انقطعت الاتصالات عن معظم السودانيين، اليوم (الاثنين)، في حين يعتقد مصدران في قطاع الاتصالات ووكالة السودان للأنباء المتحالفة مع الجيش أنها خطوة متعمدة من «قوات الدعم السريع» التي تخوض قتالاً مع الجيش.
وبحسب «رويترز»، لم تعلق «قوات الدعم السريع»، لكن مصدراً منها قال: إن القوات شبه العسكرية لا علاقة لها بانقطاع الاتصالات.
وقال كثيرون من السودانيين إنهم لا يستطيعون الوصول إلى أفراد عائلاتهم؛ مما يفاقم آثار الحرب بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني التي أجبرت أكثر من 7.5 مليون شخص على الخروج من منازلهم وأثارت تحذيرات من مجاعة.
ويعتمد ملايين على الدفع عبر الإنترنت لشراء المواد الغذائية وغيرها من الضروريات التي لا يمكن الوصول إليها الآن بسبب تعطل الشبكة.
ونشرت منظمة «نتبلوكس» التي تراقب الإنترنت بيانات على منصة «إكس»، أمس (الأحد)، أظهرت أن الاتصال لاثنين من مقدمي الخدمة الرئيسيين، «إم تي إن سودان» المملوكة لجنوب أفريقيا و«سوداني» المملوكة للدولة، انخفض إلى صفر وقرب الصفر بدءاً من يوم (الجمعة).
⚠️ Confirmed: Network data show a disruption to multiple internet providers in #Sudan, where connectivity levels are already highly diminished due to ongoing conflict; operator MTN Sudan reports service failures due to circumstances beyond their control pic.twitter.com/MYrsBs1s3Q
— NetBlocks (@netblocks) February 3, 2024
وقالت وكالة السودان للأنباء (سونا) والمصدران من الاتصالات: إن «قوات الدعم السريع» قطعت اتصالات مقدمي الخدمة مع مطالبتها بإصلاح انقطاع الشبكة في المنطقة الغربية من دارفور التي تسيطر عليها إلى حد كبير. ولم يتضح على الفور سبب الانقطاع في دارفور، ورفضت «إم تي إن» و«سوداني» الرد على طلب التعليق.
وألقى مصدر «قوات الدعم السريع» بمسؤولية انقطاع الاتصالات في دارفور على عاتق الجيش، قائلاً: إنه أمر بقطع الاتصالات لمدة أشهر هناك ومناطق أخرى؛ وهو ما لم يثر قلقاً خارجياً مماثلاً. ولم يحدد الجهة المسؤولة عن انقطاع الاتصالات في مناطق أخرى من البلاد، لكنه قال إنه لا علاقة لـ«قوات الدعم السريع» بها.
وتسيطر «الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم، بما في ذلك مرافق شركات الاتصالات. وقال مصدران في قطاع الاتصالات: إن «قوات الدعم السريع» تمكنت من إغلاق الشبكات دون التسبب في أضرار دائمة.
وقالت المصادر ووكالة الأنباء السودانية: إن «قوات الدعم السريع» أجبرت أيضاً شركة «زين» السودان المملوكة للكويت، المزود الرئيسي الثالث للخدمة في السودان، على وقف الخدمة في ولاية نهر النيل ومدينة بورتسودان الخاضعتين لسيطرة الجيش.
وقالت شركة «زين»، في بيان نشرته على صفحتها في «فيسبوك»، اليوم (الاثنين)، إن موظفيها «يعملون في ظل ظروف صعبة وقاسية وخطيرة جداً، و(زين) تود الإشارة إلى أن انقطاع الشبكة الحالي يرجع إلى ظروف خارجة عن إرادتها».
ورفض ممثل لشركة «سوداني» التعليق، لكن الشركة قالت يوم السبت على «فيسبوك»، إنها تعمل على استعادة الخدمة.
وقالت «إم تي إن» غروب الشركة الأم لشركة «إم تي إن» في بيان لـ«رويترز» اليوم: إن الانقطاع نشأ عن الصراع المستمر.
وأضافت، أن «(إم تي إن سودان) تعمل بنشاط مع أصحاب المصلحة المعنيين لتقليل مدة هذا الانقطاع».
وتعرّضت أبراج الشبكات وخطوط الكهرباء والبنية التحتية الأخرى لأضرار في القتال في أنحاء السودان منذ اندلاع الصراع في أبريل (نيسان).
وألقت الحرب بالسودان في خضم أكبر أزمة نزوح في العالم وواجه الجانبان اتهامات بارتكاب جرائم حرب.
وحذرت منظمة «أطباء بلا حدود»، اليوم، من أن طفلاً واحداً على الأقل يموت كل ساعتين في مخيم زمزم الكبير للنازحين في دارفور.