«الديمقراطي الكردستاني» يسلّم مقره المتقدم إلى جامعة كركوك

أنهى أزمة سياسية تهدد بتفجر الأوضاع في المحافظة

نائب رئيس البرلمان الاتحادي شاخوان عبد الله خلال المؤتمر الصحافي (شبكة رووداو)
نائب رئيس البرلمان الاتحادي شاخوان عبد الله خلال المؤتمر الصحافي (شبكة رووداو)
TT

«الديمقراطي الكردستاني» يسلّم مقره المتقدم إلى جامعة كركوك

نائب رئيس البرلمان الاتحادي شاخوان عبد الله خلال المؤتمر الصحافي (شبكة رووداو)
نائب رئيس البرلمان الاتحادي شاخوان عبد الله خلال المؤتمر الصحافي (شبكة رووداو)

سلّم الحزب «الديمقراطي» الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني، اليوم الأحد، مقره المتقدم في محافظة كركوك إلى جامعتها «ليكون في خدمة طلب العلم والمثقفين في المدينة». وفق بيان أصدره الحزب في وقت سابق.

وجرت مراسم التسليم بحضور نائب رئيس البرلمان الاتحادي والقيادي في الحزب الديمقراطي، شاخوان عبد الله، ورئيس جامعة كركوك وقائد العمليات.

وقال عبد الله خلال مؤتمر صحافي عقد بالمناسبة: «سنقوم اليوم رسمياً بإهداء مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في كركوك إلى جامعة كركوك، الرئيس مسعود بارزاني قرر تقديم المقر هدية إلى جامعة كركوك».

وأعرب عبد الله عن شكره وتقديره لرئيس الوزراء محمد السوداني بالنظر إلى «التزامه بالاتفاق السياسي المبرم بين أطراف ائتلاف إدارة الدولة، الذي ينص أحد بنوده على عودة الحزب الديمقراطي إلى كركوك وإعادة فتح مقراته».

وأشار إلى أن «هناك خطوات أخرى خلال الأيام المقبلة لافتتاح مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني لممارسة عمله السياسي كباقي الأحزاب السياسية في كركوك».

وتفجرت أزمة عودة الحزب الديمقراطي إلى مقره المتقدم الذي تسيطر عليه قيادة العمليات العسكرية منذ 6 سنوات، مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد مطالبة الحزب الديمقراطي باستعادة مقره، مما دفع الطرفين العربي والتركماني إلى رفض ذلك، وتنظيم مظاهرات واعتصامات أمام المقر للحيلولة دون عودة الديمقراطي الذي يتهمونه بارتكاب «ممارسات تعسفية» خلال مرحلة هيمنته على المحافظة قبل عام 2017.

وفي تطور لاحق من شهر سبتمبر الماضي، وقعت صدامات بين القوات الأمنية والمتظاهرين المؤيدين للحزب الديمقراطي أودت بحياة ثلاثة عناصر من قوات البيشمركة الكردية، وضمنهم ضابط برتبة مقدم وجرح آخرين، قبل أن تتدخل الحكومة الاتحادية وتعلن حظراً للتجوال في المحافظة لنزع فتيل الأزمة.

وبنظر المراقبين، فإن تسليم الحزب الديمقراطي مقره إلى جامعة كركوك، من شأنه أن ينهي أزمة سياسية استمرت عدة أشهر، ويمهد أجواءً مناسبة لإجراء الانتخابات المحلية المقررة منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ويتنافس في الانتخابات التي جرت مرة واحدة في كركوك بعد 2003، ثلاث مجموعات رئيسية في المحافظة، الأكراد الذين يمثلون تقريباً نصف سكان المحافظة من جهة، في مقابل النصف الآخر الذي يمثله العرب والتركمان. لكن الترجيحات تشير إلى إمكانية خسارة الأكراد لأغلبيتهم العددية بالنظر للتنافس والانقسامات الحادة بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي. ووجدت بعض الفصائل الشيعية المسلحة، موطئ قدم لها في المدينة عبر تحالفها مع بعض الأحزاب والكتل التركمانية والعربية (سنية في معظمها) لمواجهة النفوذ السياسي التقليدي للأكراد في المحافظة بحكم أغلبيتهم السكانية.

وكان النائب العربي عن محافظة كركوك وصفي العاصي، عمل بقوة على عدم استعادة الحزب الديمقراطي مقره المتقدم، بعد أن قدّم، مطلع سبتمبر الماضي، طلباً إلى المحكمة الاتحادية يقضي بـ«إلزام المدعى عليه الأول (رئيس الوزراء محمد شياع السوداني) إلغاء أمر العمليات المشتركة بالعدد (843) لسنة 2023 الخاص بنقل مقر عمليات كركوك من مكانه الحالي وتسليمه خالياً من الشواغر». فاستجابت المحكمة إلى طلبه بإصدار أمر ولائي بإيقاف عملية التسليم.

وبعد أن استتب الهدوء النسبي في المحافظة عادت المحكمة وردت دعوى وصفي العاصي وسمحت بتسليم المقر إلى الحزب الديمقراطي الذي أهداه بدوره إلى جامعة كركوك، تجنباً لما قد يثيره قرار العودة إليه من مشاكل جديدة في محافظة متنازع عليها وتتقاسمها الصراعات السياسية، خاصة مع عدم تطبيق المادة 140 من الدستور الدائم الذي أقره بعد عام 2003، التي تتعلق بتطبيع الأوضاع كركوك.


مقالات ذات صلة

تركيا تحذر من «تغيير ديموغرافي» في كركوك

شؤون إقليمية موظف عراقي يتصفح جهازاً لوحياً لإجراء التعداد السكاني (أ.ف.ب)

تركيا تحذر من «تغيير ديموغرافي» في كركوك

حذرت تركيا من عمليات «تخل بالتركيبة الديموغرافية» لمحافظة كركوك العراقية، داعية إلى حماية حقوق التركمان بسبب «تطورات مقلقة» في نطاق التعداد السكاني.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قوة عسكرية مشتركة بين «البيشمركة» والجيش العراقي (موقع باس الكردي)

تفجير يودي بضباط وجنود من الجيش العراقي و«قوات البيشمركة» الكردية

أعلنت وزارة «البيشمركة» في حكومة إقليم كردستان، مقتل عدد من الضباط وجرح جنود، جراء انفجار أكثر من عبوة مزروعة في المكان نفسه، محدثة انفجاراً سُمع لمسافات بعيدة.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي بارزاني خلال مراسم حفل التخرج (الشرق الأوسط)

نيجرفان بارزاني: «البيشمركة» جزء رئيسي من منظومة الدفاع العراقية

جدد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، السبت، دعواته المتكررة لتوحيد صفوف قوات الأمن الكردية (البيشمركة) وعدها جزءاً مهماً من منظومة الدفاع العراقية.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي مركب سياحي في البصرة (أ.ف.ب)

بغداد ترفض طلباً كردياً بتأجيل التعداد السكاني في المناطق «المتنازع عليها»

رفضت الحكومة المركزية في بغداد طلباً لحكومة إقليم كردستان بتأجيل إجراء التعداد السكاني في المناطق «المتنازع عليها» إلى موعد لاحق.

حمزة مصطفى (بغداد)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.