في ذكرى «25 يناير»... هل تم تفكيك «الإخوان» بمصر؟

وزير الداخلية حذر من محاولات لإحياء فكر الجماعة

الرئيس المصري ورئيس الحكومة ووزير الداخلية في صورة تذكارية مع المجلس الأعلى للشرطة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري ورئيس الحكومة ووزير الداخلية في صورة تذكارية مع المجلس الأعلى للشرطة (الرئاسة المصرية)
TT

في ذكرى «25 يناير»... هل تم تفكيك «الإخوان» بمصر؟

الرئيس المصري ورئيس الحكومة ووزير الداخلية في صورة تذكارية مع المجلس الأعلى للشرطة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري ورئيس الحكومة ووزير الداخلية في صورة تذكارية مع المجلس الأعلى للشرطة (الرئاسة المصرية)

أثار تحذير وزير الداخلية المصري محمود توفيق من سعي تنظيم «الإخوان» المحظور، إلى إحياء نشاطه عبر توظيف «لجان إعلامية» لترويج «الإشاعات وتكريس الإحباط والتحريض على العنف»، الحديث عن نجاح الدولة في تفكيك التنظيم، الذي تصنفه السلطات «جماعة إرهابية» منذ عام 2014.

وجاءت تصريحات وزير الداخلية، الأربعاء، بمناسبة «عيد الشرطة» الـ72، الذي يجري الاحتفال به في «25 يناير (كانون الثاني)»، وهو اليوم الذي شهد انتفاضة «25 يناير» 2011، التي أجبرت الرئيس الراحل حسني مبارك على التنحي، بعد حكم دام 30 عاماً، لتتولى جماعة الإخوان حكم البلاد، لمدة عام، عبر الرئيس الراحل محمد مرسي، الذي عزل بعدُ هو الآخر عقب احتجاجات شعبية عارمة في 30 يونيو (حزيران) 2013.

وقال وزير الداخلية المصري إن الجماعة تعمل على «توظيف اللجان الإعلامية لترويج الإشاعات وتكريس الإحباط والتحريض على العنف لزعزعة الاستقرار والسلام المجتمعي»، مؤكداً اتخاذ الجماعة «لبعض العناصر التي تختلف معها فكرياً واجهة لتحقيق أهدافها المؤثمة تحت شعار (اختلاف الفكر ووحدة الهدف)».

وأشار توفيق إلى «إجهاض 129 محاولة لتكوين بؤر إرهابية واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه عدد من الكيانات التجارية تقدر قيمتها السوقية بـ3.6 مليار جنيه لتورطها في تقديم الدعم المالي لتنظيم الإخوان الإرهابي».

ويرى وكيل جهاز «أمن الدولة» الأسبق، فؤاد علام، أن الجماعة «تواصل انتهاج الفكر المتطرف والصدام مع الدولة»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة التي تعرضت للتفكيك في مصر «تعمل على إعادة تنظيم نفسها بالخارج بشكل أكبر، خاصة في تركيا وسوريا»، مشيراً إلى أن «وجودها بالمناطق التي تشهد أعمالاً إرهابية في سوريا يعكس توجهها الحالي لتدريب أعضائها وقياداتها على الأعمال العسكرية والتحرك المسلح».

ويعتقد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور حسن أبو طالب، أن «التنظيم فكك بشكل كبير داخل مصر، فلم يعد بالقوة التي كان عليها قبل 2011 أو حتى في 2013، وهو أمر يربطه بعدة عوامل، من بينها الضغوط الكبيرة التي تعرض لها في الداخل والانقسامات التي شهدها بين قياداته وأدت إلى إحداث حالة من الارتباك بين قياداته داخل أو خارج مصر».

وأشار إلى أن «استعادة قوة الدولة المصرية ورصد الاتصالات التي يقوم بها أعضاء التنظيم في الخارج بالموجودين في الداخل، بالإضافة إلى الرفض الشعبي للجماعة والنظر إليها بوصفها أحد الأسباب التي دفعت البلاد لمرحلة حرجة للغاية، أمور تساعد في إجهاض أي مخططات يعتزم التنظيم القيام بها».

وحذر وزير الداخلية المصري من محاولات «التنظيمات الإرهابية» استغلال تراجع الأوضاع الأمنية بمنطقة الشرق الأوسط، لإعادة التمركز و«تكوين بؤر جديدة» تتخذها منطلقاً لـ«التمدد واستعادة قدراتها في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب الشباب وتدريبه افتراضياً ودفعه للقيام بأعمال عنف تستهدف مقدرات بلاده».

ورغم عدّ وكيل جهاز «أمن الدولة» الأسبق أن «تنظيم الإخوان» جرى تفكيكه بالكامل داخل مصر ولم يعد له وجود أو تأثير، فإنه يرى أن عدد البؤر الإرهابية التي أحبطتها الداخلية المصرية في 2023 «كبير جداً»، الأمر الذي يتطلب «يقظة أمنية» مستمرة، مشيراً إلى أن «تفكيك التنظيم» لا يعني وجود «تراخ أمني» في التعامل مع محاولاته للعودة، وهي صفة تتسم بها غالبية التنظيمات الإرهابية، خاصة العابرة للحدود على غرار «الإخوان».

وهو رأي يدعمه مستشار مركز الأهرام للدراسات الذي يؤكد أن فكرة «الجماعة» لم تنته ولم يتم القضاء عليها بشكل كامل، مرجحاً استمرار وجود مجموعات و«خلايا» تنتظر اللحظة المناسبة للحركة، وهو أمر يفسره حرص أعضاء التنظيم الموجودين بالخارج على السعي من أجل المصالحة مع الدولة المصرية.

ويوجد عدد كبير من قيادات الجماعة بالسجون المصرية بموجب أحكام قضائية بعد «إدانتهم بارتكاب أعمال عنف، والتحريض على القتل»، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج ومطلوبون للقضاء المصري.

أسباب عدة يراها أبو طالب دافعاً لرفض المصالحة بين الدولة المصرية والتنظيم؛ في مقدمتها «عدم اعتراف الدولة بجماعات أو أطراف تعمل خارج إطار الدستور والقانون ولديها ولاءات خارجية، بجانب الموقف الشعبي الرافض للجماعة والتنظيم»، مشيراً إلى أنه «رغم وجود داعمين للتنظيم في الخارج يسعون لدعمه، فإن هذه التحركات لن يكون لها تأثير على القرار المصري».


مقالات ذات صلة

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

أوروبا العلم الألماني في العاصمة برلين (أ.ب)

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

صادرت الشرطة الألمانية أجهزة كومبيوتر محمولة وأموالاً، خلال عمليات مداهمة استهدفت جمعية إسلامية تم حظرها حديثاً، ويقع مقرّها خارج برلين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان استقبل السيسي في مطار أنقرة في إسطنبول (من البث المباشر لوصول الرئيس المصري) play-circle 00:39

السيسي وصل إلى أنقرة في أول زيارة لتركيا

وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة، الأربعاء، في أول زيارة يقوم بها لتركيا منذ توليه الرئاسة في مصر عام 2014

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قوات من الأمن بميدان التحرير في القاهرة (أ.ف.ب)

مصر: توقيف المتهم بـ«فيديو فيصل» وحملة مضادة تستعرض «جرائم الإخوان»

أعلنت «الداخلية المصرية»، الثلاثاء، القبض على المتهم ببث «فيديو فيصل» الذي شغل الرأي العام، مؤكدة «اعترافه» بارتكاب الواقعة، بـ«تحريض» من عناصر «الإخوان».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا الإعلامي بقناة «الشرق» الإخوانية عماد البحيري تم توقيفه بسبب التهرب الضريبي (من حسابه على  «فيسبوك»)

تركيا توقف إعلامياً في قناة إخوانية لتهربه من الضرائب

أحالت السلطات التركية، (الخميس)، المذيع بقناة «الشرق» المحسوبة على «الإخوان المسلمين»، عماد البحيري، إلى أحد مراكز التوقيف بدائرة الهجرة في إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة )
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

الجزائر: فصيل «الإخوان» يرشح الرئيس تبون لعهدة ثانية

أعلنت حركة البناء الوطني (فصيل الإخوان في الجزائر)، الجمعة، عن ترشيحها الرئيس عبد المجيد تبون للانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في 7 سبتمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الحكومة المصرية تغلظ عقوبات «سرقة الكهرباء»

اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء)
اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء)
TT

الحكومة المصرية تغلظ عقوبات «سرقة الكهرباء»

اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء)
اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء)

وافق مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، برئاسة مصطفى مدبولي، على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون الكهرباء الصادر عام 2015، بهدف تغليظ عقوبات الجرائم الخاصة بالاستيلاء على التيار الكهربائي.

وتشكو الحكومة المصرية منذ سنوات من لجوء مواطنين إلى وصلات غير شرعية للحصول على الكهرباء دون دفع رسوم، أو استهلاك الكهرباء من دون عداد، تُحصّل من خلاله الحكومة مستحقاتها.

وتحمّل الحكومة المصرية عمليات السرقة جزءاً كبيراً من مسؤولية انقطاع التيار الذي شهدته مصر خلال الأعوام الماضية.

وبحسب التعديل الجديد، الذي وضعته الحكومة، الأربعاء، يعاقب بالحبس مُدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على مليون جنيه (الدولار يساوي 49.7)، أو بإحدى هاتين العقوبتين؛ كُل من استولى بغير حق على التيار الكهربائي، وتُضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى في حالة العود. أمّا إذا ترتب على هذه الجريمة انقطاع التيار الكهربائي فتكون العقوبة السجن.

وتقضي العقوبة في القانون الحالي، لتلك المخالفة، بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، ولا تزيد على سنتين، وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تزيد على 100 ألف جنيه.

ووفق مشروع القانون الجديد، تقضي المحكمة بإلزام المحكوم عليه برد مثلي قيمة استهلاك التيار الكهربائي المستولى عليه، بالإضافة إلى الامتناع عمداً عن تقديم أي من الخدمات المُرخص بها دون عُذر أو سَنَد من القانون، على أن تضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى في حالة التكرار.

وشملت التعديلات الجديدة، العقاب أيضاً بالحبس مُدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه، ولا تزيد على مليون جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، لكُل من قام بتوصيل الكهرباء لأي من الأفراد أو الجهات بالمُخالفة لأحكام القانون، أو عَلِمَ بارتكاب أي مخالفة لتوصيل الكهرباء ولم يُبادر بإبلاغ السلطة المختصة.

بينما تقضي العقوبة في القانون الحالي، لذات المخالفة، بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وغرامة لا تزيد على 50 ألف جنيه.

ووفق مشروع القانون الجديد، سيتم الحبس مُدة لا تقل عن سنتين وبغرامة لا تقل عن 200 ألف جنيه ولا تزيد على مليوني جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، إذا وقعت الجريمة عن طريق التدخل العمدي في تشغيل المعدات أو المهمات أو الأجهزة الخاصة بإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء، وفقاً للضوابط الفنية المنصوص عليها في اللائحة التنفيذية للقانون، وتُضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى في حالة العود.

وتضمن التعديل إضافة مادة جديدة إلى قانون الكهرباء، تنص على أن يكون للجهة المجني عليها التصالح مع المتهم في الجرائم المنصوص عليها في المادتين 70 و71، إذا دفع قبل رفع الدعوى الجنائية إلى المحكمة المُختصة، مُقابل أداء قيمة استهلاك التيار الكهربائي المُستولى عليه، أو إذا دفع بعد رفع الدعوى الجنائية إلى المحكمة المُختصة وحتى صدور حُكم باتٍ فيها، مقابل أداء مثلي قيمة استهلاك التيار الكهربائي المُستولى عليه، أو إذا دفع بعد صدور الحكم باتاً، مقابل أداء ثلاثة أمثال قيمة استهلاك التيار الكهربائي المستولى عليه.

وفي جميع حالات التصالح، إذا نتج عن الجرائم، إتلاف المعدات أو المُهمات أو الأجهزة الخاصة بإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء؛ يلتزم طالب التصالح بسداد قيمة ما تم إتلافه. وفي جميع الأحوال تضاعف قيمة مقابل التصالح في حالة العود.

وارتفعت أعداد المحاضر التي حرّرتها الحكومة لسارقي الكهرباء الفترة الماضية، حتى تجاوزت خلال 5 أسابيع فقط أكثر من 600 ألف محضر سرقة، وفق ما صرّح به وزير الكهرباء، خلال اجتماع الحكومة، في سبتمبر (أيلول) الماضي.