علماء المسلمين يتعهدون بدعم «وثيقة بناء الجسور» للوصول إلى التكامل والتسامح

تشكيل لجنة تنسيقية بين المذاهب الإسلامية

جانب من جلسات الحوار الذي حضره أكثر من 300 عالم دين (تصوير: عدنان مهدلي)
جانب من جلسات الحوار الذي حضره أكثر من 300 عالم دين (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

علماء المسلمين يتعهدون بدعم «وثيقة بناء الجسور» للوصول إلى التكامل والتسامح

جانب من جلسات الحوار الذي حضره أكثر من 300 عالم دين (تصوير: عدنان مهدلي)
جانب من جلسات الحوار الذي حضره أكثر من 300 عالم دين (تصوير: عدنان مهدلي)

تعهد العلماء المسلمون بالوفاء بمضامين "وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" التي شملت 28 بنداً، والعمل على ترسيخها في مجامعهم العلمية، ومجتمعاتهم الوطنية، بما لا يُخلّ بالأنظمة المرعية والقوانين الدولية، ويَدْعُون جميع الجهات العلمية والشخصيات المجتمعية والمؤسسات الوطنية إلى تأييدها ودعمها.

إحدى الجلسات الختامية لـ«مؤتمر بناء الجسور» ويبدو الدكتور محمد العيسى حاضراً قبل إعلان الوثيقة (تصوير: عدنان مهدلي)

وأعلن المؤتمر الذي نظمته «رابطة العالم الإسلامي» على مدار يومين، عن تشكيل «اللجنة التنسيقية بين المذاهب الإسلامية» تقترح الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي نظامَها ورئاستها وأعضاءها وأمانتها، بالتشاور مع كبار الشخصيات الإسلامية من مختلف المذاهب، ليجري إقرار ذلك خلال المؤتمر المزمع عقده العام المقبل، بينما عقد المشاركون في المؤتمر العزمَ على تجاوز سجالاتٍ عقيمة تردَّت إلى مهاتراتٍ لم تزد الأمة الإسلامية إلا شتاتاً وفُرقة، تحدوهم الإرادة القوية على تعزيز مساعي الوحدة والألفة والتبادل والتعاون في مضامين مهمة اشتملت عليها هذه الوثيقة المعبّرة عن إجماع تنوعهم المذهبي.

شهد المؤتمر حضوراً كثيفاً من علماء المسلمين حول العالم للتباحث (تصوير: عدنان مهدلي)

وشددت الوثيقة على التحذير من الفتن، وتفادي أسبابها، والتصدي للمحرّضين عليها والمروِّجين لها، والتنديد بإثارتها بين أبناء الوطن الواحد، وفي المجتمع الإسلامي بعامة، من خلال العبارات والشعارات والممارسات الطائفية التي تَستهدف النيل من الأخوّة الإسلامية، كذلك التنابُز بين المسلمين، وتهييج مشاعرهم المذهبية، والنيل من رموزهم، وازدراء اجتهاداتهم.

تجاوز المآسي

ودعا المجتمعون إلى تجاوز مآسي المعترك الطائفي بنزعته المنتحلة على هدي الإسلام، وما صارت إليه من ضلالٍ تلقَّفها من لم يتبين سنَّة الله في خلقه «اختلافاً وتنوعاً وتعدداً»، وما يلزم لذلك من تدابير الحكمة وأدب الإسلام، فضلاً عن استصحاب سعة الشريعة ورحابتها، وأُخُوَّة الدين ومودتِهِ.

وقدم المشاركون في المؤتمر الدولي «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» الذي عُقِد في مكة المكرمة، الشكر الخالص لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وإلى ولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، على ما تَبذله السعودية من جهود جليلة في توحيد كلمة الأمّة الإسلامية، وتعزيز تضامنها، انطلاقاً من دورها الإسلامي الريادي، وشرف احتضانها لمهد الإسلام، وقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، وخدمة الحرمين الشريفين ورعاية قاصديهما.

الدكتور العيسى وبجواره الدكتور صالح بن حميد والدكتور عبد الرحمن السديس والدكتور عبدالله التركي والدكتور شوقي علام والشيخ نور الحق أثناء انعقاد المؤتمر (تصوير: عدنان مهدلي)

وقال الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، أمين عام «رابطة العالم الإسلامي»، في تغريدة له عبر منصة «إكس»: «أتشرف باسم أصحاب السماحة والفضيلة المشاركين في مؤتمر (بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية) من كبار علماء العالم الإسلامي بمختلف تنوعهم المذهبي برفع أسمى عبارات الشكر والامتنان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لرعايته الكريمة لمؤتمرهم التاريخي الذي انطلق من قبلتهم الجامعة في رحاب مكة المكرمة، وما أسفر عنه اجتماعهم الميمون من إطلاق (وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية) لتشكل حدثاً تاريخياً لإرساء مرحلة جديدة من التفاهم والتعاون الأخوي بين التنوع المذهبي في عالمنا الإسلامي».

وتابع العيسى، في التغريدة: «وقد ثمَّن علماء الأمة الدور الريادي الكبير الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، أيدهما الله، في خدمة الإسلام والمسلمين وتعزيز التضامن الإسلامي».


مقالات ذات صلة

انطلاق المؤتمر العالمي لـ«موهبة» لتعزيز التعاون الإبداعي لـ«جودة الحياة»

يوميات الشرق المؤتمر يشكل منصة ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم (واس)

انطلاق المؤتمر العالمي لـ«موهبة» لتعزيز التعاون الإبداعي لـ«جودة الحياة»

انطلقت فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع بعنوان «عقول مبدعة بلا حدود» في العاصمة السعودية الرياض، الأحد، الذي يجمع نخبةً من الخبراء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الجائزة تهدف إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة (واس)

تكريم الفائزين بجائزة «الملك سلمان للغة العربية»

كرّم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة لعام 2024، ضمن فئتي الأفراد والمؤسسات، في 4 فروع رئيسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج وزير الدولة السعودي خلال اجتماعه مع أعضاء اللجنة السياسية والأمنية والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي (واس)

نقاشات سعودية - أوروبية تتناول جهود حل النزاعات الإقليمية والدولية

شهدت العاصمة الرياض، الأحد، مناقشات سعودية - أوروبية تناولت جهود الجانبين في حل النزاعات الإقليمية والدولية وأوجه التعاون والتنسيق المشترك في العديد من المجالات

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.