ديالى (شرق). وتحدثت أنباء أخرى عن سقوط جسم غريب في محافظة بابل (وسط)، لكن لم يصدر أي بيان رسمي يؤكد ذلك، كما نفت بعض المصادر الأمنية سقوط أي مسيرة أو صاروخ إيراني داخل الأراضي العراقية.

وباستثناء لقاء رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد بمستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، الأحد، على خلفية القصف الإيراني، كان لافتاً حال من الهدوء التام الذي سبق مرور صواريخ طهران عبر الأراضي العراقية.

وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، إن الرئيس والمستشار القومي ناقشا «أمن الحدود وضرورة التنسيق والتعاون البنّاء في مجال ترسيخ الأمن والاستقرار مع دول الجوار بما يعود بالمنفعة على الجميع».

وشدد الرئيس رشيد على «ضرورة تخفيف التوترات وعدم الانجرار إلى اتساع دائرة الصراع، مؤكداً أن الحروب لن تجلب الحلول للشعوب وستعمق المشاكل بين البلدان».

وباستثناء لقاء الرئيس مع الأعرجي، لم يصدر عن الحكومة العراقية التي يزور رئيسها محمد السوداني العاصمة الأميركية واشنطن، أي بيان رسمي (حتى وقت الكتابة) ولم يصدر كذلك أي تعليق أو بيان رسمي عن الجماعات والفصائل المسلحة الموالية لإيران، باستثناء تغريدات طفيفة صدرت عن بعض الشخصيات. لكن تغريدة لوزير التعليم العالي نعيم العبودي العضو في «عصائب أهل الحق» هي عبارة عن آية قرآنية مؤيدة للهجوم الإيراني، لفتت انتباه كثيرين وجدوا أنه من غير المناسب صدورها عن وزير يمثل الحكومة العراقية، فيما لم يصدر عن الحكومة أي موقف بالسلب أو الإيجاب من الهجوم الإيراني. وفي مقابل الصمت الرسمي، انشغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بنقاشات حادة بين منتقد لصمت الحكومة عن انتهاك مجالها الجوي، وآخرين مؤيدين للهجوم الإيراني.

حالة الهدوء العراقية، انعكست على شكل معاودة فتح أجواء الملاحة، صباح الأحد، بعد توقفها لساعات طويلة عقب الهجوم الإيراني، وأعلنت الخطوط الجوية العراقية أنها «استأنفت رحلاتها المباشرة، بعد إعادة فتح الأجواء العراقية أمام جميع الطائرات القادمة والمغادرة والعابرة لأجواء البلاد من قبل سلطة الطيران المدني».

ورأى رئيس «مركز التفكير السياسي» إحسان الشمري، أن «صمت العراق عن خرق أجوائه مسألة غير مقبولة لأنها تتعلق بانتهاك السيادة».

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» فسّر الشمري حالة الصمت السائدة بـ«عدم قدرة العراق على اتخاذ موقف تجاه ما جرى ويجري، خصوصاً فيما يتعلق بإمكاناته العسكرية والدبلوماسية».

ويضيف أن «طبيعة التركيبة الحاكمة في العراق هي متعاطفة ومؤيدة للهجمات الإيرانية، ولذلك فضلوا عدم الإعلان الرسمي واكتفوا بالصمت الإيجابي حيال الهجمات، ولا ننسى أن الحكومة العراقية تدرك حساسية المواقف التي يمكن أن تصدر عنها تجاه صراع إيران وإسرائيل خاصة مع وجود رئيس الوزراء في واشنطن».

ويخلص الشمري إلى القول بأن «الصمت الرسمي العراقي يمثل حالة فشل في التحليل، خاصة مع التوتر الشديد في المنطقة والعراق في عين العاصفة. كان بإمكان عقد اجتماعات على مستوى قيادة الأمن العليا وأن يصدر بيان في هذا الاتجاه بأضعف الإيمان».


مقالات ذات صلة

«حزب الله»: هاجمنا قاعدة أسدود البحرية وقاعدة استخبارات عسكرية قرب تل أبيب

المشرق العربي ضابط شرطة يسير في مكان سقوط المقذوف بعد أن أبلغ الجيش الإسرائيلي عن وابل من المقذوفات التي تعبر إلى إسرائيل من لبنان في معالوت ترشيحا بشمال إسرائيل (رويترز) play-circle 00:37

«حزب الله»: هاجمنا قاعدة أسدود البحرية وقاعدة استخبارات عسكرية قرب تل أبيب

أعلن «حزب الله» اللبناني، في بيان، الأحد، أنه شن هجوماً بطائرات مسيَّرة على قاعدة أسدود البحرية في جنوب إسرائيل للمرة الأولى.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم...

فيفيان حداد (بيروت)
الاقتصاد صائغ يعرض قطعة من الذهب في متجره بمدينة الكويت (أ.ف.ب)

الذهب يواصل مكاسبه مع احتدام الحرب الروسية - الأوكرانية

ارتفعت أسعار الذهب، يوم الخميس، للجلسة الرابعة على التوالي مدعومة بزيادة الطلب على الملاذ الآمن وسط احتدام الحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
شؤون إقليمية آموس هوكستين (أ.ف.ب)

هوكستين يصل إلى تل أبيب قادماً من بيروت: هناك أمل

وصل المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، إلى إسرائيل قادماً من لبنان، في إطار جهود الوساطة لوقف إطلاق النار بين «حزب الله» والدولة العبرية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.