رفضت إيران الاتهامات البريطانية والأميركية بشأن ضلوعها في هجمات استهدفت القوات الأميركية، وسفناً تجارية في البحر الأحمر، وذلك بعدما حمّلت الولايات المتحدة، وحليفتها بريطانيا، طهران مسؤولية تصرفات وكلائها وشركائها.
وقالت الحكومة البريطانية، في بيان (الاثنين)، إن إيران «قدمت منذ فترة طويلة الدعمَين العسكري والسياسي للمسلحين الحوثيين، وهي تتحمل المسؤولية عن تصرفات وكلائها وشركائها». وأضافت: «المملكة المتحدة ملتزمة بضمان سلامة الملاحة في المنطقة»، مضيفة أن هذه المياه حيوية للتجارة، وأن الأحداث أظهرت أهمية وجود البحرية الملكية هناك.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اتهامات الحكومة البريطانية، بشأن علاقة إيران بالهجمات في البحر الأحمر قائلاً: «لا أساس لها من الصحة... الادعاءات لها أهداف سياسية محددة وتشير إلى جهود الحكومة البريطانية المبذولة لعكس حقائق المنطقة»، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (إرنا).
واستنكر كنعاني تصريحات بعض المسؤولين البريطانيين، قائلاً إنها «تشكّل في حد ذاتها عامل تهديد للسلم والاستقرار الإقليميَين والدوليَين». وقال إن «فصائل المقاومة في المنطقة لا تتلقى الأوامر من إيران للرد على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل»، مضيفاً أنها «تتصرف وفقاً لتقديرها، وبناءً على مبادئ ومصالح بلادها وشعبها».
وقال: «يتعين على السلطات البريطانية إدانة جرائم إسرائيل بحق أطفال ونساء فلسطين، وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية، بدلاً من توجيه الاتهامات التي لا أساس لها».
جاء ذلك غداة نفي مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، مشاركة بلاده في أي أفعال أو هجمات ضد القوات الأميركية.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن إيرواني وجّه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، نفى فيها الاتهامات الأميركية لإيران بالمشاركة في الهجمات التي استهدفت القوات الأميركية.
وقال إيرواني إن الاتهامات «لا أساس لها من الصحة»، حسبما أوردت وكالتا «فارس» و«تسنيم» الخاضعتين لدائرة الدعاية والإعلام في «الحرس الثوري» الإيراني.
وكتب إيرواني، في رسالته، إن بلاده «تعدّ هذه الادعاءات، التي لا أساس لها من الصحة، محاولة متعمدة من قبل الولايات المتحدة، الدولة المحتلة، لتبرير وعدم تجريم عدوانها وانتهاكاتها الجسيمة للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة في الجمهورية العربية السورية والمنطقة».
وكان إيرواني قد نفى في مرات سابقة أي دور لبلاده في الهجمات. ويقول المسؤولون الإيرانيون إن الجماعات التي توصف بـ«وكلاء طهران» تتخذ قراراتها بنفسها، ولا تأخذ الأوامر من طهران. وحذروا من إمكانية توسع الحرب، واستهداف القوات الأميركية.
وحمّلت الولايات المتحدة جماعة الحوثي الموالية لإيران المسؤولية عن سلسلة من الهجمات التي وقعت في مياه الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في مؤتمر صحافي، (الاثنين) إن واشنطن «لديها ما يدعو للاعتقاد بأن هذه الهجمات (على سفن في البحر الأحمر) كانت مدعومة بالكامل من إيران رغم أن الحوثيين في اليمن هم مَن نفذوها».
وقبل ذلك، ألقت القيادة المركزية الأميركية (الأحد)، باللائمة على طهران في وقوع هجمات على سفن تجارية في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر.
وقالت القيادة المركزية في بيان: «هذه الهجمات تشكّل تهديداً مباشراً للتجارة الدولية وأمن الملاحة... نرى أن إيران وراء تلك الهجمات رغم أن الحوثيين هم مَن نفذوها، وتدرس أميركا رد الفعل المناسب بالتشاور مع حلفائها وشركائها».
واعترفت جماعة الحوثي بشنّ هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ، قائلة، إنها استهدفت سفينتين إسرائيليتين في المنطقة.
وأسقطت المدمرة «كارني»، التابعة للبحرية الأميركية، 3 طائرات مسيّرة (الأحد) بعد أن تلقت نداءات استغاثة من السفن التجارية. ويقول الجيش الأميركي إن السفن الثلاث تربطها صلات مع 14 دولة منفصلة.
وترتبط زيادة الهجمات على القوات الأميركية بالحرب الدائرة بين إسرائيل و«حماس» التي بدأت بعد تنفيذ الحركة الفلسطينية هجوماً مباغتاً عبر الحدود، انطلاقاً من غزة في 7 أكتوبر.
بعد الهجوم، سارعت الولايات المتحدة إلى تقديم دعم عسكري لإسرائيل، التي تشنّ منذ ذلك الوقت هجوماً جوياً وبرياً وبحرياً، لا هوادة فيه، على قطاع غزة الذي تسيطر عليه «حماس»، ما أسفر عن سقوط نحو 16 ألف قتيل.
وكانت الفصائل العراقية المنتمية إلى ما تسمى «المقاومة الإسلامية في العراق» أعلنت مع اندلاع حرب غزة أنها دخلت في حرب ضد إسرائيل، وعدّت القواعد العسكرية الأميركية في العراق أهدافاً لها، حيث نفذت عمليات قصف متواترة على بعض تلك القواعد، ومنها «عين الأسد» غرباً، قرب الحدود السورية، و«حرير» الواقعة في محافظة أربيل شمال البلاد.
كذلك، تعرضت القوات الأميركية لما لا يقل عن 74 هجوماً منذ 17 أكتوبر في سوريا، بحسب شبكة «سي إن إن».
ويتمركز نحو 2500 جندي أميركي في العراق، ونحو 900 جندي في سوريا، في إطار الجهود المبذولة لمنع عودة تنظيم «داعش».