«رئاسية مصر»: تكثيف للدعاية... ومساعٍ لتجاوز «انقسام المعارضة»

قبل أيام من بدء التصويت في الخارج

وزيرة الهجرة سها الجندي خلال لقاء مع رموز الجالية المصرية بالإمارات (وزارة الهجرة)
وزيرة الهجرة سها الجندي خلال لقاء مع رموز الجالية المصرية بالإمارات (وزارة الهجرة)
TT

«رئاسية مصر»: تكثيف للدعاية... ومساعٍ لتجاوز «انقسام المعارضة»

وزيرة الهجرة سها الجندي خلال لقاء مع رموز الجالية المصرية بالإمارات (وزارة الهجرة)
وزيرة الهجرة سها الجندي خلال لقاء مع رموز الجالية المصرية بالإمارات (وزارة الهجرة)

في الوقت الذي كثف مرشحو الانتخابات الرئاسية المصرية دعايتهم الانتخابية، قبل أيام من بدء التصويت بالخارج بداية الشهر المقبل، يسعى المرشح فريد زهران إلى تجاوز «انقسام» قوى المعارضة، عقب إعلان بعض أحزاب «الحركة المدنية الديمقراطية» مقاطعة الانتخابات ورفض دعم أي مرشح.

وتضم قائمة المتنافسين في الانتخابات، التي تنطلق في الخارج أيام 1 و2 و3 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وفي الداخل أيام 10 و11 و12 من الشهر ذاته، الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، المرشح «الأوفر حظاً»، والذي يسعى إلى ولاية ثالثة، إضافة إلى رئيس «الحزب الديمقراطي الاجتماعي» فريد زهران، ورئيس حزب «الوفد» عبد السند يمامة، ورئيس حزب «الشعب الجمهوري» حازم عمر.

وواصل المرشحون حملاتهم الانتخابية عبر مؤتمرات جماهيرية بمحافظات مختلفة، ولقاءات تلفزيونية.

وترفع حملة السيسي، الذي بدأ حكمه عام 2014، شعار «معاك هنكمل الحلم». واعتبرت الحملة في بيان لها عبر صفحتها على «فيسبوك»، الأربعاء، الانتخابات «فرصة لخلق حالة زخم سياسي» في البلاد، مؤكدة أن انتخاب السيسي هدفه «استكمال مسيرة البناء والعمل والتنمية».

لافتة دعائية للمرشح عبد السند يمامة (حزب الوفد)

وشارك المرشحون الثلاثة في لقاءات تلفزيونية عدة لشرح تفاصيل برامجهم الانتخابية، ورؤيتهم للقضايا الوطنية والإقليمية خلال الفترة المخصصة للدعاية، والتي بدأت في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وتنتهي في 29 من الشهر ذاته.

وحول تقييم حملات المرشحين ومدى متابعة الرأي العام، قالت العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة الدكتورة ليلى عبد المجيد لـ«الشرق الأوسط»: «فيما يتعلق بإتاحة ظهور المرشحين في وسائل الإعلام والفضائيات بفرص متساوية فهذا أمر تم بشكل جيد»، لكن، بحسب عبد المجيد، فإن «وصول ما قاله المرشحون إلى الجمهور أمر يصعب قياسه... خصوصاً في ظل انشغال المصريين بمتابعة أخبار حرب غزة مقابل تراجع الاهتمام بالانتخابات الرئاسية».

بدوره، يسعى المرشح فريد زهران إلى تجاوز «انقسام المعارضة» منذ أن أعلنت «الحركة المدنية الديمقراطية» (تجمع معارض يضم 12 حزبا وشخصيات عامة) عدم تقدمها بمرشح أو دعمها لمرشح. واستبعد نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع إمكانية تجاوز «انقسام المعارضة»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «من الممكن تجاوز الخلاف داخل المعارضة عقب الانتخابات الرئاسية، لكن قبلها أمر صعب، إذ إن كل طرف حدد موقفه».

وبشأن ما إذا كان يمكن اعتبار نتائج تصويت المصريين بالخارج مؤشرا ينبئ باتجاهات التصويت، قال ربيع إن «المزاج التصويتي للمصريين بالخارج والداخل واحد، لذلك يمكن اعتبار نتائج الخارج مؤشراً».

وكان حزبا «المصري الديمقراطي الاجتماعي» و«العدل» أعلنا في وقت سابق تجميد عضويتهما في «الحركة المدنية الديمقراطية» إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية على خلفية إعلان الحركة عدم تقدمها بمرشح أو دعمها لأي مرشح. وقال نائب رئيس حزب «المصري الديمقراطي الاجتماعي»، عضو مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية للبرلمان) محمود سامي لـ«الشرق الأوسط» إنه «حتى الآن لا توجد بوادر لتجاوز الخلاف مع الحركة المدنية، لكن من غير المستبعد أن تغير الحركة موقفها وتدعم فريد زهران في اللحظات الأخيرة».

غير أن القيادي بحزب «التحالف الشعبي الاشتراكي» (أحد أحزاب الحركة المدنية) طلعت فهمي، جدد تأكيده أن «موقف الحركة ثابت ولا توجد احتمالات لتغييره»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الحركة ليس لها مرشح ولن تدعم أي مرشح»، وربما «نتحاور بعد الانتخابات حول نقاط الخلاف».

مؤتمر جماهيري لدعم الرئيس السيسي بالإسكندرية (حزب مستقبل وطن)

في غضون ذلك، واصلت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج السفيرة سها جندي جولاتها الخارجية ضمن مبادرة «شارك بصوتك» لحث المصريين بالدول العربية والأجنبية على المشاركة بالتصويت في الانتخابات الرئاسية، حيث التقت أعضاء بالجالية المصرية بالإمارات.

ووفق بيان، قالت جندي، (الأربعاء) مخاطبة رموز الجالية المصرية بالإمارات: «صوت المصري بالخارج أمانة، خاصة في ظل هذه الظروف التي يعاني منها العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط، وما بها من حالة عدم استقرار في العديد من الدول الشقيقة المجاورة، وهذا ما يجعل مشاركة كل مصري في هذا الاستحقاق غاية في الأهمية».


مقالات ذات صلة

أزمة «الوفد» المصري تتصاعد بعد انسحاب البدوي

شمال افريقيا رئيس حزب الوفد عبد السند يمامة وبجواره السيد البدوي خلال اجتماع سابق (الحزب)

أزمة «الوفد» المصري تتصاعد بعد انسحاب البدوي

تصاعدت أزمة حزب الوفد المصري على خلفية إعلان رئيسه الأسبق، السيد البدوي، انسحابه الكامل من المشهد «الوفدي».

عصام فضل (القاهرة)
شمال افريقيا ملف المياه تصدر محادثات وزير الخارجية المصري ووزير التجارة والصناعة بجنوب السودان (الخارجية المصرية)

مصر تشدد على أهمية أمنها المائي في ظل تواصل نزاع السد الإثيوبي

شددت مصر على «أهمية أمنها المائي»، ودعت مجدداً إلى «ضرورة احترام قواعد القانون الدولي، والالتزام بمبدأ التوافق بين دول حوض النيل».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق ميدان حيّ «جاردن سيتي» الجديد (وزارة الإسكان المصرية)

مصر تستوحي الطراز الفرنسي القديم في «جاردن سيتي الجديد»

على الرغم من إنشاء تجمّعات سكنية فاخرة في ضواحي العاصمة المصرية، فإنّ الحيّ الراقي العتيق لم يفقد بريقه، وظلَّ يُعدُّ إحدى الوجهات المفضّلة للإقامة لدى كثيرين.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي خلال تفقده الأكاديمية العسكرية المصرية (الرئاسة المصرية)

السيسي يطمئن المصريين بشأن القدرة على تجاوز «الظروف الصعبة»

للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، يعمد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى طمأنة المصريين بشأن قدرة بلاده على تجاوز «الظروف الصعبة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
العالم العربي ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)

السعودية ومصر لوضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى» بين البلدين

قال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في تصريحات متلفزة، مساء الخميس: «نعمل حالياً على وضع الهيكل التنسيقي للمجلس المصري - السعودي».

فتحية الدخاخني (القاهرة )

شركاء العمل الإنساني في اليمن يوسّعون المساعدات النقدية

عدد المحتاجين للمساعدات الغذائية في اليمن ارتفع إلى 19 مليون شخص (الأمم المتحدة)
عدد المحتاجين للمساعدات الغذائية في اليمن ارتفع إلى 19 مليون شخص (الأمم المتحدة)
TT

شركاء العمل الإنساني في اليمن يوسّعون المساعدات النقدية

عدد المحتاجين للمساعدات الغذائية في اليمن ارتفع إلى 19 مليون شخص (الأمم المتحدة)
عدد المحتاجين للمساعدات الغذائية في اليمن ارتفع إلى 19 مليون شخص (الأمم المتحدة)

أكد شركاء العمل الإنساني في اليمن توسيع نطاق المساعدات النقدية خلال السنوات الأخيرة، إذ أصبحت شكلاً شائعاً بشكل متزايد من أشكال المساعدة في العمل الإنساني. وقالوا إنه وحتى شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، تم توزيع 153 مليون دولار من المساعدات النقدية ووصلت القسائم إلى مليوني شخص.

وبيّن الشركاء الإنسانيين، في تقريرهم، أن الكثير من الدعم في اليمن جاء في شكل مساعدات نقدية متعددة الأغراض، وهو شكل من أشكال التحويل النقدي غير المشروط الذي يمكن الناس من تلبية الاحتياجات الأساسية المختلفة، بما في ذلك الغذاء والمياه والصرف الصحي والمأوى والأدوية، مما يتيح المرونة للأسر لاتخاذ خياراتها الخاصة.

وحسب هذه البيانات، فإنه وفي العديد من السياقات، توفر المساعدات النقدية وقسائم المساعدات العينية أداةً فعالةً من حيث التكلفة، وتعمل على تمكين الأشخاص المتضررين من الأزمة.

مسنّ يسير في مخيم مؤقت للنازحين في منطقة الخوخة اليمنية، جنوب الحديدة (أ.ف.ب)

ووفقاً لملحوظات الأشخاص المستفيدين، أفاد 94 في المائة من الأشخاص الذين تلقوا المساعدات النقدية متعددة الأغراض بأنهم راضون عن المساعدة المقدمة، وبين 97 في المائة أنهم أصبحوا قادرين على تلبية جميع أو معظم احتياجاتهم.

وبالإضافة إلى ذلك، ذكر جميع المستفيدين تقريباً أنهم شهدوا تحسناً في ظروف معيشتهم، وزاد وصول الأسر إلى المواد غير الغذائية الأساسية بأكثر من أربعة أضعاف، من 11 إلى 58 في المائة.

تأثيرات إيجابية

وفق تقرير الشركاء الإنسانيين في اليمن، عندما يتلقى الناس مساعدة نقدية، فإنها تولد أيضاً تأثيرات إيجابية في المجتمع من خلال تحفيز الأسواق والاقتصادات المحلية. كما أظهرت ردود الفعل أن 84 في المائة من أولئك الذين تلقوا المساعدات النقدية لم يعودوا يلجأون إلى آليات مواجهة ضارة مثل عمالة الأطفال وتقليل تواتر الوجبات.

ويظهر التقرير الحديث أن التكاليف التشغيلية تكون أقل بكثير من المساعدة العينية، مما يسمح للجهات الفاعلة الإنسانية بالاستفادة على أفضل وجه من الموارد المحدودة. ويؤكد أن المساعدات النقدية تأتي مع تحديات، خصوصاً في السياقات التي تكون فيها ظروف السوق متقلبة وتتعطل وظائف السوق.

امرأة وصبي يسيران أمام خيمة في مخيم مؤقت للنازحين بسبب الصراع في اليمن (أ.ف.ب)

واستجابة لهذه التحديات، يقول الشركاء الإنسانيون في اليمن إنهم يعملون معاً لمراجعة سلة الإنفاق الدنيا وقيم التحويلات، بحيث تكون التحويلات النقدية مؤثرةً، وتساعد الناس بشكل فعال على تلبية احتياجاتهم على الرغم من تقلبات الأسعار والتضخم، على أن يواصلوا توسيع نطاق التدخلات القائمة على النقد كجزء من خطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة لعام 2025.