مبادرة مصرية لاستقبال أطفال غزة حديثي الولادة

الطفل الفلسطيني عبد الله كحيل في سيارة الإسعاف قبل نقله إلى «معهد ناصر» بالقاهرة (وزارة الصحة المصرية)
الطفل الفلسطيني عبد الله كحيل في سيارة الإسعاف قبل نقله إلى «معهد ناصر» بالقاهرة (وزارة الصحة المصرية)
TT
20

مبادرة مصرية لاستقبال أطفال غزة حديثي الولادة

الطفل الفلسطيني عبد الله كحيل في سيارة الإسعاف قبل نقله إلى «معهد ناصر» بالقاهرة (وزارة الصحة المصرية)
الطفل الفلسطيني عبد الله كحيل في سيارة الإسعاف قبل نقله إلى «معهد ناصر» بالقاهرة (وزارة الصحة المصرية)

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الجهات المعنية في بلاده بـ«سرعة التنسيق لاستقبال الأطفال حديثي الولادة من قطاع غزة»، وفقاً لـ«وكالة أنباء الشرق الأوسط» المصرية الرسمية، في ظل المخاطر التي يتعرضون لها نتيجة القصف الإسرائيلي للمستشفيات ونقص الوقود.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، وفاة 40 مريضاً بمستشفى الشفاء في غزة، بينهم ثلاثة أطفال خدج، منذ 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وتعمل وزارة الصحة المصرية على نقل الأطفال حديثي الولادة من قطاع غزة إلى مصر؛ حفاظاً على أرواحهم. وقال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، خلال اجتماع لـ«مجلس الوزراء» المصري، الخميس، إن «جهوداً تُبذل لنقل 35 طفلاً من الأطفال المبتسرين من مستشفيات غزة إلى المستشفيات المصرية». وأشار الوزير إلى «تجهيز سيارات الإسعاف والحضانات على معبر رفح؛ من أجل استقبال هؤلاء الأطفال، في إطار سعي مصر لنجاح جهود إخلائهم، اليوم».

كما أعلن عبد الغفار نقل الطفل الفلسطيني المصاب في قدمه عبد الله كحيل من رفح إلى «معهد ناصر» بالقاهرة، الخميس؛ لتلقّي الرعاية الصحية اللازمة، بناء على توجيه الرئيس السيسي، بعد تداول استغاثة الطفل للعلاج في مصر، عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان الطفل الفلسطيني قد أثار تعاطفاً كبيراً، بعدما وجّه رسالة قال فيها: «كلِّموا المصريين يخلوني أمشي». ويعاني الطفل من «إصابة كبيرة في قدمه نتيجة قصف لمنزل عائلته»، ويأمل ألا يجري بترها.

وذكرت «الصحة» المصرية أنه جرى تخصيص سيارة إسعاف مجهزة يرافقها طاقم طبي، لنقل الطفل إلى مستشفى «معهد ناصر» بالقاهرة، وتقييم حالته الصحية، وتحديد الإجراءات الطبية اللازمة لعلاجه على وجه السرعة.

وعلى مدار الأيام الماضية، تستقبل مصر، عبر معبر رفح الحدودي، عدداً من الجرحى الفلسطينيين. ووفق وزير الصحة المصري، فإن 70 في المائة من المرضى الوافدين من غزة ما بين أطفال ونساء وكبار سن. وقال عبد الغفار إن «مصر لديها الاستعداد التام للتعامل مع أي حالات مَرَضية من الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة، وتقديم الخدمات الطبية المطلوبة».


مقالات ذات صلة

نتنياهو: تدمير «حماس» أكثر أهمية من تحرير الرهائن

المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) مع والد أحد الجنود الإسرائيليين القتلى (أ.ب)

نتنياهو: تدمير «حماس» أكثر أهمية من تحرير الرهائن

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانتصار على حركة «حماس» بأنه يعد «هدفاً أكثر أهمية» في الحرب بقطاع غزة من عودة الرهائن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري ستيف ويتكوف وماركو روبيو في باريس في 17 أبريل 2025 (أ.ب)

تحليل إخباري ستيف ويتكوف رجل المهمات الصعبة في عهد ترمب الثاني

يصف البعض مبعوث ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بـ«وزير خارجية الظل»، فالدور الذي لعبه حتى الساعة في إدارة ترمب يحاكي تقليدياً دور وزير الخارجية.

رنا أبتر (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

نتنياهو يلتقي الجمعة وزير الدفاع ورئيس الأركان لمناقشة توسيع العمليات في غزة

أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الخميس، بأن رئيس أركان الجيش، إيال زامير، قال إن قواته على استعداد لتوجيه «ضربة قاصمة» لحركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينية تحمل ابنها الذي قُتل في غارة جوية للجيش الإسرائيلي خلال جنازته في المستشفى الإندونيسي ببيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ب)

مقتل 14 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على غزة

قتل 14 فلسطينياً في قصف الجيش الإسرائيلي على عدة مناطق بقطاع غزة منذ فجر اليوم الخميس

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يتلقون تبرعات غذائية بمركز توزيع في خان يونس بقطاع غزة (أ.ب)

غزة: «وورلد سنترال كيتشن» تحذر من تفاقم أزمة الغذاء  

حذَّر مؤسِّس منظمة «وورلد سنترال كيتشن» الإغاثية خوسيه أندريس، اليوم (الخميس)، من تفاقم أزمة الغذاء في قطاع غزة، داعياً إسرائيل إلى فتح ممرات إنسانية على الفور.

«الشرق الأوسط» (غزة)

​مقاطعة البضائع الأميركية... ذريعة حوثية لابتزاز التجار

حوثيون على متن دورية أثناء اعتقالهم تجاراً وأصحاب مهن في صنعاء (الشرق الأوسط)
حوثيون على متن دورية أثناء اعتقالهم تجاراً وأصحاب مهن في صنعاء (الشرق الأوسط)
TT
20

​مقاطعة البضائع الأميركية... ذريعة حوثية لابتزاز التجار

حوثيون على متن دورية أثناء اعتقالهم تجاراً وأصحاب مهن في صنعاء (الشرق الأوسط)
حوثيون على متن دورية أثناء اعتقالهم تجاراً وأصحاب مهن في صنعاء (الشرق الأوسط)

دهمت الجماعة الحوثية عدداً من الشركات والمحلات التجارية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء ومدن أخرى، بهدف فرض مزيد من الإتاوات بالقوة، تحت ذريعة مقاطعة البضائع الأميركية.

واشتكى تجار ورجال أعمال في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من استمرار المضايقات الحوثية لهم، وأفادوا بأن مندوبين برفقة مسلحين يتبعون وزارة التجارة في حكومة الانقلاب اقتحموا العشرات من الشركات والمحال التجارية بمناطق متفرقة بصنعاء بغية الابتزاز، وتحت ذريعة مقاطعة المنتجات والسلع الأميركية.

وكشف تجار في مناطق باب اليمن والتحرير وشميلة والزبيري وشارع الستين بصنعاء، عن قيام عناصر الجماعة أثناء عملية الدهم بتفتيش المستودعات وحصر البضائع بغية الاستيلاء عليها بالقوة بزعم أنها سلع تخضع لقرار المقاطعة.

وأوضحوا أن مندوبي الجماعة خيروهم بين دفع إتاوات بوصفها غرامة تأديبية أو مصادرة كميات السلع والبضائع التي كان التجار أعادوا تخزينها خوفاً من مصادرتها.

عنصر حوثي في صنعاء يجمع التبرعات لصالح «حزب الله» اللبناني (إكس)
عنصر حوثي في صنعاء يجمع التبرعات لصالح «حزب الله» اللبناني (إكس)

وكان رئيس مجلس الحكم الحوثي الانقلابي مهدي المشاط، أعلن قبل أيام عن قرار يقضي بمنع دخول وتداول المنتجات الأميركية في مناطق سيطرة الجماعة، مع منح مهلة للتجار تبلغ ثلاثة أشهر لتنفيذ القرار، مع التهديد باتخاذ «عقوبات صارمة» بحق المخالفين.

وفي حين لم تصدر وزارة التجارة الخاضعة للجماعة أي قوائم تتعلق بالبضائع والمنتجات الخارجية التي شملها قرار المقاطعة، يتخوف التجار في صنعاء من تصاعد حملات النهب والابتزاز ضدهم وفق الذريعة نفسها، مرجحين أن يؤدي القرار الحوثي إلى مزيد من التهاوي للاقتصاد الذي يعاني أصلاً من الانهيار المستمر، حيث يعتمد غالبيتهم على الاستيراد لتلبية الاحتياجات الأساسية.

حملة تعسف

يتحدث خالد، وهو مالك مول تجاري بصنعاء تعرض للدهم الحوثي، لـ«الشرق الأوسط»، عن أن عناصر الجماعة قاموا باقتحام أحد المخازن التابعة له في شارع الستين لغرض الاستيلاء على كميات من المنتجات والسلع المتنوعة كان التاجر قد امتنع عن بيعها وألقاها بذلك المخزن استجابة لدعوة المقاطعة.

ولدى محاولة التاجر إقناع مندوبي الجماعة بأن هذه المنتجات لم تعد معروضة للبيع لكونها وضعت في المخازن، فرض الحوثيون غرامة مالية عليه تقدر بنحو 150 ألف ريال يمني (الدولار يساوي نحو 530 ريالاً يمنياً بمناطق الحوثيين) بذريعة عدم التزامه بتصريفها في الأشهر السابقة.

الضربات الأميركية دمرت مستودعات الوقود في ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين (رويترز)
الضربات الأميركية دمرت مستودعات الوقود في ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين (رويترز)

ويتهم التاجر الجماعة الحوثية بالسعي مُجدداً لابتزاز التجار وفرض جبايات بالقوة دعماً للمجهود الحربي، تحت عدة أسماء غير قانونية.

ويعاني القطاع الخاص اليمني، بما فيه القطاعان التجاري والصناعي، منذ أكثر من 10 أعوام أعقبت الانقلاب الحوثي والحرب، من سلسلة حملات تعسف ونهب وإغلاق ومصادرة وفرض جبايات مالية غير قانونية.

أسوأ الاقتصادات

يأتي التعسف الحوثي ضد التجار في وقت أظهرت فيه شركة «براند فيجين» المعنية برصد العلامات التجارية، بحسب تقرير حديث - أن اليمن ضمن قائمة أسوأ ثمانية اقتصادات في العالم في عام 2025، واحتل اليمن - وفق القائمة - المرتبة الثانية.

باعة يتعرضون للابتزاز من قبل مسلحي الجماعة الحوثية (فيسبوك)
باعة يتعرضون للابتزاز من قبل مسلحي الجماعة الحوثية (فيسبوك)

ودمّر الانقلاب والحرب الحوثية كل القطاعات في اليمن، ما أدى إلى حالات ركود متكررة، حيث شهد اليمن بالفترة بين 2015 و2023 انخفاضاً بنسبة 54 في المائة بنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، ما ترك غالبية اليمنيين في حالات فقر متفاوتة، وفق ما ذكره البنك الدولي.

وسبق أن شنت جماعة الحوثيين في أوقات سابقة حملات ابتزاز على عدد من الشركات والمحلات التجارية في صنعاء ومدن أخرى بذريعة مقاطعة المنتجات الأميركية، حيث تسعى الجماعة من خلال ذلك إلى تضييق الخناق على ما تبقى من التجار الذين يعملون في البلاد لإحلال طبقة جديدة من التجار التابعين لها مكانهم.