واشنطن تعلن تنفيذ ضربات جديدة ضد الحوثيين

انفجار بعد هجوم أميركي على أهداف للحوثيين في اليمن (رويترز)
انفجار بعد هجوم أميركي على أهداف للحوثيين في اليمن (رويترز)
TT

واشنطن تعلن تنفيذ ضربات جديدة ضد الحوثيين

انفجار بعد هجوم أميركي على أهداف للحوثيين في اليمن (رويترز)
انفجار بعد هجوم أميركي على أهداف للحوثيين في اليمن (رويترز)

شنّ الجيش الأميركي ضربات جديدة على مواقع للمتمردين الحوثيين في اليمن، اليوم الجمعة، استهدفت منصات إطلاق صواريخ كانت مُعدّة لشن هجمات على سفن في البحر الأحمر، وفق ما أعلن «البيت الأبيض».

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، للصحافيين: «نفّذت القوات الأميركية، هذا الصباح، ثلاث ضربات ناجحة للدفاع عن النفس ضد أهداف للحوثيين في اليمن»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأشار كيربي إلى أن «الحوثيين لا يزال لديهم بعض القدرات الهجومية»، لكنه أكد أن «هجمات الحوثيين في البحر الأحمر لن تلعب دوراً في أي محادثات لوقف إطلاق النار في غزة».

وكان المتمردون اليمنيون الذين يقولون إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين في غزة، قد أعلنوا، من جانبهم، في وقت سابق، هجوماً جديداً ضد سفينة تجارية أميركية في خليج عدن.

لكنّ هذا الهجوم الأخير، الذي شنّته الحركة المدعومة من إيران، لم يسبّب أي ضرر، وفقاً لواشنطن الداعمة لإسرائيل.

وأفادت قناة تابعة للحوثيين، مساء الجمعة، بأن مدينة الحديدة، الواقعة في غرب اليمن، تعرّضت لقصف أميركي بريطاني جديد.

وقالت قناة «المسيرة»،، على موقعها الإلكتروني، إن «عدواناً أميركياً بريطانياً يستهدف بغارتين منطقة الجبانة في مدينة الحديدة».

وقام الأميركيون والبريطانيون، بدعم من مجموعة صغيرة من الدول، بقصف الحوثيين في اليمن، لأول مرة في 12 يناير (كانون الثاني) الحالي، مستهدفين البنية التحتية للرادارات والصواريخ والطائرات المُسيّرة، وتلت ذلك ضربات أخرى مماثلة.

وأجبرت هجمات الحوثيين المتكررة عدداً من شركات الشحن على تجنب البحر الأحمر؛ وهو ممر رئيسي للتجارة الدولية.


مقالات ذات صلة

نفي أميركي لمزاعم حوثية عن عرض اعتراف بحكومتهم

المشرق العربي السفير الأميركي لدى اليمن خلال استقبال وزير الخارجية اليمني له مطلع سبتمبر الحالي (موقع السفارة الأميركية)

نفي أميركي لمزاعم حوثية عن عرض اعتراف بحكومتهم

نفى مسؤولون أميركيون ما زعمه القيادي الحوثي محمد البخيتي، بشأن عرض واشنطن الاعتراف بحكومة الحوثيين مقابل وقف الهجمات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي حريق ضخم في ميناء الحديدة اليمني إثر قصف إسرائيلي سابق استهدف مستودعات الوقود (أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تنفي عرض الاعتراف بحكومة الحوثيين مقابل وقف الهجمات

مسؤولون أميركيون تصريحات القيادي الحوثي محمد البخيتي بشأن عرض واشنطن الاعتراف بحكومة الحوثيين في صنعاء مقابل وقف الهجمات الحوثية، بأنها بعيدة عن الحقيقة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي سفينة حربية تشارك في عملية «حارس الازدهار» بالبحر الأحمر (رويترز)

«أسبيدس» تعلن نجاح سحب «سونيون» إلى منطقة آمنة

قالت مصادر يمنية وغربية لـ«الشرق الأوسط» إن السعودية قامت بعملية التنسيق مع كل الأطراف قبيل قطر السفينة «سونيون» التي استهدفها الحوثيون.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم ناقلة النفط «سونيون» (رويترز)

نجاح سحب السفينة «سونيون» إلى مكان آمن دون تسرب نفطي

قالت بعثة الاتحاد الأوروبي البحرية (أسبيدس)، اليوم الاثنين، إنه تسنى سحب ناقلة النفط «سونيون» المعطلة بالبحر الأحمر بأمان دون حدوث أي تسرب نفطي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي لوحة إعلانية تحمل صورة زعيم «حماس» يحيى السنوار على مبنى في أحد شوارع طهران بإيران في 12 أغسطس 2024 (رويترز)

السنوار في رسالة للحوثي: أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة

كتب يحيى السنوار برسالة وجَّهها إلى جماعة الحوثي: «أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة»، في إشارة إلى الحرب ضد إسرائيل في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

الحوثي يتخلّى عن خطبته الأسبوعية لصالح كلمة نصر الله

حوثيون يرفعون صورة ضخمة لزعيمهم في أحد ميادين صنعاء (أ.ف.ب)
حوثيون يرفعون صورة ضخمة لزعيمهم في أحد ميادين صنعاء (أ.ف.ب)
TT

الحوثي يتخلّى عن خطبته الأسبوعية لصالح كلمة نصر الله

حوثيون يرفعون صورة ضخمة لزعيمهم في أحد ميادين صنعاء (أ.ف.ب)
حوثيون يرفعون صورة ضخمة لزعيمهم في أحد ميادين صنعاء (أ.ف.ب)

تخلّى زعيم الجماعة الحوثية، عبد الملك الحوثي، الخميس، عن خطبته الأسبوعية المقررة منذ نحو عشرة أشهر؛ لتعارضِ توقيتها مع خطبة زعيم «حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، ودعا أنصاره إلى متابعة خطبة الأخير.

ونقلت وسائل إعلام الجماعة أنه تقرَّر تأجيل خطبة زعيمها إلى عصر يوم السبت المقبل، حيث تحتفل الجماعة بالذكرى العاشرة لانقلابها على الشرعية اليمنية. وقالت إن مكتب زعيمها دعا إلى متابعة كلمة حسن نصر الله، بعد عصر الخميس.

صورة ملتقَطة من فيديو لحسن نصر الله زعيم «حزب الله» اللبناني (رويترز)

وفي حين تُعدّ هذه المرة الأولي التي يحض فيها الحوثي أتباعه صراحةً على متابعة خطاب زعيم «حزب الله»، حسن نصر الله، سبق، في أحد الأسابيع الماضية، أن أجَّل خطبته عن موعدها، في الرابعة عصراً بتوقيت اليمن إلى الساعة الثامنة من اليوم نفسه، لكي لا يتعارض توقيتها مع خطبة نصر الله.

وتُتهم الجماعة الحوثية بتلقي الدعم العسكري والإعلامي واللوجستي من إيران و«حزب الله» اللبناني، كما تدَّعي الجماعة أنها باتت جزءاً مما يسمى «محور المقاومة الإسلامية»، بقيادة طهران.

وتشنُّ الجماعة الحوثية، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، ومنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، إضافة إلى السفن الأميركية والبريطانية.

مقابل ذلك، أطلقت واشنطن، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما سمّته «تحالف حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، بمشاركة من بريطانيا.

وكان آخِر هجوم تبنّته الجماعة باتجاه تل أبيب، السبت الماضي، من خلال إطلاق صاروخ باليستي قالت إنه «فرط صوتي»، ولم ينجم عنه أي خسائر بشرية، بخلاف هجوم الطائرة المُسيّرة، في 19 يوليو (تموز) الماضي، الذي أدى إلى مقتل إسرائيلي، وإصابة آخرين.

700 غارة

تلقّت الجماعة الحوثية نحو 700 غارة غربية وقصف بحري، وفق زعيمها عبد الملك الحوثي، في مناطق يمنية عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة الساحلية، وأدت، في مجملها، إلى مقتل أكثر من 60 عنصراً.

ومِن بين نحو 185 سفينة تبنّت الجماعة مهاجمتها، أدى هجوم، في 18 فبراير (شباط) الماضي، إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.

صاروخ زعم الحوثيون أنهم استهدفوا به تل أبيب (رويترز)

وإلى جانب الإصابات، التي لحقت عدداً من السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر»، التي قرصنتها في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

وسبق أن تبنت الجماعة الحوثية إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المُسيّرة باتجاه إسرائيل، خلال الأشهر الماضية، لكن لم يكن لها أي تأثير، كما زعمت استهداف سفن في موانئ إسرائيلية، بالتنسيق مع فصائل عراقية مسلَّحة موالية لإيران، وهي مزاعم لم تؤكدها أي مصادر غربية أو إسرائيلية.

غضب حوثي

عبّرت الجماعة الموالية لإيران عن غضبها بسبب عملية تدشين «الإنترنت الفضائي» في المحافظات اليمنية المحرَّرة عبر نظام «ستارلينك»، زاعمة أنه «تهديد قومي» ولن تسمح به.

وزعمت الجماعة، في بيان صادر عن وزارة اتصالاتها في حكومتها الانقلابية، أن «تقديم خدمات الإنترنت من قِبل شركة أجنبية في أي منطقة في الجمهورية اليمنية، يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي اليمني، ويقوّض القدرة على حماية خصوصية المواطنين وبياناتهم».

اليمنيون استبشروا بإطلاق خدمات الإنترنت الفضائي «ستارلينك» (إكس)

وحذَّرت الجماعة السكان في مناطق سيطرتها من التعامل مع نظام «ستارلينك»، المملوك لشركة «سبيس إكس»، التي تقدم خدمات الإنترنت الفضائي؛ لكون خدماتها غير قانونية، وتوعدت بأنها ستتخذ كل التدابير اللازمة.

كما زعمت أن سماح الحكومة اليمنية لشبكة «ستارلينك» بتقديم خدمات الإنترنت الفضائي يُعدّ «انتهاكاً صارخاً لسيادة اليمن ويشكل، في الوقت نفسه، تهديداً كبيراً لأمنه القومي، فضلاً عن أنه يضرّ نسيجه الاجتماعي».

وكانت شركة «ستارلينك»؛ وهي أكبر مُزوّد لخدمة الإنترنت الفضائي في العالم، قد أعلنت، الأربعاء، تفعيل خدماتها في اليمن، وهو الأمر الذي أكدته المؤسسة العامة للاتصالات في عدن.

ولقيت الخطوة ترحيباً من السفارة الأميركية لدى اليمن، في تغريدة على منصة «إكس»، حيث قالت إنها تقدم التهاني لليمن؛ لكونه أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بإمكانية الوصول الكامل إلى الإنترنت عبر الأقمار الصناعية من «ستارلينك».

وأضافت أن هذا الإنجاز يوضح «كيف يمكن للتكنولوجيا أن تفتح فرصاً جديدة وتدفع عجلة التقدم»، مشيرة إلى أن وزير الخارجية بلينكن أكد «أن التكنولوجيا تعمل على إعادة تشكيل الدبلوماسية، وتحديد ملامح المستقبل».

وفي أول تعليق لمسؤول يمني رفيع، أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي، عبد الرحمن المحرّمي، أن تفعيل خدمة الإنترنت الفضائي «ستارلينك» يمثل خطوة مهمة لتعزيز التنمية والتواصل في اليمن.

وأوضح المحرّمي، في تغريدة على منصة «إكس»، أن هذه الخدمة ستوفر إمكانية الوصول إلى الإنترنت بشكل أكثر أماناً، مما يعكس التطلعات نحو مستقبل مشرق يتكاتف فيه الجميع لبناء وطن مزدهر ومتصل بالعالم.

تدشين الإنترنت الفضائي في المناطق اليمنية المحرَّرة يثير غضب الحوثيين (إكس)

وعبّر المحرّمي عن شكره وتقديره للجهود المبذولة من قِبل جميع المعنيين في إنجاح هذا المشروع الحيوي، مؤكداً الدعم التام لهذه التحولات الإيجابية.

يشار إلى أن الجماعة الحوثية لا تزال تتحكم في الاتصالات اليمنية بشكل مركزي من العاصمة المختطَفة صنعاء، حيث يشكو السكان ارتفاع أسعار الخدمات ورداءتها في الوقت نفسه.

ولقي إعلان تدشين الإنترنت الفضائي عبر شبكة «ستارلينك» ارتياحاً واسعاً في الأوساط اليمنية، لجهة سرعة الخدمة وجودتها، مقارنة بالخدمات التي تقدمها شركات الاتصالات الخاضعة للجماعة الحوثية في صنعاء.