نيودلهي لشراكة استراتيجية شاملة مع الرياض لنقل تكنولوجيا المكونات الدفاعية

وزير الدولة الهندي للدفاع لـ«الشرق الأوسط»: نعمل بشكل مشترك مع السعودية في مجال التقنيات الجديدة والناشئة

أجاي بهات وزير الدولة الهندي للدفاع متحدثاً إلى «الشرق الأوسط» في الرياض (تصوير: مشعل القدير)
أجاي بهات وزير الدولة الهندي للدفاع متحدثاً إلى «الشرق الأوسط» في الرياض (تصوير: مشعل القدير)
TT

نيودلهي لشراكة استراتيجية شاملة مع الرياض لنقل تكنولوجيا المكونات الدفاعية

أجاي بهات وزير الدولة الهندي للدفاع متحدثاً إلى «الشرق الأوسط» في الرياض (تصوير: مشعل القدير)
أجاي بهات وزير الدولة الهندي للدفاع متحدثاً إلى «الشرق الأوسط» في الرياض (تصوير: مشعل القدير)

أفصح وزير الدولة الهندي للدفاع أجاي بهات عن رغبة بلاده في تطوير خريطة طريق مع السعودية لإنشاء مشاريع مشتركة واتفاقيات نقل التكنولوجيا لتصنيع المعدات والمكونات الدفاعية، مشدداً على أن الشراكة الدفاعية الثنائية ستكون عنصراً حاسماً في العلاقات السعودية الهندية الاستراتيجية الشاملة، مؤكداً أنها تتقدم بشكل مطرد، على أنها جزء من التعاون الدفاعي الثنائي.

وقال بهات، في حوار مع «الشرق الأوسط»: «من خلال الاستفادة من مبادرتي (صنع في الهند) الهندية و(الرؤية السعودية 2030)، يمكننا بشكل مشترك تطوير خريطة طريق لإنشاء مشاريع مشتركة واتفاقيات نقل التكنولوجيا لتصنيع المعدات والمكونات الدفاعية، إذ إن البلدين، يعملان أيضاً بشكل ثنائي، في مجال تقنيات الدفاع الجديدة والناشئة».

أجاي بهات وزير الدولة الهندي للدفاع متحدثاً إلى «الشرق الأوسط» في الرياض (تصوير: مشعل القدير)

وأضاف بهات، الذي يشارك في معرض الدفاع العالمي بالرياض حالياً: «تتعاون القوات المسلحة الهندية والسعودية من خلال اللجنة المشتركة للتعاون الدفاعي (JCDC)، مسترشدة بمذكرة التفاهم بشأن التعاون الدفاعي. وتوفر JCDC إطاراً للمناقشة المنهجية حول التعاون الدفاعي».

وقال بهات: «في العام الماضي، زار الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الهند لحضور قمة مجموعة العشرين والاجتماع الأول لقادة مجلس الشراكة الاستراتيجية، الذي تأسس في عام 2019، وفي مختلف القطاعات، هناك تحسن كبير في العلاقات».

شراكة استراتيجية شاملة

ووفق بهات، فإن الهند والسعودية تعملان أيضاً بشكل ثنائي، في مجال تقنيات الدفاع الجديدة والناشئة، مشيراً إلى أن سفارة بلاده في الرياض نظمت أخيراً، ندوة حول تكنولوجيا الدفاع بدعم من الوكالات السعودية مثل الهيئة العامة للصناعات العسكرية والشركة السعودية للصناعات العسكرية ووزارة الصناعة من الجانب الهندي.

وبينما يشير إنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية بين الهند والمملكة العربية السعودية عام 2019 إلى الالتزام طويل الأمد بتعزيز التعاون عبر المجالات السياسية والأمنية والاجتماعية، شهدت الهند والسعودية، وفق بهات، شراكة مزدهرة في مجال الدفاع في الأعوام الأخيرة.

وتوقع الوزير الهندي أن يستمر هذا الاتجاه في العديد من المجالات الواعدة للتعاون المستقبلي، مبيناً أنه فيما يتعلق بقطاع الدفاع، كان لدى كلا البلدين مسار مماثل؛ حيث تم تصنيفهما من بين أكبر مستوردي المعدات الدفاعية.

وإدراكاً لأهمية التوطين وفق بهات، اتخذت الهند بعض التدابير الملموسة في السنوات القليلة الماضية لتعزيز صناعة الدفاع المحلية لتقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية؛ حيث تركز المملكة أيضاً على التوطين والتنمية الصناعية.

وفي هذا الصدد، قال بهات: «أعتقد أنه يمكننا التعاون في الإنتاج الدفاعي المشترك. الجانب الأكثر أهمية في صناعة الدفاع هو البحث والتطوير وأعتقد أن البلدين يمكن أن يستفيدا على المدى الطويل من خلال العمل المشترك في البحث والتطوير لأحدث تقنيات الدفاع ولا سيما الذخيرة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والحرب الإلكترونية والاتصالات، إلى جانب مختلف المجالات، وغيرها من التقنيات الجديدة والناشئة».

فرص تعاون ثنائي كبيرة

وتابع بهات: «وفر المعرض الدولي للدفاع بالرياض فرصة كبيرة؛ حيث تم عقد اجتماعات عدة رفيعة المستوى من الجانب السعودي، ناقشنا خلالها مختلف جوانب التعاون الدفاعي الثنائي بيننا. أنا سعيد للغاية بالضيافة التي تلقيتها من الحكومة السعودية، وبهذه المناسبة، أهنئ قيادة المملكة على تنظيم معرض الدفاع العالمي 2024 المثير للإعجاب. إنه لمن دواعي سروري زيارة الرياض، والاطلاع على مختلف المعروضات وتقنيات الدفاع». وأضاف: «عقدت، يوم الثلاثاء، اجتماعاً جيداً للغاية مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، كما التقيت مساعد وزير الدفاع السعودي الدكتور خالد البياري، ومحافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية (GAMI) أحمد العوهلي. وشهدت يوم الثلاثاء، توقيع مذكرة تفاهم بين شركة Munitions India Limited وشريكها المحلي. تعد شركة Munitions India Limited من كبرى الشركات المصنعة للذخيرة في الهند وهي شركة مملوكة للحكومة».

وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان أثناء جولته في «معرض الدفاع العالمي» بالرياض أمس (واس)

ولفت إلى أن الاتفاقيات التي تم توقيعها في مجال الدفاع، تعدّ جزءاً من ملامح التعاون المستمر بين الشركات الهندية والسعودية في قطاع الدفاع، مشيراً إلى أن زيارته إلى جناح الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) على هامش معرض الدفاع العالمي، كانت مثمرة ومفيدة لمستقبل التعاون بين البلدين.

صناعة المنتجات الدفاعية

وقال بهات: «تماشياً مع علاقاتنا الثنائية المتنامية، هناك اهتمام كبير بين الشركات الهندية لعرض وتسويق منتجاتها الدفاعية للسوق السعودية. ونظراً للثقة المتبادلة وقوة علاقاتنا، فإن حكومة الهند تدعم هذه الجهود دعماً كاملاً؛ حيث يشارك عدد من الشركات الهندية في WDS بصفتها عارضين أو زوار أعمال، بينما يوفر WDS منصة ممتازة للوصول إلى سوق الدفاع بالسعودية». وزاد: «قمت، الثلاثاء، بزيارة المعرض وتفاعلت مع شركاتنا التي أقامت أجنحتها هنا. لديهم منتجات عالمية المستوى. قيل لي إنهم يتلقون بالفعل العديد من الاستفسارات. ستساعد هذه المنصة الجانب الهندي على خلق الوعي بين المستخدمين النهائيين حول منتجاتهم».

وشدد على أن منتجات القطاعات المشاركة في المعرض الدولي للدفاع بالرياض، وفرت فرصاً كبيرة لكيفية وطبيعة التعاون بين البلدان المشاركة، من حيث نقل التكنولوجيا والبحث والتطوير، مشيراً إلى أن المشاركة ستساعد الشركات الهندية على اكتساب خبرة ثاقبة حول كيفية عمل سوق الدفاع في المملكة.

برامج مشتركة

ووفق بهات، تجري حالياً في الهند التدريبات الثنائية الأولى للقوات البرية «صدى تنسيق»، مبيناً أن البحرية الهندية تقوم بزيارة الموانئ والزيارات الودية بانتظام؛ حيث تم إجراء النسخة الثانية من التدريبات البحرية الثنائية «الوحيد الهندي» بين البحريتين في مايو (أيار) من العام الماضي، مشيراً إلى أن هناك تبادلات منتظمة في مجال التدريب في معاهد مختلفة في الهند والسعودية؛ حيث تمت متابعة سبل التعاون الجديدة التي تم التوصل إليها بشكل متبادل بعد الزيارة الأولى على الإطلاق لقائد الجيش الهندي إلى المملكة في ديسمبر (كانون الأول) 2020، خلال الزيارة المتبادلة التي قام بها قائد القوات البرية الملكية السعودية في فبراير (شباط) 2022.

منظر عام لمعرض الدفاع العالمي المنعقد في الرياض (واس)

وأضاف: «توقف التزود بالوقود للطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية الهندية. إن تدريب 55 من طلاب البحرية الملكية السعودية في كوتشي وزيارة 11 وفداً من الخبراء المتخصصين من كلا الجانبين في عام 2023 يشهد في حد ذاته على العلاقات المتنامية».

وزاد بهات: «في الآونة الأخيرة، في الأسبوع الثاني من يناير (كانون الثاني) 2024، زار قائد القوات البحرية الملكية السعودية الأميرال فهد بن عبد الله الغفيلي، الهند في زيارة مدتها أربعة أيام تفاعل خلالها مع القيادة العليا للقوات المسلحة الهندية إلى جانب كبار المسؤولين في الحكومة الهندية».

ووفق وزير الدولة الهندي للدفاع والسياحة، انعكس ذلك إيجاباً على تفاعل قائد البحرية أيضاً مع شركات الدفاع الهندية؛ حيث حصل على تجربة مباشرة مع مؤسسات التدريب الهندية في كوتشي تلتها زيارة على متن حاملة الطائرات الأصلية «آي إن إس فيكرانت».

وتابع بهات: «لدينا أيضاً أرضية مهمة فيما يتعلق بالتعاون الطبي بين القوات المسلحة في البلدين من خلال التبادلات المتخصصة وزيارات الوفود. ونأمل أن يتم الحفاظ على هذا الزخم في التعاون الدفاعي الثنائي، وسنرى استكشاف حدود جديدة في الأيام المقبلة».

أمن ملاحة البحر الأحمر

وحول التهديدات التي تشهدها منطقة البحر الأحمر، وتأثير ذلك على الأمن الاقتصادي والصناعي، قال بهات: «تدعم الهند مبدأ حرية الملاحة في البحر الأحمر، وأعربت عن قلقها إزاء حالات استهداف السفن التجارية، ما يؤثر على الروابط التجارية/التجارية ويعرض حياة البحارة للخطر».

وقال وزير الدولة الهندي للدفاع: «تراقب نيودلهي من كثب التطورات في المنطقة. وتنتشر سفن البحرية الهندية في المنطقة، في خليج عدن وبحر العرب، وتقدم الدعم بنشاط للسفن التجارية وأفراد الطاقم».


مقالات ذات صلة

السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي

الخليج نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)

السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي

جددت السعودية، الثلاثاء، دعوتها لتكثيف التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والتربوية لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي في الأجيال القادمة.

«الشرق الأوسط» (لشبونة)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

خادم الحرمين يدعو لإقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء السعودية

دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء السعودية يوم الخميس المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
عالم الاعمال فعالية «بلاك هات» تنطلق في الرياض بمشاركة أكثر من 300 متحدث عالمي

فعالية «بلاك هات» تنطلق في الرياض بمشاركة أكثر من 300 متحدث عالمي

انطلقت اليوم أعمال النسخة الثالثة من فعالية «بلاك هات» في الرياض بحضور أكثر من 300 متحدث عالمي و450 جهة عارضة، وبوجود أكثر من 59 رئيساً لقطاع الأمن السيبراني.

يوميات الشرق الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)

الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

شهدت فعاليات «أيام مصر» في «حديقة السويدي» بالعاصمة السعودية الرياض، حضوراً واسعاً وتفاعلاً من المقيمين المصريين في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الملك سلمان بن عبد العزيز

خادم الحرمين يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية

تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رسالةً خطية من الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت تتضمن الدعوة لحضور القمة الخليجية الـ45.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).