مسؤول يمني: هجمات الحوثيين استدعاء لمزيد من الأساطيل إلى المنطقة

تزعم الجماعة استهداف السفن الإسرائيلية نصرة لفلسطين

المدمرة الأمريكية «يو إس إس كارني» التي تصدت لهجمات الحوثيين (أ.ب)
المدمرة الأمريكية «يو إس إس كارني» التي تصدت لهجمات الحوثيين (أ.ب)
TT

مسؤول يمني: هجمات الحوثيين استدعاء لمزيد من الأساطيل إلى المنطقة

المدمرة الأمريكية «يو إس إس كارني» التي تصدت لهجمات الحوثيين (أ.ب)
المدمرة الأمريكية «يو إس إس كارني» التي تصدت لهجمات الحوثيين (أ.ب)

اتهم مسؤول عسكري يمني الحوثيين باستدعاء الأساطيل الأجنبية إلى المنطقة من خلال الهجمات التي تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر، ورأى في ذلك خدمة لإيران، مؤكداً أن مثل هذه الهجمات لا تخدم القضية الفلسطينية، وتضرب تعاطف الرأي العام الدولي مع الأبرياء في قطاع غزة.

ويوم الأحد، تبنت الجماعة الحوثية هجمات على سفينتين في البحر الأحمر زعمت أنهما إسرائيليتان، وقالت القيادة الأميركية المركزية إن إحدى مدمراتها استجابت لنداءات استغاثة، وتصدت للهجمات.

اعترضت المدمرة الأميركية هجمات جوية للحوثيين استهدفت سفناً تجارية (أ.ب)

وقال العميد صادق دويد المتحدث الرسمي باسم قوات المقاومة الوطنية اليمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن تصعيد إسرائيل لجرائم حربها في غزة مُدان عند كل إنسان في اليمن والعالم، ولكن العبث بأمن وسيادة المياه اليمنية، والممرات البحرية الدولية هو خدمة لإيران، وتغطية لعجزها وسوء إدارتها لوكلائها في المنطقة.

وأكد العميد دويد أن استهداف حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر «جريمة مدانة لا تخدم القضية الفلسطينية، ولا تنتصر لها، وتغطي على جرائم الاحتلال، وتضرب تعاطف الرأي العام الدولي غير المسبوق مع الأبرياء في قطاع غزة؛ في مقتل»، وفق تعبيره.

ورأى القائد العسكري اليمني أن الهجمات الحوثية التي كان آخرها استهداف سفينتين تجاريتين في جنوب البحر الأحمر «إهدار لسيادة اليمن على مياهه واستجلاب للفوضى»، إلى جانب كونها «استدعاءً لمزيد من الأساطيل والقوى الدولية إلى المنطقة».

خدمة لإيران

الكاتب اليمني نبيل الصوفي رأى أن الهجمات الحوثية على «التجارة الدولية» في باب المندب تزيد من الدعم الدولي لإسرائيل، وتؤكد أن شمال اليمن أصبح منطقة «سائبة» للحرس الثوري الإيراني كمعسكر فقط، ليس عليه أي التزامات لمصالح البلاد في الوقت الذي تنقطع فيه كل سبل الحياة، ويعيش الناس عالة على المساعدات.

المدمرة «يو إس إس كارني» التابعة للبحرية الأميركية خلال عبورها قناة السويس في أكتوبر الماضي (رويترز)

‏ويؤكد الصوفي في تعليقه على الهجوم الحوثي الأخير أن «حزب الله» وأذرع إيران الأخرى لم تسجل أي خرق دولي مثل الذي يفعله الحوثي، بضرب مؤسسات التجارة الدولية غير المملوكة للحكومات أصلاً، فالشركات اليوم - وفق تعبيره - هي شركات متعددة تديرها بورصات وشركات تأمين وإعادة التأمين وتشغيل وإيجارات وملكيات عدة.

‏وقال إنه بدلاً من التركيز على فرصة السلام واستغلال إعادة تشغيل ميناء الحديدة لما فيه صالح الناس، يثبت الحوثي يوماً بعد يوم أنه غير قادر أصلاً على أن يكون يمنياً يقدر مصلحة البلاد والناس الذين تحت سلطته وسطوته.

و‏من جهته، يحذر الباحث إبراهيم جلال من أن المغامرات الحوثية المتكررة التي تستهدف خطوط الملاحة الدولية سترفع تكلفة تأمين النقل والبضائع، ومن ثم ارتفاع الأسعار، كما أنها ستخلق مبررات متعددة لعسكرة خليج عدن والبحار المرتبطة به، من حيث الأساطيل البحرية والقواعد العسكرية والتدابير الأمنية لدول متعددة على المدى المتوسط.

أما الصحافي اليمني صادق الوصابي فيرى أن القرصنة هي وظيفة الحوثيين منذ زمن وليس الآن على حد تعبيره، وقال إنهم ومنذ سنوات، يقومون بقرصنة ونهب سفن الصيادين اليمنيين واعتقالهم والدفع بهم نحو هاوية الفقر والجوع، ويمتهنون التهريب وتفخيخ السفن والقوارب منذ أن سيطروا على أجزاء من سواحل البلاد، كما وصل بهم الجُرم والقبح لاستهداف النازحين والهاربين بالقوارب في عدن عام 2015 وقتل العشرات منهم. ‏

تنشط القوات الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن لتأمين الملاحة (البحرية الأميركية)

وكانت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» قد أعلنت أن مدمرة أميركية أسقطت طائرات مسيّرة عدة، الأحد، خلال تقديمها الدعم لسفن تجارية في البحر الأحمر استهدفتها هجمات من اليمن.

وقالت «سنتكوم» في بيان: «وقعت 4 هجمات على 3 سفن تجارية تبحر بشكل منفصل في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر». وأضاف البيان أن «المدمرة يو إس إس كارني» من فئة آرلي بيرك استجابت لنداءات استغاثة من السفن، وقدمت لها المساعدة»، وأسقطت 3 طائرات مسيّرة كانت متجهة إلى المدمّرة خلال النهار.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يعلنون هجوماً ضد إسرائيل ويزعمون إسقاط مسيرة أميركية

العالم العربي صاروخ زعمت الجماعة الحوثية أنه «فرط صوتي» أطلقته باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)

الحوثيون يعلنون هجوماً ضد إسرائيل ويزعمون إسقاط مسيرة أميركية

تبنّت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، أولى هجماتها ضد إسرائيل منذ فوز ترمب بالرئاسة، كما زعمت إسقاط مسيّرة أميركية وأقرت بتلقي غارتين في الحديدة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

شهدت معسكرات تدريب تابعة للجماعة الحوثية في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها، خلال الأيام الأخيرة، فراراً للمئات من المجندين ممن جرى استقطابهم.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي رجل مؤيد للحوثين يحمل صاروخاً وهمياً خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

الحوثيون يستهدفون قاعدة عسكرية إسرائيلية بصاروخ فرط صوتي

كشف العميد يحيى سريع المتحدث العسكري باسم «الحوثيين» في اليمن، اليوم (الجمعة)، إن الجماعة استهدفت قاعدة نيفاتيم الجوية بجنوب إسرائيل بصاروخ.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)

«الوزراء اليمني» يناقش إنقاذ الاقتصاد في اجتماع استثنائي

عقدت الحكومة اليمنية اجتماعاً استثنائياً لمناقشة خطة إنقاذ اقتصادي تتوافق مع أولويتها وبرنامجها في الإصلاحات وإنهاء الانقلاب الحوثي واستكمال استعادة الدولة.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي 59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)

اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

كشف تقرير حديث عن أن حالات الكوليرا في اليمن ارتفعت إلى نحو 219 ألف حالة منذ مطلع العام الحالي، أغلب هذه الحالات تم تسجيلها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
TT

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)

شهدت معسكرات تدريب تابعة للجماعة الحوثية في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها خلال الأيام الأخيرة، فراراً لمئات المجندين ممن جرى استقطابهم تحت مزاعم إشراكهم فيما تسميه الجماعة «معركة الجهاد المقدس» لتحرير فلسطين.

وتركزت عمليات الفرار للمجندين الحوثيين، وجُلهم من الموظفين الحكوميين والشبان من معسكرات تدريب في مدينة صنعاء، وفي أماكن أخرى مفتوحة، في مناطق بلاد الروس وسنحان وبني مطر وهمدان في ضواحي المدينة.

جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في صنعاء للتعبئة القتالية (فيسبوك)

وتحدّثت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، عن فرار العشرات من المجندين من معسكر تدريبي في منطقة جارف جنوب صنعاء، وهو ما دفع وحدات تتبع جهازي «الأمن الوقائي»، و«الأمن والمخابرات» التابعين للجماعة بشن حملات تعقب وملاحقة بحق المئات ممن قرروا الانسحاب من معسكرات التجنيد والعودة إلى مناطقهم.

وذكرت المصادر أن حملات التعقب الحالية تركّزت في أحياء متفرقة في مديريات صنعاء القديمة ومعين وآزال وبني الحارث، وفي قرى ومناطق أخرى بمحافظة ريف صنعاء.

وأفادت المصادر بقيام مجموعات حوثية مسلحة باعتقال نحو 18 عنصراً من أحياء متفرقة، منهم 9 مراهقين اختطفوا من داخل منازلهم في حي «السنينة» بمديرية معين في صنعاء.

وكان الانقلابيون الحوثيون قد دفعوا منذ مطلع الشهر الحالي بمئات المدنيين، بينهم شبان وأطفال وكبار في السن وموظفون في مديرية معين، للمشاركة في دورات تدريب على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة استعداداً لإشراكهم فيما تُسميه الجماعة «معركة تحرير فلسطين».

ملاحقة الفارين

يتحدث خالد، وهو قريب موظف حكومي فرّ من معسكر تدريب حوثي، عن تعرُّض الحي الذي يقطنون فيه وسط صنعاء للدَّهم من قبل مسلحين على متن عربتين، لاعتقال ابن عمه الذي قرر الانسحاب من المعسكر.

ونقل أحمد عن قريبه، قوله إنه وعدداً من زملائه الموظفين في مكتب تنفيذي بمديرية معين، قرروا الانسحاب من الدورة العسكرية بمرحلتها الثانية، بعد أن اكتشفوا قيام الجماعة بالدفع بالعشرات من رفقائهم ممن شاركوا في الدورة الأولى بوصفهم تعزيزات بشرية إلى جبهتي الحديدة والضالع لمواجهة القوات اليمنية.

طلاب مدرسة حكومية في ريف صنعاء يخضعون لتدريبات قتالية (فيسبوك)

ويبرر صادق (40 عاماً)، وهو من سكان ريف صنعاء، الأسباب التي جعلته ينسحب من معسكر تدريبي حوثي أُقيم في منطقة جبلية، ويقول إنه يفضل التفرغ للبحث عن عمل يمكّنه من تأمين العيش لأفراد عائلته الذين يعانون شدة الحرمان والفاقة جراء تدهور وضعه المادي.

ويتّهم صادق الجماعة الحوثية بعدم الاكتراث لمعاناة السكان، بقدر ما تهتم فقط بإمكانية إنجاح حملات التعبئة والتحشيد التي تطلقها لإسناد جبهاتها الداخلية، مستغلة بذلك الأحداث المستمرة في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وكان سكان في صنعاء وريفها قد اشتكوا من إلزام مشرفين حوثيين لهم خلال فترات سابقة بحضور دورات عسكرية مكثفة تحت عناوين «طوفان الأقصى»، في حين تقوم في أعقاب اختتام كل دورة بتعزيز جبهاتها في مأرب وتعز والضالع والحديدة وغيرها بدفعات منهم.

وكثّفت الجماعة الحوثية منذ مطلع العام الحالي من عمليات الحشد والتجنيد في أوساط السكان والعاملين في هيئات ومؤسسات حكومية بمناطق تحت سيطرتها، وادّعى زعيمها عبد الملك الحوثي التمكن من تعبئة أكثر من 500 ألف شخص.