لماذا «كيلو البانيه» تريند في مصر؟

سعره سجل مستويات قياسية

أسعار شرائح صدور الدجاج «البانيه» تسجل ارتفاعاً قياسياً في مصر (الشرق الأوسط)
أسعار شرائح صدور الدجاج «البانيه» تسجل ارتفاعاً قياسياً في مصر (الشرق الأوسط)
TT

لماذا «كيلو البانيه» تريند في مصر؟

أسعار شرائح صدور الدجاج «البانيه» تسجل ارتفاعاً قياسياً في مصر (الشرق الأوسط)
أسعار شرائح صدور الدجاج «البانيه» تسجل ارتفاعاً قياسياً في مصر (الشرق الأوسط)

شهدت أسعار الدواجن زيادات متتالية في أسعارها خلال الأيام الأخيرة، وتصدر «كيلو البانيه»، أو شرائح صدور الدجاج «التريند» في مصر، بعد أن قفز سعره مسجلاً مستويات قياسية، تراوحت بين 200 جنيه إلى 250 جنيهاً للكيلوغرام.

ويبلغ السعر الرسمي للدولار في مصر 30.8 جنيه مصري، بينما يتراوح في السوق الموازية «السوداء» في حدود 55 جنيهاً، بحسب وسائل إعلام محلية.

يأتي هذا في الوقت الذي تراوح فيه سعر كيلو الدواجن البيضاء بين 91 و92 جنيهاً، في بورصة الدواجن (الأحد).

وشهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية تفاعلاً كبيراً مع أسعار «البانيه»، لا سيما رواد منصة «إكس» وكذلك مستخدمي «فيسبوك»، الذين تراوحت ردود أفعالهم ما بين الغضب والسخرية.

وعدَّ حساب يحمل اسم «شهد»، على منصة «إكس»، أن متابعتها صباح كل يوم سعر كيلو البانيه والذهب والدولار يعد أمراً غير منطقي.

بينما قال حساب آخر لإحدى السيدات، إنها تحاول استيعاب «صدمة» سعر «البانيه»، معلنة عدم استطاعتها تحديد ما يمكنها طهيه.

وبينما شهد سعر الدولار في السوق السوداء (الموازية) انخفاضاً خلال الأيام الماضية فيما زادت أسعار «البانيه»، اعتبرت «السوشيال ميديا» المصرية، ذلك مؤشراً محلياً لقياس الحالة الاقتصادية.

في المقابل، نشر أحد الحسابات «كوميكس» يتهكم من خلاله على «حال الدجاج» بعد ارتفاع أسعاره.

وتبادل الرواد نصيحة متكررة بالاستثمار في «البانيه»، بدلاً من الاتجاه لشراء الذهب أو الدولار مع انخفاض قيمة العملة المحلية (الجنيه).

كذلك تفاخر بعض الرواد بشكل ساخر بوجود البانيه لديهم مُخزناً، وهو ما يدعوهم إلى انتهاز فرصة الاستثمار فيه.

بينما ربط أحد الحسابات بين معرض القاهرة الدولي للكتاب، المقامة دورته الـ55 حالياً، وبين ارتفاع سعر البانيه، الذي أصبح أغلى من الكتاب.

ويرى عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية في مصر، أن السبب المباشر وراء ارتفاع سعر «البانيه» في مصر هو ارتفاع أسعار الدواجن خلال الأيام الأخيرة، والتي تعود بدورها إلى الارتفاعات الكبيرة في مستلزمات الإنتاج والأعلاف والذرة، وكذلك بالنسبة للأدوية البيطرية واللقاحات والأمصال اللازمة للدواجن، والتي تأثرت جميعها بالتحركات المتتالية التي شهدها سعر الدولار، مما كان له تأثير على هذه الارتفاعات، وبالتالي على أسعار الدواجن.

وقال السيد لـ«الشرق الأوسط»، إن «البانيه» يعد من أهم المجزئات الخاصة بالدواجن بالنسبة للمستهلك، فهو يعطيه نوعاً من الوفرة الاقتصادية، فإذا اعتبرنا أن الدجاجة الواحدة تكفي أسرة لوجبة واحدة، ففي الأغلب كيلو البانيه يمكن تقسيمه على وجبتين، لأنه يتم تقطيعه على شكل قطع أو شرائح صغيرة، وبالتالي توزيعها على أفراد الأسرة، كما أن «البانيه» يعد مفضلاً لربات البيوت لأنه يعطيها تميزاً بوجود أكثر من طريقة في طهيه.

وبسؤاله عن سبب تحول «البانيه» لـ«تريند» في مصر بين حين وآخر، واعتبار البعض أن أسعاره تعد مقياساً للغلاء، أجاب: «نظراً للمزايا السابقة، فالمستهلكون يحتاجون (البانيه) بشكل مستمر، لذا فهم يتابعون سعره بشكل دائم بل ويومي، وبالتالي أي ارتفاع في سعره يجد تفاعلاً معه، وهو ما يحوله إلى تريند».


مقالات ذات صلة

التضخم يظهر بوضوح على موائد المصريين

الاقتصاد امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

التضخم يظهر بوضوح على موائد المصريين

تستطيع أن تشعر بتضخم الأسعار في مصر بمجرد أن تجلس على مائدة إفطار أو غداء أو عشاء، إذ تقلص عدد الأصناف بدرجة كبيرة، كما انعكس هذا على موائد المطاعم أيضاً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد حسام هيبة رئيس هيئة الاستثمار والمناطق الحرة يوقع مذكرة تفاهم مع وكالة ترويج الاستثمار الفرنسية بحضور حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية (هيئة الاستثمار المصرية)

شركات فرنسية لضخ استثمارات جديدة في السوق المصرية

تعهدت شركات فرنسية عدة بضخ استثمارات جديدة في السوق المصرية، خلال الفترة المقبلة، وذلك في قطاعات متنوعة أبرزها النقل والأغذية والدواء.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد أبراج وفنادق وشركات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

«المركزي المصري»: عجز حساب المعاملات الجارية يتسع إلى 20.8 مليار دولار

قال البنك المركزي المصري إن العجز في حساب المعاملات الجارية لمصر اتسع إلى 20.8 مليار دولار في العام المالي 2023 – 2024 من 4.7 مليار دولار في العام المالي السابق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سيدة تحمل رضيعها تمر بجانب تاجر فواكه في إحدى أسواق القاهرة (رويترز)

التضخم وارتفاع أسعار الطاقة... أكبر المعوقات أمام الشركات في مصر

أظهرت نتائج استبيان اقتصادي، انخفاض مؤشر أداء الأعمال في مصر خلال الربع الثاني من العام الجاري، من أبريل إلى يونيو الماضي، بمقدار 5 نقاط عن المستوى المحايد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا بطرس غالي (رويترز)

بطرس غالي من «الدفاتر القديمة» إلى المشهد الاقتصادي المصري

أثارت عودة يوسف بطرس غالي، وزير المالية في حقبة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، وتعيينه ضمن هيئة استشارية تابعة لرئاسة الجمهورية، جدلاً واسعاً في مصر.

عصام فضل (القاهرة)

الجزائر تدعو «الأوروبي» إلى «تجاوز منطق الربح التجاري» في علاقاتهما

وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (الخارجية الجزائرية)
وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (الخارجية الجزائرية)
TT

الجزائر تدعو «الأوروبي» إلى «تجاوز منطق الربح التجاري» في علاقاتهما

وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (الخارجية الجزائرية)
وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (الخارجية الجزائرية)

قال وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، الثلاثاء، إن «اتفاق الشراكة» بين بلاده والاتحاد الأوروبي «ينبغي أن يتجاوز منطق الربح الفوري، ليأخذ تصوراً استراتيجياً يبنى على التنمية المستدامة بأتم معانيها».

وأفاد عطاف، خلال كلمة له بالعاصمة بمناسبة ذكرى انضمام الجزائر إلى الأمم المتحدة 8 أكتوبر (تشرين الأول) 1962، بأن الجزائر «تسعى وتبذل جهوداً من أجل إقامة شراكة متوازنة ونافعة، في جوارها المتوسطي ومع الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص»، عادّاً الشراكة التي يريدها المسؤولون الجزائريون «يجب أن تمتثل تمام الامتثال لمبدأ توازن مصالح الطرفين، وتضع نُصب أولوياتها دعم جهود التنمية الاقتصادية في بلادنا، دون أي قيود ولا أي شروط ولا أي عوائق».

وأشار عطاف إلى ما ذكره الرئيس عبد المجيد تبون بهذا الخصوص، السبت الماضي، في أثناء مقابلة بثها التلفزيون العمومي، حينما تحدث عن «تطلع بلاده إلى مراجعة اتفاق الشراكة، الذي يجمعها مع الاتحاد الأوروبي، في جو من الثقة والسلاسة والتفاهم، لإحداث التوازن المطلوب في هذا الاتفاق ولتمكينه من مسايرة الواقع الاقتصادي الجديد لبلادنا، وتأهيله كأداة ناجعة لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة».

وأضاف عطاف: «في كل فضاءات الانتماء هذه وخارج هذه الفضاءات، ستواصل الدبلوماسية الجزائرية العمل من أجل تعزيز العلاقات التي تجمع الجزائر مع أشقائها وأصدقائها وشركائها، وضم جهودها معهم في سبيل رفع التحديات الكبرى التي ترمي بثقلها على المجموعة الدولية في المرحلة الراهنة».

وتابع: «إن هذه التحديات لها من الجسامة والخطورة والفداحة ما لا يحتمل التوجه نحو الانزواء أو الانطواء أو اللامبالاة. فالجميع متضرر ومطالب بالسعي للتغيير نحو الأفضل»، مشدداً على أن «الجزائر لن تكون إلا طرفاً فاعلاً في مسعى كهذا». وكانت المفوّضية الأوروبية أعلنت، في 14 يونيو (حزيران) الماضي، اعتراضها على قرارات بدأت الجزائر بتنفيذها عام 2021، تتعلق بتنظيم الواردات وتحفيز الإنتاج المحلي، شملت نظام تراخيص الاستيراد وحوافز لاستخدام المدخلات المحلية في قطاع السيارات، وتنظيم المشاركة الأجنبية في الشركات المستوردة.

ورأت المفوضية أن هذه الإجراءات «تقييدية» لصادراتها نحو الجزائر، وتخالف بنود «اتفاق الشراكة» الذي يجري العمل به منذ 19 سنة. ولوّحت باللجوء إلى التحكيم الدولي، الذي يتضمنه الاتفاق كآلية متاحة للطرفين في حال قدّر أحدهما أن شريكه أخلّ بتعهّداته التجارية. ويقول الجزائريون إن الإجراءات التي اتخذوها «تندرج في إطار خطة لتقليص فاتورة الواردات بهدف تنويع اقتصاد البلاد، وتقليل اعتماده على المحروقات وتعزيز التصنيع المحلي». ويتعاملون مع هذه القضية وفق منطق «سيادي»، لا يريدون للاتحاد الأوروبي أن يتدخل فيها.