تحذير من مجاعة تحدق بالنازحين في مأرب

«المركزي» اليمني أوقف التعامل مع 5 بنوك و13 شركة صرافة

يعيش النازحون اليمنيون في مخيمات تفتقد أبسط مقومات الحياة (إعلام حكومي)
يعيش النازحون اليمنيون في مخيمات تفتقد أبسط مقومات الحياة (إعلام حكومي)
TT

تحذير من مجاعة تحدق بالنازحين في مأرب

يعيش النازحون اليمنيون في مخيمات تفتقد أبسط مقومات الحياة (إعلام حكومي)
يعيش النازحون اليمنيون في مخيمات تفتقد أبسط مقومات الحياة (إعلام حكومي)

جدّد مسؤول يمني التحذير من حدوث مجاعة في أوساط النازحين في محافظة مأرب نتيجة حرمان 40 في المائة منهم من المساعدات الغذائية الأممية، فيما واصل البنك المركزي اليمني إجراءاته الهادفة إلى ضبط العمل المصرفي والتحويلات المالية وأمر البنوك وشركات ومنشآت الصرافة ووكلاء الحوالات كافة، بوقف التعامل مع جملة من أكبر البنوك التجارية، ووجّه بإغلاق فروع 13 شركة في محافظة مأرب.

وأكد وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، أن الوضع ينذر بوقوع كارثة إنسانية ومجاعة محققة في أوساط النازحين، وبيّن أن 54 ألف أسرة تمثل 40 في المائة من النازحين في محافظة مأرب بحاجة ماسّة للمساعدات الغذائية، ولم تدرج أسماؤهم في قوائم برنامج الغذاء العالمي. وحذّر من استمرار اتساع فجوة الفقر، وتدهور الوضع الاقتصادي للنازحين.

الحكومة اليمنية تُحذر من مجاعة في أوساط النازحين (إعلام حكومي)

تصريحات المسؤول اليمني جاءت خلال ترؤسه لقاء نظمه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وضم السلطة المحلية في مأرب، وشركاء العمل الإنساني من منظمات أممية ودولية وإقليمية ومحلية في المحافظة، لمناقشة خطط الاستجابة الإنسانية التي أعدتها الكتل بالتنسيق مع السلطة المحلية والمجتمع وأولوياتها للعام الحالي، وأبرز التحديات التي تواجه العمل الإنساني بالمحافظة.

وجدّد الوكيل مفتاح الدعوة للمنظمات الإغاثية لإيجاد مخزون طارئ لمواجهة التقلبات المناخية وإغاثة النازحين والمجتمعات المضيفة في محافظة مأرب، خصوصاً المتضررين من الأمطار والعواصف والحرائق.

مواجهة التحديات

ناقش اللقاء الإنساني في مأرب تقارير منسقي الكتل والمتضمنة نسب الفجوات بين الاحتياجات القائمة والتدخلات المنفذة في كل قطاع، وعمليات تتبع ورصد استمرار حركة النزوح إلى المحافظة، بالإضافة إلى خطط تدخلاتها وأولوياتها للعام الحالي 2024، وإيجاد الحلول والمعالجات المناسبة للتحديات، والبدء في تنفيذ استراتيجية توطين العمل الإنساني والتركيز على جهود التعافي والمشاريع المستدامة.

واستعرض المجتمعون التحديات التي تواجه العمل الإنساني في المحافظة، وتقارير منسقي كتل العمل الإنساني بشأن الفجوات الحاصلة بين الاحتياجات القائمة والتدخلات المنفذة، وعمليات تتبع ورصد استمرار حركة النزوح إلى المحافظة، بالإضافة إلى خطط تدخلاتها وأولوياتها للعام الحالي، وإيجاد الحلول والمعالجات المناسبة للتحديات والبدء بتنفيذ استراتيجية توطين العمل الإنساني، والتركيز على جهود التعافي والمشاريع المستدامة.

السيول غمرت خيام النازحين في مأرب وأتلفت مخزونهم الغذائي (إعلام حكومي)

وكانت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة مأرب ذكرت أن 6 آلاف و495 أسرة نازحة تضررت من الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة التي يوجد بها 204 مخيمات ومواقع نزوح.

وقالت إن 253 أسرة نازحة تضررت بشكل كلي، حيث تسببت الأمطار والسيول بفقدان وتلف المساكن وجميع محتوياتها من مواد غذائية وإيوائية ومقتنيات، فيما تضررت نحو 6 آلاف و200 أسرة بشكل جزئي.

وبحسب الوحدة الحكومية فإن أهم الاحتياجات الطارئة للأسر المتضررة من الأمطار والسيول هو توفير الغذاء والمأوى، ابتداء من الخيام ذات الجودة العالية، والأغطية البلاستيكية، بالإضافة إلى المواد الغذائية والمواد الإيوائية والملابس، وكذلك صيانة الصرف الصحي.

ودعت وحدة مخيمات النازحين شركاء العمل الإنساني إلى سرعة التدخل، وتوفير الاحتياجات العاجلة للأسر المتضررة، وتبني استراتيجية لحماية مخيمات النازحين من الكوارث، مثل السيول والحرائق، مشدّدة على ضرورة مراجعة معايير تدخلات المأوى؛ لتكون ملائمة للظروف المناخية القاسية والصحراوية في المحافظة، وتفادي حدوث مخاطر وأضرار مقبلة.

منع التلاعب بالعملة

أمر البنك المركزي اليمني في تعميم وُزّع على شركات الصرافة جميع الشركات بوقف التعامل مع خمسة من أهم البنوك التجارية في البلاد، هي: بنك التضامن، وبنك اليمن، والكويت، وبنك الأمل للتمويل الأصغر، ومصرف اليمن والبحرين الشامل بنك الكريمي للتمويل الأصغر الإسلامي، وهدّد باتخاذ إجراءات رادعة حيال المخالفين لما نصت عليه تعليماته.

وفي وقت لاحق أمر البنك المركزي اليمني في عدن، بإيقاف التعامل مع 13 شركة صرافة في محافظة مأرب؛ لمخالفتها التعليمات المتعلقة بالتحويلات المالية، والالتزام بالعمل من خلال الشبكة الموحدة فقط.

إجراءات حازمة للبنك المركزي اليمني لمنع التلاعب بالعملة (تعميم متداول)

وذكر البنك أنه سينفذ حملات تفتيش مكثفة وبطرق مختلفة؛ للتأكد من الالتزام بتنفيذ قراره، وسيتخذ إجراءات جزائية في حق من يخالف ذلك.

وكان البنك منح شركات ومنشآت الصرافة كافة مهلة انتهت منتصف الشهر الحالي، من أجل تصفية ما لديها من حوالات صادرة أو واردة في شبكات التحويلات المالية الأخرى، والتحول فوراً إلى الشبكة الموحدة بوصفها شبكة التحويلات الوحيدة المعتمدة، وتوعّد المخالفين بإجراءات عقابية رادعة.

هذه الإجراءات أتت مع كشف محافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب المعبقي أن البنك وفّر في عام 2022 ما يعادل 800 مليون دولار موارد حقيقية محلية وخارجية لتغطية عجز الموازنة، وفي عام 2023 وفّر ما يعادل 1200 مليون دولار لتغطية عجز الموازنة أيضاً من موارد حقيقية محلية وخارجية.

وأكد أن البنك لم يلجأ إلى أي تمويل تضخمي منذ بداية عام 2022، وأنه المؤسسة الوحيدة التي تحفظ تماسك الدولة، وتعزز فرص استمراريتها.


مقالات ذات صلة

تشديد يمني على منع تدخلات الانقلابيين في المساعدات الأممية

العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية يستقبل في عدن الممثل الجديد لبرنامج الغذاء العالمي (سبأ)

تشديد يمني على منع تدخلات الانقلابيين في المساعدات الأممية

شدّد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك على منع تدخلات الحوثيين في المساعدات الأممية الغذائية، مؤكداً استمرار الحكومة في تقديم التسهيلات اللازمة.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)

«الرئاسي اليمني» يدعو لاستراتيجية شاملة لردع الحوثيين

أكد مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن ردع الجماعة الحوثية الموالية لإيران يتطلب استراتيجية شاملة محلية وإقليمية ودولية، بينما جدّدت واشنطن دعمها للمجلس والحكومة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي النازحون اليمنيون بمخيمات مأرب يعانون نقصاً شديداً في الغذاء (رويترز)

محافظة مأرب: نواجه أسوأ أزمة إنسانية في اليمن منذ 9 أعوام

تواجه محافظة مأرب اليمنية أسوأ أزمة إنسانية في البلاد منذ تسعة أعوام حيث تحتضن المحافظة نحو 60 في المائة من النازحين داخلياً بسبب الحرب التي فجّرها الحوثيون

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك يدشن الجولة الثانية لتحصين الأطفال (إعلام حكومي)

اليمن: 257 إصابة بشلل الأطفال واتهام للحوثيين بمنع التطعيم

أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تسجيل 257 إصابة بشلل الأطفال في اليمن، وذلك مع بدء الجولة الثانية من حملة اللقاحات في مناطق سيطرة الحكومة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي سفينة شحن ترسو في ميناء عدن باليمن بعد تعرضها لهجوم في البحر الأحمر (رويترز)

تقرير: ناقلة نفط تعود أدراجها بعد تعرضها لهجوم من «الحوثيين»

أوضح مركز المعلومات البحرية المشترك في البحر الأحمر وخليج عدن اليوم (الثلاثاء) إن الناقلة «تشيوس ليون» التي ترفع علم ليبيريا حولت اتجاهها لطريق العودة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

​مصر تتوسع في إنشاء دُور إيواء لضحايا «الاتجار بالبشر»

وزيرة التضامن ورئيسة لجنة مكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر (مجلس الوزراء المصري)
وزيرة التضامن ورئيسة لجنة مكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر (مجلس الوزراء المصري)
TT

​مصر تتوسع في إنشاء دُور إيواء لضحايا «الاتجار بالبشر»

وزيرة التضامن ورئيسة لجنة مكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر (مجلس الوزراء المصري)
وزيرة التضامن ورئيسة لجنة مكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر (مجلس الوزراء المصري)

تعمل الحكومة المصرية على التوسع في إنشاء دور إيواء لدعم ضحايا جريمة «الاتجار بالبشر»، من المصريين والأجانب، بعد أن دشنت أول دار إيواء متخصصة في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020؛ لتقديم الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية، التي تُمكن هؤلاء الضحايا من الاندماج في المجتمع.

ووفق وزارة «التضامن الاجتماعي» المصرية، الثلاثاء، فإنه سيجري إنشاء دور إضافية لدعم الضحايا، تصل إلى 7 دور إيواء، في محافظات مختلفة.

وبحثت وزيرة التضامن مايا مرسي، مع السفيرة نائلة جبر، رئيسة اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، جهود مكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، وأبرزها إنشاء وإدارة ودعم دار لإيواء ضحايا الاتجار بالبشر مخصصة للفتيات تحت سن الـ18.

وذكر بيان لـ«التضامن» أنه جرى مناقشة الخطوات النهائية للانتهاء من دار الإيواء الثانية، التي سيتم تجهيزها وتشغيلها قريباً لخدمة ضحايا الاتجار بالبشر بدعم من اللجنة الوطنية وشركاء التنمية، وسيتم التوسع خلال الفترة المقبلة في إنشاء دور إضافية لدعم ضحايا الاتجار بالبشر لتصل إلى 7 دور إيواء، وفقاً لتوجيهات رئاسية، بالتنسيق مع المحافظين لتوفير قطع أراض إضافية لإنشاء أو إعادة استغلال بعض المباني بغرض إنشاء دور إيواء ضحايا الاتجار بالبشر لباقي الفئات بخلاف الإناث تحت 18 عاماً.

وسعت مصر قبل سنوات إلى إرساء إطار تشريعي صارم لمكافحة الاتجار بالبشر، بإصدار قانون يضع تعريفاً شاملاً لجريمة الاتجار بالبشر، ويحدد عقوبة مرتكبيها، ويتضمن تقديم الحماية ومساعدة المجني عليهم، وإعادة تأهيلهم في المجتمع.

وقالت السفيرة نائلة جبر، رئيسة اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، لـ«الشرق الأوسط» إن «إنشاء أول دار إيواء قبل 4 سنوات جاء على أسس علمية، وكان نجاح الفكرة مُشجعاً للتوسع في إنشاء دور جديدة، حيث يتم الاستعداد لافتتاح دار ثانية قريباً في الإسماعيلية، مع التخطيط لإنشاء دور أخرى موزعة على المحافظات المختلفة لاستيعاب ضحايا الاتجار، سواء من المصريين أو الأجانب، دون تفرقة».

وتلفت «جبر» إلى أن الإقامة في دار الإيواء تكون بشكل مؤقت لعدة أشهر، حيث يتم خلالها تقديم خدمة الرعاية الاجتماعية والنفسية، وإعادة تأهيل الضحايا للرجوع إلى المجتمع مرة أخرى، مبينة أن تمويل هذه الدور يكون من جانب الحكومة المصرية ممثلة في وزارة التضامن.

ووفق الحكومة المصرية، فإن مصر من أكثر الدول نجاحاً في مكافحة هذه الجريمة عبر كثير من القوانين وبرامج الحماية الاجتماعية التي تحظى بأولوية القيادة السياسية، حيث تم إطلاق كثير من البرامج والمبادرات لمساعدة الفئات الأكثر احتياجاً والأولى بالرعاية، وتوفير حياة كريمة للمواطنين؛ لحمايتهم من الخضوع لمنظمي هذه الجريمة.

دار إيواء لضحايا «الاتجار بالبشر» (الهلال الأحمر المصري)

ويبيّن مقطع فيديو بثته حسابات «الهلال الأحمر المصري» بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، الذي يدير أول دار إيواء في مصر لدعم ضحايا جريمة الاتجار بالبشر، التي تحتضنها المحافظة، أن الدار تتسع لعدد من 30 من الفتيات والسيدات، وتضم غرفاً للمعيشة وأخرى لأنشطة الأطفال، وقاعة لممارسة الأنشطة وتنمية المهارات، إلى جانب غرفة للعزل، ومطعم وعيادة طبية، إلى جانب مساحات خضراء، حيث يتم تقديم خدمات وإعاشة وتوفير الأمان للنزيلات، إلى جانب تقديم دورات من جانب الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين.

ويثمن الدكتور إبراهيم سالم، خبير الأزمات والكوارث، رئيس المنظمة المصرية لإدارة الأزمات وحقوق الإنسان، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، التوجه الحكومي بإنشاء دور إيواء إضافية لدعم ضحايا الاتجار بالبشر، خصوصاً مع اتساع مفهوم الاتجار بالبشر، واتخاذه أشكالاً أكثر تطوراً.

ووفق الأمم المتحدة هناك صور متعددة لتلك الجريمة، مثل الاستغلال الجنسي، ونزع الأعضاء للتجارة بها، أو التسول القسري، وأي صورة للعمل الجبري أو تحت التهديد، ومِن ثَم هناك حاجة لدعم هؤلاء الضحايا المستضعفين، وإعادة تأهيلهم وتعافيهم نفسياً واجتماعياً لدمجهم في المجتمع مجدداً.

ويطالب خبير الأزمات والكوارث أن تتوزع دور الإيواء السبع المزمع إنشاؤها على المحافظات المصرية المختلفة، لافتاً إلى أن محافظة شمال سيناء على سبيل المثال شهدت فيما مضى جريمة تجارة الأعضاء البشرية، التي كان ضحاياها من الأفارقة المهاجرين هجرة غير شرعية، حيث يتم استدراجهم على الحدود لهذا الغرض.

وأشار إلى أهمية اتساع مهمة دور الإيواء ليشمل ذلك التثقيف والسعي لرفع درجة الوعي بالجريمة وأشكالها، كما يطالب أن تكون منظمات المجتمع المدني شريكاً أساسياً للحكومة في ملف تأهيل ضحايا الاتجار بالبشر، لمزيد من الفاعلية في هذا الملف.